مصطفى سامي : الثابت والمتغير
#الحوار_المتمدن
#مصطفى_سامي أثناء حكم محمد علي لمصر كان مزيف النقود يعاقب بالشنق على باب زويلة وتتدلى قطعة من العملة من أنفه، وكان المحتسب يمزق أنوف بعض الجزارين ويعلق قطعا من اللحم فيها كعقاب على بيع اللحم فيها بسعر أعلى مما حددته الحكومة. أما بائعوا الكنافة الذين كانوا يغشون في الوزن أو السعر فكانوا يعاقبون بإجبارهم على الجلوس على مقلاة الكنافة وهي فوق النار.(1)تلك العقوبات هي جزء يسير من العقوبات الجسدية التي كان يتفنن الحكام في تطبيقها على أجساد محكوميهم، ولم تكن مقتصرة على زمان محمد علي أو على المصريين، وإنما ظلت على مدى قرون تطبق على نطاق واسع.ولازال البعض حتى يومنا هذا يتحدث عن تطبيق العقوبات الجسدية كقطع اليد والجلد والرجم باعتبارها أشياء مقدسة وجزءا من الشريعة الإسلامية، وهذا للأسف لأن معظم رجال الدين لايعرفون شيئا عن علوم الاجتماع والتاريخ والسياسة والعلوم الطبيعية ولايستطيعون التفرقة بين ماهو مقدس ثابت لايتغير بتغير الزمان والمكان وبين ماهو خاضع لظروف المجتمع والسياسة وقابل للتغيير بل يصبح أحيانا حتمي التغيير فيخلق صراعا داخليا في نفوس من يعتقده مقدسا لايتغير قد يتطور إلى صراعات خارجية بينه وبين مجتمعه وعالمه حين يقرر أن بمقدوره إعادة عجلة التاريخ للوراء وهو مايستحيل فعله.تلك العقوبات الوحشية التي طبقها محمد علي كانت مستندة في زعمه على الشريعة الإسلامية التي أباحت مبدأ استخدام العقوبات الجسدية، لكنها بالطبع لم تشمل كل الجرائم لأنها استمدت من زمان ومكان أقدم وأبسط كثيرا من زمان ومكان حكم محمد علي لذا فقد كان عليه ابتكار عقوبة لكل جريمة بأكثر شكل يراه قاسيا ورادعا.وحين أدرك البشر أخيرا أن هذه العقوبات غير إنسانية أولا ولا تحقق الردع والانضباط بالشكل الكافي ثانيا بل تشجع على السخط والتمرد، وأنه يمكن تحقيق النظام والانضباط بطرق أكثر سهولة وأكثر انسانية وتستهدف رفع الوعي أكثر مما تستهدف إهانة وتشويه الجسد فقد تم تغيير تلك العقوبات وتم وضع قوانين جديدة في المجتمعات الحديثة للعقوبات وإعادة التأهيل.إذا فالأمر ليس مرتبطا بشريعة معينة وتصوير شيء كالعقوبات الجسدية وكأنه اختراع إسلامي خالص فيه ظلم للإسلام ممن يدعون الدفاع عنه، فهو أمر مرتبط بزمان معين انتشرت فيه تلك العقوبات في معظم المجتمعات حيث كانت أجساد الحكام مقدسة وأجساد الرعية مستباحة، ولم تكن الظروف والإمكانيات والوعي يسمحون بعد بابتكار وتطبيق نظام جديد للعقوبة في المجتمع الاسلامي.ينطبق ماسبق على الكثير من الأحكام التي يراها رجال الدين مقدسات ثابتة، وهي ليست سوى عادات فرضتها الظروف الاجتماعية آنذاك ونظمتها النصوص الدينية فقط، لكنها لم تقرر أبدا أنها صالحة للأبد ولم تمنع أحدا من تغييرها أو تحديثها طبقا لظروف كل مجتمع وكل عصر.لذا يتحتم اليوم على كل من يتكلمون في الدين أن يكونوا ملمين بالظروف الاجتماعية والسياسية والأسباب الحقيقية وراء تلك الأحكام ليستطيعوا التعامل معها طبقا للظروف بدلا من معاملتها كمقدسات ثابتة لاتتغير والزعم أنه يمكن تطبيقها في دولة حديثة تضم آلاف المؤسسات وملايين المواطنين تماما كما تم تطبيقها في مجتمع صحراوي بدائي تفصله عنا الكثير من المسافات الزمانية والمكانية.(1) الجبرتي، عجائب الآثار، الجزء الرابع. ......
