طالب عبد الأمير : اللصيق - قصة
#الحوار_المتمدن
#طالب_عبد_الأمير إستيقظت ذات صباحٍ، يشبه كل الصباحات الأخرى، مبكراً. وهذا بات ديدني في السنوات الأخيرة. هو أن أنام مبكراً وأصحو مبكراً. وقبل أن أذهب الى الحمام لأغسل وجهي وأزيل بقايا النعاس من عيني، تمتد يدي اليه بصورة تلقائية، أمسكه بهدوء ورقّة. فيستسلم ليدي الدافئتين و يغفو فيهما كعصفور ألمّ به البرد.هكذا أصبحت علاقتي به في السنوات الأخيرة، على وجه الدقة. إذ بات يلازمني في كل خطوة أخطوها، فأنا لا استطيع إهماله أو الإستغناء عنه. وحتى عندما آوي الى سريري لأنام، فهو يقاسمني فراشي. لكنه لا ينام. ربما يغمض جفنيه قليلاً ويظل مستلقياً هناك حتى آخذه بين يدي فأحسه دافئاً فعالاً، صلباً كما هو دائماً. ودائماً هو يرافقني الى كل مكان أذهب اليه. كيف لا وهو لاصقاً بي كظلي. بل وأكثر من ظل، يعرف خطواتي وما أفكر أن أفعله اليوم. هو بطبيعته لجوج، وفي الفترة الأخيرة أصبح متقلب الاهواء يلح كثيراً على الأشياء التي يريدها، فمثلاً في احدى المرات أجبرني مخيراً على التعامل معه وجها لوجه. بمعنى أن تكون علاقته معي ليست باللمس فقط، وانما بالنظر اليه. فأصبحت مجرد ما أقرّب وجهي منه حتى ينير لي المكان، ويفتح لي بواباتٍ لعوالم نائية، فألج ممراتها ودهاليزها المتفرعة، التي تمر عبر سيقان البلور الممتدة من واحة العشب المندى، عوالمٍ كانت حتى وقت قريب، مجرد التفكير بها ضرباً من الخيال. قبل ذلك الوقت كنت أستخدم مفتاحاً سرياً لسبرأغواره، هو عبارة عن كلمات أو شفرات ورموز أستلها من مشجب الذاكرة. أرددها في سري، أو أكتبها على جسد ما، فيتلقفها لصيقي ويشرع لي أبوابه. منذ أدركت تطوره وتناميه خلال فترة، من الزمن أكاد أجزم أنها ليست قصيرة، هي عمر هذا الكائن المميز العجيب التكوين، ذو الذاكرة الأسطورية. وهو يفتح لي الطريق و يقودني الى عوالمٍ خفية. و هو لا ينسى، بل يخزّن كل شئ في عروقه النابضة الظاهرة والمخفية في آن واحد. وهو يحتفظ حتى بالأشياء التي كنت أظن بأنها لم تبق في ذاكرتي، أو بالأحرى أُجبرت على نسيانها، لكن جل ملامحها، أوصداها يظل في ذاكرته. وهو في كثير من الأحيان يمثل دور المنبه لي ويذكرني بأشياء كثيراً ما أنساها وهو في مكانه. العديد من الناس يصفونه بالصلب والذكي، بعد أن مر، بأزمنة نمو نوعية، صقلته وجعلته ذا خبرة في الأشياء التي لم تكن مألوفة في السابق، وخلال مدة غريبة في سرعتها، زمن أقل مايقال عنه قياسي، نسبة الى عمره، الذي قد يواكب عمري. أما حجمه لدي فهو متوسط، كما هو الحال عند آخرين مثلي. لكنه عند بعضهم يقصر أو يطول قليلاً أو كثيراً. لكن هذا لايهم. المهم هو كيفية إستخدامه بالشكل الصحيح، إذ أن البعض لا يجيد التعامل معه بالشكل الذي يتيح الاستفادة من إمكانيته الدفينة. بعضهم يرى أن الأهم من كل شئ هو أن يؤدي الغرض الأساسي المطلوب ولا يخيب الآمال، خاصة في الحالات الحرجة، دون الحاجة الى شحن استثنائي.