الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
مريم الحسن : عن الاستشراق و إدوارد سعيد و خطاب النقد التقويضي
#الحوار_المتمدن
#مريم_الحسن تمهيدما هو الاستشراق؟عرف العالم الغربي, في القرن الثامن عشر, ظاهرة ثقافية و فكرية جديدة, تجلت اهتماماً فريداً بعالم الشرق و أحواله, وصل حد الهوس عند بعض مثقفيه من رسّامين و باحثين و مفكرين, وتجلّى ميلاً متطرفاً لتصوير الشرق و مجتمعاته وفق تخيلاتهم و أحكامهم المسبقة, و بأساليب فنية و معايير بحثية نافت في مضامينها واقع الشرق و حقيقته, و بشكل مبالغ فيه , بلغ حد محاولات إعادة رسم الهوية بطريقة مشوهة لا تمثلها , و وفق ثقافة تتلاقى في محتواها مع محتوى المخيال الغربي عن الشرق أكثر منه مع واقع هذا الشرق و ثقافته.هذه الظاهرة, أطلق عليها الدارسون فيما بعد, بعقود لاحقة, مصطلح الاستشراق. و كان من أبرز تجلياتها لوحاتٍ فنية و أعمال أدبية عكست تصوّر المثقف الغربي المغلوط عن الشرق, من حيث هو مجتمع, غارقٌ في العواطف و الانفعالات, فظهر من خلال أعمالهم نموذجاً لا عقلاني, و نقيضاً لآخر غربي أظهروه متسماً بالعقلانية و بالانضباط. هذا التصوّر المغلوط, ساهم في تنميته, إلى جانب عوامل ثقافية أخرى عديدة , كتاب ألف ليلة و ليلة الذي روّج من خلال قصصه لصورة عجائبية عن الشرق و عن ساكنيه, لا سيما عن المرأة و عن علاقة الرجل بها, وعن مكانتها في مجتمعها و أمكنة تواجدها فيه . لا سيما ذلك المكان المحرّم المسمى "حرملك" الذي خصّص لها و لحاشيتها من باقي الحريم, و حُرّم على كلّ من كان من غير أهلها .قدسية العادات الشرقية, و اختلافها عن عادات المجتمع الغربي, و طبيعة العلاقة بين المرأة و الرجل الشرقيّيَن, و حكايات ألف ليلة و ليلة الخرافية , بالإضافة إلى غموض و أسرار الفضاء المرأة المحرم (الحرملك), كلها عوامل ثقافية أدارت مفتاح الخيال الخصب في باب الفضول الغربي, فأجّجت رغبات مثقفيه, و ألهمت تصوّراتهم الفنية, مطلقة بذلك العنان لأفكارهم الخاصة و لتوهماتهم ليُسقطوها على عادات المجتمع الشرقي و على نسائه في لوحات قاربت في مضامينها عالم الخيال أكثر ما قاربت واقع الشرق الحقيقي.هذه الإسقاطات اكثر ما تجلّت في لوحاتٍ فنية رومنسية صوّرت المجتمع الشرقي كسلسلة من فنتازيا عاطفية و خيالية متواصلة, أبرز أبطالها رجال قساة الملامح و انفعاليين, و نساء جميلات عاريات يظهرن في خلفيات فنية مختلفة, توزّعت عناصرها المكانية والزمانية ما بين الحرملك و الحمّامات, و جلسات البخور والتدليك, و أماكن أخرى أظهرت المرأة كجارية دورها إشباع الرغبات أكثر منها ربة أسرة أو عاملة أو سيدة مثقفة تحاور و تناقش أو تقرأ و تكتب.نقد الاستشراقظاهرة الاستشراق هذه, التي عرفت أوج تجليها الفنّي و الفكري في القرنين الثامن عشر و التاسع عشر, و استمرت بعدهما شبه حاضرة حتى أوئل منتصف القرن العشرين , لفتت عناية النقّاد و الدارسين ممن اهتموا بها, لدراستها و تحليلها من جوانبها الفنية و الأدبية أو لتوصيفها تاريخياً. و ذلك من باب استمرارِ الخط المعرفي الذي بدأه رواد مدرسة الدراسات الشرقية القديمة, أو استكمالاً لنشاط المستشرقين الأوائل, الذين نسجوا خيوط التواصل الثقافي الأولى مع شعوب البلدان غير الأوروبية , لا سيما بعد تطور العلوم الإنسانية ,كالأنثروبولوجيا و فقه اللغة و علم النفس و علم الاجتماع, وحرص دارسي هذه العلوم على استمرار هذا التواصل الثقافي أكثر من ذي قبل.غير أن المفاهيم المغلوطة التي تضمّنها و روّج لها الاستشراق, و التصوّر الغربي اللا موضوعي و المشوّه عن الشرق, وضع محتواه المعرفي و التاريخي موضع الشك العلمي و الشك السياسي أيضاً , لا سيما بعد التغييرات السياسية الفاصلة التي أوجدتها ......
#الاستشراق
#إدوارد
#سعيد
#خطاب
#النقد
#التقويضي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678400