#الثابت
#والمتغير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=708021
#الحوار_المتمدن
#مصطفى_سامي أثناء حكم محمد علي لمصر كان مزيف النقود يعاقب بالشنق على باب زويلة وتتدلى قطعة من العملة من أنفه، وكان المحتسب يمزق أنوف بعض الجزارين ويعلق قطعا من اللحم فيها كعقاب على بيع اللحم فيها بسعر أعلى مما حددته الحكومة. أما بائعوا الكنافة الذين كانوا يغشون في الوزن أو السعر فكانوا يعاقبون بإجبارهم على الجلوس على مقلاة الكنافة وهي فوق النار.(1)تلك العقوبات هي جزء يسير من العقوبات الجسدية التي كان يتفنن الحكام في تطبيقها على أجساد محكوميهم، ولم تكن مقتصرة على زمان محمد علي أو على المصريين، وإنما ظلت على مدى قرون تطبق على نطاق واسع.ولازال البعض حتى يومنا هذا يتحدث عن تطبيق العقوبات الجسدية كقطع اليد والجلد والرجم باعتبارها أشياء مقدسة وجزءا من الشريعة الإسلامية، وهذا للأسف لأن معظم رجال الدين لايعرفون شيئا عن علوم الاجتماع والتاريخ والسياسة والعلوم الطبيعية ولايستطيعون التفرقة بين ماهو مقدس ثابت لايتغير بتغير الزمان والمكان وبين ماهو خاضع لظروف المجتمع والسياسة وقابل للتغيير بل يصبح أحيانا حتمي التغيير فيخلق صراعا داخليا في نفوس من يعتقده مقدسا لايتغير قد يتطور إلى صراعات خارجية بينه وبين مجتمعه وعالمه حين يقرر أن بمقدوره إعادة عجلة التاريخ للوراء وهو مايستحيل فعله.تلك العقوبات الوحشية التي طبقها محمد علي كانت مستندة في زعمه على الشريعة الإسلامية التي أباحت مبدأ استخدام العقوبات الجسدية، لكنها بالطبع لم تشمل كل الجرائم لأنها استمدت من زمان ومكان أقدم وأبسط كثيرا من زمان ومكان حكم محمد علي لذا فقد كان عليه ابتكار عقوبة لكل جريمة بأكثر شكل يراه قاسيا ورادعا.وحين أدرك البشر أخيرا أن هذه العقوبات غير إنسانية أولا ولا تحقق الردع والانضباط بالشكل الكافي ثانيا بل تشجع على السخط والتمرد، وأنه يمكن تحقيق النظام والانضباط بطرق أكثر سهولة وأكثر انسانية وتستهدف رفع الوعي أكثر مما تستهدف إهانة وتشويه الجسد فقد تم تغيير تلك العقوبات وتم وضع قوانين جديدة في المجتمعات الحديثة للعقوبات وإعادة التأهيل.إذا فالأمر ليس مرتبطا بشريعة معينة وتصوير شيء كالعقوبات الجسدية وكأنه اختراع إسلامي خالص فيه ظلم للإسلام ممن يدعون الدفاع عنه، فهو أمر مرتبط بزمان معين انتشرت فيه تلك العقوبات في معظم المجتمعات حيث كانت أجساد الحكام مقدسة وأجساد الرعية مستباحة، ولم تكن الظروف والإمكانيات والوعي يسمحون بعد بابتكار وتطبيق نظام جديد للعقوبة في المجتمع الاسلامي.ينطبق ماسبق على الكثير من الأحكام التي يراها رجال الدين مقدسات ثابتة، وهي ليست سوى عادات فرضتها الظروف الاجتماعية آنذاك ونظمتها النصوص الدينية فقط، لكنها لم تقرر أبدا أنها صالحة للأبد ولم تمنع أحدا من تغييرها أو تحديثها طبقا لظروف كل مجتمع وكل عصر.لذا يتحتم اليوم على كل من يتكلمون في الدين أن يكونوا ملمين بالظروف الاجتماعية والسياسية والأسباب الحقيقية وراء تلك الأحكام ليستطيعوا التعامل معها طبقا للظروف بدلا من معاملتها كمقدسات ثابتة لاتتغير والزعم أنه يمكن تطبيقها في دولة حديثة تضم آلاف المؤسسات وملايين المواطنين تماما كما تم تطبيقها في مجتمع صحراوي بدائي تفصله عنا الكثير من المسافات الزمانية والمكانية.(1) الجبرتي، عجائب الآثار، الجزء الرابع. ......
#الثابت
#والمتغير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=708021
الحوار المتمدن
مصطفى سامي - الثابت والمتغير
مصطفى سامي : ماوراء بايدن
#الحوار_المتمدن
#مصطفى_سامي منذ ظهور نتائج الانتخابات الأمريكية الأخيرة وتأكد فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة بدأ الحديث عن تغير قادم في المعاملة بين الولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط وتمَ تعليل ذلك بوضع حقوق الإنسان في تلك الدول وخصوصاً مصر والسعودية.وبعد تولي بايدن الحكم رسمياً بدأت تتأكد تلك التكهنات بأن تغييراً ما يحدث بالفعل في شكل العلاقات الأمريكية بدول الشرق الأوسط وأن هناك ضغوطاً عدة ينوي بايدن ممارستها على تلك الدول بدعوى انتهاكها للحريات وحقوق الانسان.فهل تلك هي الأسباب الحقيقية لممارسة تلك الضغوطات من جانب الإدارة الأمريكية الجديدة؟ أم أن هناك أسباباً أخرى وراء ذلك التغيير؟منذ أيام قليلة خرج تصريح من إدارة بايدن أنه سيتعامل مع "نظيره" الملك سلمان ولن يتعامل مع محمد بن سلمان، وفي 2013 انحازت إدارة أوباما التي كان بايدن جزءاً منها لحكم الإخوان المسلمين في مصر ضد الجيش وكل القوى السياسية والجماهير التي خرجت لإسقاطهم.. فهل يرى بايدن والديمقراطيون أن الإخوان المسلمين في مصر والحكام الوهابيين التقليديين في السعودية هما من القوى التي يمكنها حماية الحريات وحقوق الإنسان وقيادة تلك البلاد نحو الديمقراطية أم أن هناك أسباباً أخرى تدعو الولايات المتحدة للخوف من الحكام الجدد لتلك الدول ولتفضيل السياسات التقليدية التي استمرت دون تغيير على مدى عقود تحت تأييد ومباركة الأنظمة الأمريكية المتعاقبة سواءاً الديمقراطية منها أو الجمهورية بغض النظر عن الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان؟