الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
سعد محمد موسى : مكابدات الرحال
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى محاكمة حلمالجزء الاولبعد إكمال بدر الرحال دراسته الجامعية وتخرجه من كلية الآداب في جامعة بغداد سُيق للخدمة العسكرية وكان يأمل بإكمال الخدمة الإلزامية ثم يحصل على وظيفة في مجال تخصصه كمدرس ويعيش حياة طبيعية في وطنه، لكن لسوء الحظ بعد تسعة أشهر من خدمته العسكرية بدأت الحرب العراقية الإيرانية ومن ثم زج الى جبهات القتال في القاطع الشمالي فعاش ويلات الحرب وكاد أن يقتل أكثر من مرة بقصف الهاونات والمدفعية الإيرانية لو لا القدر أو المصادفة التي أنقذت حياته مرتين من موت أو إعاقة جسدية فوق جبل "كردخوك" في حاج عمران والذي دارت فوقه معارك شرسة وامتصت ثلوجه الكثير من دماء الجنود العراقيين والإيرانيين!! كان بدر الرحال يردد مع نفسه ومع أصدقائه الجنود المقربين بانه يرفض حرب الطاغية التي يريد بها أن يشيد مجده فوق جثث الجنود المغفلين. أنا حر وحياتي هبة الرب لي!! وحدي من يقرر وجودي وليس الاخرين الذين يعيشون في رفاهية ويظنون أن الوطن من ممتلكاتهم الشخصية يفعلوا به ما يشاؤون أن حياتي لي ولا أسمح لأي سلطة أن تصادر حياتي أو تجعلني وقود في أفرانها.لكن أحد المخبرين من الجنود الذين كانوا يتشاطرون مع الرحال الموت المؤجل وسواتر القتال وحجابات الجبهة وحتى قصعة الطعام أرسل تقرير سري الى إستخبارات الوحدة العسكرية يفشي بها تذمر الجندي الرحال وانتقاداته ضد حرب القادسية وتحريضه للجنود: بان تلك الحرب ستطول وستحرق الاخضر واليابس وتدمر البلدين!!وبعد أن وقع التقرير بيد "كريم السالمي" أحد الجنود الذين كانوا يعملون في قلم الوحدة أطلع على التقرير ثم ذهب على وجه السرعة وأخبر الرحال بخطورة الامر وحذره بان التقرير سيصل خلال ثمانية وأربعين ساعة الى وحدة إستخبارات اللواء.شكر الرحال صديقه الذي حاول إنقاذ حياته وأخبره بنيته في تسلل الحدود والهروب الى تركيا ثم الى أوربا لطلب اللجوء وطلب من صديقه السالمي أن يساعده بجلب نماذج نزول كي تساعده في تجاوز السيطرات.أشعل كريم السالمي سيجارته بأطراف أصابعه المرتجفة وكانت تلك اللحظات في تلك الليلة الشتائية مصيرية.كانت فكرة الهروب من الحرب اللعينة تراود السالمي منذ فترة ليست بالقصيرة وتشحذ به جذوة الامل والحلم بالعيش في وطن آخر يحتمي فيه من الاستبداد ويحافظ على وجوده من الموت.بعد صمت تطلع الى وجه صديقه الرحال وأخبره بنيّته أن يرافقه مغامرة الهروب.لم يمانع الرحال لكنه أخبر صاحبه من خطورة الرحلة: أذا تم القاء القبض علينا ستكون عقوبة الإعدام لا محالة ثم قطع حديثهم أصوات أنفجارات وقذائف مدفعية العدو وهي تدك مواقع الجنود في الوحدة القريبة وبعد برهة أجابه السالمي: أعرف العقوبة لكنني قررت المغامرة وأن أهرب من المعركة معك، ليس كجبان يترك جبهة الحرب بل كمتمرد يرفض دمار بلده ويأبى الموت من أجل طاغية مصاب بجنون العظمة همه البقاء على رأس السلطة ويسعى أن يكون قائد تاريخي عظيم ومقدس على حساب موتنا المجاني.تسللت الى مخيلة السالمي حكاية إعتقاله ومحاكمة حلمه للهروب خارج أسوار الوطن حين كان يدرس في أكاديمية الفنون الجميلة خلال العام الثاني من الحرب العراقية الإيرانية حين إستبد طغيان السلطة بشكل رهيب وأنعكس ذلك أيضا على مراقبة جميع الكليات ومراقبة تصرفات الطلبة حتى في أدق التفاصيل اليومية البسيطة فكان ثمة خوف وإرباك إضافي يؤرق راحة الكثيرين من الطلبة المحاصرين من قبل جواسيس النظام ووشايتهم ومن كتاب التقارير وحامليّ أدوات التسجيل السرية التي كانت تخفى في جيوب الطلبة الذين يعملون أيضاً وكلاء أمن ومخبرين وهم يتعقبون الطلبة ......