هذا الكائن اللصيق، وبخلاف كل الأشياء الأخرى التي تبدأ صغيرة ثم تكبر، ظهر ومنذ البداية مخالفاً لطبيعته، فقد بدأ ضخماً حين أصبح جاهزاً للأستخدام الفعلي. ثم أخذ حجمه يتضائل مع تقادم العمر والتطورات التي رافقت صيرورته، حتى بات اليوم أصغر من حجم الكف. أو من إصبع الإبهام حتى، لدى البعض طبعاً، وخاصة الكبار في السن.فاجأني في أحدى المرات، بعد أن أسدلت عليه الستارة لأستريح منه أو ليستريح هو مني، لا يهم، فالأمر سيان، إذ أن كلانا أخذ يستنزف الآخر في الآونة الأخيرة. فاجأني بطلب، أو لنقل إقتراح، أن لا أستخدم كلمة السر في التعامل معه، وإنما هو سيتعرف علي بمجرد أن أنظر اليه فيسمح ......
#اللصيق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680642
#الحوار_المتمدن
#طالب_عبد_الأمير إستيقظت ذات صباحٍ، يشبه كل الصباحات الأخرى، مبكراً. وهذا بات ديدني في السنوات الأخيرة. هو أن أنام مبكراً وأصحو مبكراً. وقبل أن أذهب الى الحمام لأغسل وجهي وأزيل بقايا النعاس من عيني، تمتد يدي اليه بصورة تلقائية، أمسكه بهدوء ورقّة. فيستسلم ليدي الدافئتين و يغفو فيهما كعصفور ألمّ به البرد.هكذا أصبحت علاقتي به في السنوات الأخيرة، على وجه الدقة. إذ بات يلازمني في كل خطوة أخطوها، فأنا لا استطيع إهماله أو الإستغناء عنه. وحتى عندما آوي الى سريري لأنام، فهو يقاسمني فراشي. لكنه لا ينام. ربما يغمض جفنيه قليلاً ويظل مستلقياً هناك حتى آخذه بين يدي فأحسه دافئاً فعالاً، صلباً كما هو دائماً. ودائماً هو يرافقني الى كل مكان أذهب اليه. كيف لا وهو لاصقاً بي كظلي. بل وأكثر من ظل، يعرف خطواتي وما أفكر أن أفعله اليوم. هو بطبيعته لجوج، وفي الفترة الأخيرة أصبح متقلب الاهواء يلح كثيراً على الأشياء التي يريدها، فمثلاً في احدى المرات أجبرني مخيراً على التعامل معه وجها لوجه. بمعنى أن تكون علاقته معي ليست باللمس فقط، وانما بالنظر اليه. فأصبحت مجرد ما أقرّب وجهي منه حتى ينير لي المكان، ويفتح لي بواباتٍ لعوالم نائية، فألج ممراتها ودهاليزها المتفرعة، التي تمر عبر سيقان البلور الممتدة من واحة العشب المندى، عوالمٍ كانت حتى وقت قريب، مجرد التفكير بها ضرباً من الخيال. قبل ذلك الوقت كنت أستخدم مفتاحاً سرياً لسبرأغواره، هو عبارة عن كلمات أو شفرات ورموز أستلها من مشجب الذاكرة. أرددها في سري، أو أكتبها على جسد ما، فيتلقفها لصيقي ويشرع لي أبوابه. منذ أدركت تطوره وتناميه خلال فترة، من الزمن أكاد أجزم أنها ليست قصيرة، هي عمر هذا الكائن المميز العجيب التكوين، ذو الذاكرة الأسطورية. وهو يفتح لي الطريق و يقودني الى عوالمٍ خفية. و هو لا