لنعد للوراء قليلاً.. في القرن الماضي، حين تحررت دول الشرق الأوسط من الاستعمار المباشر للإمبرياليات الأوروبية، وقبل أن تنسحب تلك الدول من مستعمراتها كان عليها التأكد من الحفاظ على مصالحها عبر دعم أنظمة حاكمة جديدة تضمن استمرار تبعية تلك المستعمرات القديمة لدول المركز الرأسمالي، ورغم بعض محاولات التنمية المستقلة والتحرر الوطني من التبعية للغرب لكن تلك المحاولات أجهضت أو ارتدت عن مسارها وخصوصاً مع تصاعد القوة والنفوذ الأمريكي وسقوط الاتحاد السوفييتي الذي كان يدعم تلك المحاولات، واستقر حكم الدول العربية بيد عائلاتٍ أو نخبٍ طفيلية تدعمها جماعات الإسلام السياسي عبر الانفراد بالظهور كقوةٍ معارضةٍ وحيدة وتكفير أيَ حركات معارضة يسارية تسعى لاستنهاض أي مشروع حقيقي للتحرر الوطني من التبعية والتنمية الاقتصادية المستقلة.ظلت العلاقة بين دول المركز الرأسمالي في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية وبين دول الأطراف النامية في الشرق الأوسط مستقرة لعقود على كونها علاقة تبعية من تلك الثانية للأولى، ونمت في معظمها الأفكار الرجعية والطائفية وسط بيئة من الفساد والجهل ومع تراجع أفكار التحرر الوطني والتقدمية وغياب أي مشاريع للاستقلال الاقتصادي والتنمية الحقيقية.إلا أن ذلك الوضع بدأ في التغير منذ سنوات قليلة نتيجة لتغير الظروف الذاتية داخل بعض تلك الدول، وكذلك لتغير الظروف الموضوعية على الصعيد العالمي.. ففي مصر على سبيل المثال أدت الثورات الشعبية المتتالية في 2011 و 2013 إلى سقوط القوى التقليدية المسيطرة على مؤسسات الحكم والاقتصاد والشارع وسيطرت مجموعة جديدة من قيادات الجيش على الحكم ترى في مجموعات الفساد والتبعية والجماعات الاسلامية ضرراً لمصالحها وللمصالح الوطنية بشكل عام وتحاول تحقيق تنمية اقتصادية واستعادة الروح الوطنية والوصول لتكون قوة اقتصادية وعسكرية مستقلة ومؤثرة.وفي دول كالسعودية والامارات أيضاً رغم عدم حدوث حركات احتجاجية مؤثرة في الشارع لكنَ الجيل الجديد ......
#ماوراء
#بايدن
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709769
#الحوار_المتمدن
#مصطفى_سامي منذ ظهور نتائج الانتخابات الأمريكية الأخيرة وتأكد فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة بدأ الحديث عن تغير قادم في المعاملة بين الولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط وتمَ تعليل ذلك بوضع حقوق الإنسان في تلك الدول وخصوصاً مصر والسعودية.وبعد تولي بايدن الحكم رسمياً بدأت تتأكد تلك التكهنات بأن تغييراً ما يحدث بالفعل في شكل العلاقات الأمريكية بدول الشرق الأوسط وأن هناك ضغوطاً عدة ينوي بايدن ممارستها على تلك الدول بدعوى انتهاكها للحريات وحقوق الانسان.فهل تلك هي الأسباب الحقيقية لممارسة تلك الضغوطات من جانب الإدارة الأمريكية الجديدة؟ أم أن هناك أسباباً أخرى وراء ذلك التغيير؟منذ أيام قليلة خرج تصريح من إدارة بايدن أنه سيتعامل مع "نظيره" الملك سلمان ولن يتعامل مع محمد بن سلمان، وفي 2013 انحازت إدارة أوباما التي كان بايدن جزءاً منها لحكم الإخوان المسلمين في مصر ضد الجيش وكل القوى السياسية والجماهير التي خرجت لإسقاطهم.. فهل يرى بايدن والديمقراطيون أن الإخوان المسلمين في مصر والحكام الوهابيين التقليديين في السعودية هما من القوى التي يمكنها حماية الحريات وحقوق الإنسان وقيادة تلك البلاد نحو الديمقراطية أم أن هناك أسباباً أخرى تدعو الولايات المتحدة للخوف من الحكام الجدد لتلك الدول ولتفضيل السياسات التقليدية التي استمرت دون تغيير على مدى عقود تحت تأييد ومباركة الأنظمة الأمريكية المتعاقبة سواءاً الديمقراطية منها أو الجمهورية بغض النظر عن الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان؟لنعد للوراء قليلاً.. في القرن الماضي، حين تحررت دول الشرق الأوسط من الاستعمار المباشر للإمبرياليات الأوروبية، وقبل أن تنسحب تلك الدول من مستعمراتها كان عليها التأكد من الحفاظ على مصالحها عبر دعم أنظمة حاكمة جديدة تضمن استمرار تبعية تلك المستعمرات القديمة لدول المركز الرأسمالي، ورغم بعض محاولات التنمية المستقلة والتحرر الوطني من التبعية للغرب لكن تلك المحاولات أجهضت أو ارتدت عن مسارها وخصوصاً مع تصاعد القوة والنفوذ الأمريكي وسقوط الاتحاد السوفييتي الذي كان يدعم تلك المحاولات، واستقر حكم الدول العربية بيد عائلاتٍ أو نخبٍ طفيلية تدعمها جماعات الإسلام السياسي عبر الانفراد بالظهور كقوةٍ معارضةٍ وحيدة وتكفير أيَ حركات معارضة يسارية تسعى لاستنهاض أي مشروع حقيقي للتحرر الوطني من التبعية والتنمية الاقتصادية المستقلة.ظلت العلاقة بين دول المركز الرأسمالي في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية وبين دول الأطراف النامية في الشرق الأوسط مستقرة لعقود على كونها علاقة تبعية من تلك الثانية للأولى، ونمت في معظمها الأفكار الرجعية والطائفية وسط بيئة من الفساد والجهل ومع تراجع أفكار التحرر الوطني والتقدمية وغياب أي مشاريع للاستقلال الاقتصادي والتنمية الحقيقية.إلا أن ذلك الوضع بدأ في التغير منذ سنوات قليلة نتيجة لتغير الظروف الذاتية داخل بعض تلك الدول، وكذلك لتغير الظروف الموضوعية على الصعيد العالمي.. ففي مصر على سبيل المثال أدت الثورات الشعبية المتتالية في 2011 و 2013 إلى سقوط القوى التقليدية المسيطرة على مؤسسات الحكم والاقتصاد والشارع وسيطرت مجموعة جديدة من قيادات الجيش على الحكم ترى في مجموعات الفساد والتبعية والجماعات الاسلامية ضرراً لمصالحها وللمصالح الوطنية بشكل عام وتحاول تحقيق تنمية اقتصادية واستعادة الروح الوطنية والوصول لتكون قوة اقتصادية وعسكرية مستقلة ومؤثرة.وفي دول كالسعودية والامارات أيضاً رغم عدم حدوث حركات احتجاجية مؤثرة في الشارع لكنَ الجيل الجديد ......
