الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
بديع الالوسي : أنطفأت شمعة في تكريت
#الحوار_المتمدن
#بديع_الالوسي لا اعرف لماذا يراودني الاعتقاد من أن تكريت مجرد قرية مترامية الاطراف ، بالرغم من بيوتها الحديثة ، ربما لأن أهلها ريفي الطباع والأخلاق ، وهم يحبون السمك والثريد ، ويتفاخرون بحبهم للسلاح ، وبيوتهم مشرعة لاستقبال الضيوف ... بعد سقوط النظام عدت من الغربة لرؤية اهلي ومدينتي ، فما كان من اخي التوأم إلا ان افرد احدى الامسيات للقاء به قائلا ً :ــ سنزور مسؤول تكريت للحزب الشيوعي .وحين ذهبنا لبيته ، خرج لاستقبالنا رجل تجاوز الستين عاما ً ، يرتدي دشداشة وكوفية وعقال ، بطيبته المتناهية قال لي : اخاك صديق اعتز به . لم اسأله عن الزي العشائري الذي يرتديه ، ليقيني بان هذا النوع من الملبس هو الاكثر انسجاما ً مع روح المكان ووطأة التقاليد .وما ان تجاوزنا الحديقة ودخلنا غرفة الاستقبال بطراز اثاثها الفاخر ، لم الحظ وجود مكتبة في المكان ، اثار ذلك في نفسي سؤال مباغت : من اين يستمد الرجل الثوري ثقافته ؟ ( وظل هذا السؤال يلاحقني حتى عرفت لاحقاً بان للرجل مكتبة كبيرة داخل منزله !! )في ذلك المكان تبادلنا اطراف الحديث بطيبة متناهية ، احاديث متناثرة لكن جلها دار حول جراح الوطن وهموم الناس … منذ ذلك اللقاء الحميمي وصورة ذلك الانسان الطيب ظلت ناصعة في ذهني ، لم انس ضحكته وطريقته العذبة في تناول الموضوعات ، وشعرت بانه يحمل قلباً ابوياً وروحاً بخصال عراقية اصيلة .. ومنذ ذلك اللقاء احسست انه يمتلك طاقة لمواجهة الحياة ، بمعنى ان اليأس لم يستولي عليه ، وبدا لي انه ينتمي لمعشر المناضلين الاجتماعين ، وكيف لا .. وهو يكافح في وسط عشائري متخلف ، لكنه مع ذلك لم يدخر جهدا وظل مؤمنا بعدالة قضيته وحاول ان يبدد الظلام بشمعة .في ذلك الوضع الهش والمعقد والمحفوف بالمخاطر ، كان يريد ان يثبت لنا وللحزب وللرب وللأعداء ايضا : ان النصر سيكون في النهاية حليف المؤمنين … لهذا لم يخرج من اللعبة السياسية بالرغم من كل المتاعب . بعد هذه المسيرة الحافلة بالعطاء ، وقد شارف على الثمانين من العمر ، اصيب بوباء الكورونا ، حاول كل من يعرفه ان يقدم له يد المساعدة ، لكن جسده قد خذله ، وتداعت صحته خلال ايام ، ليودعنا والى الابد ذلك الانسان الرائع والمعلم القدير ، الذي آمن طول حياته بحب الناس والمثابرة على خدمتهم ، كان يحلم مثل الكثير من المناضلين الثوريين بحتمية قدوم ذلك الزمان الذي يكون فيه الوطن حرا ً والشعب سعيدا ً .وداعا ً ابا نبيل ، وداعا ً ممدوح الحبوس ، لك الذكر الطيب ، ولنا لوعة الفراق .واعذرني فقد جفت الزهور ، وليس عندي ما اقدمه لروحك النقية غير عبارة الشاعر الفرنسي رامبو :( لقد انتهت المعركة ، انتهى الصراع ، هو ذا الفجر يطلع ( ......
#أنطفأت
#شمعة
#تكريت

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=691098
بديع الالوسي : الخروج من بيوت الموتى
#الحوار_المتمدن
#بديع_الالوسي أيتها السماء ، ثلاثتنا وكلبنا ، جميعا ً لا نحب التفلسف ، ولا نرغب ان نرمي أرواحنا نهبا ً للغم او فريسة للهم . بما إننا لم نُصاب بعد بالكورونا ، وما زلنا نتنفس هواء الحرية والعافية ، وهروبا ً من الضجيج الداخلي خرجنا بحثا ً عن الجوز .قبل ان نترك القرية ، صرنا نراقب فتاة شابة تمتطي حصانا ً ، هي من حذرتنا قائلة ً : أنتبهوا سينهمر المطر .لم نبال ِ للشمس الغاربة خلف الغيوم والجبل ، كنا منشغلين بتحولات الغابة الشعثاء وكيف تزينت بحلة الخريف الصفراء .ونحن نتعثر بالاحجار واغصان الشجر ، جال في اذهاننا ما يردده المتحمسون من افكار تتعلق بحرية التعبير عن الرأي ، ولم ننس ان في الخندق الاخر مهاجمون تغذيهم عقلية الثأر .. كنا نصعد التله ببطئ ، لم يبادر اي منا بالقول: هل معلوم لكم ، ايها الأصدقاء ان التطرف يتحكم بكلا الطرفين .كنا نتوغل بين اشجار الأرز و بدأت ثمار الجوز تملأ جيوبنا .. حينها اختفى طائر الحناء ، لكن عصافير جريئة ما زالت تغرد للمساء كإنها تتحدى الموت .. في ذا الاثناء قال صاحبنا المحب لبوذا : ليس هنالك ما نستطيع فعله ، ايتها السماء لا تنزف ِ كثيرا ً من الدماء ..صرنا ننظر الى عقارب الساعة ، الهدوء يغمرنا ، مزاجنا بدأ يثرثر بكلمات تنبع من القلب ، وقبل ان تشع النجوم ، كنا نحلم بقضاء ليلة كاملة في احضان الطبيعة ، ربما لذلك صرنا ننشد اغاني تغمرنا بالسعادة ، مدركين ان الدنيا جميلة وقصيرة ، يا لفرحنا ، فنحن رغم كل المعانات ما زلنا على قيد الحياة .قال صاحبنا الذي يمجد المسيح معبرأ عن أضطرابه وأنزعاجه : تبا ً للإرهاب ونرجو ان تشل يده ..قلت بصوت منخفض: سيتوقف حين نربط بين الحرية والمسؤولية ..ووصلنا قمة التلة اخيرا ً ، صادفنا ثانية ً الفتاة وحصانها ، هنالك تبادنا الحديث معها ، لا اعرف لماذا صاحبنا المحب لبوذا وهو يرقب حريق السماء الدامي قال لها : يا لك من مشاكسة .لكنها ابتسمت وردت ساخرة ً : اذا اجتاحك الحب فاعطه يدك ، سترى العالم بلا مصائب .بعد ان اصغينا الى نداء الخريف والمطر ، عدنا ادراجنا ، مررنا بحجر شبيه بلوح كبير اسود ، كنا ننظر ونقرأ ما كتب عليه بخط فرنسي : الحكمة تأتنا من الـتأمل ..صرنا نردد هذه العبارة ، ونحن ننحدر مسرعين الى بيوت الموتى ، مقدرون إن الشفاء ومؤمنون ان النجاة يكمنان في قيمة العقل الراجح ... ......
