عباس عبيد : ألو، هل يوجد محتفلون؟ عن مئوية الدولة العراقية
#الحوار_المتمدن
#عباس_عبيد يوم شَبَّه توماس هوبز قوة الدولة بوحش خرافي كبير (لفياثان) كان ذلك الفيلسوف قد ترك إنكلترا ولجأ إلى فرنسا، هرباً من الاضطرابات السياسية، التي أنتجت حرباً أهلية عنيفة. شخصياً، لا أدري إنْ كان الأمر عائداً لطبيعة الإنسان، أم إنْ كانت الجماعات هي التي غير قادرة على أن تتعايش بسلام، إلا بوجود سلطة قوية تجثم بهيمنتها فوق الجميع. مهما يكن من أمر، وبرغم ما تمثِّله من ريادة، فإنَّ الأفكار السياسية لتوماس هوبز لم تعد تجذب الكثيرين منَّا، نحن الذين ستستهوينا أفكار فلاسفة آخرين، تبدو مقاربتهم لموضوعة الدولة أكثر تفاؤلاً وعصرية، وربما لا تزال نسبة منها مع كل ما شهدناه أكثر واقعية أيضاً. فلاسفة من قبيل جون لوك وجان جاك روسو وآرنست رينان، ومَنْ تلاهم. لكنَّ الفلاسفة لا يبنون دولة في الحقيقة. سواء أكانت تلك الدولة وحشاً، أم كانت حمامة سلام، كما في نماذج اليوتوبيا التي يعرفها الجميع. وبالتأكيد إنَّ ما ينطبق عليهم ينسحب على طبقة المثقفين أيضاً، أولئك الذين لا يجيدون في أغلب الأحيان سوى إزجاء المزيد من الرطانة المنمقة، عن الديموقراطية في أثينا وإسبرطة، والعقد الاجتماعي، والاستراتيجيا والتكتيك، والموازنة بين الطموح والممكن، بينما في الأثناء ذاتها يمضي الساسة والعسكر والمغامرون بأرواح ومصائر الناس من مأساة إلى أخرى.أُفكِّر وأنا أرقب مرور الذكرى المئوية الأولى للدولة العراقية في سبب عزوف العراقيين عن الاحتفال بهذه المناسبة. ففي الثالث والعشرين من أغسطس 1921 كانت بغداد على موعد مع حدث تاريخي كبير، لم يسبقه مثيل منذ أنْ تأسَّستْ في منتصف القرن الثامن الميلادي، على يد الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور. ففي نهار ذلك اليوم، وفي مبنى القشلة المحاذي لنهر دجلة، وهو في الأصل قلعة عسكرية كانت تضم بيت الوالي العثماني تمَّ تتويج الملك فيصل الأول ملكاً على عرش الدولة العراقية الجديدة. الدولة التي صار عمرها اليوم مئة عام. ولكن، وفي مشهد لافت، مرَّتْ ذكرى مئويتها الأولى مثل أيِّ يوم عادي من أيام العراقيين الذين أدمنوا لعقود طويلة توقُّع الخسارات فقط. هكذا وببساطة، لم نشهد احتفالات تقيمها مؤسسات الدولة، أو حتى الناس، لا كرنفالات فرح، لا لافتات، لا معارض فنية أو مؤتمرات أو ندوات تقرأ الحدث وتفهم مغزاه، لا أغنيات، لا شموع، لا صور للملك المؤسس الذي لم يجد في مملكته الجديدة الخارجة من احتلال عثماني استمر لأربعة قرون شيئاً يصلح للبناء عليه. فتوجَّب عليه أنْ يبدأ التأسيس من الخطوة الأولى، في كلِّ ما له صلة كبيرة أو صغيرة بشؤون الدولة: الدستور، القوانين، التعليم، الصحة، الجيش والشرطة، ترسيم الحدود مع الدول المجاورة، الاقتصاد، البنى التحتية...إلخ.لكنَّ الملك الهاشمي، ملك سوريا السابق، وابن الملك الشريف حسين بن علي مفجر الثورة العربية الكبرى في العام 1916 نجح ببناء أسس الدولة الوطنية العراقية الواعدة، الدولة الأمة، التي ضمَّتْ بين حناياها جماعات متباينة في العرق واللغة والدين والمذهب والثقافة. لقد أقنعهم أنَّ مصالحهم ستجد سبيلها للتحقق في ظلِّ دولة يكونون فيها موطنين لا مجرد رعايا. ومهمة كبرى مثل هذه، مع الهيمنة الكولنيالية البريطانية على العراق وما جاوره، ومع وجود مراكز قوى أهليَّة تفوق سلطتها سلطة الملك الجديد لم يكن الطريق لإنجازها مفروشاً بالورود أبداً. وما هي إلا سنوات قليلة حتى وقفتْ الدولة العراقية الفتيَّة على قدميها بثبات، وأصبحتْ في طليعة الدول العربية، فيما يتصل بمشاريع الإعمار والتنمية والبنى التحتية، وظهور دور الطبقة الوسطى، ونهوض الروح المدينيَّة وشيوع قيم الحداثة. ولا ......