#ماوراء
#بايدن
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709769
الحوار المتمدن
مصطفى سامي - ماوراء بايدن
مصطفى سامي : طبيبة بكامل ملابسها
#الحوار_المتمدن
#مصطفى_سامي فجعنا "بعضنا" بحادث مقتل امرأة في مدينة السلام على يد صاحب العقار الذي تسكن فيه وزوجته وشخص ثالث بدعوى أنها كانت تقيم علاقة مع صديق لها في شقتها، مما دعا ثلاثي حراس الفضيلة لكسر باب الشقة واقتحامها، ثم إبراح المرأة وصديقها ضربا قبل إلقاءها من نافذة شقتها بالدور السادس لتسقط جثة هامدة.خلال ساعات انتشر الخبر عبر المواقع الإخبارية وصفحات السوشيال ميديا بتركيز غريب على كون الضحية "طبيبة" وأيضا على أنها وجدت "بكامل ملابسها"، ولا أدري لماذا قد أهتم عند قراءة خبر كهذا بوظيفة الضحية أو ملابسها؟ أم أن جريمة بدأت باقتحام سكن خاص ثم ضرب مبرح أدى لكسور متفرقة بأنحاء الجسم كان مصحوبا بالتأكيد بالشتم والسب واللعن والقذف وانتهاءا بالقتل، تحتاج للتأكيد على أن الضحية كانت تشغل وظيفة محترمة وأنها كانت بكامل ملابسها لكي تستحق التعاطف؟ ماذا لو كانت الضحية تعمل في وظيفة أقل ووجدت جثتها بملابس أقل، هل كان ذلك يجعلها تستحق القتل!لقد سئمنا تلك الكائنات المنتشرة بيننا التي تدعي وكالتها للإله وحراستها للفضيلة وتريد إجبار البشرية جمعاء أن تلتزم بمعاييرهم التي لايطبقونها هم حتى على أنفسهم، ولا يأخذون منها إلا مايحقق لهم المظهر المتدين العفيف الذي يخفي وراءه ألغاما من الجهل والكراهية والسفالة تنفجر بين الحين والآخر لتخلف وراءها ضحايا مقتولين أو منتحرين أو هاربين.وقد سئمنا أكثر هؤلاء المنافقين الذين يخضعون للابتزاز الأخلاقي والديني الرخيص، وينافقون تلك الكائنات لنيل رضاها واتقاء شرها رغم أنهم يعرفون جيدا حقيقتها ورغم وجودهم في مواقع تؤهلهم للوقوف في وجهها.هؤلاء الصحفيين والأدباء والفنانين والمثقفين والمسئولين الذين ينتقون ألفاظهم بعناية ويحسبون قراراتهم بدقة لكيلا تمس قيم المجتمع التي تكونت عبر عقود من التشويه والعشوائية والفساد والتطرف حتى انقلبت كل المعايير وأصبح القتل والتحرش والاعتداء على الخصوصية أشياء يمكن تبريرها بينما الحريات الشخصية جرائم تستحق العقاب ويمكن لأي قزم تطبيق العقوبة التي يراها وكأنه في غابة دون اعتبار لأي دولة أو قانون أو حتى إنسانية!أرجوكم توقفوا عن النفاق والتودد لتلك الكائنات، توقفوا عن الخضوع للابتزاز، دافعوا عن أفكاركم وحرياتكم وأفعالكم أيا كانت طالما لاتضر أحدا ولا تعتدي على أحد.ماتراه حراما لاتفعله لكن من حقي أن أفعله وليس من حقك أن تحاسبني، ولست مضطرا لتقديم أي تبرير لأي شخص على أفعالي.. هذه بديهيات أشعر بالحسرة لأننا مازلنا مضطرين لقولها وكتابتها لأن مجتمعنا لم يزل غير مدرك لها، ولازلنا نسقط ضحايا واحدا تلو الآخر لأولئك المزايدين حتى ولو كنا بكامل ملابسنا! ......