#الخروج
#بيوت
#الموتى

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=697885
بديع الالوسي : التوغل داخل المرايا ج 1 : مرآة النهر
#الحوار_المتمدن
#بديع_الالوسي 1 : مرآة النهرمشاغلها العائلية وكذلك العمل ومسؤولياته ، هي التي منعت ( تيريز ) من الالتحاق به . بعد عدة ايام من التردد استجابت لدعوة صديقتها ، عسى ان تنتشل روحها من مواجع تشاؤمية . كانتا معا ً هذا الصباح ، لكن صوتا ً داخليا كان يقفز ويتردد في ذهن تيريز بين حين وآخر : يا ترى كيف حال أبي الآن ؟الجميع يعرفها من عشاق النهر ، اذ لطالما رأوها هنالك تتأمل الأشياء والعالم ، من يمر بها يخالها صخرة في ذلك السكون ، تراودها افكار شتى هي مزيج بين الحزن والدهشة . كانت قسمات وجهها تتغير كلما فكرت بابيها العجوز جوستاف ، الذي يعاني الجاف . ولكونها ابنته الوحيدة ، لذلك قررت ان تترك ابنها وزوجها وتسافر في الايام القادمة ، لتكرس جل وقتها للاعتناء بوالدها ، هذا التصرف الذي يصب في جوهر الحكمة والرحمة ، هو ما تعلمته من ابيها ، الذي نفخ في روحها حب الاشجار .لكنها اليوم ارادت ان تنعم بصحبة النهر ، املاً في ان يمنحها زمن الرحلة البهيج بعض الراحة والاسترخاء وصفاء الرؤية والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة ، وربما سيساعدها على مراجعة الذات و مواجهة الموقف بعزيمة وصبر . جلستا على الحصى المحاذي للنهر الوفير المياه .. كانت صديقتها البدينة تغني تحت شمس تموز التي تنير وتعمد روح العالم بالدفء .اخيرا ، وصلت القوارب الملونة ، التي ستمكنهما من قطع مسافة 20 كم . نقيق الضفادع كالصراخ من كل صوب وحدب ، اصوات السائحين وضحكاتهم تصدح مع مرور قواربهم ، كانت رائحة النهر الجاري تغري تيريز وصاحبتها بخوض هذه المغامرة ، بعد ركوب القاربين الزاهيين ، انطلقتا حال ان نظرت البدينة الى ساعتها المشيرة الى الساعة الحادية عشر ظهرا ً .تيريز لا تخشى الماء ، قالت لصديقتها  : ان امي تنعتني بالسمكة . لكن صديقتها ارادت تجرب حظها رغم المخاطر ، ما ان جرفها التيار حتى صرخت : اذا انقلب القارب سأغرق ايتها …اما قارب تيريز فكان يقترب ويبتعد منها ، خلالها خطفت في ذهنها ذكريات عن ابيها الذي علمها السباحة في السنين الاولى من عمرها ، وكيف انه درَبها على انقاذ الغرقى في مرحلة الشباب .هي لا تعرف لماذا كلمة غرق ، جعلتها تفكير بابيها الذي يعاني عطشا ً منذ اربعة ايام . اخذهن التيار وتركن ورائهن عويل الحشرات ، كانت منشغلة بمسايرة القارب ومحاولة سحبه الى تيارات الماء لتتخلص من اعباء التجذيف . في وحدتها راودتها هواجس تتعلق بصاحبتها واصدقائها الذين لا يعيرون اهتماما ً الى الافكار الجليلة . في ذا الاثناء ، راودها تساؤل لجوج : اذا ما كان الاعتناء بابي فكرة عظيمة ... فلماذا صديقاتي لا يعرن بالاً لهذا الموضوع ولا يمجدن في حياتهن إلا اللحظة الراهنة !؟ . كل ذلك أشعرها بالحزن ، إذ لطالما ضحكن عليها كلما تحدثت معهن عن جريمة رمي الآباء في مأوى العجزة . بعد جهد توقف قاربها عند تلك الجزيرة الصغيرة ، هنالك ستلتقط انفاسها وتريح عضلاتها ، في ذا الرخاء وقع بصرها على يعسوب تلتصق شرنقته بورقة قصب ، اخذته بيدها ، وصارت تنفخ عليه ، فجأة ً تحررت اجنحته ، لا تعلم لماذا تلك الولادة ذكرتها بابيها وهو ينحدر الى عوالم غامضة كمن يدخل شرنقة الموت . فكرت بما يتوجب عليها فعله ، صار اللحاق بصديقتها أمرأ ملحا ً ، لذلك قالت لليعسوب وهي تبتسم  : ما رأيك ان نكمل الرحلة معا ً ؟لتقفز من جديد في زورقها وتدفعه نحو التيار ، بعد نصف ساعة اقترب قاربها من قارب صديقتها التي كانت ترتجف من هول التجربة وتضحك بهستيريا وهي تقول : اهلا ً وسهلا ً بالفرح .كلمة الفرح كادت تبكي ......
