عذري مازغ : كازا بلانكا
#الحوار_المتمدن
#عذري_مازغ ــ منين انتم؟ (من أي مدينة انتم)ــ من كازا بلانكا، يحكي لي صديقي المتغرب في بلباو حول جيرانه الجدد من المغرب ثم يسترسل: "كازا بلانكا لا تعني تلك الهالة الحضارية التي لأصحاب المدن، في البداية، فرحت كثيرا ان أسكن مع أبناء بلدي، سنتقاسم الملح والنكت وسنشترك حتى في الاكل الجماعي ونعيش اجواء مبارات كرة القدم في الصالون جماعة وسنكسر جدار الوحدة والفردانية تجنبا لهذه العزلة اللئيمة، في البداية بدوا طيبين وهم كذلك حتى الآن، احدهم يتجنب الحديث كثيرا والآخر يستحسن الحديث، لكن بالجلوس معهم بدت الأمور تتغير في قناعاتي وبدأت تتأكد تلك الخلفيات التي لي حول أبناء كازا، يقول لي صديقي، كانت كازا عنده معلمة من العنف المتدفق، أصحاب فوضى وتنمر، وتظهر خصوصا في جمهورهم الكروي المتفرق في المساندة الكروية: كازاوي رجاوي وكازاوي ودادي وهي عبارتان تلبس ملامحهم المحروقة بالهم والبطالة اليومية... كان حين ينقل لنا المذياع مبارات كرة القدم التي تجري بين الرجاء والوداد ينقلها وكأن هناك بركان يتهيأ للإنفجار، يتحول كل شيء فيها إلى مجرد مبارة، يعني تلك الحياة المعقد في الدار البيضاء من البطالة وازمة المواصلات وازمة الصحة وازمة السكن وغلاء المعيشة.. كل هذا الغضب الدفين في أعماق الناس يتفجر فقط في تمريرة كرة قدم، يا للعبث! ..." في يومهما الأول كانا مترددان ولا يعرفان ما ذا يقدمان وماذا يؤخران برغم أن السيدة التي اكترت لهم البيت شرحت لهم كل شيء حول المطبخ والنظافة واستعمال الحمام، كنت تركت عنقودين من العنب فوق مائدة المطبخ، احدهما كامل بحباته العنبية والثاني بقي منه شيء قليل، لكن عندما تنبهت إليه وجدته "طار" فخمنت في نفسي: هذه علامة سيئة ذكرتني بأبناء معلم من مدينة مكناس نقل ليعلم أطفالنا التربية والتعليم في إحدى ضواحي ميدلت، وكان اطفاله حالة عجيبة للسكان، يدخلون بساتين الجيران وينزعون كل ثمار الأشجار وهي غير ناضجة، وذات يوم، عندما بدأت براعم التين تظهر، غزا هؤلاء الأطفال عليها كالجراد، حاول احد الجيران تنبيه المعلم المتمدن بخطورة أكل التين وهو غير ناضج، لكن جاره الآخر نهره من ذلك، قال لصديقه: "دعهم يأكلونه اخضر وسيتعلم أبوهم ان يمنعهم بعد ذلك عندما تتقطع شفاههم وتتورم أصابعهم بحليب التين، سيتعلمون قليلا من قانون طبيعة البادية"." وجدت جيراني حائرين، فسألتهم عن حاجتهم في المطبخ، بدوا مترددين فقطعت عليهم ترددهم: أواني الطبخ توجد بهذا الصندوق، الأطباق هنا، والكؤوس هنالك، الملاعق والفرشاة هنا في درج مائدة الاكل، هذا الصندوق خاص بي وهذا لجارنا الإفريقي وهذا الفارغ لكم تضعون فيه أشياءكم، ثم توجهت إلى الثلاجة أخبرتهم ان المكان الفارغ مخصص لهم كجيران جدد ثم أخبرتهم كيف يشتغل المطبخ، لاحظت انهم يتركون مصباح الحمام دن إطفاء، ولما ولجت إلى داخله كانت المفاجأة اكبر: شعرت باندفاع أهوج يدفعني نحو المطبخ، إنه في حالة قابلة للإنفجار، مليء بغازات بطونهم بشكل لو دخلت والسجارة معي سينفجر بدون شك، اخبرتهم ان يطفؤوا المصابيح ويتركوا الباب مفتوحا حتى إذا أراد احد أن يقضي حاجته سيعرف ان لا احد بالداخل فالناس تخجل أن تطرق باب الحمام إذا كان أحد بالداخل، تفهموا الأمر وأكدوا أن ملاحظتي حق، لكن مع ذلك لم يتخلصوا من عادتهم، لا زالوا يغلقون الباب، ولا زالو يتركون المصباح وعلي أنا أن احضر في كل مرة معقما كيميائيا لتعقيم الحمام كلما أردت الدخول لقضاء حاجتي... في المكان الذي نضع فيه المنشفة في الحمام كان هناك عش معلق تركت فيه خصيتي صاحبه أثارها التي لا تمحى حتى ولو بالمواد الكيميائية القاطعة ..." ......