#طبيبة
#بكامل
#ملابسها
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=712124
#الحوار_المتمدن
#مصطفى_سامي فجعنا "بعضنا" بحادث مقتل امرأة في مدينة السلام على يد صاحب العقار الذي تسكن فيه وزوجته وشخص ثالث بدعوى أنها كانت تقيم علاقة مع صديق لها في شقتها، مما دعا ثلاثي حراس الفضيلة لكسر باب الشقة واقتحامها، ثم إبراح المرأة وصديقها ضربا قبل إلقاءها من نافذة شقتها بالدور السادس لتسقط جثة هامدة.خلال ساعات انتشر الخبر عبر المواقع الإخبارية وصفحات السوشيال ميديا بتركيز غريب على كون الضحية "طبيبة" وأيضا على أنها وجدت "بكامل ملابسها"، ولا أدري لماذا قد أهتم عند قراءة خبر كهذا بوظيفة الضحية أو ملابسها؟ أم أن جريمة بدأت باقتحام سكن خاص ثم ضرب مبرح أدى لكسور متفرقة بأنحاء الجسم كان مصحوبا بالتأكيد بالشتم والسب واللعن والقذف وانتهاءا بالقتل، تحتاج للتأكيد على أن الضحية كانت تشغل وظيفة محترمة وأنها كانت بكامل ملابسها لكي تستحق التعاطف؟ ماذا لو كانت الضحية تعمل في وظيفة أقل ووجدت جثتها بملابس أقل، هل كان ذلك يجعلها تستحق القتل!لقد سئمنا تلك الكائنات المنتشرة بيننا التي تدعي وكالتها للإله وحراستها للفضيلة وتريد إجبار البشرية جمعاء أن تلتزم بمعاييرهم التي لايطبقونها هم حتى على أنفسهم، ولا يأخذون منها إلا مايحقق لهم المظهر المتدين العفيف الذي يخفي وراءه ألغاما من الجهل والكراهية والسفالة تنفجر بين الحين والآخر لتخلف وراءها ضحايا مقتولين أو منتحرين أو هاربين.وقد سئمنا أكثر هؤلاء المنافقين الذين يخضعون للابتزاز الأخلاقي والديني الرخيص، وينافقون تلك الكائنات لنيل رضاها واتقاء شرها رغم أنهم يعرفون جيدا حقيقتها ورغم وجودهم في مواقع تؤهلهم للوقوف في وجهها.هؤلاء الصحفيين والأدباء والفنانين والمثقفين والمسئولين الذين ينتقون ألفاظهم بعناية ويحسبون قراراتهم بدقة لكيلا تمس قيم المجتمع التي تكونت عبر عقود من التشويه والعشوائية والفساد والتطرف حتى انقلبت كل المعايير وأصبح القتل والتحرش والاعتداء على الخصوصية أشياء يمكن تبريرها بينما الحريات الشخصية جرائم تستحق العقاب ويمكن لأي قزم تطبيق العقوبة التي يراها وكأنه في غابة دون اعتبار لأي دولة أو قانون أو حتى إنسانية!أرجوكم توقفوا عن النفاق والتودد لتلك الكائنات، توقفوا عن الخضوع للابتزاز، دافعوا عن أفكاركم وحرياتكم وأفعالكم أيا كانت طالما لاتضر أحدا ولا تعتدي على أحد.ماتراه حراما لاتفعله لكن من حقي أن أفعله وليس من حقك أن تحاسبني، ولست مضطرا لتقديم أي تبرير لأي شخص على أفعالي.. هذه بديهيات أشعر بالحسرة لأننا مازلنا مضطرين لقولها وكتابتها لأن مجتمعنا لم يزل غير مدرك لها، ولازلنا نسقط ضحايا واحدا تلو الآخر لأولئك المزايدين حتى ولو كنا بكامل ملابسنا! ......
#طبيبة
#بكامل
#ملابسها
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=712124
الحوار المتمدن
مصطفى سامي - طبيبة بكامل ملابسها
مصطفى سامي : كيف سرقت إسرائيل التاريخ الفلسطيني؟
#الحوار_المتمدن
#مصطفى_سامي "المقال هو تلخيص لكتاب (اختلاق اسرائيل القديمة) للكاتب كيث وايتلام" في مقدمة كتابه ينتقد "كيث وايتلام" عدم الاهتمام بالتاريخ القديم لفلسطين، فيوضح أن نشوء هوية فلسطينية حديثة والتعبير عن تقرير المصير قد ركز على التاريخ الحديث، وليس على التاريخ القديم. فالتاريخ الفلسطيني عني فقط بالقرنين الأخيرين، وبصراعه مع الحركة الصهيونية وتحقيق دولة إسرائيل الحديثة، أما التاريخ القديم فقد بقى حكراً على اسرائيل. يوضح الكاتب كذلك أن نمو الحركة الوطنية الفلسطينية لم يؤد إلى استرداد الماضي كما حصل في الهند وأفريقيا وأستراليا، والمشكلة هنا تكمن في أن مفهوم "التاريخ الفلسطيني" يقتصر على الفترة الحديثة في محاولة لتوضيح القضية الوطنية في مواجهة النفي والتشريد، كما لو كان التاريخ القديم تُركَ لاسرائيل والغرب.نصوص منحازة وتواريخ متصدعة:من الواضح أن أحد العوامل المهمة في محاولتنا لفهم "تاريخ اسرائيل القديم" وتواريخ الكيانات الأخرى، وإن كان هذا العامل غير مصرح به دائما، هو أن كتابة التاريخ هي عمل سياسي، وأن تلك المواقف والآراء السياسية تحدد برنامج البحث وتؤثر بشكل قوي في نتائج أبحاث المؤرخين، وأن هذا البرنامج يؤدي إلى كتابة" نصوص منحازة". أما في حالة الدراسات التوراتية فقد ركزت على - بل إنها اختلقت- كيان وذلك الكيان هو "اسرائيل القديمة" بينما تجاهلت حقيقة التاريخ الفلسطيني بشكله المتكامل.إن أصول دراسات علم الآثار الحديث منذ تدخل نابليون في شئون مصر هي قصة المؤامرة الدولية، حيث إن التاريخ التوراتي والكشف عن الكنوز الأثرية في المنطقة قد استخدمتها القوى الغربية لمصلحتها في صراعاتها على الهيمنة السياسية، وإضفاء الشرعية على طموحاتها الاستعمارية.إن استملاك الماضي هو جزء من سياسة الحاضر، ويمكن تطبيق هذا المبدأ على جميع دول المعمورة. في دولة إسرائيل الحديثة يلعب علم الآثار دوراً مهماً في تأكيد الصلات بين سكان دخلاء وتاريخهم القديم، وبعمله هذا فإنه يؤكد حق هؤلاء السكان الدخلاء في تلك الأرض.