ينسى، بل يخزّن كل شئ في عروقه النابضة الظاهرة والمخفية في آن واحد. وهو يحتفظ حتى بالأشياء التي كنت أظن بأنها لم تبق في ذاكرتي، أو بالأحرى أُجبرت على نسيانها، لكن جل ملامحها، أوصداها يظل في ذاكرته. وهو في كثير من الأحيان يمثل دور المنبه لي ويذكرني بأشياء كثيراً ما أنساها وهو في مكانه. العديد من الناس يصفونه بالصلب والذكي، بعد أن مر، بأزمنة نمو نوعية، صقلته وجعلته ذا خبرة في الأشياء التي لم تكن مألوفة في السابق، وخلال مدة غريبة في سرعتها، زمن أقل مايقال عنه قياسي، نسبة الى عمره، الذي قد يواكب عمري. أما حجمه لدي فهو متوسط، كما هو الحال عند آخرين مثلي. لكنه عند بعضهم يقصر أو يطول قليلاً أو كثيراً. لكن هذا لايهم. المهم هو كيفية إستخدامه بالشكل الصحيح، إذ أن البعض لا يجيد التعامل معه بالشكل الذي يتيح الاستفادة من إمكانيته الدفينة. بعضهم يرى أن الأهم من كل شئ هو أن يؤدي الغرض الأساسي المطلوب ولا يخيب الآمال، خاصة في الحالات الحرجة، دون الحاجة الى شحن استثنائي.هذا الكائن اللصيق، وبخلاف كل الأشياء الأخرى التي تبدأ صغيرة ثم تكبر، ظهر ومنذ البداية مخالفاً لطبيعته، فقد بدأ ضخماً حين أصبح جاهزاً للأستخدام الفعلي. ثم أخذ حجمه يتضائل مع تقادم العمر والتطورات التي رافقت صيرورته، حتى بات اليوم أصغر من حجم الكف. أو من إصبع الإبهام حتى، لدى البعض طبعاً، وخاصة الكبار في السن.فاجأني في أحدى المرات، بعد أن أسدلت عليه الستارة لأستريح منه أو ليستريح هو مني، لا يهم، فالأمر سيان، إذ أن كلانا أخذ يستنزف الآخر في الآونة الأخيرة. فاجأني بطلب، أو لنقل إقتراح، أن لا أستخدم كلمة السر في التعامل معه، وإنما هو سيتعرف علي بمجرد أن أنظر اليه فيسمح ......
#اللصيق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680642
الحوار المتمدن
طالب عبد الأمير - اللصيق - قصة
طالب عبد الأمير : 18 عاماً على رحيله: عبد الغني الخليلي شخصية عصيّةٌ على النسيان
#الحوار_المتمدن
#طالب_عبد_الأمير ---------- Forwarded message ---------في الخامس عشر من نوفمبر، تشرين الثاني، من العام 2002 حمل «شيخ الشباب» ، كما سماه صديقه الشاعر الراحل مصطفى جمال الدين، على اكتاف محبيه نحو مقبرة في شمال العاصمة السويدية ستوكهولم، حيث ووري ثرى ارض غريبة، حاملاً معه ذكرياته عن المخزومي وحسين مروة والجواهري وعلي جواد الطاهر وغيرهم. كان وحتى اللحظة الأخيرة من حياته يمني بنفسه بالعودة الى الوطن ليسمع "هديل الحمام الخافت الرقيق عند الغبش، فتنبهج لمنظرها البهي المآذن"» تلك الصورة التي كان الخليلي يحملها في ذاكرته الطرية عن «النجف» مسقط رأسه.