ضيا اسكندر : كراج مستعمل، ممنوع الوقوف
#الحوار_المتمدن
#ضيا_اسكندر عندما كنت صغيراً في الصف الثاني الابتدائي، وبعد أن تمكّنت قليلاً من جمع الحروف وأصبحتُ أجيد القراءة لماماً، صرتُ أحرص على قراءة كل ما يقع تحت ناظري؛ أسماء المحلّات والدكاكين، مصلّحي بوابير الكاز، العبارات المدوّنة على الجدران (ملعون من يبول هنا، لا ترمي الزبالة هون يا حيوان، ر + ع = حب، ..). حتى غدَوْتُ حافظاً عن ظهر قلب كلَّ ما هو مكتوب في حيّنا. وعندما انتقلتُ إلى الصف الثالث وبات بإمكاني الوصول إلى الأحياء المجاورة كوني كبرتُ قليلاً. بدأتُ أبتعد يوماً بعد آخر عن حيّنا لدى تجوالي اليومي، معزّزاً هوايتي بقراءاتٍ جديدةٍ كالآرمات والشاخصات المرورية وأسماء الأطباء والصيادلة والمطاعم.. وحيث أنني كنت أسكن في حيٍّ بالغ الفقر، ولا يوجد فيه أيُّ مالكٍ لسيارةٍ خاصة. فإن مرور سيارة في حيّنا كان حدثاً بحدّ ذاته. وبالتالي فقد كنت أجهل تماماً أيَّ شيءٍ عن عالم السيارات. وفي أحد الأيام جرّتني قدماي إلى أحد الأحياء الميسورة نوعاً ما، ولدى مروري في أحد الشوارع النظيفة، حيث الأبنية الجميلة المصمّمة بإتقان، والمزنّرة بالحدائق الجميلة، لفت انتباهي لوحة معدنية ثُبّتت على بابٍ حديديٍّ قرب مدخل أحد الأبنية، كُتب عليها عبارة (كراج مستعمل ممنوع الوقوف)! استوقفتني هذه العبارة مطولاً ولم أفهم معناها. تُرى، لماذا يُمنع على المارّة الوقوف أمام باب الكراج؟ وماذا يضير مالك السيارة أن يقف عابر السبيل ولو لدقيقة أمام الباب؟ مع أنه مغلق والسيارة التي تركن خلفه غير ظاهرة أصلاً!؟ هل يعقل أن يكون ثمة فخ على مدخل الكراج؟ حفرة مثلاً مغطاة برصيف خلّبي؟!عدتً إلى البيت وأنا مثقلٌ بالأسئلة ولا أتجرّأ على سؤال أحدٍ من أهلي فالعاقبة وخيمة؛ «أين كنت يا شقي؟ وكيف تذهب وحيداً إلى تلك المناطق البعيدة؟ ألا تخشى من الضياع؟ من الخطف؟ ألا ترحم والديك وتشفق عليهما؟ منحناك ثقتنا وسمحنا لك بالذهاب إلى غابة الصنوبر القريبة من حيّنا لتلعب هناك، لا أن تنضرب على قلبك وتتكزدر في حيّ الأكابر..» وبالتالي لم يكن أمامي سوى الاعتماد على ذاتي لفكّ سرّ هذا اللغز المحيّر.صرتُ أذهب يومياً إلى ذلك الكراج وأقرأ العبارة بإمعان، متفقداً المكان وما حوله، عسى ولعلّ أجد جواباً لأسئلتي التي باتت تحرق مخيّلتي. ولكن دونما جدوى! قرّرت أحد الأيام أن أجرّب وأضرب الطين بالعجين وأقف أمام باب الكراج ولْيكن ما يكون. لدى وصولي إلى البناية التي يقبع فيها الكراج، ازدادت نبضات قلبي خفقاناً، وجفّ لعابي. أحسستُ بأني لست على قدرٍ كافٍ من الجرأة لأقف وأجرّب المصير الذي ينتظرني. إلا أن حبّ المغامرة كان أقوى. عقدتُ العزم ووقفتُ على مدخل الكراج تماماً وأغمضتُ عينيّ وأنا أردّد في داخلي عبارة لطاما سمعتها من أهلي ومن الجيران «أكثر من القرد. ما مسخ الله!». فجأةً شعرتُ بنداء أمعائي يحثّني على إفراغها ربما بسبب الخوف والقلق الشديدين. حاولتُ ضبط حاجتي الملحّة. قاومت بضراوة، أحسست بأنني أستطيع الصبر والتريّث لمدة ثواني قليلة وإلا سألوّث ثيابي لا محالة. بحثت في كل الاتجاهات عن ملاذٍ قريبٍ يأويني لدقيقة فقط. كان بالقرب من الكراج حديقة منزلية فيها بعض أشجار النارنج والرمان وشجيرات الورد الجوري.. ألقيتُ نظرة على الشارع الطويل، على الشرفات، ما إذا كان أحدٌ ما يراقبني.. لم أجد أحداً. فالهدوء يلفُّ المكان. ربما بسبب القيظ الذي يشوي الحيّ، فقد كان الوقت نهاراً، بل في عزّ الظهيرة. هرعتُ مباشرةً إلى تلك الحديقة وبسرعة البرق أنزلتُ بنطالي قرب سور الحديقة. فجأةً وإذ برجلٍ ضخمٍ ينتصب أمامي وكأن الأرض انشقّت وخرج منها هذا العفريت المخيف. <br ......