#كازا
#بلانكا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=712431
#الحوار_المتمدن
#عذري_مازغ ــ منين انتم؟ (من أي مدينة انتم)ــ من كازا بلانكا، يحكي لي صديقي المتغرب في بلباو حول جيرانه الجدد من المغرب ثم يسترسل: "كازا بلانكا لا تعني تلك الهالة الحضارية التي لأصحاب المدن، في البداية، فرحت كثيرا ان أسكن مع أبناء بلدي، سنتقاسم الملح والنكت وسنشترك حتى في الاكل الجماعي ونعيش اجواء مبارات كرة القدم في الصالون جماعة وسنكسر جدار الوحدة والفردانية تجنبا لهذه العزلة اللئيمة، في البداية بدوا طيبين وهم كذلك حتى الآن، احدهم يتجنب الحديث كثيرا والآخر يستحسن الحديث، لكن بالجلوس معهم بدت الأمور تتغير في قناعاتي وبدأت تتأكد تلك الخلفيات التي لي حول أبناء كازا، يقول لي صديقي، كانت كازا عنده معلمة من العنف المتدفق، أصحاب فوضى وتنمر، وتظهر خصوصا في جمهورهم الكروي المتفرق في المساندة الكروية: كازاوي رجاوي وكازاوي ودادي وهي عبارتان تلبس ملامحهم المحروقة بالهم والبطالة اليومية... كان حين ينقل لنا المذياع مبارات كرة القدم التي تجري بين الرجاء والوداد ينقلها وكأن هناك بركان يتهيأ للإنفجار، يتحول كل شيء فيها إلى مجرد مبارة، يعني تلك الحياة المعقد في الدار البيضاء من البطالة وازمة المواصلات وازمة الصحة وازمة السكن وغلاء المعيشة.. كل هذا الغضب الدفين في أعماق الناس يتفجر فقط في تمريرة كرة قدم، يا للعبث! ..." في يومهما الأول كانا مترددان ولا يعرفان ما ذا يقدمان وماذا يؤخران برغم أن السيدة التي اكترت لهم البيت شرحت لهم كل شيء حول المطبخ والنظافة واستعمال الحمام، كنت تركت عنقودين من العنب فوق مائدة المطبخ، احدهما كامل بحباته العنبية والثاني بقي منه شيء قليل، لكن عندما تنبهت إليه وجدته "طار" فخمنت في نفسي: هذه علامة سيئة ذكرتني بأبناء معلم من مدينة مكناس نقل ليعلم أطفالنا التربية والتعليم في إحدى ضواحي ميدلت، وكان اطفاله حالة عجيبة للسكان، يدخلون بساتين الجيران وينزعون كل ثمار الأشجار وهي غير ناضجة، وذات يوم، عندما بدأت براعم التين تظهر، غزا هؤلاء الأطفال عليها كالجراد، حاول احد الجيران تنبيه المعلم المتمدن بخطورة أكل التين وهو غير ناضج، لكن جاره الآخر نهره من ذلك، قال لصديقه: "دعهم يأكلونه اخضر وسيتعلم أبوهم ان يمنعهم بعد ذلك عندما تتقطع شفاههم وتتورم أصابعهم بحليب التين، سيتعلمون قليلا من قانون طبيعة البادية"." وجدت جيراني حائرين، فسألتهم عن حاجتهم في المطبخ، بدوا مترددين فقطعت عليهم ترددهم: أواني الطبخ توجد بهذا الصندوق، الأطباق هنا، والكؤوس هنالك، الملاعق والفرشاة هنا في درج مائدة الاكل، هذا الصندوق خاص بي وهذا لجارنا الإفريقي وهذا الفارغ لكم تضعون فيه أشياءكم، ثم توجهت إلى الثلاجة أخبرتهم ان المكان الفارغ مخصص لهم كجيران جدد ثم أخبرتهم كيف يشتغل المطبخ، لاحظت انهم يتركون مصباح الحمام دن إطفاء، ولما ولجت إلى داخله كانت المفاجأة اكبر: شعرت باندفاع أهوج يدفعني نحو المطبخ، إنه في حالة قابلة للإنفجار، مليء بغازات بطونهم بشكل لو دخلت والسجارة معي سينفجر بدون شك، اخبرتهم ان يطفؤوا المصابيح ويتركوا الباب مفتوحا حتى إذا أراد احد أن يقضي حاجته سيعرف ان لا احد بالداخل فالناس تخجل أن تطرق باب الحمام إذا كان أحد بالداخل، تفهموا الأمر وأكدوا أن ملاحظتي حق، لكن مع ذلك لم يتخلصوا من عادتهم، لا زالوا يغلقون الباب، ولا زالو يتركون المصباح وعلي أنا أن احضر في كل مرة معقما كيميائيا لتعقيم الحمام كلما أردت الدخول لقضاء حاجتي... في المكان الذي نضع فيه المنشفة في الحمام كان هناك عش معلق تركت فيه خصيتي صاحبه أثارها التي لا تمحى حتى ولو بالمواد الكيميائية القاطعة ..." ......
#كازا
#بلانكا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=712431
الحوار المتمدن
عذري مازغ - كازا بلانكا