السيد نصر الدين السيد : العلم والدين: مواجهة ضارية أو توزيع أدوار
#الحوار_المتمدن
#السيد_نصر_الدين_السيد العلم والدين منظومتان لا غنى عن وجوهما سويا في حياة افراد أي مجتمع يسعى بجدية للارتقاء برفاه أعضائه. فإسهام انجازات منظومة العلم في عملية الارتقاء هذه لا جدال فيها وتتبدى على عدة مستويات. وفي المقابل توفر منظومة الدين لأتباعه إجابات على الأسئلة الوجودية التي تشغلهم. اجابات تتسم ببساطة صياغتها وبموسيقى تراكيبها اللغوية. لذا يخطئ من يتصور ان بالإمكان تحديث أيا من مجتمعات الشرق الأوسط حداثة حقيقية تتجاوز قشرة براقة تبهر الناظرين دون الاخذ في الاعتبار منظومة الدين. وهي المنظومة التي أسهمت عدة عوامل في تغولها فأصبحت هي المصدر الرئيسي لمكونات الرؤية الكلية للمجتمع المصري (*)، وامتد تأثيرها السلبي ليشمل الشرائح العليا للطبقة الوسطي وهي الطبقة التي كانت مرشحة لقيادة عملية التغيير. وينجح من وراء هذه الظاهرة في خلق جهاز مناعي لمقاومة انتشار قيم الحداثة فيشوهوا الحضارة التي انتجتها. ولا يكتفون بتشويهها، بل يسرقون إنجازاتها في جرأة غير مسبوقة فتسمع عن الاعجاز العلمي للكتب المقدسة. وهنا يبرز السؤال المحوري التالي: ما هي العلاقة المثلى بين العلم والدين في إطار الدولة الحديثة؟ويتطلب الإجابة على هذا السؤال التعرف اولا على المقصود من كل عبارتي "منظومة الدين" و"منظومة العلم" ومقارنة خصائصهما. وثانيا عرض النماذج المختلفة للعلاقة بين المنظومتين.العلم والدين: تعريف ومقارنة تقابلنا عند محاولة تعريف الدين مشكلة تعدد الديانات في عالمنا المعاصر والتي يبلغ عددها حوالي 4300 ديانة. وللتغلب على هذه المشكلة علينا ان نذكر أنفسنا بأن الدين ما هو الا ظاهرة متعددة الابعاد التي تتضمن القائمة التالية أمثلة لأبرزها. 1. البعد الفلسفي: الإيمان بوجود قوة علوية، أيا كان مسماها، خالقة للكون ومسيطرة على كل ما يدور فيه من أحداث.2. البعد العقائدي: العقائد التي تميز هذا الدين عن غيره من الديانات3. البعد الأخلاقي: مجموعة الأوامر والنواهي التي تشكل سلوك المنتمين.4. البعد التعبدي: كافة الطقوس والفرائض التي على طائفة المؤمنين القيام بها.5. البعد المتعلق بالوحى: آليات تواصل القوة العلوية مع مخلوقاته من البشر.6. البعد الاجتماعي: المعتقدات التي تنظم العلاقات بين طائفة المؤمنين وسلوكياتهم المقبولة.في حالتنا سنكتفي بالأربعة أبعاد الأولى ونصوغ التعريف التالي للدين: كـ "منظومة اجتماعية يؤمن المنتمين إليها بوجود كيان ما، أيا كان مسماه، خالق للكون ومسيطر على كل ما يدور فيه من أحداث وبأن عليهم الالتزام بما يمليه عليهم في نصوص مٌنَزَلة (البعد المتعلق بالوحي) يؤمنون بصحة ما جاء فيها إيمانا مطلقا لا يقبل النقاش (البعد العقائدي)، حتى في حالة غيبة أي شواهد محسوسة، لتصير "اعتقادات". وتتضمن هذه النصوص:-;- ردودا على كافة الأسئلة التي تحير الإنسان ولا يجد إجابة لها (البعد الفلسفي)-;- مجموعة الأوامر والنواهي التي على طائفة المؤمنين الالتزام بها (البعد الأخلاقي)-;- الطقوس والفرائض التي على طائفة المؤمنين القيام بها (البعد التعبدي)."هناك بعض الابعاد لا تقبل التعديل (البعد العقائدي على سبيل المثال) حيث يعني تعديلها تحول المنظومة من شكلها الحالي الى شكل جديد أي فقدانها هويتها وهذا هو الجزء المنغلق. من هذا المنظور لابد لن يكون الدين أي دين منظومة منغلقةاما العلم فتعرفه موسوعة ستانفورد للفلسفة بأنه "أي نشاط ممنهج ومنضبط يسعى وراء الحقائق المتعلقة بعالمنا وتتضمن قدر كبير من الشواهد الإمبريقية" (Plantinga, 2008). ولقد شه ......