#مكابدات
#الرحال

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=676219
سعد محمد موسى : مكابدات الرحّال
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى محاكمة حلمالجزء الثانيبقيّ السالمي في مديرية الامن العامة في بغداد ما بين التحقيق والتعذيب الجسدي والنفسي اليومي المتواصل لمدة أربعة اشهر وكانت التهمة الموجهة ضد السالمي- هي بسبب فكرة طرأت على مخيلته ذات يوم نحس كانت مجرد فكرة لا غير ولا يعرف كيف وصلت تلك الفكرة الى السلطة حين فكر بالهروب خارج حدود أسوار الوطن وكانت عقوبة التخيل بمثل هذا الحلم الخطير والمتمرد تهمة يحال بها المتهم الحالم الى محكمة الثورة ويبقى البت بقرار المحكمة ضد تهمة "حلم الهروب" هي جريمة يكون الحكم ضدها ما بين الإعدام أحياناً أو السجن حسب قناعة الحاكم العسكري في محكمة الثورة وبمدى شعور المتهم بذنبه والتوسل والبكاء بطلب المغفرة من الأفكار الملوثة وعدم تكرار الحلم مرة أخرى فيكون هنالك ترحم وتخفيف العقوبة.فلا يحق للمواطن العراقي أن يفكر خارج وصايا السلطة.في الساعات الاولى من وصول السالمي الى شعبة التحقيق إنهالت عليه الركلات والصفعات والشتائم والقهقهات الصاخبة التي كان يطلقها الجلادين وضابط التحقيق لاسيما لدى صراخه الهستيري أثناء كيّ عضوه التناسلي بصعقات كهربائية في حفلة ترحيب لقدومه كما أطلق عليها ضابط التحقيق.ثم أقتاد أحد رجال الامن المتهم في ممر ضيق يؤدي الى غرفة الاحتجاز ورموا به فوق بلاط بارد بدون أغطية فتكور مثل جنين داخل رحم منسي ومظلم.بقيّ المحتجز في غرفة إنفرادية بينما الحارس يرمي له الطعام السيء الذي يفتقر الى الملح مع قليل من الماء للشرب مرة واحدة في اليوم من تحت البوابة الحديدية الصدئة لغرفة الاحتجاز المظلمة.قبع السالمي في جوف المعتقل الانفرادي الصغير دون أن يعرف الى متى سيبقى داخل هذا الكابوس الرهيب المغيّب من الزمن ومن الضوء ومن أي بادرة أمل لكن وسط هذا العذاب والنسيان حاول المعتقل التصالح مع اليأس والعزلة. على حين غرة وفي هذا الزمن المنسيّ سمع المعتقل الذي كان يجلس القرفصاء في زاوية السجن صرير الباب وهو يفتح مع صياح الحارس الذي أمره بالنهوض والمجيء معه فوراً تسللت صدمة اليقظة والسعادة الى أوصال المعتقل حين رأى الباب الموصد يفتح لم يعرف بالضبط كم من الدهر بقي في حبسه الانفرادي.أشار الحارس للسجين أن يتبعه الى قاعة السجن الجماعي والتي ستكون أفضل بكثير مقارنة بالحبس الانفرادي لا سيما بعد أن سلمه بطانيتين ووسادة مع منشفة وقطعة صابونة وشارك بقية السجناء بطعام أفضل وكان السجن الواسع يضم أيضاً حمام ومرحاض.لدى دخول السالمي إستقبله السجناء وساعدوه على إيجاد مساحة لفرش بطانيته فوق أرضية السجن المكتظة بأفرشة السجناء ثم أفرغوا له الحمام كي يغتسل جسده الذي لم يمسه الماء منذ أربعة أسابيع قضاها في حبسه الانفرادي.كان السالمي يستمع الى حكايات المعتقلين وحواراتهم أثناء مشاركتهم الطعام أو تجمعهم للاستمتاع بلعبتهم المفضلة "الدومينو"كانت لكل سجين حكاية مختلفة وفترة محكومية متفاوتة أيضا.ذات مساء وأثناء تناول العشاء سمع السجناء باب السجن يفتح وكان الحارس يصرخ بصوت عالي وينادي بإسم- كريم السالمي وأمره بالنهوض فأقتيد السالمي الى غرفة ضابط التحقيق ومر بنفس الممر المظلم الذي يؤدي الى غرفة التحقيق ثم دفع الحارس بالمعتقل داخل غرفة التحقيق بينما ضابط التحقيق كان يرتشف قدح الشاي مع ضابطّين كانا يجلسان على أريكة مريحة، حدق الضابط بوجه المتهم ثم أشار له أن ينظر الى طاولة صغيرة كانت تقع في منتصف الغرفة وقدنصبت فوقها ثلاثة قناني زجاجية فارغة لمشروبات غازية - بيبسي كولا وكوكا كولا وقنينة بلون بنيّ كانت أصغر من بقية القناني من "عصير شراب تراوبي ......
