حسين مهنّا : انا افهمك ولكن
#الحوار_المتمدن
#حسين_مهنّا أَنا أَفْهَمُكَ ولكنْ... (قِصَّةٌ قَصيرة) اعتادَ السَّيِّدُ سَليم الجُلوسَ صَباحًا على الشُّرْفَةِ المُطِلَّةِ على الجِهَةِ الغَرْبِيَّةِ في الطّابِقِ الثّاني في بَيْتِهِ المُكَوَّنِ مِنْ طابِقَين.. لِماذا هَذِهِ الشُّرْفَةُ بِالذّاتِ؟ لِأَنَّها تُشْرِفُ على فَضاءٍ رَحْبٍ حَيثُ لا أَبْنِيَةٌ تَحْجُبُ عَنْ ناظِرَيهِ زَرْقَةَ سماءِ الجَليلِ، ولا خُضْرَةَ رَوابيهِ المُمْتَدَّةِ حَتّى الأُفُق....لا أُجانِبُ الحَقيقَةَ إِنْ قُلْتُ إنَّنا سُجَناءُ عاداتِنا أَو بَعْضِها، فهِي قادِرَةٌ عَلى أَنْ تَجْعَلَ الأُمورَ المُدْهِشَةَ أُمورًا عادِيًّةً لِاعْتِيادِ المَرْءِ عَلَى رُؤيَتِها يَومِيًّا إِنْ كانَتْ لَوحَةً أَو مَنْظَرًا طَبيعِيًّا.. حَتّى ديكورُ المَنْزِلِ لا يَشِذُّ عَنْ هَذِهِ القاعِدَة..... وَهذا ما حَدَثَ لِلسَّيِّدِ سَليم.. فالمُسْتَوطَنَةُ المُقامَةُ على رابِيَةٍ مِنْ أَكْثَرِ أَراضي قَرْيَتِهِ خُصوبَةً.. والَّتي لا تَبْعُدُ عَنْ بَيتِهِ سِوى بِضعِ مِئاتٍ مِنَ الأَمْتارِ هَوائِيًّا، لَمْ تَعُدْ رُؤيَتُها تُثيرُ في داخِلِهِ مَكامِنَ الغَضَبِ الَّذي كانَ يَنْتابُهُ يَومَ كانَ الدَّمُ الحارُّ يَسْري في عُروقِهِ ويَمُدُّهُ بِما يَجْعَلُ الأَمَلَ كَبيرًا وقَريبًا بِعَودَةِ المُحْصَنَةِ السَّبِيَّةِ الى أَهْلِها.. هذا لا يَعْني أَنَّ السَّيِّدَ سَليمًا قَدْ نَسِيَ القَضِيَّةَ واسْتَسْلَمَ لِواقِعٍ أَليمٍ هُوَ الخِيانَةُ بِعَيْنِها.. ولكِنَّ عُنفُوانَ الشَّبابِ قَدْ خَفَتَ أَجيجُهُ ولَمْ يَبْقَ مِنْهُ سِوى زَفَراتٍ حارَّةٍ، وكَيلِ اللَّعَناتِ على زَمَنِ مُشْرِكينَ.... وَإِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظيم! يُجْمِعُ شُيوخُ القَرْيَةِ على أَنَّ هَذِهِ المُسْتَوطَنَةَ قَدْ أُقيمَتْ على رابِيَةٍ اشتُهِرَتْ بِكرومِ تينِها الأَبْيَضِ الشُّحْماني اللَّذيذِ الطَّعْمِ، اَخْضَرَ كانَ أَم يابِسًا.. وأَهْلُ البَلَدِ الّذينَ تَصَدَّوا لِلْمُصادِرينَ بِما أُوتوا مِنْ عَزْمٍ وإِباءٍ يَومَها، قُمِعُوا بِالعِصِيِّ والاعْتِقالاتِ والكِلابِ المُسْتَوْرَدَةِ والمُدَرَّبَةِ على العَضِّ مِنْ دونِ أَنْ تَسيلَ قَطْرَةُ دَمٍ واحِدَةٍ.. ولكِنْ أَكْثَرُ ما يَعْصِرُ قَلْبَ السَّيِّدِ سَليم مِنْ ذِكْرياتِ تِلْكَ الأَيّامِ - وكانوا في مَرْحَلَةِ الدِّراسَةِ الابْتِدائِيَّة - كَيفَ سِيقوا سِخالًا وحُمْلانًا