إن النموذج المهيمن على كتابة التاريخ الإسرائيلي، كان، ولا يزال ذلك التاريخ الذي يتخذ شكل الكيان القومي الموحد الذي يبحث عن مساحة قومية من الأرض، وهو يكافح من أجل الإبقاء على هويته القومية وعلى الأرض من خلال الأزمات التاريخية. والحركة الصهيونية التي نشأت في القرن التاسع عشر بعد صعود حركة القوميات الأوروبية قد ادعت باستمرار أن رسالتها التاريخية هي العودة إلى أرض خالية، وصحارٍ قاحلة، تلك الأرض التي تنتظر وصول التكنولوجيا الأوروبية حتى تصبح قابلة للسكن والازدهار. إن دولة إسرائيل الحديثة تم تصويرها باستمرار على أنها جزء لايتجزأ من "العالم المتحضر" وعلى أنها "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط".لا يعدو تصور تاريخ إسرائيل الـقـديم كـمـا ورد فـي الـقـسـم الأكـبـر مـن التوراة العبرية أن يكون قصة خيالية، وهو بمنزلة اخـتـلاق لـلـتـاريـخ شـأنـه شأن معظم رؤى الماضي التي كـونـتـهـا المجتمعات الـقـديمـة بـل والحـديـثـة أيضاً. فالمؤرخ سواء أكان يسرد التاريخ كتابـيـا أو شـفـاهـيـا يـعـمـل فـي سـيـاق اجتماعي معين في لحظة معينة من الزمان: فالرواية يتم إنتاجها في ظروف اجتماعية واقتصادية معينة بواسطة كتاب يتأثرون بقرائهم المحتملين، وهذا الإدراك يؤثر في الطريقة التي يكتب بها هؤلاء المؤرخون مادتهم. وهذا ينطبق على المجتمعات الحديثة مثلـمـا يـنـطـبـق على المجتمعات القديمة أو "التقليدية".أما الاختلاف بين تصورات الماضي بالنسبة للمجتمعات القديمة والحديثة فهو ......
#سرقت
#إسرائيل
#التاريخ
#الفلسطيني؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=719473
#الحوار_المتمدن
#مصطفى_سامي "المقال هو تلخيص لكتاب (اختلاق اسرائيل القديمة) للكاتب كيث وايتلام" في مقدمة كتابه ينتقد "كيث وايتلام" عدم الاهتمام بالتاريخ القديم لفلسطين، فيوضح أن نشوء هوية فلسطينية حديثة والتعبير عن تقرير المصير قد ركز على التاريخ الحديث، وليس على التاريخ القديم. فالتاريخ الفلسطيني عني فقط بالقرنين الأخيرين، وبصراعه مع الحركة الصهيونية وتحقيق دولة إسرائيل الحديثة، أما التاريخ القديم فقد بقى حكراً على اسرائيل. يوضح الكاتب كذلك أن نمو الحركة الوطنية الفلسطينية لم يؤد إلى استرداد الماضي كما حصل في الهند وأفريقيا وأستراليا، والمشكلة هنا تكمن في أن مفهوم "التاريخ الفلسطيني" يقتصر على الفترة الحديثة في محاولة لتوضيح القضية الوطنية في مواجهة النفي والتشريد، كما لو كان التاريخ القديم تُركَ لاسرائيل والغرب.نصوص منحازة وتواريخ متصدعة:من الواضح أن أحد العوامل المهمة في محاولتنا لفهم "تاريخ اسرائيل القديم" وتواريخ الكيانات الأخرى، وإن كان هذا العامل غير مصرح به دائما، هو أن كتابة التاريخ هي عمل سياسي، وأن تلك المواقف والآراء السياسية تحدد برنامج البحث وتؤثر بشكل قوي في نتائج أبحاث المؤرخين، وأن هذا البرنامج يؤدي إلى كتابة" نصوص منحازة". أما في حالة الدراسات التوراتية فقد ركزت على - بل إنها اختلقت- كيان وذلك الكيان هو "اسرائيل القديمة" بينما تجاهلت حقيقة التاريخ الفلسطيني بشكله المتكامل.إن أصول دراسات علم الآثار الحديث منذ تدخل نابليون في شئون مصر هي قصة المؤامرة الدولية، حيث إن التاريخ التوراتي والكشف عن الكنوز الأثرية في المنطقة قد استخدمتها القوى الغربية لمصلحتها في صراعاتها على الهيمنة السياسية، وإضفاء الشرعية على طموحاتها الاستعمارية.إن استملاك الماضي هو جزء من سياسة الحاضر، ويمكن تطبيق هذا المبدأ على جميع دول المعمورة. في دولة إسرائيل الحديثة يلعب علم الآثار دوراً مهماً في تأكيد الصلات بين سكان دخلاء وتاريخهم القديم، وبعمله هذا فإنه يؤكد حق هؤلاء السكان الدخلاء في تلك الأرض.إن النموذج المهيمن على كتابة التاريخ الإسرائيلي، كان، ولا يزال ذلك التاريخ الذي يتخذ شكل الكيان القومي الموحد الذي يبحث عن مساحة قومية من الأرض، وهو يكافح من أجل الإبقاء على هويته القومية وعلى الأرض من خلال الأزمات التاريخية. والحركة الصهيونية التي نشأت في القرن التاسع عشر بعد صعود حركة القوميات الأوروبية قد ادعت باستمرار أن رسالتها التاريخية هي العودة إلى أرض خالية، وصحارٍ قاحلة، تلك الأرض التي تنتظر وصول التكنولوجيا الأوروبية حتى تصبح قابلة للسكن والازدهار. إن دولة إسرائيل الحديثة تم تصويرها باستمرار على أنها جزء لايتجزأ من "العالم المتحضر" وعلى أنها "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط".لا يعدو تصور تاريخ إسرائيل الـقـديم كـمـا ورد فـي الـقـسـم الأكـبـر مـن التوراة العبرية أن يكون قصة خيالية، وهو بمنزلة اخـتـلاق لـلـتـاريـخ شـأنـه شأن معظم رؤى الماضي التي كـونـتـهـا المجتمعات الـقـديمـة بـل والحـديـثـة أيضاً. فالمؤرخ سواء أكان يسرد التاريخ كتابـيـا أو شـفـاهـيـا يـعـمـل فـي سـيـاق اجتماعي معين في لحظة معينة من الزمان: فالرواية يتم إنتاجها في ظروف اجتماعية واقتصادية معينة بواسطة كتاب يتأثرون بقرائهم المحتملين، وهذا الإدراك يؤثر في الطريقة التي يكتب بها هؤلاء المؤرخون مادتهم. وهذا ينطبق على المجتمعات الحديثة مثلـمـا يـنـطـبـق على المجتمعات القديمة أو "التقليدية".أما الاختلاف بين تصورات الماضي بالنسبة للمجتمعات القديمة والحديثة فهو ......
