فاطمة ناعوت : قبل أصالة … حاكموا سعاد محمد
#الحوار_المتمدن
#فاطمة_ناعوت الفراغُ وهوسُ الشهرة والعداءُ الفطريُّ للبشر والحياة، أمورٌ مخيفة. إن اجتمعتْ على شخص ما، فإنه رحمه الله، يتحوّلُ إلى آلةِ تعذيب للبشر، وجهازِ تخريب للوطن. ماذا يفعلُ مثل ذلك الشخص، المنكوب بتلك الكوارث؟ يتأبَّطُ شرًّا، ومع طلعة كلّ نهار، يرفع قضيةً يختصمُ فيها مثقفًا أو فنانًا أو مفكرًا. شريطةَ أن يكونَ ذاك الخِصمُ مشهورًا، حتى ينالَ ذلك الشخصُ شيئًا من الشهرة في خبرٍ صغيرٍ بركن جريدة، أو زاويةٍ مخفية في موقع! أولئك المنكوبون، مشهورون بافتعال قضايا صغيرة، لملء فراغ الوقت، وحصد "الشوو" وجذب الأنظار. يذكّرني هذا بمحامٍ ظريف، صدّقوا أو لا تصدّقوا، رفع ضدي الشهرَ الماضي قضيةً يتهمني فيها بأنني: (أسقي النباتات وأُطعمُ عصافيرَ السماء الطليقة)! واليومَ تقدم ذلك المحامي اللطيفُ ذاتُه ببلاغ إلى نيابة "أمن الدولة العليا" ضدّ الفنانة الجميلة "أصالة نصري" بتهمة "ازدراء الأديان"، وطالب بإدراجها على قوائم الممنوعين من السفر! لماذا؟! لأنها غنّت أغنية جميلةً تدعمُ فيها حقوقَ المرأة، وتدعو الرجالَ أن "يستوصوا بالنساء خيرًا"، كما أمرنا رسولُ الله عليه الصلاة والسلام! إنها عجائبُ الأيام التي يلجأ فيها الناسُ إلى "سوء استخدام حقّ التقاضي" بما يُعطلُ الوطن ويشغلُ الناسَ عن جادّة العمل. استند المحامي المشاكسُ في بلاغه على بيان صادر من مجمع البحوث الإسلامية التابع لمشيخة الأزهر الشريف، ردًّا على ما تداولته بعضُ وسائل التواصل الاجتماعي، حول الأغنية، جاء فيه: “أن الاقتباس من الحديث النبوي في أغنية، أمرٌ لا يليق بمقام النبوة، لما قد يلابس أداءَ الأغاني من أمور تتنافى وجلال النبوة.” وأوصى البيانُ الناسَ "فقط" بعدم سماع الأغنية.والحقُّ أنني في غاية العجب. فعن أبي هُريرة أن النبيَّ عليه الصلاةُ والسلام قد قال: (ليس مِنَّا مَن لم يتغَنَّ بالقرآنِ) رواه البخاري ومسلم. وقرأنا أن رسول الله سمع أبا موسى الأشعري يقرأ القرآنَ بتنغيم شجيّ، فقال له الرسولُ الكريم: "لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة! لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داوود". فقال أبو موسى الأشعري: "أوَ كنتَ تستمعُ لي يا رسول الله؟" قال الرسولُ: "نعم". فقال الأشعريُّ: "لو أعلمُ أنكَ تستمع لي لحبّرته تحبيرًا". فالقرآنُ العظيم نحبُّ سماعَه مُرتّلاً ومُجوّدًا على وقعِ المقامات الموسيقية الشجية. فهذا "مقامُ الصَّبا" الروحانيّ الحزين، يتلو عليه القرآنَ الشيخان العظيمان: محمد رفعت، ومحمد صدّيق المنشاوي. وهذا مقامُ "النهاوند" الرقيقُ العذب، توسَّله المنشاوي ورفعت والعسافي والشاطري؛ لترتيل القرآن الكريم. وهذا مقامُ "الرست" الرصينُ، يستهلُّ على وقعه الفخيم كثيرٌ من أئمة الحرمين الشريفين مثل الحذيفي والسديس والشريم والمحيسني، ثم يُعرّجون على مقام "البيات"؛ الذي يتسلّل إلى الروح مثلما يتسلّلُ جدولٌ من الماء العذب إلى أرض ظمأى. وهذا عظيمُ المقرئين “عبد الباسط عبد الصمد”، يتنقّل بين المقامات، مثل عصفور يجولُ من غصنٍ إلى غصن، ليرتشفَ الناسُ من حنجرته حلاوةَ آيات الله البيّنات. أما أغنيةُ "أصالة" الجميلةُ، فعنوانُها: “رفقًا"، كتبها الشاعر: “محمد أبو نعمة"، ولحّنها: “سهم"، وتقول كلماتُها: “رفقاً بمَن عنهنَّ قِيلَ/ استوصوا خيرًا بالنساءْ/ فقد خُلقن بضَعفِهن/ وزادَهُنَّ الله حياءْ/ هُنَّ السكينةُ في المحن/ هُنّ المعونةُ للرجال/ جُمِّلن بلباسِ التُقى/ زُيّنَّ بأحبِّ الخصالْ/ فيهنّ مَن فاضتْ عليها/ من السماءِ المعجزاتْ/ هُنّ الشقائقُ والسكنْ/ والغالياتُ المؤنسات/ ولهنَّ باعٌ يُحترم/ في العطفِ والجودِ والكرمْ/ واللهِ ما ......
#أصالة
#حاكموا
#سعاد
#محمد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694889
#الحوار_المتمدن
#فاطمة_ناعوت الفراغُ وهوسُ الشهرة والعداءُ الفطريُّ للبشر والحياة، أمورٌ مخيفة. إن اجتمعتْ على شخص ما، فإنه رحمه الله، يتحوّلُ إلى آلةِ تعذيب للبشر، وجهازِ تخريب للوطن. ماذا يفعلُ مثل ذلك الشخص، المنكوب بتلك الكوارث؟ يتأبَّطُ شرًّا، ومع طلعة كلّ نهار، يرفع قضيةً يختصمُ فيها مثقفًا أو فنانًا أو مفكرًا. شريطةَ أن يكونَ ذاك الخِصمُ مشهورًا، حتى ينالَ ذلك الشخصُ شيئًا من الشهرة في خبرٍ صغيرٍ بركن جريدة، أو زاويةٍ مخفية في موقع! أولئك المنكوبون، مشهورون بافتعال قضايا صغيرة، لملء فراغ الوقت، وحصد "الشوو" وجذب الأنظار. يذكّرني هذا بمحامٍ ظريف، صدّقوا أو لا تصدّقوا، رفع ضدي الشهرَ الماضي قضيةً يتهمني فيها بأنني: (أسقي النباتات وأُطعمُ عصافيرَ السماء الطليقة)! واليومَ تقدم ذلك المحامي اللطيفُ ذاتُه ببلاغ إلى نيابة "أمن الدولة العليا" ضدّ الفنانة الجميلة "أصالة نصري" بتهمة "ازدراء الأديان"، وطالب بإدراجها على قوائم الممنوعين من السفر! لماذا؟! لأنها غنّت أغنية جميلةً تدعمُ فيها حقوقَ المرأة، وتدعو الرجالَ أن "يستوصوا بالنساء خيرًا"، كما أمرنا رسولُ الله عليه الصلاة والسلام! إنها عجائبُ الأيام التي يلجأ فيها الناسُ إلى "سوء استخدام حقّ التقاضي" بما يُعطلُ الوطن ويشغلُ الناسَ عن جادّة العمل. استند المحامي المشاكسُ في بلاغه على بيان صادر من مجمع البحوث الإسلامية التابع لمشيخة الأزهر الشريف، ردًّا على ما تداولته بعضُ وسائل التواصل الاجتماعي، حول الأغنية، جاء فيه: “أن الاقتباس من الحديث النبوي في أغنية، أمرٌ لا يليق بمقام النبوة، لما قد يلابس أداءَ الأغاني من أمور تتنافى وجلال النبوة.” وأوصى البيانُ الناسَ "فقط" بعدم سماع الأغنية.والحقُّ أنني في غاية العجب. فعن أبي هُريرة أن النبيَّ عليه الصلاةُ والسلام قد قال: (ليس مِنَّا مَن لم يتغَنَّ بالقرآنِ) رواه البخاري ومسلم. وقرأنا أن رسول الله سمع أبا موسى الأشعري يقرأ القرآنَ بتنغيم شجيّ، فقال له الرسولُ الكريم: "لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة! لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داوود". فقال أبو موسى الأشعري: "أوَ كنتَ تستمعُ لي يا رسول الله؟" قال الرسولُ: "نعم". فقال الأشعريُّ: "لو أعلمُ أنكَ تستمع لي لحبّرته تحبيرًا". فالقرآنُ العظيم نحبُّ سماعَه مُرتّلاً ومُجوّدًا على وقعِ المقامات الموسيقية الشجية. فهذا "مقامُ الصَّبا" الروحانيّ الحزين، يتلو عليه القرآنَ الشيخان العظيمان: محمد رفعت، ومحمد صدّيق المنشاوي. وهذا مقامُ "النهاوند" الرقيقُ العذب، توسَّله المنشاوي ورفعت والعسافي والشاطري؛ لترتيل القرآن الكريم. وهذا مقامُ "الرست" الرصينُ، يستهلُّ على وقعه الفخيم كثيرٌ من أئمة الحرمين الشريفين مثل الحذيفي والسديس والشريم والمحيسني، ثم يُعرّجون على مقام "البيات"؛ الذي يتسلّل إلى الروح مثلما يتسلّلُ جدولٌ من الماء العذب إلى أرض ظمأى. وهذا عظيمُ المقرئين “عبد الباسط عبد الصمد”، يتنقّل بين المقامات، مثل عصفور يجولُ من غصنٍ إلى غصن، ليرتشفَ الناسُ من حنجرته حلاوةَ آيات الله البيّنات. أما أغنيةُ "أصالة" الجميلةُ، فعنوانُها: “رفقًا"، كتبها الشاعر: “محمد أبو نعمة"، ولحّنها: “سهم"، وتقول كلماتُها: “رفقاً بمَن عنهنَّ قِيلَ/ استوصوا خيرًا بالنساءْ/ فقد خُلقن بضَعفِهن/ وزادَهُنَّ الله حياءْ/ هُنَّ السكينةُ في المحن/ هُنّ المعونةُ للرجال/ جُمِّلن بلباسِ التُقى/ زُيّنَّ بأحبِّ الخصالْ/ فيهنّ مَن فاضتْ عليها/ من السماءِ المعجزاتْ/ هُنّ الشقائقُ والسكنْ/ والغالياتُ المؤنسات/ ولهنَّ باعٌ يُحترم/ في العطفِ والجودِ والكرمْ/ واللهِ ما ......
#أصالة
#حاكموا
#سعاد
#محمد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694889
الحوار المتمدن
فاطمة ناعوت - قبل أصالة … حاكموا سعاد محمد!