الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
جعفر المظفر : رفع الإصبع الوسط في وجه الحاكم الغلط.
#الحوار_المتمدن
#جعفر_المظفر في عام 2017 إنتشرت صورة لسيدة أمريكية إسمها (جولي بريكسمان) وهي تركب دراجة هوائية وعندما مر موكب الرئيس ترامب بالقرب منها رفعت له إصبعها الأوسط في علامة مسيئة تدل على إعتراضها عليه وعلى سياساته, وقد قام الكثيرون في ولاية فرجينيا بدعمها بعد أن فصلتها إدارتها من الوظيفة فجمعوا لها أموالا أكثر من تلك التي تحصل عليها من مرتبها الوظيفي ثم كانت المفاجأة الأكبر التي حدثت مؤخرا، حيث فازت السيدة (جولي بريسكمان) بسباق الإنتخابات وحصلت على مقعد في مجلس مقاطعة (لاوْدِن) في ولاية فرجينيا وهزمت الجمهورية (سوزان فولب) التي إستولت على المقعد لمدة ثماني سنوات كاملة. أما الوكالة الخبرية التي نشرت الواقعة فقد نقلتها عن الـ (سي أن أن) ونشرتها تحت عنوان (الشعوب هي التي تصنع الطغاة عندما ترضى بالظلم والظالم), ولقد أعجبَ هذا العنوان الكثير من الأصدقاء الأعزاء الذين أعتقد بصواب نواياهم بشكل أكيد . أما أنا فأرى إن الحالة من بعضها .. الشعب الأمريكي لم يتم تصنيع وعيه في زمن السيد ترامب وإنما هو كان من صُنْع تاريخ بأكمله, أما السيدة ذات الأصبع الشتيمة فهي من صنع هذا التاريخ وليست من صنع لحظة من خارجه, وأما الترامبية فهي دخيلة عليه تماما مثل المكارثية. السيدة ليست وحدها على هذا المسار وإنما معها الأغلبية من الشعب الأمريكي وحتى من الذين صوتوا لترامب نفسه. بالنسبة لنا فليس صحيحا إننا كنا على الدوام أو جميعا من المصفقين فقد أعطينا الكثير من التضحيات طوال العهود المختلفة. وإنما يجب الإهتمام بحقيقة تناقض الخطابين التاريخيين, إجتماعيا وثقافيا, بين العرب أو عموم العالم الثالث وبين أمريكا وأوروبا على الجهة الأخرى. لحظة رفع الأصبع من قبل تلك السيدة لم تكن لحظة مقتطعة من التاريخ. الشعب الأمريكي وغيره من الشعوب الأوروبية إمتلكت المساحة الزمنية الكاملة لتركيب هويتها الثقافية وسلوكها الإجتماعي. أما نحن فقد كنا ممسوحين وممسوخين وخارج التاريخ طيلة قرون الهيمنات الإستعمارية. وحتى غيرها من القرون فقد سادتها ثقافة (هات يدك أبايعك) مع غياب كامل للنقد وسيادة ثقافة طاعة ولي الأمر حتى لو كان شاذا ومسخا. وحتى حينما إنتصرنا في أيام الفتوحات فقد إنتصرنا على العدو لكننا لم ننتصر على أنفسنا قبل ذلك, وأغلب إنتصاراتنا لم تبدأ بالإنتصار على النفس, وإنما كانت للنفس, ومن أجل أن يدفع الخاسرون الجزية وهم صاغرون. ولا تنسى فنحن أيضا ضحايا للتاريخ الإستعماري لأوروبا وأمريكا, أي لدولة السيدة ذات الإصبع الوسط المرفوع. في الجزائر على سبيل المثال لم يتردد عسكريو فرنسا عن قتل أكثر من مليون شهيد جزائري لغرض توطين إستعمارهم العنصري بدلا من أن يشيعوا مبادئ الثورة الفرنسية ويعملوا بالتالي على تعميق ثقافة التحرر الأوروبي من الذات أولا. وبدلا من أن يحافظوا على إصبع اليد الجزائرية تراهم وقد قاموا بقطعه. أما فعلته الحكومات الأمريكية, ديمقراطية كانت أم جمهورية, مع العراق بعد الإحتلال فهي عبارة عن قصص مؤلمة ومبكية ومفزعة. لقد كنا على أمل أن نتحرر من طاغية دكتاتور فجاءوا لنا بنوعية من البشر أشرف منهم الدكتاتور الطاغية نفسه بمراتٍ لا تحصى. وكنا على أمل إقامة جمهورية تتماهى مع التجربتين الألمانية والكورية الجنوبية فإذا بنا أمام " دولة" أين منها جمهورية الصومال. لقد ضيعت علينا الإدارات الأمريكية فرصتنا التاريخية الفاعلة وقطعت إصبعنا الوسط. نحن أبدا لسنا مسؤولين لوحدنا عن صناعة لحظتنا التاريخية. إنها كما قلت, أي لحظة رفع الإصبع الوسط, لم تكن مستقطعة من التاريخ الأمريكي وخطابه الثقاقي و ......
#الإصبع
#الوسط
#الحاكم
#الغلط.

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=702208