#التوغل
#داخل
#المرايا
#مرآة
#النهر

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698749
بديع الالوسي : توغل داخل المرايا _ ج 2 : مرآة العطش
#الحوار_المتمدن
#بديع_الالوسي 2 : مرآة العطشنداءات من عوالم بعيدة صار يسمعها الاب جوستاف ، ولم يجرؤ على البوح بها للآخرين ، مخافة ان يتهمونه بالجنون .. بالرغم من كل ذلك كان حتى اللحظة يتحلى برباطة جأشه ، متوقعا ً حضور تيريز في اي لحظة قادمة . منذ عشر أيام وهو طريح الفراش ، ومنذ اربعة ايام لم يحتس ِ صفار البيض او الحليب بالبروتين ، زوجته المسكينة كانت تحاول معالجة الموقف بتقطير جرعات من الماء المحلى بالعسل في فمه بين الحين والآخر .كم كان يرغب برؤية الشمس كي يدفئ عظامه وبشرته التي صارت شفافة كقشرة البصل .ظل يردد طوال الليل : يا الهي .. رحمتك ....فقد جوستاف اربعة كيلوغرامات خلال الشهرين المنصرمين ، فهو يعاني من تقلص بصمام المعدة منذ ربع قرن ، من دون ان يجد لهذه المشكلة من حل جذري ، وظل طوال تلك السنوات يتناول طعامه مهروسا ً ويتجاوز ازماته بالصبر وشرب السوائل فقط .وظل على هذا الحال حتى تدهور وضعه الصحي هكذا فجأة بعد ايام من عيد ميلاده الثمانين ، هذا السبب الطاري وليس غيره هو الذي جعل ابنته الوحيدة تيريز ان تترك قريتها في مدينة ليون وتقرر ان تحزم اغراضها وتسافر في التاسعة ليلا ً صوب الجنوب ، وظلت طوال الطريق تردد : لدي ما يفرحك من الاخبار . اما ابوها فلم ينم تلك الليلة ، كان ينتظر ، اراد ان يبلغ ابنته بأمر هام يتعلق بزوجته ، التي بدأت تعاني من فقدان الذاكرة منذ العام المنصرم .حتى غلبه الوهن والنعاس ، اما تيريز فقد وصلت متعبة في الساعة الثانية صباحا ً ، لتفاجأه مع شروق الشمس بسؤال محدد : هل تريد ان نعطيك غذائك عبر الوريد ؟فيما مضى كان يرفض كل المحاولات التي من شأنها ان تطيل في عمره ، اما الآن وقد مسه العطش ، فقد جاء قراره مختلفا ً ، لم تفهم تيريز سبباً لهذا التراجع ، هل بسبب الخوف من الموت ام بوازع حب الحياة !؟ ، وظل يحدق بها بعينين جامدتين ، من دون ان يترك لها مجالا لمزيد من الذهول ، وباغتها على غير عادته ، مستسلماً لمقترحها الجديد ، ليقول لهما :ــ ذهبت كل السعادات يا تيريز ، ذهبت والى الأبد ، فأنقذيني من الألم ، انقذيني ... باي ثمن . صدمت تيريز لقول والدها ، كونها لأول مرة تسمع منه كلاما كهذا ، والذي ينبئ ضمناً بانهياره واستسلامه ، فقد شعرت بأنه يريد ان يقول لها ان الالم اشد وطأة من الموت ، محاولا اقناع ذهنه بأهمية راحة الجسد ، مؤمنا ً ان داخل كل حياة قوة مهمتها الفناء والانتهاء . في كل المرات الماضية التي كانت تسأله فيها زوجته او تيريز : هل عشت الحياة كما تتمنى بالرغم من تجاوزك عقدك الثمانين ؟ كان يفتح فمه الكبير ويطلق العنان لمخيلته ليثرثر بموضوعات تدور جُلها حول حبه للأرض والحقول التي زرع فيها اكثر من عشرة آلاف شجرة ، كما كان يعرج في كل تلك الأحاديث ليتحدث عن تيريز التي وهبها كل ما في قلبه من عاطفة ، لذا لا غرابة ان يطلق عليها ملاكي الحارس ، فهي وحدها من تعرف ماذا يعني الجفاف وما اثره على الروح قبل الجسد . الى الآن لا من احد يعرف من الذي اوحى بالفلاح المخضرم جوستاف بان يستل قلمه ويشرع في الكتابة .. فهو وعلى الرغم من عدم معرفة لفنون الكتابة ، لكنه في السنين الخمسة الاخيرة من عمرة ، عكف على كتابة ثلاثة دفاتر تنتمي الى السيرة الذاتية ، كان يسرد على سجيته ، لكن بعض الصفحات اشبه بحلم لم ينضج ، او هواجس تحوم حول تساؤل غريب : من سيستفاد من كل هذه المسودات التي اكتبها !؟ فعله العجيب هذا اذهل تيريز وحفزها ذات مرة لأن تقول له :ــ انك ما تزال تمتلك ......
