عزالدين بوغانمي : ثورة، بلا ثوريين.
#الحوار_المتمدن
#عزالدين_بوغانمي "في بالنا عملنا ثورة" العبارة كرّرها كثيرون لأنّ المفهوم ظل غامضا لعدة أسباب. أولا لأن العرب لم يستخدموا كلمة "ثورة" بالمعنى الذي تحمله هذه الكلمة في عصرنا الرّاهن.وثانيا لأن معظم الذين اهتمّوا بقضية الثّورة في بلادنا، تناولوها بالقياس والمقارنة مع ثورات أخرى. كالثورة الفرنسية والروسية والصينيه... فكان الاعتراف بالثورة التونسية أو إنكارها حسب درجة تطابقها مع مسارات تلك النماذج.ثالثا، أغلب الذين أنكروا تسمية ما حدث على أنه ثورة، ينطلقون من خلفية النتائج والمآلات. والأرجح أن هذا الموقف يعود إلى خيبة أمل قاسية بعد انتظاراتهم الكبرى. رابعًا، هذا الغموض ينبع عند البعض من التناقض الشديد الحاصل في عقولهم بين الثورة والإصلاح. خامسا، هو الخلط بين الانقلاب والثورة. سأحاول في هذه الورقة تلخيص هذه الأسباب الخمسة. في البداية يجب التشديد على أن العرب لم يستخدموا في تراثهم عبارة "الثورة" بنفس المعنى المعاصر. بل استخدموا كلمات أخرى "خروج" و"فتنة"، فكان يُقال "خروج القرامطة" أو "فتنة الزّنج".. على أن الخروج على الجماعة هو فعل مذموم، والخروج على السّلطان الجائر أمر مُختلف فيه. ومعنى الخروج عند المسلمين يعني الخروج لطلب الحقّ. وفيه تفاصيل ومعايير وآراء مختلفة بين ابن خلدون والماوردي وابن تيمية وأبو مجاهد البصري وغيرهم. وحسب رأيي قد يكون لغموض المفهوم اليوم علاقة بخلوّ التراث العربي من كلمة الثورة بمضمونها الحالي. إذ بقيت الكلمة تعني الغضب فقط. في حين سادت مفاهيم مختلفة مثل الخروج والتغلب، والفتنة ... وأعتقد أن المفردة الأقرب إلى مفهوم الثورة المعاصرة هي "الخروج". والخروج هنا بالمعنى الاسلامي التقليدي الخروج من المسكن نحو الناس طلبًا للحق. وبالمعنى المعاصر، النزول إلى الشارع. بما يُفيد نفاذ الصبر والشكوى والتذمّر وحالة عدم الرضى في الحيّز الخاص، وحمل كل هذا إلى الحيز العام. وفيه أيضا معنى الخروج على قواعد اللعبة وعلى القوانين السارية، وعلى الشرعية القائمة. ولست متأكدا من أن هنالك مفردة أخرى استخدمت في التاريخ الأسلامي، وتحظى بمشترك مضموني واسع مع الثورة بمعناها الحديث مثل كلمة "الخروج". ثانيا، بَدَل البحث في الأسباب البعيدة التي ولّدت حدث 14 جانفي، وتفكيك دوافعها ودراسة عوائقها ومآلاتها، انشغل البعض بالبحث والتمحيص في ما هو مشترك بين 14 جانفي وبين ما كشفت عنه التجربة الأوروبية، لا سيَّما في الثورتين الفرنسية والروسية. وكان من الطبيعي أن نجد اختلافات جوهرية، فيما كان همهم التوصل إلى نوع من التطابق يشفي الغليل. ومن هذه الخلفية أطلقوا عليها كل النعوت ما عدا نعت الثورة. ودون مبالغات، قد يكون هنالك سبب نفسي مختبئ في لا وعي هؤلاء الذين يخافون على الثورة البلشفية من التشويه. فهم معنيون بالحفاظ على سمعة ثورة عاشوا على أنخابها، وشكلت ركيزة من ركائز كينونتهم المعنوية. أكثر من اهتمامهم بفهم ما حدث في بلادهم أمام أعينهم.ثالثا، أغلب الثورات في التاريخ فشلت. ولم تحقق أهدافها. ومع ذلك تُسمّى ثورات، لأن هنالك فارق بين الثورة، والقابلية للثورة. فمثلا كان الشعار المركزي الذي ردده المتظاهرون في تونس ما بين 17 ديسمبر و 14 جانفي، وتواصل إلى غاية سقوط حكومة محمد الغنوشي في اعتصام القصبة هو "الشعب يريد إسقاط النظام". وبالفعل سقط الرئيس، وتم حل الحزب الحاكم ومجلس النواب ومجلس المستشارين، كما تم طرد جميع مسؤولي الصف الأول والثاني في النظام السابق. وهذا الذي حدث هو تحرك شعبي واسع من خارج الدستور، يُطالب ليس بالزيادة في الأجور، ولا في ا ......