#سرقت
#إسرائيل
#التاريخ
#الفلسطيني؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=719473
الحوار المتمدن
مصطفى سامي - كيف سرقت إسرائيل التاريخ الفلسطيني؟
مصطفى سامي : الرغيف قصة قصيرة
#الحوار_المتمدن
#مصطفى_سامي "مِش تفتّح!!"تناولت صابحة رغيف الخبز الذي قفز من يدها بعد أن صدمها شابٌ بدراجته، نفضت عنه التراب، وأكملت في طريقها نحو المنزل حيث ينتظر طفلها الوحيد.لم يأبه راكب الدراجة بما حدث وبما قالت، نظر أمامه وتابع السير وكأن شيئاً لم يكن. أما هي فشعرت ببعض الألم في ذراعها حيث اصطدم به مقبض الدراجة، لكنها حاولت نسيان ذلك الألم، والتفكير بدلاً منه في مازن، طفلها الجميل ذو السبع سنوات الذي أراد أبوه تسميته حنفي على إسم جده، لكنها عارضته وصممت أن يكون اسم وليدها كأسماء أولاد البندر.شارعٌ طويل يبدو وكأنّه بلا نهاية، والأسوأ من طوله هو الزحام الذي لاينتهي. لاتعلم كيف يتحمل هذا الشارع الضيق كل صفوف السيارات والميكروباصات والتكاتك في الاتجاهين، بالإضافة للبشر!كم اشتكت لمحمود -زوجها- من الزحام في بداية انتقالهما إلى القاهرة منذ عدة سنوات، لكنه كان يخبرها أنهم مضطرون للاحتمال من أجل لقمة العيش وأنها ستعتاد الأمر بمرور الوقت، إلا أنها لم تعتده أبداً. لازالت تحنّ لأيام الهدوء والسكينة في قريتها التي لم تعد تستطيع الرجوع لها بعد أن مات محمود واضطرت هي للعمل في البيوت أحياناً، وفي بيع الخضروات أو الفاكهة أحياناً أخرى لتكسب مايكفي لإعاشتها هي وطفلها الذي تحلم بيوم أن تراه طالباً في كلية الطب، وهي تسخر حياتها وطاقتها ورزقها لأجل ذلك الحلم وحده.قبل أن تصل صابحة لمنزلها بعدة أمتار سألتها فتاةٌ تقف على جانب الطريق: بكام الرغيف الكبير ده؟ فأجابتها: بجنيه.أحنت الفتاة رأسها نحو الأرض، وسارت مبتعدة. أكملت صابحة في طريقها، لكنها توقفت فجأة، وكأنه أتاها وحي ما، واستدارت نحو الفتاة."إستنّي"انتبهت الفتاة ذات الرداء المليء بثقوبٍ تُظهر أسفلها ملابس أخرى ملئى بثقوبٍ أكثر، ونظرت نحوها بتعجبٍ تسألها بعينيها عن سبب النداء. سألتها صابحة إن كانت جائعةً فلم تنطق لكنها أجابتها بعينيها مجدداً وهما تكادان تبكيان من الخجل والجوع معاً."تعالي معايا"سمعتها الفتاة فسارت بجانبها حتى وصلا معاً للمنزل، وصعدا لشقة صابحة في الدور الرابع. وجدا مازن يجلس منتظراً على كنبة في منتصف صالة الاستقبال، ولم يُبدِ أي رد فعل عند دخولها فقد اعتاد الأمر ولم يعد يبكي أو يخشى الجلوس وحيداً كالسابق، لكنه نظر باستغراب حين تبعتها في الدخول من الباب تلك الفتاة الغريبة التي يراها لأول مرة.أحضرت صابحة طبقاً به جبن وآخر به عسل أسود، قطعت الرغيف لثلاثة أجزاء، أخذت أصغرهم، وأعطت لطفلها وللفتاة الجزئين الباقيَين. في أثناء تناولهم الطعام بدأت صابحة في طرح الأسئلة على الفتاة، بينما كان مازن يتابعهما بعينيه وأذنيه دون أن ينطق بأي شيء."إسمي سلوى وعندي حداشر سنة..."بدأت الفتاة إجاباتها عن أسئلة صابحة بتعريف نفسها، ثم بتلقائيةٍ أكملت حكايتها التي أثارت استغراب الأم وطفلها معاً.لاتعرف سلوى أباها أو أمها، لاتذكر شيئاً قبل ملجأ الأيتام الذي أودعت به منذ سن مبكرة، وهربت منه منذ ثلاث سنواتٍ بعد معاناتها من الضرب وسوء المعاملة.سألتها صابحة إن كانت تمانع العمل معها، فوافقت والسعادة تملأ عينيها. سألتها عن مكان سكنها، فأخبرتها أنها تقضي يومها بين الشوارع، وفي الليل تنام في إحدى مداخل العمارات. عرضت عليها صابحة أن تبيت عندها في شقتها، فلم تصدق سلوى نفسها من الفرحة."من النهاردة انتي بنتي"ابتسم مازن أخيراً بعد أن سمع كلمات أمه، وأدرك أنها قد أحضرت له أختاً للتو. أمسك القطعة المتبقية معه من الرغيف بعد أن أنهت سلوى الجزء الخاص بها فأعطاها لها، ثم قام متجهاً نحو غرفته ليحضر لها ألع ......