#مكابدات
#الرحّال

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=676586
سعد محمد موسى : مكابدات الرحّال الرحلة الشاقة الجزء الثالث
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى حسناً يا صديقي إستعجل بتحضير نماذج النزول إذن وإستعد، يجب علينا النزول في بواكير الفجر بعجلة الحانوت الى الخطوط الخلفية، ومن هناك نستقل عجلة أخرى الى بلدة "حاج عمران" في مدينة اربيل، همس الرحّال بصوت خافت يشوبه الخوف.سأذهب حالاً كي أملأ نماذج النزول بالمعلومات والأسماء، وعلينا أن نفاتح سائق حانوت عجلة "الإيفا" بأمر اصطحابنا، علينا الاسراع بمغادرة الوحدة العسكرية قبل وصول البريد الى إستخبارات اللواء، أجاب السالمي وهو يحاول إطفاء سيجارته قبل مغادرة الساتر.أنتظر الرحال عودة السالمي وكان الوقت يمر ببطء وعقارب الساعة مثل مديّة تمزق جسد الانتظار والترقب.إنتاب الرحّال هاجس الخوف والأمل أيضاً، وهو يشعر بأنه بات مثل عربة تجرّها خيول وحشية تلهث فوق لهيب الحرائق، وأوصال الجنود المتناثرة في الأرض الحرام، بحثاً عن وطن آخر خلف الحدود أو حدائق، تغفو فيها فراشات في حضرة زهور عباد الشمس.. أو أمنية للجلوس في مقهى خالي من مراقبة المخبرين السريين وارتشاف فنجان قهوة فوق طاولة يتثاءب فوقها الشعر والسلام.جاء السالمي بعد ساعتين كأنها دهران من الانتظار ملوحاً بنماذج النزول الكاملة والمختومة، تعانقا بفرح يشوبه رغبة بالبكاء.ثم أخبر كريم صاحبه عن كيفية اختراع وسيلة لإيصال البندقية الى مشجب سلاح الوحدة دون اثارة الريبة. حَدَّقَ الرحّال في بندقية الكلاشنكوف ثم بصق عليها وركلها وهو يسب ويلعن صناع الأسلحة والموت والحروب وسماسرتهم السفلة.مازال الجنود نائمين وراء السواتر وفي الخنادق، ما عدا الحراس المدججين بالأسلحة وكانوا في واجب حراسة الوحدة العسكرية ومقرات الضباط. انتظر الصديقان الوقت الذي يغادر به السائق فحَثا الخطى نحو موقع عجلة الحانوت، المغطاة برداء التمويه الجبلي وأيقظا السائق قي غبش الفجر الكسول.أنتظر الرحال والسالمي سائق الحانوت حتى يغسل وجهه ويقضي حاجته، ثم يتناول قدح الشاي ويدخن سيجارته ويعتمر طاقيته ويلمع بسطاله.بعدها قفز الرفيقان إلى حوض عجلة الايفا المغطاة بقماش عسكري ثقيل، مع صناديق فارغة تنبعث منها روائح خضار وفاكهة عفنة، ثم فاتح الرحال صديقه بخطته وعن ثقته بصديقة الكردي ذي الأفكار الماركسية "كاكه حمه"، الذي لن يبخل بمساعدتهم في تلك الرحلة وقد كانت تربط الرحال مع حمه صداقة منذ أيام الدراسة الجامعية. وسبق وأن زار الرحال صديقه كاكه حمه عدة مرات في داره كلما سنحت له الفرصة بالنزول الى بلدة حاج عمران، وقد وعد كاكه صاحبه اذا ضاقت به الأمور وأراد تسلل الحدود يوماً ما إلى تركيا، فسيكون في انتظاره ولن يتهاون في المساعدة. وكذلك كاكه حمه كان يزور صديقه الرحال لا سيما أثناء العطل الدراسية الى البصرة قبل بداية الحرب والتمتع بزيارة شط العرب والاهوار في العمارة والناصرية أيضاً.أوقف سائق عجلة الايفا في أقصى خلفيات الجبهة ثم نزل من العجلة وأخبرهم اذا كانت وجهتهم الى مركز مدينة حاج عمران فهو بوسعه أن ينقلهم معه أيضاً :أجاب الرحال موافقاً وشاكراً ما أبداه السائق من خدمة!! أنطلق سائق حانوت الايفا الى محلات البلدة وسط المدينة كي يتسوق من المواد الغذائية والسجائر واحتياجات الجنود الأخرى ، لا سيما المتواجدين في المواقع الخلفية وبعد أن توقفت عجلة الايفا ترجلا الصديقان من حوض العجلة وودعا سائق الحانوت ثم عرجا من الشارع الرئيسي نحو طريق ضيق أخر يؤدي بهما الى الدار المقصودة.طرق الرحال باب منزل كاكه حمه ففتحت الباب الخشبي القديم العجوز أم حمه بوجه يشع ابتسامة وترحاب عانقت الرحال مسرورة بمجيئه، وتكلمت معه بعبارات عربية ركيكة مع عبارات كردية للت ......