لاسْتِقْبالِ عالي المَقامِ وحاشِيَتِهِ بِرِفْقَةِ الحاكِمِ العَسْكَرِيِّ آنَذاكَ لِحَفْلِ الانْتِهاءِ مِنْ إِقامَةِ المُسْتَوطَنَةِ وتَدْشينِها بِقَصِّ الشَّريطِ الأَحْمَر.. لَكَأَنَّ هُناكَ اتِّفاقًا عالَمِيًّا على أَنْ يَكونَ اللَّونُ الأَحْمَرُ طاغِيًا في حَياةِ البَشَرِ.. فَعَلَمُ العُمّالِ أَحْمَرُ لِكَثْرَةِ ما أُريقَ مِنْ دِمائِهِم.. والسُّجِادَةُ الَّتي تُفْرَشُ لِاسْتِقْبالِ رُؤَساءِ الدُّوَلِ حَمْراء.. وبِذْلَةُ المَحْكومِ بِالإِعدامِ حَمْراء.. حَتّى لِلْمُبالِغينَ في أَقْوالِهِمْ وأَفْعالِهِمْ نَقولُ لَهُمْ: تَعَدَّيتُمُ الخُطوطَ الحَمْراء! ويأْتيكَ مَنْ يَقولُ إِنَّ اللَّونَ الأَحْمَرَ رَمْزٌ لِلانْتِقالِ مِنْ حالٍ إِلى حال.. الانْتِقالِ مِنْ حالَةِ العَدَمِ إِلى حالَةِ الوُجودِ.. وقَدْ قيلَ إِنَّ مِنْ عادَةِ العَروسِ في تُرْكِيّا قَبْلَ أَنْ تُغادِرَ بَيتَ والِدِها، يَقومُ أَقارِبُها الذُّكورُ بِرَبْطِ حِزامِ العُذْرِيَّةِ الأَحْمَرِ حَولَ خَصْرِها، إِذْ يَدُلُّ هذا اللَّونُ على الحَظِّ والنَّشاطِ الجِنْسِيِّ والسَّعادَة.. يَ ......
#افهمك
#ولكن
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743380
#الحوار_المتمدن
#حسين_مهنّا أَنا أَفْهَمُكَ ولكنْ... (قِصَّةٌ قَصيرة) اعتادَ السَّيِّدُ سَليم الجُلوسَ صَباحًا على الشُّرْفَةِ المُطِلَّةِ على الجِهَةِ الغَرْبِيَّةِ في الطّابِقِ الثّاني في بَيْتِهِ المُكَوَّنِ مِنْ طابِقَين.. لِماذا هَذِهِ الشُّرْفَةُ بِالذّاتِ؟ لِأَنَّها تُشْرِفُ على فَضاءٍ رَحْبٍ حَيثُ لا أَبْنِيَةٌ تَحْجُبُ عَنْ ناظِرَيهِ زَرْقَةَ سماءِ الجَليلِ، ولا خُضْرَةَ رَوابيهِ المُمْتَدَّةِ حَتّى الأُفُق....لا أُجانِبُ الحَقيقَةَ إِنْ قُلْتُ إنَّنا سُجَناءُ عاداتِنا أَو بَعْضِها، فهِي قادِرَةٌ عَلى أَنْ تَجْعَلَ الأُمورَ المُدْهِشَةَ أُمورًا عادِيًّةً لِاعْتِيادِ المَرْءِ عَلَى رُؤيَتِها يَومِيًّا إِنْ كانَتْ لَوحَةً أَو مَنْظَرًا طَبيعِيًّا.. حَتّى ديكورُ المَنْزِلِ لا يَشِذُّ عَنْ هَذِهِ القاعِدَة..... وَهذا ما حَدَثَ لِلسَّيِّدِ سَليم.. فالمُسْتَوطَنَةُ المُقامَةُ على رابِيَةٍ مِنْ أَكْثَرِ أَراضي قَرْيَتِهِ خُصوبَةً.. والَّتي لا تَبْعُدُ عَنْ بَيتِهِ سِوى بِضعِ مِئاتٍ مِنَ الأَمْتارِ هَوائِيًّا، لَمْ تَعُدْ رُؤيَتُها تُثيرُ في داخِلِهِ مَكامِنَ الغَضَبِ الَّذي كانَ يَنْتابُهُ يَومَ كانَ الدَّمُ الحارُّ يَسْري في عُروقِهِ ويَمُدُّهُ بِما يَجْعَلُ الأَمَلَ كَبيرًا وقَريبًا بِعَودَةِ المُحْصَنَةِ السَّبِيَّةِ الى أَهْلِها.. هذا لا يَعْني أَنَّ السَّيِّدَ سَليمًا قَدْ نَسِيَ القَضِيَّةَ واسْتَسْلَمَ لِواقِعٍ أَليمٍ هُوَ الخِيانَةُ بِعَيْنِها.. ولكِنَّ عُنفُوانَ الشَّبابِ قَدْ خَفَتَ أَجيجُهُ ولَمْ يَبْقَ مِنْهُ سِوى زَفَراتٍ حارَّةٍ، وكَيلِ اللَّعَناتِ على زَمَنِ مُشْرِكينَ.... وَإِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظيم! يُجْمِعُ شُيوخُ القَرْيَةِ على أَنَّ هَذِهِ المُسْتَوطَنَةَ قَدْ أُقيمَتْ على رابِيَةٍ اشتُهِرَتْ بِكرومِ تينِها الأَبْيَضِ الشُّحْماني اللَّذيذِ الطَّعْمِ، اَخْضَرَ كانَ أَم يابِسًا.. وأَهْلُ البَلَدِ الّذينَ تَصَدَّوا لِلْمُصادِرينَ بِما أُوتوا مِنْ عَزْمٍ وإِباءٍ يَومَها، قُمِعُوا بِالعِصِيِّ والاعْتِقالاتِ والكِلابِ المُسْتَوْرَدَةِ والمُدَرَّبَةِ على العَضِّ مِنْ دونِ أَنْ تَسيلَ قَطْرَةُ دَمٍ واحِدَةٍ.. ولكِنْ أَكْثَرُ ما يَعْصِرُ قَلْبَ السَّيِّدِ سَليم مِنْ ذِكْرياتِ تِلْكَ الأَيّامِ - وكانوا في مَرْحَلَةِ الدِّراسَةِ الابْتِدائِيَّة - كَيفَ سِيقوا سِخالًا وحُمْلانًا لاسْتِقْبالِ عالي المَقامِ وحاشِيَتِهِ بِرِفْقَةِ الحاكِمِ العَسْكَرِيِّ آنَذاكَ لِحَفْلِ الانْتِهاءِ مِنْ إِقامَةِ المُسْتَوطَنَةِ وتَدْشينِها بِقَصِّ الشَّريطِ الأَحْمَر.. لَكَأَنَّ هُناكَ اتِّفاقًا عالَمِيًّا على أَنْ يَكونَ اللَّونُ الأَحْمَرُ طاغِيًا في حَياةِ البَشَرِ.. فَعَلَمُ العُمّالِ أَحْمَرُ لِكَثْرَةِ ما أُريقَ مِنْ دِمائِهِم.. والسُّجِادَةُ الَّتي تُفْرَشُ لِاسْتِقْبالِ رُؤَساءِ الدُّوَلِ حَمْراء.. وبِذْلَةُ المَحْكومِ بِالإِعدامِ حَمْراء.. حَتّى لِلْمُبالِغينَ في أَقْوالِهِمْ وأَفْعالِهِمْ نَقولُ لَهُمْ: تَعَدَّيتُمُ الخُطوطَ الحَمْراء! ويأْتيكَ مَنْ يَقولُ إِنَّ اللَّونَ الأَحْمَرَ رَمْزٌ لِلانْتِقالِ مِنْ حالٍ إِلى حال.. الانْتِقالِ مِنْ حالَةِ العَدَمِ إِلى حالَةِ الوُجودِ.. وقَدْ قيلَ إِنَّ مِنْ عادَةِ العَروسِ في تُرْكِيّا قَبْلَ أَنْ تُغادِرَ بَيتَ والِدِها، يَقومُ أَقارِبُها الذُّكورُ بِرَبْطِ حِزامِ العُذْرِيَّةِ الأَحْمَرِ حَولَ خَصْرِها، إِذْ يَدُلُّ هذا اللَّونُ على الحَظِّ والنَّشاطِ الجِنْسِيِّ والسَّعادَة.. يَ ......
#افهمك
#ولكن
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743380
الحوار المتمدن
حسين مهنّا - انا افهمك ولكن