#كراج
#مستعمل،
#ممنوع
#الوقوف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=703671
#الحوار_المتمدن
#ضيا_اسكندر عندما كنت صغيراً في الصف الثاني الابتدائي، وبعد أن تمكّنت قليلاً من جمع الحروف وأصبحتُ أجيد القراءة لماماً، صرتُ أحرص على قراءة كل ما يقع تحت ناظري؛ أسماء المحلّات والدكاكين، مصلّحي بوابير الكاز، العبارات المدوّنة على الجدران (ملعون من يبول هنا، لا ترمي الزبالة هون يا حيوان، ر + ع = حب، ..). حتى غدَوْتُ حافظاً عن ظهر قلب كلَّ ما هو مكتوب في حيّنا. وعندما انتقلتُ إلى الصف الثالث وبات بإمكاني الوصول إلى الأحياء المجاورة كوني كبرتُ قليلاً. بدأتُ أبتعد يوماً بعد آخر عن حيّنا لدى تجوالي اليومي، معزّزاً هوايتي بقراءاتٍ جديدةٍ كالآرمات والشاخصات المرورية وأسماء الأطباء والصيادلة والمطاعم.. وحيث أنني كنت أسكن في حيٍّ بالغ الفقر، ولا يوجد فيه أيُّ مالكٍ لسيارةٍ خاصة. فإن مرور سيارة في حيّنا كان حدثاً بحدّ ذاته. وبالتالي فقد كنت أجهل تماماً أيَّ شيءٍ عن عالم السيارات. وفي أحد الأيام جرّتني قدماي إلى أحد الأحياء الميسورة نوعاً ما، ولدى مروري في أحد الشوارع النظيفة، حيث الأبنية الجميلة المصمّمة بإتقان، والمزنّرة بالحدائق الجميلة، لفت انتباهي لوحة معدنية ثُبّتت على بابٍ حديديٍّ قرب مدخل أحد الأبنية، كُتب عليها عبارة (كراج مستعمل ممنوع الوقوف)! استوقفتني هذه العبارة مطولاً ولم أفهم معناها. تُرى، لماذا يُمنع على المارّة الوقوف أمام باب الكراج؟ وماذا يضير مالك السيارة أن يقف عابر السبيل ولو لدقيقة أمام الباب؟ مع أنه مغلق والسيارة التي تركن خلفه غير ظاهرة أصلاً!؟ هل يعقل أن يكون ثمة فخ على مدخل الكراج؟ حفرة مثلاً مغطاة برصيف خلّبي؟!عدتً إلى البيت وأنا مثقلٌ بالأسئلة ولا أتجرّأ على سؤال أحدٍ من أهلي فالعاقبة وخيمة؛ «أين كنت يا شقي؟ وكيف تذهب وحيداً إلى تلك المناطق البعيدة؟ ألا تخشى من الضياع؟ من الخطف؟ ألا ترحم والديك وتشفق عليهما؟ منحناك ثقتنا وسمحنا لك بالذهاب إلى غابة الصنوبر القريبة من حيّنا لتلعب هناك، لا أن تنضرب على قلبك وتتكزدر في حيّ الأكابر..» وبالتالي لم يكن أمامي سوى الاعتماد على ذاتي لفكّ سرّ هذا اللغز المحيّر.