#ثورة،
#ثوريين.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=737451
#الحوار_المتمدن
#عزالدين_بوغانمي "في بالنا عملنا ثورة" العبارة كرّرها كثيرون لأنّ المفهوم ظل غامضا لعدة أسباب. أولا لأن العرب لم يستخدموا كلمة "ثورة" بالمعنى الذي تحمله هذه الكلمة في عصرنا الرّاهن.وثانيا لأن معظم الذين اهتمّوا بقضية الثّورة في بلادنا، تناولوها بالقياس والمقارنة مع ثورات أخرى. كالثورة الفرنسية والروسية والصينيه... فكان الاعتراف بالثورة التونسية أو إنكارها حسب درجة تطابقها مع مسارات تلك النماذج.ثالثا، أغلب الذين أنكروا تسمية ما حدث على أنه ثورة، ينطلقون من خلفية النتائج والمآلات. والأرجح أن هذا الموقف يعود إلى خيبة أمل قاسية بعد انتظاراتهم الكبرى. رابعًا، هذا الغموض ينبع عند البعض من التناقض الشديد الحاصل في عقولهم بين الثورة والإصلاح. خامسا، هو الخلط بين الانقلاب والثورة. سأحاول في هذه الورقة تلخيص هذه الأسباب الخمسة. في البداية يجب التشديد على أن العرب لم يستخدموا في تراثهم عبارة "الثورة" بنفس المعنى المعاصر. بل استخدموا كلمات أخرى "خروج" و"فتنة"، فكان يُقال "خروج القرامطة" أو "فتنة الزّنج".. على أن الخروج على الجماعة هو فعل مذموم، والخروج على السّلطان الجائر أمر مُختلف فيه. ومعنى الخروج عند المسلمين يعني الخروج لطلب الحقّ. وفيه تفاصيل ومعايير وآراء مختلفة بين ابن خلدون والماوردي وابن تيمية وأبو مجاهد البصري وغيرهم. وحسب رأيي قد يكون لغموض المفهوم اليوم علاقة بخلوّ التراث العربي من كلمة الثورة بمضمونها الحالي. إذ بقيت الكلمة تعني الغضب فقط. في حين سادت مفاهيم مختلفة مثل الخروج والتغلب، والفتنة ... وأعتقد أن المفردة الأقرب إلى مفهوم الثورة المعاصرة هي "الخروج". والخروج هنا بالمعنى الاسلامي التقليدي الخروج من المسكن نحو الناس طلبًا للحق. وبالمعنى المعاصر، النزول إلى الشارع. بما يُفيد نفاذ الصبر والشكوى والتذمّر وحالة عدم الرضى في الحيّز الخاص، وحمل كل هذا إلى الحيز العام. وفيه أيضا معنى الخروج على قواعد اللعبة وعلى القوانين السارية، وعلى الشرعية القائمة. ولست متأكدا من أن هنالك مفردة أخرى استخدمت في التاريخ الأسلامي، وتحظى بمشترك مضموني واسع مع الثورة بمعناها الحديث مثل كلمة "الخروج". ثانيا، بَدَل البحث في الأسباب البعيدة التي ولّدت حدث 14 جانفي، وتفكيك دوافعها ودراسة عوائقها ومآلاتها، انشغل البعض بالبحث والتمحيص في ما هو مشترك بين 14 جانفي وبين ما كشفت عنه التجربة الأوروبية، لا سيَّما في الثورتين الفرنسية والروسية. وكان من الطبيعي أن نجد اختلافات جوهرية، فيما كان همهم التوصل إلى نوع من التطابق يشفي الغليل. ومن هذه الخلفية أطلقوا عليها كل النعوت ما عدا نعت الثورة. ودون مبالغات، قد يكون هنالك سبب نفسي مختبئ في لا وعي هؤلاء الذين يخافون على الثورة البلشفية من التشويه. فهم معنيون بالحفاظ على سمعة ثورة عاشوا على أنخابها، وشكلت ركيزة من ركائز كينونتهم المعنوية. أكثر من اهتمامهم بفهم ما حدث في بلادهم أمام أعينهم.ثالثا، أغلب الثورات في التاريخ فشلت. ولم تحقق أهدافها. ومع ذلك تُسمّى ثورات، لأن هنالك فارق بين الثورة، والقابلية للثورة. فمثلا كان الشعار المركزي الذي ردده المتظاهرون في تونس ما بين 17 ديسمبر و 14 جانفي، وتواصل إلى غاية سقوط حكومة محمد الغنوشي في اعتصام القصبة هو "الشعب يريد إسقاط النظام". وبالفعل سقط الرئيس، وتم حل الحزب الحاكم ومجلس النواب ومجلس المستشارين، كما تم طرد جميع مسؤولي الصف الأول والثاني في النظام السابق. وهذا الذي حدث هو تحرك شعبي واسع من خارج الدستور، يُطالب ليس بالزيادة في الأجور، ولا في ا ......
#ثورة،
#ثوريين.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=737451
الحوار المتمدن
عزالدين بوغانمي - ثورة، بلا ثوريين.