الخليلي وعشق الصداقات كان الخليلي وهو يتحدث عن الناس والصداقات، يعيش حالة من السعادة والتلذذ بذكرهم، وهذا الاحساس، يستمد صيرورته من طبيعته الإنسانية، إذا ما أخذنا، بوصف الفيلسوف الأغريقي أرسطو، حين تحدث عن مفهوم الصداقة ودلالاتها الأخلاقية والإجتماعية. حيث أشار الى أن الانسان يعرف الحياة من خلال الإحساس والفكر، اللذين يظلان محصورين عند الناس في الذات، لكنهما عند الإنسان الفاضل يتوجهان نحو الصديق. وهذه مواصفات كان الخليلي عبد الغني يحملها في دواخله. ولم أجد دليلاً أكثر حضوراً على حب الإصدقاء لدى الخليلي، وتجسيداً له من هذه الحكاية التي يستذكر فيها وصايا جدته له في إحترام معلمه، ووالديه وأطاعتهم، وأن يحب الجيران ويقوم برعاية أخوته الصغار، وأن يكون رفيقاً بالطبيعة والحيوانات، ولا يأخذ حاجة ليست له. فهذا السلوك الطيب الحسن يحبه الله، فيدخل صاحبه الجنة وما فيها من بساتين وأنهار من عسل وغير ذلك... لكن الخليلي وهو مبهور بالوصف الجميل الذي تحكيه له جدته وكل هذه المغريات التي يحسب الكبير أن الطفل يمكن أن يفرح بها، وأن يُرشى من أجلها، نجده يقول لها انه لايريد هذه الجنة اذا كانت تبعده عن اصدقائه:."....... مادامت الجنة تبعدني عن كل ما أحب، وعن كل من أحب، فأنا لاأريد الدخول إليها".هذه الأصالة، نجدها في كل محطات حياة عبد الغني الخليلي التي عاشها طفولة وصبا، في بيئة وصفها صديقه المفكر هادي العلوي بالمفتوحة للقِرى "يراها المدلج من بعيد فيهتدي الى اهلها" أنها مدينة النجف، حيث ولد الخليلي وظل يقيم فيها "تحت ظلال النخيل ويتجول على ضفاف الفرات، وقد نهل من مائه صبياً وشاباً وكهلاً ...." والخليلي ليس الوحيد الذي نهل من ماء الفرات، فـ " للفرات أبناء كثيرون" يكتب الراحل العلوى، مواصلاً " وانما اتخذت من عبد الغني مثالاً دون غيره، لأنني أجد في سيرته، كما في كلماته رذاذاً من ماء الفرات، قلّ أن أجده في كلمات من يكتبون هذه الايام".وصف العلوي هذا ينضح بالصدق والوفاء. فهذا الرذاذ الفراتي الذي نثره الخليلي وهو ينبش ذاكرته المرهقة بسبب الغربة وهموم الوطن وأوجاعه التي كانت تعذبه.، كما قال، متحدثاً عن ذاكرة "لم يبق منها الا القليل"، حسب تعبيره، ليرسم صوراً لمدينته، وهو في منفاه السويدي البعيد. فالنجف المدينة التي عاش فيها حتى سن الشباب، ثم خرج منها وأقام في بغداد، لم يتنكر لها، وظل في صلة بها وبأهلها وبأغانيهم وحكاياتهم وبتراثهم الفكري والأدبي، وبكل البيوت والأزقة والمدارس والمساجد التي آلفها في صغره حميمة دافئة، حملها معه في رحلاته الى مدن وبلدان أخرى، كانت الأولى بغداد، ثم طهران التي سُفِّر اليها، وستوكهولم محطته الأخيرة.في كل هذا السفر الطويل، كانت النجف في قلبه فقد كان يزورها كلما هزه الشوق إليها، إذ لم ينقطع عن زيارتها مطلقاً، لكنه وقد أصبح خارج بلاده عنوة، باتت ليالي السويد، هذا البلد الذي يقع على الحواف الإسكندناف ......