صرتُ أذهب يومياً إلى ذلك الكراج وأقرأ العبارة بإمعان، متفقداً المكان وما حوله، عسى ولعلّ أجد جواباً لأسئلتي التي باتت تحرق مخيّلتي. ولكن دونما جدوى! قرّرت أحد الأيام أن أجرّب وأضرب الطين بالعجين وأقف أمام باب الكراج ولْيكن ما يكون. لدى وصولي إلى البناية التي يقبع فيها الكراج، ازدادت نبضات قلبي خفقاناً، وجفّ لعابي. أحسستُ بأني لست على قدرٍ كافٍ من الجرأة لأقف وأجرّب المصير الذي ينتظرني. إلا أن حبّ المغامرة كان أقوى. عقدتُ العزم ووقفتُ على مدخل الكراج تماماً وأغمضتُ عينيّ وأنا أردّد في داخلي عبارة لطاما سمعتها من أهلي ومن الجيران «أكثر من القرد. ما مسخ الله!». فجأةً شعرتُ بنداء أمعائي يحثّني على إفراغها ربما بسبب الخوف والقلق الشديدين. حاولتُ ضبط حاجتي الملحّة. قاومت بضراوة، أحسست بأنني أستطيع الصبر والتريّث لمدة ثواني قليلة وإلا سألوّث ثيابي لا محالة. بحثت في كل الاتجاهات عن ملاذٍ قريبٍ يأويني لدقيقة فقط. كان بالقرب من الكراج حديقة منزلية فيها بعض أشجار النارنج والرمان وشجيرات الورد الجوري.. ألقيتُ نظرة على الشارع الطويل، على الشرفات، ما إذا كان أحدٌ ما يراقبني.. لم أجد أحداً. فالهدوء يلفُّ المكان. ربما بسبب القيظ الذي يشوي الحيّ، فقد كان الوقت نهاراً، بل في عزّ الظهيرة. هرعتُ مباشرةً إلى تلك الحديقة وبسرعة البرق أنزلتُ بنطالي قرب سور الحديقة. فجأةً وإذ برجلٍ ضخمٍ ينتصب أمامي وكأن الأرض انشقّت وخرج منها هذا العفريت المخيف. <br ......
#كراج
#مستعمل،
#ممنوع
#الوقوف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=703671
الحوار المتمدن
ضيا اسكندر - كراج مستعمل، ممنوع الوقوف!
عبد الرؤوف الشريفي : كراج ساحة سعد
#الحوار_المتمدن
#عبد_الرؤوف_الشريفي الكراج برزخ بين مثواك ومرتحلك، نقطة عائمة بين دفء اقامتك الاسرية الآمنة(على افتراض) وبين العالم الخارجي المفتوح على كل الاحتمالات. وحياتنا فاصلة زمنية بين كراجين . نقضيها بالنظر عبر الزجاج، نشرب البراري، نعد الاعمدة لا تحط عليها الطيور والجسور التي لا تصل بين عالمين. ونغفوا في قلق نسبي. ونبصر كل الدلالات المهمة، وكلها لا معنى لها. وفي تلك الفاصلة المستقطعة نمارس فريضة الاسترجاع. فنعيد صناعة النهارات السابقة، والحوادث التي انتهت خلاف المشيئة, نسقط ثانية في هاوية الذكرى وخيبة التجربة, وننجب كثيرا من الافكار النيئة. وقد نكتشف قطرة حياة في غيمة عابرة. ولكننا لا ننتظر الا الكراج التالي.ويكتسب الكراج عادة صفات اهله, فيعكس مزاج المناطق التي يمر بها وينتهي اليها, ولو كانت مجرد سيارتين تقف جانب الشارع وينادون زبير زبير. فهل يستوي كراج التنومة الذاهب الى ما تبقى من انهار وجذوع وأنصاف نخيل وترع وخضرة تكسوها طيبة، بكراج القبلة او الحيانية.