أنور النُّعيمي : قرّر أنت، ماذا تكون غدًا
#الحوار_المتمدن
#أنور_النُّعيمي دخل الأستاذ إلى غرفة الصف بابتسامة خفيفة وقلب محزون على هذه الأجيال التي لم تعد تهمّ بمستوى ثقافتها ولا محاولة الفصل في ذاتها بين أن يكون طالبًا متعلمًا داخل المدرسة وبين الولد الذي لم يطوي ركبه على مقاعد التعليم، واستقى من معلمه الأدب النفيس، والمعرفة القيّمة والسلوك العالي...أشار الأستاذ إلى أحد التلاميذ الذي اختطَّ شاربه، وطال عوده، وكبر سنّهُ، وكان اسمه زيد: عزيزي الطالب منذ متى وأنت جالس على هذا المقعد؟منذ ثلاث سنوات يا أستاذ.يسأله الأستاذ بقلب مكلوم: ألم تملَّ منه يا حبيبي؟يجيبه زيد بوجه يعصره الألم وصوت ينحدر منه الأسى: نعم يا أستاذ مللت وفوق ذلك الزملاء الذين يجتهدون وينجحون يصعدون من الصفوف الأولية إلى مرحلتي يجلسون معي كلهم صغارًا بالنسبة لعمري وحجمي وعقلي، لكنني باقٍ في هذا المقعد أفكِّر في الأصدقاء الذين نجحوا وعبروا مراحل وأنا لا زلت هنا.. لا أعرف ماذا أصنع،أحسُّ بأنهم ينظرون إلي بازدراء كبير، وتجاهل، كأنَّني شخص لا قيمة له..يقاطعه الأستاذ: لكنك لستَ قليل قيمة يا زيد ولست فاشلًا أنت إنسان محترم ومرتب وشاب راكز داخل الصف، أنا لاحظت هذا الشيء منذ بداية العام الدراسيّ، لكنّك يا زيد فقط لم تجرِّب أن تتخذ قرارًا حاسمًا إلى الآن، أنت فقط لا زلت تفكر أنَّ والدك سيأتي إلى إدارة المدرسة ويكلِّم الأساتيذ والمدير؛ لكي يساعدوك، وتنجح، أنت فقط لم تزل ترى نفسك بذات المرآة التي كنت تتململ أمامها وأنت طفل صغير، وأمُّك تعبِّئ جيب بنطالك وحقيبتك المدرسية بما تشتهي نفسك، ثم تقبِّل عينيك، وتخرج إلى الباص الخاص بك.. الآن تغيرتْ الدنيا، الوضع الاقتصاديّ تغيَّر في البلد جميعها وليس في عائلتك فقط، لم يعد بالإمكان أن يوفرَ لك والداك ما يريحك من وسيلة نقل، ولا ملبس فاخر مثلما تريد، وغيرها من المتع الصغيرة التي كنت تستمتع بها في طفولتك.الآن أنت رجل اختطّتْ شارباك، واخشوشن صوتك، وتكاملتْ شخصيَّتك، وتنامتْ أحاسيسك، ومشاعر المسؤولية الرجولية لديك، فعليك أن تكون على قدرها لا تصحو متأخرًا، ولا تتأخر في اتخاذ القرار الذي يعبِّد لك الطريق، ويضيء لك سلَّم المستقبل المتميِّز.وزيد ينظر لأستاذه بعينين يملؤها الحزن الكثيف والشغف الكبير..يكمل الأستاذ: نصيحتي لك أن تكون على قدر المسؤولية التي زرعها الله بك، فأعطاك الإيمان الواثق به، وأعطاك الملامح الإنسانية البديعة، وبثَّ فيك عطر المحبة للوجود والحياة؛ فاستثمر وجودك بالذي يرفع شأنك، ويهندم تشتتك وفوضاك، واستثمر طاقاتك الكبيرة في دراستك أولًا وفي حياتك الاجتماعية والعملية أيضًا؛ لأنَّك لن تكون شيئًا مذكورا ما لم تتعب وتبذل جهدًا لنفسك الآن، الآن..فأنت الذي يشار له بالبنان؛ لأنَّك عمود الأمةِ الفقريِّ، وذراعها المفتول، فأنت بعمر ذلك الصحابي الذي أوعز له النبي محمد _صلى الله عليه وآله وسلم_ قيادة جيش المسلمين في إحدى الحروب.وأنت ذلك الشاب الصغير الذي كان يلبس قميصًا مهترئًا بعض الشيء يسكن غرفة صغيرة في إحدى الدول الغربية، لا يعرفه أحد سوى صديقه الذي يؤمن به ويدعمه حتى في إنجازاته الصغيرة، فقرر هذا الشاب أن يفكر بصوت عالٍ، وأن يترجم أفكاره لإنجازات واقعية كبيرة، فضمَّ العالم كله في كتابه الأزرق فأصبح مليونيرًا، وأصبح أكثر شخصية مشهورة على مستوى العالم..والقصص الواقعية كثيرة جدًّا التي تصور لك النجاحات الباهرة التي اقتلعها أصحابها من بين أنياب السباع، ومن عمق الفشل المريع، ومن بين فكَّي الفقر، والتخلف، والجهل، والتردِّي، لكنَّهم قالوا كلمتهم حين نظروا إلى أعماقهم، وآمن ......