#عاماً
#رحيله:
#الغني
#الخليلي
#شخصية
#عصيّةٌ
#النسيان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=699728
#الحوار_المتمدن
#طالب_عبد_الأمير ---------- Forwarded message ---------في الخامس عشر من نوفمبر، تشرين الثاني، من العام 2002 حمل «شيخ الشباب» ، كما سماه صديقه الشاعر الراحل مصطفى جمال الدين، على اكتاف محبيه نحو مقبرة في شمال العاصمة السويدية ستوكهولم، حيث ووري ثرى ارض غريبة، حاملاً معه ذكرياته عن المخزومي وحسين مروة والجواهري وعلي جواد الطاهر وغيرهم. كان وحتى اللحظة الأخيرة من حياته يمني بنفسه بالعودة الى الوطن ليسمع "هديل الحمام الخافت الرقيق عند الغبش، فتنبهج لمنظرها البهي المآذن"» تلك الصورة التي كان الخليلي يحملها في ذاكرته الطرية عن «النجف» مسقط رأسه.الخليلي وعشق الصداقات كان الخليلي وهو يتحدث عن الناس والصداقات، يعيش حالة من السعادة والتلذذ بذكرهم، وهذا الاحساس، يستمد صيرورته من طبيعته الإنسانية، إذا ما أخذنا، بوصف الفيلسوف الأغريقي أرسطو، حين تحدث عن مفهوم الصداقة ودلالاتها الأخلاقية والإجتماعية. حيث أشار الى أن الانسان يعرف الحياة من خلال الإحساس والفكر، اللذين يظلان محصورين عند الناس في الذات، لكنهما عند الإنسان الفاضل يتوجهان نحو الصديق. وهذه مواصفات كان الخليلي عبد الغني يحملها في دواخله. ولم أجد دليلاً أكثر حضوراً على حب الإصدقاء لدى الخليلي، وتجسيداً له من هذه الحكاية التي يستذكر فيها وصايا جدته له في إحترام معلمه، ووالديه وأطاعتهم، وأن يحب الجيران ويقوم برعاية أخوته الصغار، وأن يكون رفيقاً بالطبيعة والحيوانات، ولا يأخذ حاجة ليست له. فهذا السلوك الطيب الحسن يحبه الله، فيدخل صاحبه الجنة وما فيها من بساتين وأنهار من عسل وغير ذلك... لكن الخليلي وهو مبهور بالوصف الجميل الذي تحكيه له جدته وكل هذه المغريات التي يحسب الكبير أن الطفل يمكن أن يفرح بها، وأن يُرشى من أجلها، نجده يقول لها انه لايريد هذه الجنة اذا كانت تبعده عن اصدقائه:."....... مادامت الجنة تبعدني عن كل ما أحب، وعن كل من أحب، فأنا لاأريد الدخول إليها".هذه الأصالة، نجدها في كل محطات حياة عبد الغني الخليلي التي عاشها طفولة وصبا، في بيئة وصفها صديقه المفكر هادي العلوي بالمفتوحة للقِرى "يراها المدلج من بعيد فيهتدي الى اهلها" أنها مدينة النجف، حيث ولد الخليلي وظل يقيم فيها "تحت ظلال النخيل ويتجول على ضفاف الفرات، وقد نهل من مائه صبياً وشاباً وكهلاً ...." والخليلي ليس الوحيد الذي نهل من ماء الفرات، فـ " للفرات أبناء كثيرون" يكتب الراحل العلوى، مواصلاً " وانما اتخذت من عبد الغني مثالاً دون غيره، لأنني أجد في سيرته، كما في كلماته رذاذاً من ماء الفرات، قلّ أن أجده في كلمات من يكتبون هذه الايام".وصف العلوي هذا ينضح بالصدق والوفاء. فهذا الرذاذ الفراتي الذي نثره الخليلي وهو ينبش ذاكرته المرهقة بسبب الغربة وهموم الوطن وأوجاعه التي كانت تعذبه.، كما قال، متحدثاً عن ذاكرة "لم يبق منها الا القليل"، حسب تعبيره، ليرسم صوراً لمدينته، وهو في منفاه السويدي البعيد. فالنجف المدينة التي عاش فيها حتى سن الشباب، ثم خرج منها وأقام في بغداد، لم يتنكر لها، وظل في صلة بها وبأهلها وبأغانيهم وحكاياتهم وبتراثهم الفكري والأدبي، وبكل البيوت والأزقة والمدارس والمساجد التي آلفها في صغره حميمة دافئة، حملها معه في رحلاته الى مدن وبلدان أخرى، كانت الأولى بغداد، ثم طهران التي سُفِّر اليها، وستوكهولم محطته الأخيرة.في كل هذا السفر الطويل، كانت النجف في قلبه فقد كان يزورها كلما هزه الشوق إليها، إذ لم ينقطع عن زيارتها مطلقاً، لكنه وقد أصبح خارج بلاده عنوة، باتت ليالي السويد، هذا البلد الذي يقع على الحواف الإسكندناف ......