ستدرك ذلك كله في وجه السائق وطريقة لفه للكوفية, او وضع (الحدرية) البيضاء, في الصور المعلقة امامه في السيارة، وطريقة النداء. في خطوط وجوه الركاب ودرجات السمرة والبياض، اسمائهم، ولهجتهم، وتكرار المفردات المحلية، واصابع تحرشهم. والتاريخ الذي ينبت تحت جلودهم. وكذلك الامر في المدن الكبيرة. ففي التسعينات, قال لي صديق يعمل نائب ضابط في القوة الجوية حكاية اذكرها كشاهد حي على القول السابق. ان في كراج النهضة النازل للجنوب يصعد متسول الى الحافلة. فيعود بما تمطره ايديهم من تعاطف و ندى. لكنه في كراج العلاوي ينال رفسة الى خارج الحافلة. ما يهمنا ان الكراج هو نخيل الحكايات المنسية والمقطوعة وجداول الذكريات. فقبل ايام كنت اروم الذهاب الى بغداد في مهمة عاجلة, فاستقبلني السواق في الجزرة الوسطية المقابلة لكراج البصرة الرئيسي في ساحة سعد. وهم عادة يأكلون الوجه. يتشبثون بساعد كل قادم من الجهات الثلاث. وهم ينادون بحرارة: بغداد, نجف, ناصرية بالكيا. (حجي نفر واحد عمارة بالتاكسي. يالله توكل) مع أن السيارة فارغة. وحين يكتمل العدد, ينبهك اكثر الركاب ايمانا او خوفا (الفاتحة لام البنين رحم الله والديكم تسهيل امر ) وكأنك ما ان تغادر الكراج حتى تدخل دائرة الخطر والحذر. نظرت الى بوابة الكراج الكبيرة الجديدة فأحسست بيد الغربة تمسك بيدي. تمسح على وجهي. انه اكثر غربة مثلي. ستقرأها في وجه رجل الجباية شبه الالي، وفي حديد البوابة، وفي السقائف مرتبة طويلة. ولكل محافظة سقيفة وسيارات وحكايات. فتبدو كأنك في كل المحافظات. ترى الاغتراب في الأشجار المهملة الزائدة عن الحاجة, والشعارات الغابرة على الحيطان , وفي تعجل الجميع للمغادرة، في المحلات المسافرة مثلك كأنها ليست مقيمة على ارضها, في مزاح السواق وهم يبتكرون توصيفات جديدة ويتضاحكون للشتائم بينهم. فهل انت في حلم طويل لن ينقضي حتى تجد السيارة الملائمة للسفر. لكن الكراج في غربته القاسية مثل شرفة تطل الى الامس. فتنثار الصور في خيالي من خلال الضباب بالأسود والأبيض الشاحب بالحزن والحنين. فالتفت الى اليمين ارى جنودا في في حرب الثمانيات يفطرون عند رصيف الشارع المواجه للكراج, فشة او شوربة طيبة لرخصها من عربة ألوانها براقة. او قيمرا عند بائعة القيمر الحميراء المكتنزة, تجامل للكسب, أو من يروق لها. فيشربون اكثر من استكان للشاي لقاء ضحكة من شفايف بلون برونز الديرم. ثم يمضون مع سيكارة سومر اسود سن طويل الى موتهم المحتمل او ذل الواجبات. ابصر امامي مفرزة الانضباط العسكري ، تجثم في مدخل الك ......