#الرغيف
#قصيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=753990
#الحوار_المتمدن
#مصطفى_سامي "مِش تفتّح!!"تناولت صابحة رغيف الخبز الذي قفز من يدها بعد أن صدمها شابٌ بدراجته، نفضت عنه التراب، وأكملت في طريقها نحو المنزل حيث ينتظر طفلها الوحيد.لم يأبه راكب الدراجة بما حدث وبما قالت، نظر أمامه وتابع السير وكأن شيئاً لم يكن. أما هي فشعرت ببعض الألم في ذراعها حيث اصطدم به مقبض الدراجة، لكنها حاولت نسيان ذلك الألم، والتفكير بدلاً منه في مازن، طفلها الجميل ذو السبع سنوات الذي أراد أبوه تسميته حنفي على إسم جده، لكنها عارضته وصممت أن يكون اسم وليدها كأسماء أولاد البندر.شارعٌ طويل يبدو وكأنّه بلا نهاية، والأسوأ من طوله هو الزحام الذي لاينتهي. لاتعلم كيف يتحمل هذا الشارع الضيق كل صفوف السيارات والميكروباصات والتكاتك في الاتجاهين، بالإضافة للبشر!كم اشتكت لمحمود -زوجها- من الزحام في بداية انتقالهما إلى القاهرة منذ عدة سنوات، لكنه كان يخبرها أنهم مضطرون للاحتمال من أجل لقمة العيش وأنها ستعتاد الأمر بمرور الوقت، إلا أنها لم تعتده أبداً. لازالت تحنّ لأيام الهدوء والسكينة في قريتها التي لم تعد تستطيع الرجوع لها بعد أن مات محمود واضطرت هي للعمل في البيوت أحياناً، وفي بيع الخضروات أو الفاكهة أحياناً أخرى لتكسب مايكفي لإعاشتها هي وطفلها الذي تحلم بيوم أن تراه طالباً في كلية الطب، وهي تسخر حياتها وطاقتها ورزقها لأجل ذلك الحلم وحده.قبل أن تصل صابحة لمنزلها بعدة أمتار سألتها فتاةٌ تقف على جانب الطريق: بكام الرغيف الكبير ده؟ فأجابتها: بجنيه.أحنت الفتاة رأسها نحو الأرض، وسارت مبتعدة. أكملت صابحة في طريقها، لكنها توقفت فجأة، وكأنه أتاها وحي ما، واستدارت نحو الفتاة."إستنّي"انتبهت الفتاة ذات الرداء المليء بثقوبٍ تُظهر أسفلها ملابس أخرى ملئى بثقوبٍ أكثر، ونظرت نحوها بتعجبٍ تسألها بعينيها عن سبب النداء. سألتها صابحة إن كانت جائعةً فلم تنطق لكنها أجابتها بعينيها مجدداً وهما تكادان تبكيان من الخجل والجوع معاً."تعالي معايا"سمعتها الفتاة فسارت بجانبها حتى وصلا معاً للمنزل، وصعدا لشقة صابحة في الدور الرابع. وجدا مازن يجلس منتظراً على كنبة في منتصف صالة الاستقبال، ولم يُبدِ أي رد فعل عند دخولها فقد اعتاد الأمر ولم يعد يبكي أو يخشى الجلوس وحيداً كالسابق، لكنه نظر باستغراب حين تبعتها في الدخول من الباب تلك الفتاة الغريبة التي يراها لأول مرة.أحضرت صابحة طبقاً به جبن وآخر به عسل أسود، قطعت الرغيف لثلاثة أجزاء، أخذت أصغرهم، وأعطت لطفلها وللفتاة الجزئين الباقيَين. في أثناء تناولهم الطعام بدأت صابحة في طرح الأسئلة على الفتاة، بينما كان مازن يتابعهما بعينيه وأذنيه دون أن ينطق بأي شيء."إسمي سلوى وعندي حداشر سنة..."بدأت الفتاة إجاباتها عن أسئلة صابحة بتعريف نفسها، ثم بتلقائيةٍ أكملت حكايتها التي أثارت استغراب الأم وطفلها معاً.لاتعرف سلوى أباها أو أمها، لاتذكر شيئاً قبل ملجأ الأيتام الذي أودعت به منذ سن مبكرة، وهربت منه منذ ثلاث سنواتٍ بعد معاناتها من الضرب وسوء المعاملة.سألتها صابحة إن كانت تمانع العمل معها، فوافقت والسعادة تملأ عينيها. سألتها عن مكان سكنها، فأخبرتها أنها تقضي يومها بين الشوارع، وفي الليل تنام في إحدى مداخل العمارات. عرضت عليها صابحة أن تبيت عندها في شقتها، فلم تصدق سلوى نفسها من الفرحة."من النهاردة انتي بنتي"ابتسم مازن أخيراً بعد أن سمع كلمات أمه، وأدرك أنها قد أحضرت له أختاً للتو. أمسك القطعة المتبقية معه من الرغيف بعد أن أنهت سلوى الجزء الخاص بها فأعطاها لها، ثم قام متجهاً نحو غرفته ليحضر لها ألع ......
#الرغيف
#قصيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=753990
الحوار المتمدن
مصطفى سامي - الرغيف (قصة قصيرة)