#عاماً
#رحيله:
#الغني
#الخليلي
#شخصية
#عصيّةٌ
#النسيان
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=699728
الحوار المتمدن
طالب عبد الأمير - 18 عاماً على رحيله: عبد الغني الخليلي شخصية عصيّةٌ على النسيان
طالب عبد الأمير : حول الزمن والجائحة
#الحوار_المتمدن
#طالب_عبد_الأمير إستيقظت صباح اليوم على منبه الساعة. وهذه عادتي كل صباح. وفي الوقت المحدد. ولكن هذا الصباح كان إستثناءً. فقبله وفي هدئة الليل والناس نيامى، أخذ الزمن يتسلل حابياً الى مضجع الوقت وأهداه ساعة كاملة، بدقائقها وثوانيها. فاضاف الى محتوى الوقت ساعة كاملة. وحوّل الثانية فجراً الى الثالثة. ومنبه ساعتي رن في السابعة، تماما حسبما جرى تنظيمه بأن يطلق موسيقاه المنبهة في اللحظة كل صباح. لكنه ابتداء من هذا اليوم الثامن والعشرين من آذار، اصبحت السابعة تسمى الثامنة. والثامنة سابقاً أصبحت التاسعة في الراهن, وهلم جرا، حيث تقدم الوقت ساعة. وسيستمر على هذا المنوال حتى نهاية اليوم الأخير من أكتوبر، من هذا العام. عندئذ سيعيد الوقت للزمن ساعته، فتعود الثالثة لتصبح الثانية. وهذا ما يعرف بالوقت الصيفي وذاك الشتوي ، الذي تتبعه بعض البلدان. منذ سبعينيات القرن الماضي. لكن فكرة التوقيتين تعود الى الفلكي البريطاني جورج هادسون، التي طرحها في العام 1895. ولحقت بركبها دول مثل ألمانيا والنمسا في ربيع عام 1916.ها وبعد ذلك التحقت بها دول أخرى.لابد لي من القول أن هذه مسألة تعديل الوقت جاءت عرضية، لأنني ومنذ فترة أحاول أن أكتب عن الزمن وسرعته التي تغيرت. وبالطبع نحن نعرف الآن أن ثمة فروقاً كثيرة بين الوقت والزمن. فهما ليسا صنوان كما إعتقد البعض.فبالأمس، ونقول هذا مجازاً. وللدقة، نقول قبل ثلاثة أشهرمضت، كنا قد ودّعنا عاماً أنتهت صلاحيته. لملم أوراقه ودخل التاريخ يبحث عن مكان له فوق رفوف الذاكرة الجمعية. وبذات الوقت إستقبلنا عاماً جديدا وليداً حل محله، وباشر في الحال لعبة الكون السديمية. إستعار نفس أسماء الأيام والشهور، التي دأبت عليها السنوات السابقة، مع فارق أساسي، هو تسمية العدد. فبدلاً من أن كنا نقول، طيلة السنة الماضية الفين وعشرين، أصبحنا نقول الآن الفين وواحد وعشرين، وعلينا أن نعتاد على هذا الرقم ونستمر به حتى نهاية هذا العام و مجئ عام جديد. وهذا متغير بسيط، يعني "نانو" بلغة الرقمنة، فكل ما حدث تم بنسق منظم كما هو الحال منذ قرون. الزمن يجري، يمر دون أن يلتفت وراءه، ودون أن يترك ملمساً مادياً. هو كالماء ليس له نقطة عبور أو مساحة حيادية ساكنة ، كما لا يوجد ثمة فاصل فيزياوي بين السنين، أو