أحمد البلتاجي : المضمون التاريخي لعيد العمال: صراعٌ لم ينتهي
#الحوار_المتمدن
#أحمد_البلتاجي «على العامل، كي يكون عاملاً، أن يكون بأدوات إنتاجه المادي مثقفًا، وعلى المثقف، كي يكون كذلك، أن يكون بأدوات إنتاجه الفكري كادحًا»~مهدي عاملــــــــــــــــــــــــفي الحادي والعشرين من أبريل 1856، والشمس تلفح وجوههم، ألقى عمال بناء جامعة ميلبورن في أستراليا بمطارقهم، وأخذوا بالسير إلى مقر البرلمان مطالبين بيوم عملٍ من ثماني ساعات. تكللت مسيرتهم بالنجاح، وحازوا مطلبهم دون انتقاصٍ من أجورهم. في الشهر التالي، خرجوا في مسيرةٍ احتفاليةٍ صارت بعدها تقليدًا سنويًا. فكرة يوم العمال، التظاهر من أجل ساعات العمل الثمانية، ولدت يومها.سؤالان يطرحان نفسهما حول ميلاد عيد العمال، والإجابة عليهما تفسر لنا الأهمية الراهنة لهذا التقليد. أولهما: كيف تمكن عمال ملبورن من إحراز هذا النصر السريع والحاسم؟، والآخر: لما يتطلب الأمر خوض معركةٍ قاسيةٍ (قانون يوم العمل المحدد بثماني ساعات لم يُطبَّق في أستراليا سوى على العمال "المهرة من الذكور البالغين") حتى يومنا هذا؟البداية من أستراليامنذ بدايات القرن السابع عشر، اعتادت بريطانيا إرسال المجرمين إلى مستعمراتها العقابية في أستراليا، لتنفيذ الأحكام بالأشغال الشاقة. خلق الاستيراد المتواصل لجيش العمل العقابي هذا صعوباتٍ جمةً أمام تنظيم العمال الأستراليين لأنفسهم لأجل شروط عملٍ أفضل. مع هذا، ووسط هذه الظروف، تمكن العمال المدانون في أحيانٍ عدة من التنظيم. شهدت أستراليا في 1971 أول إضرابٍ عماليٍّ نظمه هؤلاء للمطالبة بحصص طعامٍ يوميةٍ، بدلاً من الأسبوعيةً.استمرت هذه الموجات المتقطِّعة من الإضرابات. في 1822 عوقب أحد المدانين والمحكوم عليهم بالسجن مع الأشغال الشاقة، بشهرٍ من الحبس الانفرادي وخمسمائة جلدةٍ، لمحاولته تنظيم زملائه أثناء مطالبتهم بأجورٍ أعلى وحصص طعامٍ كافية. ومع مقدم منتصف القرن التاسع عشر، توقفت عمليات استقدام المحكومين في العديد من المدن الأسترالية، ما وفَّر فرصةً أفضل للعمال الأستراليين لخوض معاركهم والإعداد التنظيمي لها.ولد جيمس ستيفينز، مُنظِّم إضراب عمال البناء 1856، صاحب الخبرة التنظيمية العارمة، في ويلز البريطانية. حيث التحق بنقابة البنَّائين. كان جيمس عضوًا بالحركة الشارتية أيضًا؛ الحركة التي انبثقت عن الحركة النقابية الإنجليزية وأسست حملةً عالميةً تقودها الطبقات العاملة للإصلاح السياسي.نظمت الحركة الشارتية أول إضرابٍ عماليٍّ في بريطانيا، الأمر الذي أثار فزع الحكومة البريطانية ودفعها لاستخدام كافة الوسائل لقمعها، وصولاً إلى إعدام عددٍ من قادتها. في 1839، خرج 10,000 من الشارتيين، وبعضهم كان مسلحًا، لتحرير رفاقهم المسجونين في نيوبورت. جيمس ستيفينس كان واحدًا من هؤلاء الذي التحقوا بما عرف بعدها بانتفاضة نيوبورت. ثلاثةٌ من قادة الشارتيين المحليين لاقوا جزاءً ثقيلاً: تمت محاكمتهم بتهمة الخيانة العظمى، وعوقبوا بالشنق والإغراق وتمزيق أجسادهم. قررت الحكومة -جراء احتجاجاتٍ واسعةٍ ضد الأحكام- تخفيف العقوبة، وإرسالهم إلى أستراليا. لم يكن ستيفنز مشمولاً بهذه الأحكام، واستمر باحثًا عن عملٍ حتى انتهى به المطاف بنَّاءً في قلعة ويندسور، قبل أن يتم فصله عقب اكتشاف صلته بالحركة الشارتية. المفارقة المثيرة، أنه عمل بعدها في تشييد مبنى البرلمان الجديد في ويستمنستر، وبعد قرابة القرنين في فبراير من عامنا الجاري، تم اكتشاف ممرٍ مسدودٍ يتصل بمبنى البرلمان تحمل جدارنه "جرافيتي" يحتوي كتاباتٍ للبنَّائين الذين عملوا في مشروع إعادة بناء البرلمان ذاته، وقد وصفوا أنفسهم "بالديموقراطيين ال ......