#مكابدات
#الرحّال
#الرحلة
#الشاقة
#الجزء
#الثالث

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=676912
سعد محمد موسى : مكابدات الرحّال القمر ورحلة البغّال الجزء الرابع
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى كان القمر يشاكس الغيوم يظهر حيناً ثم يختفي حيناً آخر بينما العابرون يتوسلون لمجيء غيمة داكنة تحجب القمر كي يأمنوا عبور رابية الجنود وأن لا يشيّ القمر بخطاهم أو يفضح تسللهم أمام عسس الروابي المتربصيّن والرابضيّن على سفح جبل كردمند مع فوهات بنادقهم المتحفزة لإقتناص أيّ شبح يترآى لهم في عتمة الليل.وكأن القمر في تلك الليلة أستحال من عاشقٍ الى واش ٍ وكانت الليلة الوحيدة التي عاتب فيها الرحّال القمر راجياً إياه أن يأخذ قيلولة نوم كي يعبروا ثم حلفه بنزيف العشق وليالي السمر التي كانوا يقضوها مع الخلان ومع رقصات الهيوة وخشابة زنوج البصرة المرحيّن وغناء الصيادين بقواربهم التي تتراقص على ضوء القمر فوق ضفاف شط العرب: لا تخذّلني أيها القمر كن صديقي كما عهدتك وساعدنا حتى نعبر الى الجهة الاخرى!! كان الرفاق الثلاثة مختبئين وراء صخرة كبيرة، ثم أشار حمه الى رفاقه أن يزحفوا ويتبعاه حتى أبتعدا عن رابية الجنود ثم نهضا يركضان ويتعقبان عراب الرحلة وهما يلهثان من شدة الاعياء والخوف. سار الاصدقاء وهم يتأبطون ذراع ليلة كانون الاول المتشح بمعطفه الثلجي بين طرقات تغفو في فضاء التوجس حتى أرشدهم الرفيق بعد الرحلة المضنية الى المهرب بختيار، الذي كان ينتظر قدومهم قرب كوخ في أطراف مدينة دهوك وكان يمتطي بغلاً محملاً بسلع مهربة خفيفة من تبغ وعلب الكبريت وهو يجر أيضا معه بغليّن كانا يحملان أكياس الجنفاص المعبأة بالبضاعة المهربة وكان بختيار يرتزق من مهنة تهريب البضاعة وتهريب الأشخاص عبر الحدود أيضاً.ثم قدم كاكه حمه ضيوفه الى المهرب والذي كانت تبدو على ملامح وجهه الجبلي القساوة والدهاء.أوصى كاكه حمه المهرب أن يهتم بالصديقين وأن يوصلهما الى آخر نقطة أمان يستطيعان بعدها الوصول الى أقرب قرية تركية، فطمنه المهرب وهو يشير أيضا بوجود زوادة الطعام التي سترافقهم بالرحلة ثم أعطى بختيار ملابس كردية تقليدية الى الرحّال والسالمي كي يرتدوها في تلك الرحلة حتى لا يثار الشك أو التساؤل لدى مرورهم على قرى كردية.ودع الرحّال والسالمي والمهرب أيضاً كاكه حمه.رجع كاكه حمه مسرعاً سالكاً الطرقات الوعرة ثم تلاشى في الضباب بعد أن إبتلعته الشعاب الجبلية.أمتطوا الثلاثة بغالهم المحملة بالبضاعة وقطعوا الممرات شمالاً نحو زاخو بتوجس وحذر. إقترح بختيار على الضيفين أن يقضيا هذه الليلة في داره التي تقع على سفح جبل في قرية هادئة وآمنة تابعة الى قبيلة "ميزوري" في أطراف مدينة "زاخو".رحب بختيار بضيفيه وأشار لهم بالغرفة التي سيقضون بها الليلة بعد أن قدم لهم الطعام والسكائر والاغطية الكافية.أفرغ بختيار حمولة البغال في مخزن قرب أسطبل البغال بعد أن أزاح الحمولات وبرادع البغال وفتح وثاقها ودفع بالبغال داخل الاسطبل. أثناء إستلقاء الرحّال فوق سريره في الغرفة أزاح ستارة النافذة التي كانت تطل على مرآى القمر الذي كان يغفوا ما بين أشجار الحور والبلوط المتوجة قممها بالثلوج.