#توغل
#داخل
#المرايا
#مرآة
#العطش

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698817
بديع الالوسي : توغل داخل المرايا ج 3 مرآة البحر
#الحوار_المتمدن
#بديع_الالوسي ( 3 ) مرآة البحرما زالت تيريز تعتقد ان البحر طوق نجاة لها ، تهرع اليه كلما شعرت بضجر او حاجة ملحة ً للسباحة والترويح عن النفس ، ربما لهذا كانت تشكر الحياة دائماً لأن بيت والدها ليس بعيدا ً عن البحر ، مع ذلك ذهبت بسيارتها للبحر هذه المرة ، وفي الطريق كانت تخشى ما تخشاه ان تراودها افكار شيطانية بسبب الاعياء من السهر ومن عدم تحمل امها التي كانت لا تكف طوال النهار من ترديد : اريد ان اموت معه .فبعد اسبوع من الاعتناء بوالدها ، وبعد ان تيقنت بان مخالب الموت غرست بلحمه المتبقي ، صارت تعرف بانه ما عاد بالإمكان ان يستعيد عافيته ، ولكي تقاوم كل هذا الجزع وافقت على مقترح جارتها التي ختمته : اذهبي الى البحر انه بانتظارك . كم كانت تيريز بحاجة الى مثل هذا المقترح الذي ينم عن حس انساني وموقف نبيل جاء في الوقت المناسب .وما ان همت بالخروج حتى التفتت وقالت لها : ـ هاتفي المحمول معي ، متى احتجت الي ، ستجديني عندك . وقبل الظهر بقليل ، انطلقت ، وحال وصولها رمت بحذائها في السيارة ونزلت حافيةً ، كان البحر رهواً والشمس ساطعة ً تبث بدفئها على الساحل الرملي ، مما حدى بتيريز ان تنصرف لهواية طفولتها ، حيث بدأت تنبش الرمل الرطب وتغطي جسدها به ، حاولت ان تتمدد بسلام ، ولا تدري كيف انها افلحت بأخذ اغفاءة استمرت اقل من ساعة بقليل ، لكنها كانت كافية لتزودها بجرعةٍ من الطاقة والامل الكبيرين . نفضت الرمل عن جسدها ، وقضت وقتا ً طيبا ً في البحث عن الاصداف والقواقع ، نزهتها بين الكثبان الرملية ساعدها على ترتيب افكارها والعثور على هدوئها الداخلي ، عادت بها الذكريات لأيام طفولتها حين كانت ترى الاشباح تطاردها وتفز مرعوبة ً ، وكيف ان والدها كان يحضر في الوقت المناسب لينتشلها من براثن الرعب ، ربما لهذا صارت تحب اباها اكثر من امها ، وظلت كذلك طوال سنين طفولتها ، تعتبره كتلة من الحنان ، وجل ما كانت تخشاه ، اذا ما افتقدته ، فسوف لا تجد بديلا يعوضها عنه . مع ذلك وفي لحظة وجد يشوبها الحزن ، تمنت له ان ينطفئ مثل شمعة ، وان يخطفه الموت على حين غره ، مشاعرها تلك لم تنم عن حقد او كراهية ، بل لتحافظ في ذهنها على صورة ابيها الجميلة والقوية والمبتسمة للحياة ، قبل ان يتحول الجسد الى كتلة لحم اخرس او كومة عظام بلهاء ، وهذا ما عبرت عنه لأمها : انا متأكدة انه يريد ان نصلي لأجله .لكن الام ردت متسائلة  بهدوء : وما فائدة الصلاة !! هل تعتقدين بانها ستساعد روحه على المغادرة بسلاسة ؟. في ذا الاثناء ، ووقت زلوف الشمس للمغيب ، ومشاهدتها النوارس تغادر الصخور الى عرض البحر ، شعرت بالعزلة القاتلة وبانها وحيدة في هذا العالم ، مما جعلها تنفجر باكية ، متذكرة اباها الذي شقى عقودا من الزمن وبذل كل ما بوسعه كي تنعم هي بحياة مفعمة بالسعادة . كانت في تلك اللحظات اكثر يقينا ً برحيل ابيها خلال الايام القادمة ، مع ذلك ظلت تراقب الأفق ، مرددةً في سرها كلاما لا يخلو من الزهو والفخر بابيها  : ستبقى قبلاتك اللطيفة على جبيني كدليلٍ على عظمتك . المشي على الرمال الساخنة جعل ذهنها يعقد حوارات متخيلة مع والدها ، الذي اكتفى بسؤال واضح : لماذا الحياة قصيرة ؟ امام البحر الذي تعالت امواجه على حين غرة ، قررت ان لا تترك للحزن منفذا ً ليتسلل الى قلبها ، لكنها وضعت نصب عينيها ما يجب ان تقوم به من واجبات حيال والدها حتى نهاية المشوار . كل ذلك ساعدها على طرد التساؤلات المشؤومة التي ارقتها طوال الليلة الماضية ......