#المضمون
#التاريخي
#لعيد
#العمال:
#صراعٌ
#ينتهي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=675809
#الحوار_المتمدن
#أحمد_البلتاجي «على العامل، كي يكون عاملاً، أن يكون بأدوات إنتاجه المادي مثقفًا، وعلى المثقف، كي يكون كذلك، أن يكون بأدوات إنتاجه الفكري كادحًا»~مهدي عاملــــــــــــــــــــــــفي الحادي والعشرين من أبريل 1856، والشمس تلفح وجوههم، ألقى عمال بناء جامعة ميلبورن في أستراليا بمطارقهم، وأخذوا بالسير إلى مقر البرلمان مطالبين بيوم عملٍ من ثماني ساعات. تكللت مسيرتهم بالنجاح، وحازوا مطلبهم دون انتقاصٍ من أجورهم. في الشهر التالي، خرجوا في مسيرةٍ احتفاليةٍ صارت بعدها تقليدًا سنويًا. فكرة يوم العمال، التظاهر من أجل ساعات العمل الثمانية، ولدت يومها.سؤالان يطرحان نفسهما حول ميلاد عيد العمال، والإجابة عليهما تفسر لنا الأهمية الراهنة لهذا التقليد. أولهما: كيف تمكن عمال ملبورن من إحراز هذا النصر السريع والحاسم؟، والآخر: لما يتطلب الأمر خوض معركةٍ قاسيةٍ (قانون يوم العمل المحدد بثماني ساعات لم يُطبَّق في أستراليا سوى على العمال "المهرة من الذكور البالغين") حتى يومنا هذا؟البداية من أستراليامنذ بدايات القرن السابع عشر، اعتادت بريطانيا إرسال المجرمين إلى مستعمراتها العقابية في أستراليا، لتنفيذ الأحكام بالأشغال الشاقة. خلق الاستيراد المتواصل لجيش العمل العقابي هذا صعوباتٍ جمةً أمام تنظيم العمال الأستراليين لأنفسهم لأجل شروط عملٍ أفضل. مع هذا، ووسط هذه الظروف، تمكن العمال المدانون في أحيانٍ عدة من التنظيم. شهدت أستراليا في 1971 أول إضرابٍ عماليٍّ نظمه هؤلاء للمطالبة بحصص طعامٍ يوميةٍ، بدلاً من الأسبوعيةً.استمرت هذه الموجات المتقطِّعة من الإضرابات. في 1822 عوقب أحد المدانين والمحكوم عليهم بالسجن مع الأشغال الشاقة، بشهرٍ من الحبس الانفرادي وخمسمائة جلدةٍ، لمحاولته تنظيم زملائه أثناء مطالبتهم بأجورٍ أعلى وحصص طعامٍ كافية. ومع مقدم منتصف القرن التاسع عشر، توقفت عمليات استقدام المحكومين في العديد من المدن الأسترالية، ما وفَّر فرصةً أفضل للعمال الأستراليين لخوض معاركهم والإعداد التنظيمي لها.ولد جيمس ستيفينز، مُنظِّم إضراب عمال البناء 1856، صاحب الخبرة التنظيمية العارمة، في ويلز البريطانية. حيث التحق بنقابة البنَّائين. كان جيمس عضوًا بالحركة الشارتية أيضًا؛ الحركة التي انبثقت عن الحركة النقابية الإنجليزية وأسست حملةً عالميةً تقودها الطبقات العاملة للإصلاح السياسي.