فأعاد قمر الشمال الشتائي ذاكرة الرحّال الى قمر مدينته في أقاصي الجنوب ذلك القمر البعيد الذي كان يخشع الى أدعية أمه في المساءات الوديعة حينما كان يحط كل ليلة مثل طائر أغوته بيتونة الدار العتيقة وهو يصدح بالغناء في أمسيات السمر الصيفية الى الخلان المحتفين بقداسه وبضوئه، وهم يستمتعون بإلتهام الرقي والبطيخ وشرب الماء البارد من آنية الفخار المركونة في زاوية السطح فوق مربعات الفرشي الاصفر المفخور والمرصوف فوق سطح الدار، بينما القمر يبقى مستلقياً طوال الليل فوق البيتونة حتى يستيقظ ديك الجيران في بواكير الصباح ويطرده فيتسل ......
#مكابدات
#الرحّال
#القمر
#ورحلة
#البغّال
#الجزء
#الرابع

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677386
سعد محمد موسى : مكابدات الرحّال - الجزء الخامس
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى الفَخّ شعر المهرب بحكم خبرته الطويلة وحدسه أثناء معارك الجبال أن الخطر قادم وأن هنالك قوات إضافية من الجيش العراقي ستنتشر وتفتش المنطقة مدعومة بمروحيات الهليكوبتر. أخبرهم المهرب بانه سوف يضطر للرجوع الى دهوك وخيرهم بالرجوع معه إذا رغبوا فهو لا يستطيع مواصلة الطريق الخطر هذة الليلة، لكن الرحّال والسالمي قررا البقاء حتى نهاية المعارك فترك المهرب لهم بعض الطعام مع "زمزمية" ماء ونصف المبلغ مقطوعاً من الذي اتفقوا عليه وأعتذر لهم لانه لا يستطيع أكمال المسيرة معهم حتى إيصالهم الى القرية التركية.لم يكن الرحال ولا صديقه سعداء بتخاذل المهرب ورجوعه دون إكمال مهمته. أخذ بختيار البغال وربطها على التوالي كطابور بالحبل ولكز البغل الأول بالعصا المعقوفة وجرهم بعصبية وقلق ونزل مع بغاله سفح الجبل الى الوادي.إستمرت المناوشات المتقطعة بين مجموعة من المتمردين الاكراد مع الأنصار الشيوعيين ضد فصيل من الجنود العراقيين ثم إنسحبت القوات المباغتة بعد ثلاثة ساعات من القتال وإختفت بين شعاب الجبل، بينما بقيت ثمة أصوات مدافع وهاونات تتبادل القصف على مقربة من الحدود العراقية بين قطعات من الجيش التركي وفصائل من مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذي كان يتمركز في جنوب تركيا وكان المقاتلين ينتمون الى حركة انفصالية تأسست في السبعينات ثم تحولت فيما بعد الى المطالبة بالحكم الذاتي الذي يدعوا لها انصار أكراد تركيا وكانت عقيدتهم هي مزيج ما بين الانتماء للقومية الكردية مع الحركة الثورية الاشتراكية اليسارية والماركسية. أنتظر الصديقان حتى يهدأ القتال وتعود السكينة الى الأفق بينما أضوية القرية التركية المتاخمة الى الحدود مع زاخو تبعث الامل الى الرحّال والسالمي لإكمال الرحلة. ما رأيك ان نكمل المسير الان : همس الرحال في مسامع رفيقه!!هز السالمي رأسه بالايجاب بعد أن بان عليه الارباك والهلع الشديد وأصابه الاعياء والعطش وطلب من صديقه جرعة ماء من الزمزمية وبكى بصمت مع ذاته بعد أن تذكر وداع أمه وهي ترش الماء من وراء الباب الموشوم بالحناء والآيات القرانية من طاسة وراء خطواته مع أدعية وتمنيات بعودة ولدها الوحيد الى الدار مرة أخرى.لماذا حين يحاصرنا الرعب والموت نتذكر خاشعين الله ونشتاق الى أحضان الام حد البكاء، ونتمنى أن يرجع الزمن الى الوراء ونعود أطفالا نحتمي تحت عباءة الامومة:همس السالمي في ثنايا روحه المحطمة !!!