#قرّر
#أنت،
#ماذا
#تكون
#غدًا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=757861
#الحوار_المتمدن
#أنور_النُّعيمي دخل الأستاذ إلى غرفة الصف بابتسامة خفيفة وقلب محزون على هذه الأجيال التي لم تعد تهمّ بمستوى ثقافتها ولا محاولة الفصل في ذاتها بين أن يكون طالبًا متعلمًا داخل المدرسة وبين الولد الذي لم يطوي ركبه على مقاعد التعليم، واستقى من معلمه الأدب النفيس، والمعرفة القيّمة والسلوك العالي...أشار الأستاذ إلى أحد التلاميذ الذي اختطَّ شاربه، وطال عوده، وكبر سنّهُ، وكان اسمه زيد: عزيزي الطالب منذ متى وأنت جالس على هذا المقعد؟منذ ثلاث سنوات يا أستاذ.يسأله الأستاذ بقلب مكلوم: ألم تملَّ منه يا حبيبي؟يجيبه زيد بوجه يعصره الألم وصوت ينحدر منه الأسى: نعم يا أستاذ مللت وفوق ذلك الزملاء الذين يجتهدون وينجحون يصعدون من الصفوف الأولية إلى مرحلتي يجلسون معي كلهم صغارًا بالنسبة لعمري وحجمي وعقلي، لكنني باقٍ في هذا المقعد أفكِّر في الأصدقاء الذين نجحوا وعبروا مراحل وأنا لا زلت هنا.. لا أعرف ماذا أصنع،أحسُّ بأنهم ينظرون إلي بازدراء كبير، وتجاهل، كأنَّني شخص لا قيمة له..يقاطعه الأستاذ: لكنك لستَ قليل قيمة يا زيد ولست فاشلًا أنت إنسان محترم ومرتب وشاب راكز داخل الصف، أنا لاحظت هذا الشيء منذ بداية العام الدراسيّ، لكنّك يا زيد فقط لم تجرِّب أن تتخذ قرارًا حاسمًا إلى الآن، أنت فقط لا زلت تفكر أنَّ والدك سيأتي إلى إدارة المدرسة ويكلِّم الأساتيذ والمدير؛ لكي يساعدوك، وتنجح، أنت فقط لم تزل ترى نفسك بذات المرآة التي كنت تتململ أمامها وأنت طفل صغير، وأمُّك تعبِّئ جيب بنطالك وحقيبتك المدرسية بما تشتهي نفسك، ثم تقبِّل عينيك، وتخرج إلى الباص الخاص بك.. الآن تغيرتْ الدنيا، الوضع الاقتصاديّ تغيَّر في البلد جميعها وليس في عائلتك فقط، لم يعد بالإمكان أن يوفرَ لك والداك ما يريحك من وسيلة نقل، ولا ملبس فاخر مثلما تريد، وغيرها من المتع الصغيرة التي كنت تستمتع بها في طفولتك.الآن أنت رجل اختطّتْ شارباك، واخشوشن صوتك، وتكاملتْ شخصيَّتك، وتنامتْ أحاسيسك، ومشاعر المسؤولية الرجولية لديك، فعليك أن تكون على قدرها لا تصحو متأخرًا، ولا تتأخر في اتخاذ القرار الذي يعبِّد لك الطريق، ويضيء لك سلَّم المستقبل المتميِّز.وزيد ينظر لأستاذه بعينين يملؤها الحزن الكثيف والشغف الكبير..