نقطة عبور بين سنة واخرى، بل الزمن يجري دونما توقف. لذلك لايجد المرء ثمة اختلاف بين ايام السنة الماضية وأيام السنة الجديدة، لا في التشكل ولا في الإحداثيات ولا في عدد الساعات والدقائق وألأشهر حتى. ربما الفرق في الأيام ثمة استثناء في السنة الكبيسة، والفارق فيها يوم واحد يضاف كل اربع سنوات الى شهر شباط للتوازن بين التقويمين الفلكي والميلادي. لكن الفرق الاساس بين عام وعام هو مايخلقه ذهن الانسان وشعوره ، فرديا كان أو جمعياً، كما هو في الراهن، الذي يتجلى في النظرة العامة لكم الاشياء التي تركت أبواب الزمن مغلقة تحرسها آلهة العتمة. فباتت طرائق الاحتفال الذي خُلع عنها أكليل الماضي ووضع على رأس الحاضر هادئة مترنحة. والأمنيات التي كانت تحملها الريح الى المستقبل خجولة خافتة النبرة. ومظاهر الفرح وقرع الطبول احتفاءا برحيل المنتهي صلاحيته وبولادة الجديد، باردة يشوبها القلق مما ستحمله الأيام في جعبتها. فالجائحة مازالت شبحاً يخيف الاجساد الحية ويتربص بكبار السن والمرضى، ويفرض شروطه القاسية على الانسان ويحجِّم قدراته. هذه الجائحة، مازالت تفرز تداعياتها إنكسارات في مرايا الأيام التي انزوت مخزونة بين علب الزمن الفارغة وأكياس المواد الغذائية ومحدودية الحركة. وطبول حرب يُسمع نبضها الخافت تحت كثبان الرمل، ......
#الزمن
#والجائحة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713841
#الحوار_المتمدن
#طالب_عبد_الأمير إستيقظت صباح اليوم على منبه الساعة. وهذه عادتي كل صباح. وفي الوقت المحدد. ولكن هذا الصباح كان إستثناءً. فقبله وفي هدئة الليل والناس نيامى، أخذ الزمن يتسلل حابياً الى مضجع الوقت وأهداه ساعة كاملة، بدقائقها وثوانيها. فاضاف الى محتوى الوقت ساعة كاملة. وحوّل الثانية فجراً الى الثالثة. ومنبه ساعتي رن في السابعة، تماما حسبما جرى تنظيمه بأن يطلق موسيقاه المنبهة في اللحظة كل صباح. لكنه ابتداء من هذا اليوم الثامن والعشرين من آذار، اصبحت السابعة تسمى الثامنة. والثامنة سابقاً أصبحت التاسعة في الراهن, وهلم جرا، حيث تقدم الوقت ساعة. وسيستمر على هذا المنوال حتى نهاية اليوم الأخير من أكتوبر، من هذا العام. عندئذ سيعيد الوقت للزمن ساعته، فتعود الثالثة لتصبح الثانية. وهذا ما يعرف بالوقت الصيفي وذاك الشتوي ، الذي تتبعه بعض البلدان. منذ سبعينيات القرن الماضي. لكن فكرة التوقيتين تعود الى الفلكي البريطاني جورج هادسون، التي طرحها في العام 1895. ولحقت بركبها دول مثل ألمانيا والنمسا في ربيع عام 1916.ها وبعد ذلك التحقت بها دول أخرى.