ثم نظر بوجه رفيقه الرحّال : حسنا يا صاحبي لنكمل المسير!! تمالك القلق والحيرة والحذر والشعور بفرحة الامل أيضا وهما يقتربا من تجاوز الحدود علينا أن نحث المسير ونسرع قبل إنبلاج الفجر. لنسلك هذا الطريق المتعرج وسط تلك الصخور: أقترح الرحال.سارا الرفيقان وهما يسلكان الطريق الميسمي ويتطلعان الى أضوية المصابيح التي تقترب أكثر وكان يحدوهم أمل الوصول الى القرية ثم الى مدينة اسطنبول فيما بعد واللقاء بالمزورين في منطقة "تقسيم" في مركز اسطنبول وقد أوصى حمه أصدقائه من أكراد تركيا بمساعدة الصديقين العربيين مسبقاً لغرض تسهيل جوازات سفر مزورة يمكن العبور بواسطتها للوصول الى السويد أو الدنمارك كي يتسنى لهم طلب اللجوء الانساني.واذا لم يحصل ذلك قيبقى الخيار الاخر هو طلب الحماية من منظمة الامم المتحدة لشؤون اللاجئيّن ومخاطبة السفارات. كان حلم الوصول الى أرض الأمان يحفزهم على التحدي ومغالبة النعاس والتعب وكان الرحال في المقدمة يتحدى التعب وقساوة الطريق وهو يحث الخطى ويحمل زوادة الطعام وزمزمية الماء على ظهره ورفيقه السالمي يتبعه بلهاثه وخطوات ......
#مكابدات
#الرحّال
#الجزء
#الخامس

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677814
سعد محمد موسى : مكابدات الرحّال الجزء السادس
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى الهروب والتّيهشن المقاتلون الاكراد من البيشمركه بمساندة الانصار مرة أخرى هجوم مباغت فحاصروا الرابية والجنود الذين بقوا يحرسون مواقعهم ، وبعد سماع دويّ الانفجارات وتبادل أطلاق النار، أمر الضابط جنوده أن يتركوا البحث ويتوجهوا فوراً الى الأعلى لمساندة الجنود المحاصرين بينما كان هنالك ثمة صراخ من أحد جنود الرابية مستغيثاً وطالباً المساعدة: لقد عاد العصاة مرةً أخرى سيدي!! تنفس الرحّال الصعداء بعد أن غادر الجنود مهرولين نحو الرابية فشعر أن الموت كان مجرد لعبة عبثية أمام ناظور قناص يتلاعب بالحياة والموت.وحين تأكد الرحّال أن جميع الجنود مع ضابطهم انسحبوا نحو رابية الجبل زحف نحو جثة صديقه التي كانت ملقاة فوق بركة دم سحبها بعناء بعيداً عن رصد الرابية الى مكان أكثر أماناً لإخفائها. حاول أن يجد حفرة أو كهف كي يخفيّ الجثة، إنحدر الرحال مع جثة رفيقه القتيل حتى عثر على تجويف صخري عبارة عن كهف يشبه النعش المحفور داخل الجبل يبلغ عمقه بحدود المترين حاول تنظيف الجوف من الثلوج والحصى الصغيرة بكفيه المتجمدتين من شدة البرد رغم تغطية كفيه بالقفازات الصوفية فرفع الجثة عاليا وحاول جاهداً دفع رأس القتيل في التجويف أولاً ثم حشر الجسد في الجوف ودفع الجثة بقوة حتى زحفت أكثر في عمق الكهف وانزلقت فوق بقايا الثلج ثم بحث بعد ذلك عن صخور كي يغلق بها فتحة التجويف ويخفيّ الجثة بعد جهد وبحث حول الكهف جلب بعض الصخور والاحجار بأحجام مختلفة والقى بها قرب الفتحة وحاول أن يحشر في البدء صخرة كبيرة في ثغر التجويف فلم تكن مناسبة ثم أختار صخرة أصغر حجماً وحاول دفعها بقوة داخل التجويف ثم وجد صخرتيّن بحجم مناسب للفتحة وحشرهما فوق الصخرة الكبيرة كي يغطي ثغر التجويف ويبعد الريبة عن وجود الجثة ويخفيها. وحين أكمل غلق فتحة الكهف ركع أمام قبر رفيقه منهك القوى ومنكسراً فودعه واعتذر له وبكى موجوعاً بعد أن وضع علامة الإستدلال قرب القبر الحجري. ثم