يكمل الأستاذ: نصيحتي لك أن تكون على قدر المسؤولية التي زرعها الله بك، فأعطاك الإيمان الواثق به، وأعطاك الملامح الإنسانية البديعة، وبثَّ فيك عطر المحبة للوجود والحياة؛ فاستثمر وجودك بالذي يرفع شأنك، ويهندم تشتتك وفوضاك، واستثمر طاقاتك الكبيرة في دراستك أولًا وفي حياتك الاجتماعية والعملية أيضًا؛ لأنَّك لن تكون شيئًا مذكورا ما لم تتعب وتبذل جهدًا لنفسك الآن، الآن..فأنت الذي يشار له بالبنان؛ لأنَّك عمود الأمةِ الفقريِّ، وذراعها المفتول، فأنت بعمر ذلك الصحابي الذي أوعز له النبي محمد _صلى الله عليه وآله وسلم_ قيادة جيش المسلمين في إحدى الحروب.وأنت ذلك الشاب الصغير الذي كان يلبس قميصًا مهترئًا بعض الشيء يسكن غرفة صغيرة في إحدى الدول الغربية، لا يعرفه أحد سوى صديقه الذي يؤمن به ويدعمه حتى في إنجازاته الصغيرة، فقرر هذا الشاب أن يفكر بصوت عالٍ، وأن يترجم أفكاره لإنجازات واقعية كبيرة، فضمَّ العالم كله في كتابه الأزرق فأصبح مليونيرًا، وأصبح أكثر شخصية مشهورة على مستوى العالم..والقصص الواقعية كثيرة جدًّا التي تصور لك النجاحات الباهرة التي اقتلعها أصحابها من بين أنياب السباع، ومن عمق الفشل المريع، ومن بين فكَّي الفقر، والتخلف، والجهل، والتردِّي، لكنَّهم قالوا كلمتهم حين نظروا إلى أعماقهم، وآمن ......
#قرّر
#أنت،
#ماذا
#تكون
#غدًا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=757861
الحوار المتمدن
أنور النُّعيمي - قرّر أنت، ماذا تكون غدًا
أنور النعيمي : خاطرة بعد منتصف الشوق
#الحوار_المتمدن
#أنور_النعيمي لي نَفَسٌ طويلٌ من الصَّبرِ الثَّقيلِ أمامَ الّلوحاتِ الكبيرة، والمدجَّجةِ بالضَّرَبات الفنّيةِ الغامضة، والألوان المجرورة بالسّكين بعفوية المحترف..لي هَوَسُ الوقوفِ أمامَها، فأتأمّلُ منها مايُشبِع رغبتي غيرِ المؤدلجةِ للفنّ، ولغة اللوحات الغامضة عمومًا، فليس لي معرفةٌ في اللوحات، ولا في فنّ الرسم إلا الشّغف المجهول، لكنّني مذ وقفتُ يومئذٍ أمامَ وجهَكِ انطفأتْ كلَّ الأضواء التي تؤطّرُ معارضَ الرسمِ..فأخالُ نفسي واقفًا وغارقًا في ملامحكِ الشهية ووجهَكِ المُندسُّ في مرايا الضوء، والمتدلّي من سقوف الزّهر.أقفُ متأمِّلًا حديثكِ العفويُّ معي، وأرى الملائكةَ الصغارِ وهي تتقافز من فمِكِ اللذيذ، فتستيقظُ في ذلك الشريانُ المُتعَبُ أصابعُ موزارت وهي تداعبُ أزرارَ البيانو كمن يحبُّ مداعبةَ أزرارَ قميصٍ زهريٍّ في نصفِ كُمٍّ منتفخٍ تظهر فيه الساعدان الرقيقان، ويدفعكِ مكتوف اليدين من أعلى الهاوية وأنت منتشٍ. أشعر بأنَّكِ ترهقين الحَلَق المُتدلَّي على