نظمت الحركة الشارتية أول إضرابٍ عماليٍّ في بريطانيا، الأمر الذي أثار فزع الحكومة البريطانية ودفعها لاستخدام كافة الوسائل لقمعها، وصولاً إلى إعدام عددٍ من قادتها. في 1839، خرج 10,000 من الشارتيين، وبعضهم كان مسلحًا، لتحرير رفاقهم المسجونين في نيوبورت. جيمس ستيفينس كان واحدًا من هؤلاء الذي التحقوا بما عرف بعدها بانتفاضة نيوبورت. ثلاثةٌ من قادة الشارتيين المحليين لاقوا جزاءً ثقيلاً: تمت محاكمتهم بتهمة الخيانة العظمى، وعوقبوا بالشنق والإغراق وتمزيق أجسادهم. قررت الحكومة -جراء احتجاجاتٍ واسعةٍ ضد الأحكام- تخفيف العقوبة، وإرسالهم إلى أستراليا. لم يكن ستيفنز مشمولاً بهذه الأحكام، واستمر باحثًا عن عملٍ حتى انتهى به المطاف بنَّاءً في قلعة ويندسور، قبل أن يتم فصله عقب اكتشاف صلته بالحركة الشارتية. المفارقة المثيرة، أنه عمل بعدها في تشييد مبنى البرلمان الجديد في ويستمنستر، وبعد قرابة القرنين في فبراير من عامنا الجاري، تم اكتشاف ممرٍ مسدودٍ يتصل بمبنى البرلمان تحمل جدارنه "جرافيتي" يحتوي كتاباتٍ للبنَّائين الذين عملوا في مشروع إعادة بناء البرلمان ذاته، وقد وصفوا أنفسهم "بالديموقراطيين ال ......
#المضمون
#التاريخي
#لعيد
#العمال:
#صراعٌ
#ينتهي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=675809
الحوار المتمدن
أحمد البلتاجي - المضمون التاريخي لعيد العمال: صراعٌ لم ينتهي
أحمد البلتاجي : عن الأسلوب في “البيان الشيوعي”​
#الحوار_المتمدن
#أحمد_البلتاجي أُمبِرتو إيكو ترجمة أحمد البلتاجييَصعُب تخيّل أنَّ بضعة صفحاتٍ مُحكَمةٍ يمكن بمفردها أن تغيّر العالم. في النهاية، لم تكفِ أعمال دانتي الكاملة لإحياء الإمبراطورية الرومانية المقدسة في الدول-المدن الإيطالية، لكن في ذكرى البيان الشيوعيّ لعام 1848، النص الذي مارس بالتأكيد أثرًا ضخمًا على مدى قرنين من التاريخ، أعتقد أنَّ علينا أن نعيد قراءته من جهة قيمته الأدبية، أو على الأقل -إن لم نقرأه في أصله الألمانيّ- لمهارته البلاغية المتفرِّدة وبِنية براهينه.في 1971 نُشر كتيبٌ لمؤلفٍ فينزويليّ هو ليوديفيكو سيلڤ-;-ا بعنوان أسلوب ماركس الأدبي (نُشرت الترجمة الإيطالية في 1973). أعتقد أنه لم يعد متاحًا، لكنه يستحق أن يُعاد طبعه. في هذا الكتيب يتتبع سيلڤ-;-ا ثقافة ماركس الأدبية (قلةٌ من يعلمون أنّه نظم الشعر أيضًا، وإنْ كان شعرًا سيئًا، وفقًا لمن اطلعوا عليه)، ويمضي ليحلل بالتفصيل أعمال ماركس الكاملة. ما يثير الفضول، أنّه خصَّص بضعة أسطرٍ فقط لـ البيان الشيوعي، ربما لأنه لم يكن عملاً شخصيًا خالصًا. هذا مؤسفٌ، كونَه نصٌ مذهلٌ تتعاقب فيه بمهارةٍ نبراتُ الوعيد والسخرية، الشعارات القوية والشروحات الواضحة، وحتى اليوم (إذا ما أراد المجتمع الرأسمالي حقًا الانتقام من الثورات التي أحدثتها هذه الصفحات المعدودة)، تنبغي قرائته كنصٍ مقدسٍ في الوكالات الدعائية. يبتدأ البيان بقرعات طبولٍ مدوية، كسيمفونية بيتهوفن الخامسة “شبحٌ يتهدد أوروبا” (ودعونا لا ننسى أننا كنّا لا نزال على مقربةٍ من النشأة ما قبل الرومانسية والرومانسية للرواية القوطية، والأشباح ليست مما يُستهان به). سرعان ما تتبعها نظرةٌ تاريخيةٌ بعين طائرٍ للصراع الطبقيّ منذ روما القديمة حتى ولادة البُرجوازية ونموها، والصفحات المكرَّسة للفتوحات التي حققتها تلك الطبقة “الثورية” الجديدة تشكّل أساسًا ملحميًا، لا يزال ساريًا إلى اليوم، لمؤيدي مشروع السوق الحرّ. يرى المرء (وأقصد “يرى” بالمعنى السينمائيّ للكلمة) هذه القوة العاتية التي تحثُّها الحاجة إلى أسواقٍ جديدة لبضائعها، وهي تجتاح العالم بأسره على الأرض كما في السماء (وبالنسبة إليّ، فهنا يتبادر إلى ذهن ماركس اليهوديّ المسيحانيّ افتتاحيةُ سفر التكوين)، وتقلِب وتُحوِّل بلدانًا بعيدةً لأنَّ أسعار المنتجات الزهيدة هي مدفعيتها الثقيلة التي تمكنها من دكِّ كل سورٍ صينيٍّ وبها تُرغم البرابرة الأشدَّ كراهيةً للغرباء على الاستسلام، فتُنشِئ المدنَ وتُطوِّرها كرمزٍ وقاعدةٍ لسلطتها، وتغدو متعددةَ الجنسيات، مُعولَمةً، بل وتبتكر أدبًا لا يعود بعدُ قوميًا وإنما عالميًا. يبدأ البيان بقرعات طبولٍ مدوية، كسيمفونية بيتهوفن الخامسة “شبحٌ يتهدد أوروبا”في نهاية هذا الإطراء (المُقنِع والذي يداني الإعجابٍ الصادق)، نجد فجأةً انقلابًا دراميًا: لا يعود الساحر قادراً على التحكم بالقوى السُفلية التي استحضرها، ويبات المنتصر مختنقًا بفرط الإنتاج خاصتهِ ويُجبَر على ولادة حفّار قبرهِ: البروليتاريا.تدخل هذه القوة الجديدة إلى المشهد: في البداية مفرَّقَةً ومرتبكةً، شكَّلَها وصاغها بطش الآلات، ومن ثَمَّ وظَّفتها البُرجوازية كقواتِ صاعقةٍ لتُجبَر على صراعِ أعداءِ عدوِّها (الملكيات الاستبدادية، المُلاَّك العقاريون، والبُرجوازية الصغيرة)، إلى أن تَمتصّ تدريجيًا الحرفيين، أصحاب الدكاكين، وصغار المُلاَّك الفلاحين الذين كانوا يومًا خصومها لكنهم تحولوا الآن إلى بروليتاريين بواسطة البُرجوازية. يغدو الانقلاب صراعًا بقدر ما ينتظم العمال بفضل قوةٍ أخرى ......