#ألو،
#يوجد
#محتفلون؟
#مئوية
#الدولة
#العراقية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732076
#الحوار_المتمدن
#عباس_عبيد يوم شَبَّه توماس هوبز قوة الدولة بوحش خرافي كبير (لفياثان) كان ذلك الفيلسوف قد ترك إنكلترا ولجأ إلى فرنسا، هرباً من الاضطرابات السياسية، التي أنتجت حرباً أهلية عنيفة. شخصياً، لا أدري إنْ كان الأمر عائداً لطبيعة الإنسان، أم إنْ كانت الجماعات هي التي غير قادرة على أن تتعايش بسلام، إلا بوجود سلطة قوية تجثم بهيمنتها فوق الجميع. مهما يكن من أمر، وبرغم ما تمثِّله من ريادة، فإنَّ الأفكار السياسية لتوماس هوبز لم تعد تجذب الكثيرين منَّا، نحن الذين ستستهوينا أفكار فلاسفة آخرين، تبدو مقاربتهم لموضوعة الدولة أكثر تفاؤلاً وعصرية، وربما لا تزال نسبة منها مع كل ما شهدناه أكثر واقعية أيضاً. فلاسفة من قبيل جون لوك وجان جاك روسو وآرنست رينان، ومَنْ تلاهم. لكنَّ الفلاسفة لا يبنون دولة في الحقيقة. سواء أكانت تلك الدولة وحشاً، أم كانت حمامة سلام، كما في نماذج اليوتوبيا التي يعرفها الجميع. وبالتأكيد إنَّ ما ينطبق عليهم ينسحب على طبقة المثقفين أيضاً، أولئك الذين لا يجيدون في أغلب الأحيان سوى إزجاء المزيد من الرطانة المنمقة، عن الديموقراطية في أثينا وإسبرطة، والعقد الاجتماعي، والاستراتيجيا والتكتيك، والموازنة بين الطموح والممكن، بينما في الأثناء ذاتها يمضي الساسة والعسكر والمغامرون بأرواح ومصائر الناس من مأساة إلى أخرى.أُفكِّر وأنا أرقب مرور الذكرى المئوية الأولى للدولة العراقية في سبب عزوف العراقيين عن الاحتفال بهذه المناسبة. ففي الثالث والعشرين من أغسطس 1921 كانت بغداد على موعد مع حدث تاريخي كبير، لم يسبقه مثيل منذ أنْ تأسَّستْ في منتصف القرن الثامن الميلادي، على يد الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور. ففي نهار ذلك اليوم، وفي مبنى القشلة المحاذي لنهر دجلة، وهو في الأصل قلعة عسكرية كانت تضم بيت الوالي العثماني تمَّ تتويج الملك فيصل الأول ملكاً على عرش الدولة العراقية الجديدة. الدولة التي صار عمرها اليوم مئة عام. ولكن، وفي مشهد لافت، مرَّتْ ذكرى مئويتها الأولى مثل أيِّ يوم عادي من أيام العراقيين الذين أدمنوا لعقود طويلة توقُّع الخسارات فقط. هكذا وببساطة، لم نشهد احتفالات تقيمها مؤسسات الدولة، أو حتى الناس، لا كرنفالات فرح، لا لافتات، لا معارض فنية أو مؤتمرات أو ندوات تقرأ الحدث وتفهم مغزاه، لا أغنيات، لا شموع، لا صور للملك المؤسس الذي لم يجد في مملكته الجديدة الخارجة من احتلال عثماني استمر لأربعة قرون شيئاً يصلح للبناء عليه. فتوجَّب عليه أنْ يبدأ التأسيس من الخطوة الأولى، في كلِّ ما له صلة كبيرة أو صغيرة بشؤون الدولة: الدستور، القوانين، التعليم، الصحة، الجيش والشرطة، ترسيم الحدود مع الدول المجاورة، الاقتصاد، البنى التحتية...إلخ.لكنَّ الملك الهاشمي، ملك سوريا السابق، وابن الملك الشريف حسين بن علي مفجر الثورة العربية الكبرى في العام 1916 نجح ببناء أسس الدولة الوطنية العراقية الواعدة، الدولة الأمة، التي ضمَّتْ بين حناياها جماعات متباينة في العرق واللغة والدين والمذهب والثقافة. لقد أقنعهم أنَّ مصالحهم ستجد سبيلها للتحقق في ظلِّ دولة يكونون فيها موطنين لا مجرد رعايا. ومهمة كبرى مثل هذه، مع الهيمنة الكولنيالية البريطانية على العراق وما جاوره، ومع وجود مراكز قوى أهليَّة تفوق سلطتها سلطة الملك الجديد لم يكن الطريق لإنجازها مفروشاً بالورود أبداً. وما هي إلا سنوات قليلة حتى وقفتْ الدولة العراقية الفتيَّة على قدميها بثبات، وأصبحتْ في طليعة الدول العربية، فيما يتصل بمشاريع الإعمار والتنمية والبنى التحتية، وظهور دور الطبقة الوسطى، ونهوض الروح المدينيَّة وشيوع قيم الحداثة. ولا ......
#ألو،
#يوجد
#محتفلون؟
#مئوية
#الدولة
#العراقية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=732076
الحوار المتمدن
عباس عبيد - ألو، هل يوجد محتفلون؟ عن مئوية الدولة العراقية