كتفيكِ الذائبين؛ يلهثُ خلفهما منذ رأيتُهُ أوّلَ مرّةٍ؛ ليلثمَ الضَّوءَ السائلَ بلا جريانٍ فيهما. تضحكينَ فتسقطُ بين يديَّ قطعةً من نجمةِ الفرح البعيد، وحين تسيرينَ في دروبِ العقلِ، وتمشينَ حافيةً في طرقاتِ التفكيرِ تُهلكينَ الريحَ خلفكِ فيتساقط مسحوقُ اللهفةِ من أصابعي على انحدارات شعركِ العنيد، فأظلُّ مسحورًا وذائبًا أمامَ حزمةِ السنابلِ السمراء الممدّدةَ أمامي، وفي داخلي تهرعُ نافرةٌ كلَّ تناقضاتِ الكون.وأنا أنا أمامَ عينيكِ الضاحكتين الغاضبتين الحانيتين القاسيتين، كطفل صغير هارب خلفَ أرنبتِه الضائعة، يفتّشُ عنها بين الأحراش، وكلّما مدّ يديهِ إلى كومةٍ من أشواكٍ؛ ليتحسّسَ أرنبته يخرج ممسكًا بيديك..فينظر فيك وترمقه حاجبيك المقطّبين ،فتختلط الشّراسة بالبراءة فكأنك طفلة نقية العينين لكنّها تحمل مِدية جارحة وقد اشتعلتْ غضبًا؛ لأنها سُرقتْ منها لعبتها الوحيدة، فتعضّين يدي الممتدة ثم تبكين فوقهما... أنتِ امرأة حين تبسمين يورقُ الرُّخامُ فيستحيلُ إلى عوالمَ ناطقةً بالقصائدِ الشهيّة، لكنّني أرى ما لا يرون، وأقرأُ ما وراء العيون فرغمَ ابتسامتكِ البديعة أرى حزنًا متجذّرًا ومعرّشًا وسابحًا في عينيك.وليس لي ذلك الفضول الذي تملكون يا معشر النساء الجميلات، الفضول الذي يستوطن كل مساماتِكم وخلاياكم، فأنا لن أُلِحَّ ولن أطلب أن تحدّثيني عن سببِ الحزنِ، ذلك السّببُ المخبّأ أفهمه وأعرفه..أريد فقط أن أقول بأنَّكِ آخر حبّةٍ من كرز المدينة الضائعة، وآخرَ الفتيات اللطيفات على هذا الكوكب، وليس رجلًا من ينطق حرفًا واحدًا يؤذي شعوركِ، أو يقترب من مزاجك العالي؛ لأنّكِ معجونة بندى السيسبان، نقية، لينة، دائمة الأنوثة، وبأنَّ عينيك، عينيكِ! هي موطن القصائد العذراء في دمنا.وأنَّ يديكِ هي الوسادةُ الأكثر حنوًا، والأكثر طمأنينة لرأسي المثقل بالوجع الدّفين، فتفيض على وجهي غيمة من شعركِ، فتنهريه،وترفعيهِ، لِمَ ترفعيه عنّي؟يزعجني.كيف يزعجكِ شعركِ الطويل، وأصابعي العزلى هنا؟ في هذا الفراغ الأبيض، وفي هذا الوجوم الذي يملأ الكوكب ونحن غارقون في هذه الألفيّةُ الثالثة، كيف أسمح أن تكون امرأة مثلكِ تجلس وحيدةً ملولة بين أربعةِ جدران، ولا أكون أنا من يجعلها تغصُّ ضحكًا؟كيف أسمح للحزن أن يدهمها بلا سبب، وأنا هنا أشرق في ضحكي مع الأصدقاء؟فأنتِ لكِ الفضل أن عبّدتِ إلى قلبي طريق الّليلك، وسبحتِ في عينيَّ ألقًا دائمَ الألفةِ والفرح، فمن المُحال أن تُنسَين برغم الهُوّةِ ......