#كراج
#ساحة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764494
#الحوار_المتمدن
#عبد_الرؤوف_الشريفي الكراج برزخ بين مثواك ومرتحلك، نقطة عائمة بين دفء اقامتك الاسرية الآمنة(على افتراض) وبين العالم الخارجي المفتوح على كل الاحتمالات. وحياتنا فاصلة زمنية بين كراجين . نقضيها بالنظر عبر الزجاج، نشرب البراري، نعد الاعمدة لا تحط عليها الطيور والجسور التي لا تصل بين عالمين. ونغفوا في قلق نسبي. ونبصر كل الدلالات المهمة، وكلها لا معنى لها. وفي تلك الفاصلة المستقطعة نمارس فريضة الاسترجاع. فنعيد صناعة النهارات السابقة، والحوادث التي انتهت خلاف المشيئة, نسقط ثانية في هاوية الذكرى وخيبة التجربة, وننجب كثيرا من الافكار النيئة. وقد نكتشف قطرة حياة في غيمة عابرة. ولكننا لا ننتظر الا الكراج التالي.ويكتسب الكراج عادة صفات اهله, فيعكس مزاج المناطق التي يمر بها وينتهي اليها, ولو كانت مجرد سيارتين تقف جانب الشارع وينادون زبير زبير. فهل يستوي كراج التنومة الذاهب الى ما تبقى من انهار وجذوع وأنصاف نخيل وترع وخضرة تكسوها طيبة، بكراج القبلة او الحيانية.ستدرك ذلك كله في وجه السائق وطريقة لفه للكوفية, او وضع (الحدرية) البيضاء, في الصور المعلقة امامه في السيارة، وطريقة النداء. في خطوط وجوه الركاب ودرجات السمرة والبياض، اسمائهم، ولهجتهم، وتكرار المفردات المحلية، واصابع تحرشهم. والتاريخ الذي ينبت تحت جلودهم. وكذلك الامر في المدن الكبيرة. ففي التسعينات, قال لي صديق يعمل نائب ضابط في القوة الجوية حكاية اذكرها كشاهد حي على القول السابق. ان في كراج النهضة النازل للجنوب يصعد متسول الى الحافلة. فيعود بما تمطره ايديهم من تعاطف و ندى. لكنه في كراج العلاوي ينال رفسة الى خارج الحافلة. ما يهمنا ان الكراج هو نخيل الحكايات المنسية والمقطوعة وجداول الذكريات. فقبل ايام كنت اروم الذهاب الى بغداد في مهمة عاجلة, فاستقبلني السواق في الجزرة الوسطية المقابلة لكراج البصرة الرئيسي في ساحة سعد. وهم عادة يأكلون الوجه. يتشبثون بساعد كل قادم من الجهات الثلاث. وهم ينادون بحرارة: بغداد, نجف, ناصرية بالكيا. (حجي نفر واحد عمارة بالتاكسي. يالله توكل) مع أن السيارة فارغة. وحين يكتمل العدد, ينبهك اكثر الركاب ايمانا او خوفا (الفاتحة لام البنين رحم الله والديكم تسهيل امر ) وكأنك ما ان تغادر الكراج حتى تدخل دائرة الخطر والحذر. نظرت الى بوابة الكراج الكبيرة الجديدة فأحسست بيد الغربة تمسك بيدي. تمسح على وجهي. انه اكثر غربة مثلي. ستقرأها في وجه رجل الجباية شبه الالي، وفي حديد البوابة، وفي السقائف مرتبة طويلة. ولكل محافظة سقيفة وسيارات وحكايات. فتبدو كأنك في كل المحافظات. ترى الاغتراب في الأشجار المهملة الزائدة عن الحاجة, والشعارات الغابرة على الحيطان , وفي تعجل الجميع للمغادرة، في المحلات المسافرة مثلك كأنها ليست مقيمة على ارضها, في مزاح السواق وهم يبتكرون توصيفات جديدة ويتضاحكون للشتائم بينهم. فهل انت في حلم طويل لن ينقضي حتى تجد السيارة الملائمة للسفر. لكن الكراج في غربته القاسية مثل شرفة تطل الى الامس. فتنثار الصور في خيالي من خلال الضباب بالأسود والأبيض الشاحب بالحزن والحنين. فالتفت الى اليمين ارى جنودا في في حرب الثمانيات يفطرون عند رصيف الشارع المواجه للكراج, فشة او شوربة طيبة لرخصها من عربة ألوانها براقة. او قيمرا عند بائعة القيمر الحميراء المكتنزة, تجامل للكسب, أو من يروق لها. فيشربون اكثر من استكان للشاي لقاء ضحكة من شفايف بلون برونز الديرم. ثم يمضون مع سيكارة سومر اسود سن طويل الى موتهم المحتمل او ذل الواجبات. ابصر امامي مفرزة الانضباط العسكري ، تجثم في مدخل الك ......
#كراج
#ساحة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764494
الحوار المتمدن
عبد الرؤوف الشريفي - كراج ساحة سعد