الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
علاء الدين ملوك : طفولة بنفَس فلسفي
#الحوار_المتمدن
#علاء_الدين_ملوك كيف يمكن للمرء أن يصير فيلسوفا أو بالأحرى كيف يصبح محبا للفلسفة مُتَيما بها، وما الذي يميز الفيلسوف عن غيره من الناس، وما الذي يمنعنا، أنا وأنت، من أن نصير فيلسوفين مثل سقراط وأفلاطون وأرسطو وغيرهم، ولماذا لا نتشبه بطفولتنا التي كانت مليئة بالأسئلة والاندهاش من كل شيء حولنا كأننا من الفلاسفة الكبار الذين لا يكفون عن تحويل حياتهم إلى لحظات اندهاش وإلى تساؤلات تتناسل كأنها السيل العرم. أعتقد أنها أمور تستحق أن نتوقف عندها وأن نخصها بالبحث والتنقيب لأن هذا هو بحق ما يجب أن يكون، وما يجب أن يعتري أي شخص من الناس، لأنه إذا لم نسأل فسنكون مثل قرد عار لا همّ له في الحياة سوى الأكل والشرب والتنطط من مكان لآخر. بيد أن الفيلسوف لا يصل إلى ما هم عليه الفلاسفة الكبار بالدهشة وحدها، وإنما يلزمه مداومة البحث والسؤال وبذل الجهد والوقت، لأن العلم أيا كانت طبيعته "إذا أعطيته كلَّك أعطاك بعضه، وإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئا" كما قال الإمام الشافعي.وإليكم ما دبَّجته أناملي في خلوتها الفلسفية:عاد عماد لتوِّه إلى منزله بعد يوم طويل قضاه في المدرسة متنقلا من فصل إلى آخر ومن مادة دراسية إلى أخرى، وقد انتابه تعب شديد ورغبة عارمة في النوم، ومع ذلك تحامل على نفسه وأنجز تمارين اليوم الدراسي الموالي، وتناول عشاءه، وهو الآن ينظف أسنانه كعادته. وبينما هو ينظر في المرآة، تأمل في الشخص الواقف أمامه في الطرف الآخر منها، ثم سأل نفسه: من أنا؟ وكيف جئت إلى هذا العالم؟ ومن أجل ماذا؟ وما مصيري؟ وهل أمتلك شيئا أختلف به عن الآخرين؟ تم غادر الحمام واتجه إلى فراشه ليغط في سبات عميق. وما إن استيقظ في الصباح حتى بادر إلى ذاته يسألها نفس أسئلة الأمس ويزيد. في المدرسة أنهى حصة الإعلاميات ثم غادر الفصل متجها نحو أستاذ التربية البدنية الذي كان يأنس إليه بحكم طبعه المرح وتجاوبه العفوي مع التلاميذ دون تكلف أو تكبر. ألقى عليه التحية وبدأ في استعراض أسئلته كما لو كانت تثقل كاهله ويريد التخلص منها بأقصى سرعة ممكنة؛ للحظة بدا الأستاذ مرتبكا لا يعرف من أين يبدأ ولا كيف يرد على أسئلة هذا التلميذ الفضولي، لكنه سرعان ما تمالك نفسه طالبا من عماد تأجيل الأمر إلى يوم آخر لأن لديه موعدا مستعجلا. امتثل عماد لطلب أستاذه في تلك اللحظة، لكنه لم يشأ أن يفوت الفرصة، فعاد في اليوم الموالي بحماس أكبر، فكانت الصدمة؛ فقد لفظ أستاذه في وجهه كلاما ما كان يتوقعه: إن هذه الأسئلة يا عماد لا يطرحها إلا من انتابته موجة شك في نفسه وصار أقرب إلى الحمق، فماذا جرى لك؟ لا شيء يا أستاذ سوى أنني على يقين من أن السؤال من طبع الإنسان كما أن من طبعه الفضول، ولا أعتقد أن من يسأل مثل هذه الأسئلة يعد أحمقا؟ حذق الأستاذ في الفتى مطولا كأنه يود اكتشاف شيء ما فيه، لكن وجه عماد كان كما هو لم يتغير فيه شيء. أخذ الأستاذ زمام المبادرة وسأله عن مكان سماعه لهذه الأسئلة، فأخبره عماد أن أي شخص يمكنه أن يسألها ويسأل غيرها، لأنها أكثر انسجاما مع طبيعة الإنسان كإنسان، شريطة أن يعود إلى ذاته ويستنفر بداخلها الرغبة في الاكتشاف. تبسَّم الأستاذ من الرد، وطلب من تلميذه أن يعلمه كل ما يعرف عن هذه الأمور، لأنه بصدق لا يعرف عنها شيئا ولم يترك له اليومي مجالا لأن يفكر فيها حتى. وهنا فغر عماد فاه وقال: لكن كيف يستقيم أن يعلم التلميذ أستاذه؟ ثم تدارك فقال: إذا كنت ترغب في استكناه مكنوني والاطلاع على ما في جعبتي فيمكنني أن أخبرك بأن كلامي تعرفه أشد المعرفة، وهو أن الفيلسوف هو أكثر الناس اندهاشا وتساؤلا، حتى حول الأمور التي تبدو لغيره واضحة وجلية. فقال الأ ......
#طفولة
#بنفَس
#فلسفي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680796