الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
فؤاد حمه خورشيد : الجغرافية وسايكولوجية الإنسان الكوردي
#الحوار_المتمدن
#فؤاد_حمه_خورشيد لقد فرضت البيئة الجبلية على الكوردي عزلتها الجغرافية لقرون عديدة اضطر، على مداها، أن يعيش منعزلاً ضمن قبيلته في بيئة إقليمية مصغرة بعيداً عن عموم بني قومه، الأمر الذي جعله يتعصب لبيته الإقليمي المصغر بشكل ملفت، لا في سلوكه وحسب، بل في لهجته اللغوية وفي طراز ملبسه أيضاً. فتحول بموجب كل هذه المؤثرات إلى إنسان صعب الانفتاح والاندماج والصهر، بأية موجة غريبة غازية (الفرس المغول التتار، الترك والعرب) وإلى كائن متمترس بهذه الجبال. ومدافع عن ممراتها باعتبارها بوابات ومنافذ لأخطار محتملة، وإلى متمسك متين بجماعته وبني قومه ولسانه، إلا أن الميزة الأساسية في طباعه تبقى حبه وفخره بأصله (من كوردم= أنا كردي). لقد صاغت البيئة الجبلية له طباعه التي أصبحت فيه تمثل طبخة مزيجة من الطيبة والقوة والشجاعة والصدق والأمانة والقدرة على الملاحظة والرصد والارتياب مصبوبة في آن معاً داخل جسد قوى وصلب. يقول المستر ريج (عام 1820): (لم أشاهد مطلقاً أناس ذوي أجساد قوية صحية من الجنسين، النساء والرجال، كما شاهدت ذلك في كوردستان، فرغم سوء الأحوال الجوية، فالكورد بوجه عام قوم أقوياء وأصحاء). أما هاملتون فقد لاحظ الأمانة والألفة التي يتطبع بها سلوك الكوردي فقال: (ذلك الخلق العظيم الذي تتوجه الصداقة الخالصة هو أبرز سمة في الشعب الكوردي كما أثبتت لي تجاربي).مثلما أوجدت قسوة البيئة الجبلية وتطرفها الجغرافي الكثير من سلوكيات الإنسان الكوردي محولة إياه إلى إنسان حذر وصبور وذو طاقة تحمل واستعداد للقتال والحرب في أوقات الشدة والاضطرار، فأنه من دون تلك التهديدات والمخاطر التي تحاول إيذاءه، أو القضاء عليه وتدميره، فهو في الأجواء الاعتيادية السلمية إنسان أميل إلى الحياة الطبيعية الهادئة، فهو إنسان، رغم قسوة بيئته، وديع طيب القلب، وفيّ ومؤتمن وصادق مع كل من يتعامل معه كوردياً، كان أم غير ذلك، وحولته طيبته إلى إنسان سريع التصديق لأقوال ووعود الآخرين سواء في تعامله الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي، وكان كثيراً ما يقع فريسة لتلك الحالات، إذ يصعب عليه أمام طيبته، ونيته الصافية، وثقته العمياء بطراوة الألسن وسخاء الوعود، أن يفرز ما بين ما هو حقيقي وواقعي، وما هو وهم وخداع، أي أن طيبته حولته إلى إنسان سريع التصديق، وكما يقال بالكوردية (خوش باوه ر). مع ذلك فهو، ككوردي، يبقى على سلوكه الثابت: إن وعد صدق، وإن صادق فهو لا يخون.ولأن الكوردي ترعرع في بيئة طبوغرافية صعبة ومتطرفة مناخياً، ومتناقضة اقتصادياً، فان ذلك ولد لديه صفة التقتير والاقتصاد في النفقات، أي التخطيط الاقتصادي الابتدائي لمواجهة حالات الطوارئ التي قد يتعرض لها من ناحية، ومن ناحية أخرى خلقت البيئة الطبيعية المتطرفة، وما تشكله ظروفها من حالات متناقضة، لدى الإنسان الكوردي حالات متفاوتة من اليسر والعسر، والبهجة والغضب، والسكينة والهياج، والفرح والحزن، والكآبة والانشراح، وأدى تكرار وتعاقب هذه الحالات المتناقضة، على مر الفصول والسنين والقرون إلى أن يتحول الإنسان الكوردي إلى شخص ذو مزاج عصبي انفعالي في الغالب. لقد كان في حرب أعصاب دائمة مع أزمات بيئته الطبيعية ومشكلات وضعه السياسي الذي تركه وحيدا دون حكومة قومية تحميه، وهذه الحرب النفسية ولدت لديه ،عبر القرون، حالة العصبية التي هي لحظة من حالات التوتر المفاجئ التي تعود عليها لمواجهة المصاعب الطارئة من كل نوع والتي تحولت ، لدى غالبية الكورد، الى سمة سايكولوجية تظهر وتلوح في الأفق عندما يواجهون أي حدث لا ينسجم أو لا يتوافق مع سلوكيتهم, أو عندما يتعرض فيه وجودهم وأمنهم للخطر، أو عندما يستفزو ......
#الجغرافية
#وسايكولوجية
#الإنسان
#الكوردي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681866