غادر الرحّال مبتعداً ما بين الصخور وأشجار السرو يجر بخيباته وعذاباته وباوجاع الكدمات والجروح التي مازال يعاني من آثارها وكذلك صليل البرد القارص الذي ينخر أطراف أصابع قدميه وكفيه. ركض بدر الرحّال متعثراً بين شعاب لا يعرف أين تؤدي بخطاه التائهة وسط قساوة الجبال ووحشة الليل . أدرك المطارد انبلاج الفجر مع أقدامه الهاربة والمتعثرة فوق الصخور فأمسك ببطنه الخاوية وتقيأ الفراغ من جوفه لكن خطواته في تلك اللحظة تسمرت على أثر صوت قادم من وراء أشجار السرو: قف.. قف... قف!!!ثم أحاطت به مجموعة رجال مسلحين يرتدون الزي الكردي بعد أن أمروه أن يركع ويضع يديه فوق رأسه فتشوا ملابسه فلم يجدو سلاح لكنهم وجدوا فقط حزمة دولارات أمريكية مع نموذج إجازة عسكرية وهوية صحفي أيضا زورها له أحد الاصدقاء الخطاطين لغرض مساعدته في الرحلة، وتلك كانت المحنة التي أثارت شكوك المقاتليّن الاكراد والانصار حين عثروا بجيب الرحال على تلك الهوية الغامضة والتي دعتهم للشك والريبة عن سبب قدومه الى هنا إضافة لارتدائه للزي الكردي رغم انه عراقي من عرب الجنوب !!؟؟ أوثقوا عينيه بعصابة ثم قادوه بين طرق متعرجة لا يعرف أين تؤول بها مسارها بعدها أخذوه الى جهة مجهولة وأزاحوا العصابة عن عينيه. حينها وجد نفسه في جوف غرفة حجرية سرية رتبت بشكل جيد وكانت مضاء بفانوس يلقي بضوئه الخافت فوق طاولة خشبية وبجانبها يقف مقاتلون بملامح حادة مدججين بالسلاح. أجلسوا المتهم على كرسي أمام المحقق كان الرحال يشعر بعطش طلب جرعة ماء، أشار المحقق الى أحد المقاتلين أن يج ......
#مكابدات
#الرحّال
#الجزء
#السادس

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678270
سعد محمد موسى : مكابدات الرحّال ظ
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى الخيبةتطلع المحقق الى وجه المتهم وأخبره أن يعلن عن إسمه الحقيقي وعن أسباب مجيئه وما قصة الهوية الصحفية والاجازة العسكرية !!؟؟كانت أسئلة كثيرة بحوزة ضابط التحقيق وجهها الى الرحّال!!إستمع المحقق الى أجوبة المتهم والتي لم يقتنع بها ولسوء حظ الرحّال الذي قدم اعذار واهية وقد أبدى المحقق تشككه وإرتيابه من قصة المتهم. ثم أمر المقاتلين أن يأخذوه الى المعتقل إقتادوا الرحّال من غرفة النحقيق وزجوا به داخل قاعة مشيدة من الصخور كان إتساعها بحدود العشرة أمتار طولاً وسبعة أمتار عرضاً وتحتوي في الزاوية على مرحاض وبجانبه برميل ماء كبير صدأً. وكان السجن يضم تسعة معتقلين وبمجيء الرحّال بات عددهم عشرة محتجزين، مغيبيّن لا تعلم بهم أيّ منظمة دولية أو جهة رسمية.رمى أحد المقاتلين بطانية الى الرحّال مع رغيف خبز وقطعة بطاطا مسلوقة ثم أغلق مزلاج بوابة السجن بإحكام من الخارج. حدق المعتقلين بالضيف الجديد ورحبوا بوجوده وسطهم ثم أجال الرحال بنظرات تشوبها القلق والخوف نحو جدران المعتقل والى السجناء الذين باتت على وجوههم آثار المرض والشحوب بأجسادهم النحيلة والمتعبة.أعطى أحد السجناء أسمال بالية أضافية الى الرحّال كي يفترش بها أرضية السجن المرصوص بالأحجار والقرميد البارد.ثم نظر المعتقل الثاني الى الرحال وألقى له وسادة،.هذه وسادة صديقي الذي توفى قبل أسبوعين هنا في السجن وهو يشير بيده المرتجفة نحو أحدى زوايا القاعة التي كان يشغلها المتوفيّ ، يمكنك استعمالها لم يعد صاحبها بحاجة اليها: أخبره السجين. أومأ الرحّال برأسه شاكراً السجينيّن.