الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
زهير صادق الحكاك : فتاة الكافتيريا قصة قصيرة
#الحوار_المتمدن
#زهير_صادق_الحكاك في عصر ذلك اليوم كانت كافتيريا البحيرة نصف مليئة بروادها، وكانت النادلات يعملن ببطء واضح بعد تعبهن الكبير في خدمة رواد فترة الظهيرة، الذين يجبرهن عددهم في التحرك السريع بينهم وبين المطبخ. في الواقع بقيت ثلاثة منهن فقط في العمل، والثلاثة الباقيات جلسن على مائدة منزوية يتناولن غذائهن وقسطا من الراحة. تقدم الرجل العجوز ببطء وهو يتكأ على عصاه، مرتديا ملابس قديمة بعض الشيء، ويضع على رأسه قبعة من الصوف، متميزة بنقشة مربعاتها الاسكتلندية، وعلى عينيه يضع نظارتين، انحدرتا نحو الأسفل قرب نهاية الأنف، مما يفرض عليه أن يرفع رأسه الى الأعلى عندما يتكلم مع الناس. ما أن وقع نظر النادلات عليه حتى رحن يتأففن، ويتبادلن كلام الاستياء من هذا العجوز، وشكله ونحاسته واردن أن يجرين القرعة بينهن والخاسرة تذهب لخدمته. ولكن النادلة (جين) هبت من مكان راحتها ، شربت ما تبقى في كوبها، وذهبت الى زميلاتها وقالت:- لا عليكن، سأخدمه أنا فهو زبوني وأنا دائما أخدمه، وذهبت أليه مسرعة وقالت له بصوت رقيق وابتسامة مشرقة:- - أهلا بك سيد مالكوم، أنه يوم جميل والحديقة في زهو رائع، كيف حالك أنت هل ما زلت تعاني من المفاصل، أنا أعلم كيف هي آلامها لأن جدي قد عانى منها كثيرا قبل أن يودع الدنيا.- أهلا بك جين، هذا هو اسمك، صحيح؟ أعذريني لأني بدأت أعاني من كثير من النسيان.- نعم هو، لقد تذكرته جيدا. طلبك كالمعتاد؟ ، فطيرة تفاح وكوب من القهوة بالحليب، سأعمل القهوة ساخنة جدا كما تحب.- أنك فتاة ذكية يا جين، وأنني أكون سعيد جدا عندما تخدميني بهذه الروح المتفائلة والمرحة، أنك إنسانة رائعة، آه كم أتمنى أني في سن الشباب، وإلا ما كنت أتركك تهربين مني ، وتنافست مع الشبان بقوة حتى أفوز منك بموعد.- ضحكت جين على هذا الإطراء الجميل، وقالت أكيد كانت السيدة مالكوم إنسانة رائعة.- نعم كانت طيبة القلب، ولكنها تركتني وحيدا قبل أكثر من عشرة سنوات، وأبنائي الاثنين تفرقوا في هذه الدنيا، وبقيت وحيدا في ذلك البيت الكبير المطل على البحيرة، وأشار بأصبعه النحيل نحو بيت بعيد أبيض اللون، تحيط به أشجار غناء، فيه شرفة كبيرة مطلة على البحيرة. ثم التفت الى جين ورأها تمسح دموعها من على عينيها وخدها، فسكت مذهولا، وقال بصوت متكسر:- المعذرة أنستي لقد سببت لك ازعاجا وكدرت عليك هذا اليوم المشمس الجميل. - لا ابدا .. ولكني تذكرت جدي الفلاح، لقد كنت أحبه كثيرا، فقد كان لا يأتي إلى منزلنا ألا ومعه هدية جميلة لي. تصور في احدى المرات جاء ومعه حمل صغير، وقال لي انه فقد أمه وأنني سأكون أمه وعلمني كيف أرضعه من الزجاجة، وذهبت لتجلب له ما طلب. عصر ذلك اليوم ، قررت جين أن لا تذهب الى بيتها مباشرة بعد انتهاء عملها، وأن تتمشى قليلا حول البحيرة، باتجاه ذلك البيت الأبيض الكبير، وما أن وصلته حتى رأت العجوز مالكوم جالسا في الشرفة ساهما ينظر باتجاه البحيرة، رفعت يدها لتلفت انتباهه، ما أن عرفها حتى أشرق وجهه بابتسامة عذبة، واقترب من حافة الشرفة وقال : - تفضلي جين، الباب مفتوح، اصعدي السلم. استقبلها بسعادة، أخذ كفها بين يديه كأنها عصفور لا يريده أن يطير وقال: - أنها مفاجئة جميلة يا جين، اشكرك جدا على هذه الزيارة، هل تشربين الشاي معي ؟ أنه ما زال ساخنا. ذهب يتكأ على عصاه، وعاد بعد لحظات حاملا كوبا كبيرا. اخذته منه وشكرته، وجلس على كرسيه وقال: - في الحقيقة، أنت أول زائر لي منذ فترة طويلة ،فقلما يزورني أحد، الكل ابتعد عني، الأصدقاء والأقارب حتى ولدي وأحفادي، فلقد أصبحت ثقيل ......
#فتاة
#الكافتيريا
#قصيرة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694865