#الأسلوب
#“البيان
#الشيوعي”​
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681839
#الحوار_المتمدن
#أحمد_البلتاجي أُمبِرتو إيكو ترجمة أحمد البلتاجييَصعُب تخيّل أنَّ بضعة صفحاتٍ مُحكَمةٍ يمكن بمفردها أن تغيّر العالم. في النهاية، لم تكفِ أعمال دانتي الكاملة لإحياء الإمبراطورية الرومانية المقدسة في الدول-المدن الإيطالية، لكن في ذكرى البيان الشيوعيّ لعام 1848، النص الذي مارس بالتأكيد أثرًا ضخمًا على مدى قرنين من التاريخ، أعتقد أنَّ علينا أن نعيد قراءته من جهة قيمته الأدبية، أو على الأقل -إن لم نقرأه في أصله الألمانيّ- لمهارته البلاغية المتفرِّدة وبِنية براهينه.في 1971 نُشر كتيبٌ لمؤلفٍ فينزويليّ هو ليوديفيكو سيلڤ-;-ا بعنوان أسلوب ماركس الأدبي (نُشرت الترجمة الإيطالية في 1973). أعتقد أنه لم يعد متاحًا، لكنه يستحق أن يُعاد طبعه. في هذا الكتيب يتتبع سيلڤ-;-ا ثقافة ماركس الأدبية (قلةٌ من يعلمون أنّه نظم الشعر أيضًا، وإنْ كان شعرًا سيئًا، وفقًا لمن اطلعوا عليه)، ويمضي ليحلل بالتفصيل أعمال ماركس الكاملة. ما يثير الفضول، أنّه خصَّص بضعة أسطرٍ فقط لـ البيان الشيوعي، ربما لأنه لم يكن عملاً شخصيًا خالصًا. هذا مؤسفٌ، كونَه نصٌ مذهلٌ تتعاقب فيه بمهارةٍ نبراتُ الوعيد والسخرية، الشعارات القوية والشروحات الواضحة، وحتى اليوم (إذا ما أراد المجتمع الرأسمالي حقًا الانتقام من الثورات التي أحدثتها هذه الصفحات المعدودة)، تنبغي قرائته كنصٍ مقدسٍ في الوكالات الدعائية. يبتدأ البيان بقرعات طبولٍ مدوية، كسيمفونية بيتهوفن الخامسة “شبحٌ يتهدد أوروبا” (ودعونا لا ننسى أننا كنّا لا نزال على مقربةٍ من النشأة ما قبل الرومانسية والرومانسية للرواية القوطية، والأشباح ليست مما يُستهان به). سرعان ما تتبعها نظرةٌ تاريخيةٌ بعين طائرٍ للصراع الطبقيّ منذ روما القديمة حتى ولادة البُرجوازية ونموها، والصفحات المكرَّسة للفتوحات التي حققتها تلك الطبقة “الثورية” الجديدة تشكّل أساسًا ملحميًا، لا يزال ساريًا إلى اليوم، لمؤيدي مشروع السوق الحرّ. يرى المرء (وأقصد “يرى” بالمعنى السينمائيّ للكلمة) هذه القوة العاتية التي تحثُّها الحاجة إلى أسواقٍ جديدة لبضائعها، وهي تجتاح العالم بأسره على الأرض كما في السماء (وبالنسبة إليّ، فهنا يتبادر إلى ذهن ماركس اليهوديّ المسيحانيّ افتتاحيةُ سفر التكوين)، وتقلِب وتُحوِّل بلدانًا بعيدةً لأنَّ أسعار المنتجات الزهيدة هي مدفعيتها الثقيلة التي تمكنها من دكِّ كل سورٍ صينيٍّ وبها تُرغم البرابرة الأشدَّ كراهيةً للغرباء على الاستسلام، فتُنشِئ المدنَ وتُطوِّرها كرمزٍ وقاعدةٍ لسلطتها، وتغدو متعددةَ الجنسيات، مُعولَمةً، بل وتبتكر أدبًا لا يعود بعدُ قوميًا وإنما عالميًا. يبدأ البيان بقرعات طبولٍ مدوية، كسيمفونية بيتهوفن الخامسة “شبحٌ يتهدد أوروبا”في نهاية هذا الإطراء (المُقنِع والذي يداني الإعجابٍ الصادق)، نجد فجأةً انقلابًا دراميًا: لا يعود الساحر قادراً على التحكم بالقوى السُفلية التي استحضرها، ويبات المنتصر مختنقًا بفرط الإنتاج خاصتهِ ويُجبَر على ولادة حفّار قبرهِ: البروليتاريا.تدخل هذه القوة الجديدة إلى المشهد: في البداية مفرَّقَةً ومرتبكةً، شكَّلَها وصاغها بطش الآلات، ومن ثَمَّ وظَّفتها البُرجوازية كقواتِ صاعقةٍ لتُجبَر على صراعِ أعداءِ عدوِّها (الملكيات الاستبدادية، المُلاَّك العقاريون، والبُرجوازية الصغيرة)، إلى أن تَمتصّ تدريجيًا الحرفيين، أصحاب الدكاكين، وصغار المُلاَّك الفلاحين الذين كانوا يومًا خصومها لكنهم تحولوا الآن إلى بروليتاريين بواسطة البُرجوازية. يغدو الانقلاب صراعًا بقدر ما ينتظم العمال بفضل قوةٍ أخرى ......
#الأسلوب
#“البيان
#الشيوعي”​
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681839
الحوار المتمدن
أحمد البلتاجي - عن الأسلوب في “البيان الشيوعي”