#توغل
#داخل
#المرايا
#مرآة
#البحر

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698973
بديع الالوسي : التوغل داخل المرايا ج 4 : مرآة الاحتضار
#الحوار_المتمدن
#بديع_الالوسي 4 : مرآة الاحتضاربعد اربعة ايام من زيارة البحر ومن الجفاف الذي طال جسده ، استلم جوستاف نبئاً غريباً من ابنته : ستنعم بالراحة . على اثر ذلك ما عاد من احد يزعجه ، بعد ان عزلوا زوجته عنه ، ليرقد بسلام بعيدا ً عن هذياناتها وصراخها غير المبرر . هذه الليلة هي الاولى التي ينام فيها معلقا ً بين الغيبوبة واليقظة . مشوشا الحواس ، غير قادر على التعبير عما يجيش في قلبة من ارتباك مزعج ، هو مزيج من مشاعر متطاحنة . ربما لهذا لطالما ردد في خلده : مشيئتك يا رب .بما انه غير قادر على الكلام ، ترك لذهنه ان يسافر بعيدا عن الواقع ، ومرارا ً فكر في صلواته بالملكوت و تخيله كحلم وردي او تجربة روحية ، ما اثار عجبه انه انتظر طويلا ً تلك اللحظة التي تطير فيها الروح محفوفة بملائكة يرتلون صلوات ربانية ، كم كان يتوق لرؤية المسيح وتقبيل يد السيدة العذراء . ولكن كل هذه الامور المتخيلة لم تحدث !!ربما لهذ كان الليل طويلا ً ، حتى صار فتح عيناه يشكل عبئا ً عليه ، في ذا الاثناء تجسدت له هشاشة ايمانه ، وصار كلما اقترب من نهايته انتفض من جديد ليتشبث بالحياة اكثر . اصبح الزمن ترابياً ، حتى انه لم يعرف الوقت الذي دخلت عليه زوجته التي قالت لأبنتها : انه يتنفس ، هذا يعني انه ما زال على قيد الحياة . فتح عيناه بتثاقل ، رأى وجوهاً غريبةً تتأمله وتنصرف ، قال الطبيب الاصلع : النبض دون الثامنة سيموت خلال الليل . في ذا الاثناء ، ادارت تيريز وجهه صوب النافذة ، احبت ان يرى الشمس وهي تغرب .. داهمه الحزن وهو يتذكر نصيحة طبيبه الخاص ، التي لطالما رددها على مسامعه في السنوات الخوالي : بإمكاننا تبديد الشكوك والهموم بالاعتماد على استنشاق كميات كبيرة من الاوكسجين .حاول جاهدا ً ان تبقى نظراته شاخصة ً الى الصليب الخشبي الملون ، كانت زوجته سعيدة بحضور الراهب الذي زارهم عدة مرات وتحدث مطولا ً عن اثر التنازل عن اللذة للعبور الى عالم الملكوت السماوي ، اما اليوم فقد جاء بروح منكسرة ، اقترب منه وامسك بيد صاحبه وبصوت منخفض قال : هل عرفتني ؟ حضوره وطريقة حديثة اوحت لتيريز انه يضمر سؤالاً لم يجرؤ ان يفصح به ، ملخصه  : الى متى ستستمر مقاومتك يا جاستوف ؟