لابد لي من القول أن هذه مسألة تعديل الوقت جاءت عرضية، لأنني ومنذ فترة أحاول أن أكتب عن الزمن وسرعته التي تغيرت. وبالطبع نحن نعرف الآن أن ثمة فروقاً كثيرة بين الوقت والزمن. فهما ليسا صنوان كما إعتقد البعض.فبالأمس، ونقول هذا مجازاً. وللدقة، نقول قبل ثلاثة أشهرمضت، كنا قد ودّعنا عاماً أنتهت صلاحيته. لملم أوراقه ودخل التاريخ يبحث عن مكان له فوق رفوف الذاكرة الجمعية. وبذات الوقت إستقبلنا عاماً جديدا وليداً حل محله، وباشر في الحال لعبة الكون السديمية. إستعار نفس أسماء الأيام والشهور، التي دأبت عليها السنوات السابقة، مع فارق أساسي، هو تسمية العدد. فبدلاً من أن كنا نقول، طيلة السنة الماضية الفين وعشرين، أصبحنا نقول الآن الفين وواحد وعشرين، وعلينا أن نعتاد على هذا الرقم ونستمر به حتى نهاية هذا العام و مجئ عام جديد. وهذا متغير بسيط، يعني "نانو" بلغة الرقمنة، فكل ما حدث تم بنسق منظم كما هو الحال منذ قرون. الزمن يجري، يمر دون أن يلتفت وراءه، ودون أن يترك ملمساً مادياً. هو كالماء ليس له نقطة عبور أو مساحة حيادية ساكنة ، كما لا يوجد ثمة فاصل فيزياوي بين السنين، أو نقطة عبور بين سنة واخرى، بل الزمن يجري دونما توقف. لذلك لايجد المرء ثمة اختلاف بين ايام السنة الماضية وأيام السنة الجديدة، لا في التشكل ولا في الإحداثيات ولا في عدد الساعات والدقائق وألأشهر حتى. ربما الفرق في الأيام ثمة استثناء في السنة الكبيسة، والفارق فيها يوم واحد يضاف كل اربع سنوات الى شهر شباط للتوازن بين التقويمين الفلكي والميلادي. لكن الفرق الاساس بين عام وعام هو مايخلقه ذهن الانسان وشعوره ، فرديا كان أو جمعياً، كما هو في الراهن، الذي يتجلى في النظرة العامة لكم الاشياء التي تركت أبواب الزمن مغلقة تحرسها آلهة العتمة. فباتت طرائق الاحتفال الذي خُلع عنها أكليل الماضي ووضع على رأس الحاضر هادئة مترنحة. والأمنيات التي كانت تحملها الريح الى المستقبل خجولة خافتة النبرة. ومظاهر الفرح وقرع الطبول احتفاءا برحيل المنتهي صلاحيته وبولادة الجديد، باردة يشوبها القلق مما ستحمله الأيام في جعبتها. فالجائحة مازالت شبحاً يخيف الاجساد الحية ويتربص بكبار السن والمرضى، ويفرض شروطه القاسية على الانسان ويحجِّم قدراته. هذه الجائحة، مازالت تفرز تداعياتها إنكسارات في مرايا الأيام التي انزوت مخزونة بين علب الزمن الفارغة وأكياس المواد الغذائية ومحدودية الحركة. وطبول حرب يُسمع نبضها الخافت تحت كثبان الرمل، ......
#الزمن
#والجائحة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713841
الحوار المتمدن
طالب عبد الأمير - حول الزمن والجائحة