#خاطرة
#منتصف
#الشوق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=757918
#الحوار_المتمدن
#أنور_النعيمي لي نَفَسٌ طويلٌ من الصَّبرِ الثَّقيلِ أمامَ الّلوحاتِ الكبيرة، والمدجَّجةِ بالضَّرَبات الفنّيةِ الغامضة، والألوان المجرورة بالسّكين بعفوية المحترف..لي هَوَسُ الوقوفِ أمامَها، فأتأمّلُ منها مايُشبِع رغبتي غيرِ المؤدلجةِ للفنّ، ولغة اللوحات الغامضة عمومًا، فليس لي معرفةٌ في اللوحات، ولا في فنّ الرسم إلا الشّغف المجهول، لكنّني مذ وقفتُ يومئذٍ أمامَ وجهَكِ انطفأتْ كلَّ الأضواء التي تؤطّرُ معارضَ الرسمِ..فأخالُ نفسي واقفًا وغارقًا في ملامحكِ الشهية ووجهَكِ المُندسُّ في مرايا الضوء، والمتدلّي من سقوف الزّهر.أقفُ متأمِّلًا حديثكِ العفويُّ معي، وأرى الملائكةَ الصغارِ وهي تتقافز من فمِكِ اللذيذ، فتستيقظُ في ذلك الشريانُ المُتعَبُ أصابعُ موزارت وهي تداعبُ أزرارَ البيانو كمن يحبُّ مداعبةَ أزرارَ قميصٍ زهريٍّ في نصفِ كُمٍّ منتفخٍ تظهر فيه الساعدان الرقيقان، ويدفعكِ مكتوف اليدين من أعلى الهاوية وأنت منتشٍ. أشعر بأنَّكِ ترهقين الحَلَق المُتدلَّي على كتفيكِ الذائبين؛ يلهثُ خلفهما منذ رأيتُهُ أوّلَ مرّةٍ؛ ليلثمَ الضَّوءَ السائلَ بلا جريانٍ فيهما. تضحكينَ فتسقطُ بين يديَّ قطعةً من نجمةِ الفرح البعيد، وحين تسيرينَ في دروبِ العقلِ، وتمشينَ حافيةً في طرقاتِ التفكيرِ تُهلكينَ الريحَ خلفكِ فيتساقط مسحوقُ اللهفةِ من أصابعي على انحدارات شعركِ العنيد، فأظلُّ مسحورًا وذائبًا أمامَ حزمةِ السنابلِ السمراء الممدّدةَ أمامي، وفي داخلي تهرعُ نافرةٌ كلَّ تناقضاتِ الكون.وأنا أنا أمامَ عينيكِ الضاحكتين الغاضبتين الحانيتين القاسيتين، كطفل صغير هارب خلفَ أرنبتِه الضائعة، يفتّشُ عنها بين الأحراش، وكلّما مدّ يديهِ إلى كومةٍ من أشواكٍ؛ ليتحسّسَ أرنبته يخرج ممسكًا بيديك..فينظر فيك وترمقه حاجبيك المقطّبين ،فتختلط الشّراسة بالبراءة فكأنك طفلة نقية العينين لكنّها تحمل مِدية جارحة وقد اشتعلتْ غضبًا؛ لأنها سُرقتْ منها لعبتها الوحيدة، فتعضّين يدي الممتدة ثم تبكين فوقهما... أنتِ امرأة حين تبسمين يورقُ الرُّخامُ فيستحيلُ إلى عوالمَ ناطقةً بالقصائدِ الشهيّة، لكنّني أرى ما لا يرون، وأقرأُ ما وراء العيون فرغمَ ابتسامتكِ البديعة أرى حزنًا متجذّرًا ومعرّشًا وسابحًا في عينيك.وليس لي ذلك الفضول الذي تملكون يا معشر النساء الجميلات، الفضول الذي يستوطن كل مساماتِكم وخلاياكم، فأنا لن أُلِحَّ ولن أطلب أن تحدّثيني عن سببِ الحزنِ، ذلك السّببُ المخبّأ أفهمه وأعرفه..أريد فقط أن أقول بأنَّكِ آخر حبّةٍ من كرز المدينة الضائعة، وآخرَ الفتيات اللطيفات على هذا الكوكب، وليس رجلًا من ينطق حرفًا واحدًا يؤذي شعوركِ، أو يقترب من مزاجك العالي؛ لأنّكِ معجونة بندى السيسبان، نقية، لينة، دائمة الأنوثة، وبأنَّ عينيك، عينيكِ! هي موطن القصائد العذراء في دمنا.