محنة الراهب ، لم تمنعه من ان يضع يده على جبين صاحبه وهو يردد الصلاة ، استدار نحو الاخرين ، وراح يفرك فروة رأس الاب ، كمن يبحث عن معجزة ما ، حرك الصليب الفضي الصغير امام عينيه ، ومن ثم التفت وقال للحضور : صلوا لأجله بخشوع ، ليس من داع للبكاء ؟.صحيح ان جوستاف المغمض العينين ، لم يهتم او يرَ كل هذه التفاصيل لكنه شم رائحة البخور ، فجأة ً وجد نفسه وحيدا ً بعد ان اطفأت تيريز الاضواء وانسحب الجميع الى الصالون . وقبل ان ينصرف ، شعر الراهب بالخجل ، لعدم قيامه بواجبه المقدس ، لذا عاد هذه المرة الى الغرفة بمفرده ، امسك بحديد السرير ، انحنى قليلا ، ردد بأذن جوستاف : ــ هيا تشجع يا اخي ، الحياة لا تستحق كل هذا العناء .وقبل ان يغلبه النعاس ، اسدل الراهب جفون الاب ، متوقعاً بان هذا الفعل سيساعده على الانفصال عن بهرج الحياة ، وسيسهم في انطلاق الروح برحلة هادئة ، ظنا منه بانتهاء صلاحية البقاء والتمتع بتفاصيل دنيوية جديدة . لكن الاب وبدل ان يمتثل لنصيحة الراهب ، اخرج يده من تحت الشرشف الثقيل ، واخذ يربت على يد صاحبه مبتسما ً كمن يشكر الحياة !!! بعد منصف الليل ، احس الاب بوجود تيريز الى جواره ، وهي تقوم برفع رأسه وتفعل ما تراه مناسبا ً ، و ......
#التوغل
#داخل
#المرايا
#مرآة
#الاحتضار

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=699059
بديع الالوسي : الإنسان والبحر
#الحوار_المتمدن
#بديع_الالوسي أيها الإنسان الحر أيها المتيقظ المتوتر أيها المحكوم عليك بالعزلة إذا أحسست بجدوى البكاء أهرع إلى البحر اذا داهمتك الحياة بحماقاتهااذهب إلى البحر إذا تخاذلت امام العذاب الأبدي أهرع إلى البحرإذا لم تشف من الكراهية العمياء اذهب إلى البحراذا ساءت الامور وحاول الموت ان يغمركاهرع الى البحر هنالك ستلتقي بصديقك الرمل هنالك ستعثر على القواقع الذهبية هنالك سترى زبد البحر يراقص الموج هنالك ستجد ذاتك الضائعةإذا عثرت على كل ذلك لا تنسى أن تعيش لحظتك الأنية الصادقةوإذا ما سار كل شيء على ما يرام وقبل أن تودع البحر الأبيض المتوسطتذكر أن تبتسم للنوارس الطائشةحاول ان تلقي آخر نظرة على البواخر الحالمة وسأل بلطف :ـ ما الجدوى الذهاب الى البيت ؟حينها سينتشر الضوء من حولك حينها ستبعث من جديد حينها ايها الإنسان الحر ستلد في رحم الهدوء المطلقحينها ستخيب ظن العدم ........................................................................2021 / 10 / 8 ......