#العلم
#والدين:
#مواجهة
#ضارية
#توزيع
#أدوار
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=720218
#الحوار_المتمدن
#السيد_نصر_الدين_السيد العلم والدين منظومتان لا غنى عن وجوهما سويا في حياة افراد أي مجتمع يسعى بجدية للارتقاء برفاه أعضائه. فإسهام انجازات منظومة العلم في عملية الارتقاء هذه لا جدال فيها وتتبدى على عدة مستويات. وفي المقابل توفر منظومة الدين لأتباعه إجابات على الأسئلة الوجودية التي تشغلهم. اجابات تتسم ببساطة صياغتها وبموسيقى تراكيبها اللغوية. لذا يخطئ من يتصور ان بالإمكان تحديث أيا من مجتمعات الشرق الأوسط حداثة حقيقية تتجاوز قشرة براقة تبهر الناظرين دون الاخذ في الاعتبار منظومة الدين. وهي المنظومة التي أسهمت عدة عوامل في تغولها فأصبحت هي المصدر الرئيسي لمكونات الرؤية الكلية للمجتمع المصري (*)، وامتد تأثيرها السلبي ليشمل الشرائح العليا للطبقة الوسطي وهي الطبقة التي كانت مرشحة لقيادة عملية التغيير. وينجح من وراء هذه الظاهرة في خلق جهاز مناعي لمقاومة انتشار قيم الحداثة فيشوهوا الحضارة التي انتجتها. ولا يكتفون بتشويهها، بل يسرقون إنجازاتها في جرأة غير مسبوقة فتسمع عن الاعجاز العلمي للكتب المقدسة. وهنا يبرز السؤال المحوري التالي: ما هي العلاقة المثلى بين العلم والدين في إطار الدولة الحديثة؟ويتطلب الإجابة على هذا السؤال التعرف اولا على المقصود من كل عبارتي "منظومة الدين" و"منظومة العلم" ومقارنة خصائصهما. وثانيا عرض النماذج المختلفة للعلاقة بين المنظومتين.العلم والدين: تعريف ومقارنة تقابلنا عند محاولة تعريف الدين مشكلة تعدد الديانات في عالمنا المعاصر والتي يبلغ عددها حوالي 4300 ديانة. وللتغلب على هذه المشكلة علينا ان نذكر أنفسنا بأن الدين ما هو الا ظاهرة متعددة الابعاد التي تتضمن القائمة التالية أمثلة لأبرزها. 1. البعد الفلسفي: الإيمان بوجود قوة علوية، أيا كان مسماها، خالقة للكون ومسيطرة على كل ما يدور فيه من أحداث.2. البعد العقائدي: العقائد التي تميز هذا الدين عن غيره من الديانات3. البعد الأخلاقي: مجموعة الأوامر والنواهي التي تشكل سلوك المنتمين.4. البعد التعبدي: كافة الطقوس والفرائض التي على طائفة المؤمنين القيام بها.5. البعد المتعلق بالوحى: آليات تواصل القوة العلوية مع مخلوقاته من البشر.6. البعد الاجتماعي: المعتقدات التي تنظم العلاقات بين طائفة المؤمنين وسلوكياتهم المقبولة.في حالتنا سنكتفي بالأربعة أبعاد الأولى ونصوغ التعريف التالي للدين: كـ "منظومة اجتماعية يؤمن المنتمين إليها بوجود كيان ما، أيا كان مسماه، خالق للكون ومسيطر على كل ما يدور فيه من أحداث وبأن عليهم الالتزام بما يمليه عليهم في نصوص مٌنَزَلة (البعد المتعلق بالوحي) يؤمنون بصحة ما جاء فيها إيمانا مطلقا لا يقبل النقاش (البعد العقائدي)، حتى في حالة غيبة أي شواهد محسوسة، لتصير "اعتقادات". وتتضمن هذه النصوص:-;- ردودا على كافة الأسئلة التي تحير الإنسان ولا يجد إجابة لها (البعد الفلسفي)-;- مجموعة الأوامر والنواهي التي على طائفة المؤمنين الالتزام بها (البعد الأخلاقي)-;- الطقوس والفرائض التي على طائفة المؤمنين القيام بها (البعد التعبدي)."هناك بعض الابعاد لا تقبل التعديل (البعد العقائدي على سبيل المثال) حيث يعني تعديلها تحول المنظومة من شكلها الحالي الى شكل جديد أي فقدانها هويتها وهذا هو الجزء المنغلق. من هذا المنظور لابد لن يكون الدين أي دين منظومة منغلقةاما العلم فتعرفه موسوعة ستانفورد للفلسفة بأنه "أي نشاط ممنهج ومنضبط يسعى وراء الحقائق المتعلقة بعالمنا وتتضمن قدر كبير من الشواهد الإمبريقية" (Plantinga, 2008). ولقد شه ......
#العلم
#والدين:
#مواجهة
#ضارية
#توزيع
#أدوار
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=720218
الحوار المتمدن
السيد نصر الدين السيد - العلم والدين: مواجهة ضارية أو توزيع أدوار