وأنَّ يديكِ هي الوسادةُ الأكثر حنوًا، والأكثر طمأنينة لرأسي المثقل بالوجع الدّفين، فتفيض على وجهي غيمة من شعركِ، فتنهريه،وترفعيهِ، لِمَ ترفعيه عنّي؟يزعجني.كيف يزعجكِ شعركِ الطويل، وأصابعي العزلى هنا؟ في هذا الفراغ الأبيض، وفي هذا الوجوم الذي يملأ الكوكب ونحن غارقون في هذه الألفيّةُ الثالثة، كيف أسمح أن تكون امرأة مثلكِ تجلس وحيدةً ملولة بين أربعةِ جدران، ولا أكون أنا من يجعلها تغصُّ ضحكًا؟كيف أسمح للحزن أن يدهمها بلا سبب، وأنا هنا أشرق في ضحكي مع الأصدقاء؟فأنتِ لكِ الفضل أن عبّدتِ إلى قلبي طريق الّليلك، وسبحتِ في عينيَّ ألقًا دائمَ الألفةِ والفرح، فمن المُحال أن تُنسَين برغم الهُوّةِ ......
#خاطرة
#منتصف
#الشوق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=757918
الحوار المتمدن
أنور النعيمي - خاطرة بعد منتصف الشوق
أنور النُّعيمي : هي في عيد ميلادها الثلاثين
#الحوار_المتمدن
#أنور_النُّعيمي وأنتِباقية كما أنتِ..وهذا التوهُّج وهذا العذاب اللذيذ.في هذا العام المنماز قفزتي أمامي كأرنبة شقيَّة..أراكِ تمشين على أطراف قدميك الذائبتين أنوثة، وأنت تتسلّلين إلى عمق الوجع المكثَّف في دمي..ساحبة ظلكِ الرشيق وشعرك الممتد كسحبة ناي في أغنية قديمة في زمن الحصار الذي قفزتي إلى هذه الدنيا بعده بعام أراك حاملة كلَّما مرَّ الزَّمان ثلاثين ربيعًا حول خصركِ المكتظُّ بالألغام والأوهام ، والعيون العطشى، وعلى مرايا صدرك المدلَّى كعنقود عنب، والغافي كحمامة ملتفة بجناحيها..يتمشَّى العمر على خُطى قدميك الساحرتين التي تولد من تحتها العصافير، ويجرجر أفئدة المكتوين بنار الحبِّ، وتستحيل شهيَّتك بين خافقَي رائحة تعبق كغابة برِّية... ......
#ميلادها
#الثلاثين
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758088
#الحوار_المتمدن
#أنور_النُّعيمي وأنتِباقية كما أنتِ..وهذا التوهُّج وهذا العذاب اللذيذ.في هذا العام المنماز قفزتي أمامي كأرنبة شقيَّة..أراكِ تمشين على أطراف قدميك الذائبتين أنوثة، وأنت تتسلّلين إلى عمق الوجع المكثَّف في دمي..ساحبة ظلكِ الرشيق وشعرك الممتد كسحبة ناي في أغنية قديمة في زمن الحصار الذي قفزتي إلى هذه الدنيا بعده بعام أراك حاملة كلَّما مرَّ الزَّمان ثلاثين ربيعًا حول خصركِ المكتظُّ بالألغام والأوهام ، والعيون العطشى، وعلى مرايا صدرك المدلَّى كعنقود عنب، والغافي كحمامة ملتفة بجناحيها..يتمشَّى العمر على خُطى قدميك الساحرتين التي تولد من تحتها العصافير، ويجرجر أفئدة المكتوين بنار الحبِّ، وتستحيل شهيَّتك بين خافقَي رائحة تعبق كغابة برِّية... ......
#ميلادها
#الثلاثين
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=758088
الحوار المتمدن
أنور النُّعيمي - هي في عيد ميلادها الثلاثين