#الإنسان
#والبحر

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734077
بديع الالوسي : المتجهم الكردي
#الحوار_المتمدن
#بديع_الالوسي (شيروان) هو الأبن الأصغر للسيد الجليلي ، اما عن اخاه الأكبر فقد مات في حرب العصابات ، كذلك الاخ الآخر فقد تحول إلى مهرب وانقلبت به الشاحنة ومات في الحال . بعد ذلك بسنة ، هرب شيروان من البيت حيث حامت حوله الشبهات بانتهاكه شرف احدى العذراوات الفاتنات . وقيل ايضا ان مختار تلك القرية قد اقسم من انه سيتتبع اثره ، وحيثما سيجده سيطلق عليه النار .ربما لذلك اختفى شيروان وظلت تلك الشائعات تطارده ، حتى صارت مع الوقت هاجسا ً ً لا يمكن الافلات منه ، تاركتا ً على ملامحه التجهم .بعد النزوح الهائل للكرد وصل الى مخيم للاجئين في تركيا، بعدها حالفه الحظ ان يصل إلى فرنسا آملا ً ان يعيش حياة جديدة ، وها هو الان لا يستطيع ان يفتح عينيه بسهولة ، متناسيا هزائمه ، منتظرا زوجته ليقول لها : ان فرساً ابيضا ً يحوم حولي .. ************************لكم ان تتخيلوا نوع الحياة التي عاشها في باريس ، لكن ما حدث له اليوم خارج عن ارادته .. ليل تموزي رائع كانت اضواء المدينة لا تقل روعة ، بعد ان تجاوزت الساعة الحادية عشر ليلا ً ، وحين ترك المطعم الذي يعمل فيه كمنظف للصحون وخدمة للزبائن . خرج الى الشارع غير متوقع جسامة المفاجآت التي ستحيق به . كان متجهما ً كعادته بسبب هذا الصداع الذي جعل من قواه تضطرب منذ اكثر من شهر . وبخطوات مترنحة مضى نحو مكان الباص ، وفكر و فكر ولم يستطع الإجابة على ذلك التساؤل : الى متى أحتمل كل هذه المعاناة ... ؟في نفس الوقت ، كانت زوجته تستمع الى موسيقى كردية ، فهي الاخرى تعاني من الحنين إلى الوطن . لكنها كانت رائقة المزاج في تلك الليلة ، واحتاجت بعض الوقت من التفكير كي تقول هذه الجملة : انت زوج صالح يا شيروان لكنك ساذج ايضا ً .ومدت يدها الى علبه الشكولاتة ، وكانت مندهشة واستيقظت حواسها وهي ترى ما يعرضه التلفاز من لقطات مروعه عن مصرع ثور هائج ، غير مصدقة ان كل ذلك يحدث في بلد متحضر .في ذلك الوقت ، كان اطفالهما الأربعة ينعمون بأحلام لا تعكرها فداحة ما سيطالهم من حيف .لم ينسَ شيروان ما قاله له الطبيب النفسي : أنتبه ، ان كل حركة تحدث موجة او فعل او حدث او فجيعة . وبينما هو يحاول عبور الشارع للحاق باخر باص ، وما ان وضع قدمه اليمنى على حافة الاسفلت حتى استدار ببصره يسارا ً …غلب النعاس على زوجته ربما لذلك تثاءبت وهي تقول : لماذا كل هذا التأخير ؟ . وبما انها لا تحب الانتظار ، فقد حاولت التواصل معه عبر الهاتف المحمول ..غير انه لم يرد كما في كل مرة . بدأت تساورها الظنون ، وقررت ان تؤنبه على فعلته الشنيعة .اما ما حدث للمتجهم فقد كان اعظم ، ولم يتوقع ان ضوء السيارة الساطع يفقده توازنه ، وبدل ان يجلس على الرصيف ، تقدم وهو يترنح ولم يعد يقوى سوى على الصراخ .لم يصل شيروان الى بيته ، وبالرغم من الازعاج الذي طال زوجته ،فقد اغلقت التلفاز وظلت تنظر من الشباك مصغية الى الصمت وهي تردد : يا الهي ، كيف لا يعرف ان الساعة قد تجاوزت الثانية بعد منتصف الليل ؟المحظر الخاص بتلك الواقعة دون َ فيه التالي : على إثر دهس بسيارة سوداء ، تعرض المدعو شيروان الجليلي الى صدمة ادت الى احداث شرخ في جمجمة الرأس …وهي في تلك اللحظات المجبولة بالقلق طالها الضجر ولم يهدء لها بال ، لكنها صعقت في الساعة الرابعة فجرا ً ، حين ابلغها احد رجال البوليس : ان زوجك في حالة تتطلب حضورك فورا ً.... .يا له من خبر .. قالت الزوجة .بدأت ترتجف ، الخوف جعلها ضحية صراع لم تمر به من قبل ، لكنها ......
#المتجهم
#الكردي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761039