كانت قاعة الاحتجاز مغلقة الإ من كوّة صغيرة قرب السقف، أما الطعام فكان شحيحاً يقدم مرة واحدة في اليوم مكونة من شوربة العدس مع البطاطا المسلوقة والخبز اليابس وأحياناً الرز.-كيف مات صديقك: تساءل الرحّال مات بمرض الالتهاب الرئوي وسوء التغذية وقبله أيضاً قي الشتاء الماضي مات معتقليّن بنفس الأسباب!!- منذ متى وانت محتجز هنا: همس الرحال بصوت متقطع!!- أنا معتقل منذ سنة وثلاثة أشهر وقبلها كنت في معتقل أخر!! لم ينم الرحال في تلك الليلة ولم يستوعب القدر الاحمق الذي قاده الى معتقل وسط الجبال لا سيما أن حراس السجن والانصار يفترض أن يكونوا من رفاقه اليساريين الذين يشاطرونه المعارضة لنظام الطاغية لكنهم تجاهلوا تصديقه وحتى انه عرف فيما بعد أن هنالك مقاتلين أنصار شيوعيين من الجنوب لكنهم تجنبوا الاستماع اليه والى مظلوميته!!لم يعرف الرحال متى سيبدأ التحقيق مرة أخرى كي يوضح الحقيقة ويطلب الاتصال بكاكه حمه !!عرف الرحال من المحتجزين أن سكان القرى الكردية المتاخمة الى مقرات المقاتلين عادةً ما يزودون المقاتلين بالمؤون والطعام.بعض المعتقلون كانوا جنود عراقيين مساكين القيّ القبض عليهم أثناء نزولهم باجازاتهم الدورية الى مدنهم من وحداتهم العسكرية .كان المقاتلون يستخدمون المعتقلين أيضا في أعمال خدمية مثل نقل المياه الثقيلة من المراحيض وحملها بجرادل فوق ظهور البغال الى مكبات القمامة نحو الوديان ثم الصعود مرة أخرى الى المعسكر.وكذلك جلب المياه العذبة للشرب والاغتسال من عيون الجبال في براميل معدنية أو بلاستيكية وكذلك يقومون بأعمال البناء والتنظيف وقطع الاخشاب للتدفئة والطبخ وتحضير الشاي والقهوة تحت مراقبة المقاتلين.كان الرحّال وبقية المعتقلين يسمعون أحياناً بعض المناوشات البعيدة والقتال ما بين المقاتلين الاكراد وقوات الجيش العراقي وأحيانا يسمعون أزيز الطائرات الحربية وهي تخترق السماء.لك ......
#مكابدات
#الرحّال

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679065
سعد محمد موسى : مكابدات الرحّال الجزء السابع
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى الخيبةتطلع المحقق الى وجه المتهم وأخبره أن يعلن عن إسمه الحقيقي وعن أسباب مجيئه وما قصة الهوية الصحفية والاجازة العسكرية !!؟؟كانت أسئلة كثيرة بحوزة ضابط التحقيق وجهها الى الرحّال!!إستمع المحقق الى أجوبة المتهم والتي لم يقتنع بها ولسوء حظ الرحّال الذي قدم اعذار واهية وقد أبدى المحقق تشككه وإرتيابه من قصة المتهم. ثم أمر المقاتلين أن يأخذوه الى المعتقل إقتادوا الرحّال من غرفة النحقيق وزجوا به داخل قاعة مشيدة من الصخور كان إتساعها بحدود العشرة أمتار طولاً وسبعة أمتار عرضاً وتحتوي في الزاوية على مرحاض وبجانبه برميل ماء كبير صدأً. وكان السجن يضم تسعة معتقلين وبمجيء الرحّال بات عددهم عشرة محتجزين، مغيبيّن لا تعلم بهم أيّ منظمة دولية أو جهة رسمية.رمى أحد المقاتلين بطانية الى الرحّال مع رغيف خبز وقطعة بطاطا مسلوقة ثم أغلق مزلاج بوابة السجن بإحكام من الخارج. حدق المعتقلين بالضيف الجديد ورحبوا بوجوده وسطهم ثم أجال الرحال بنظرات تشوبها القلق والخوف نحو جدران المعتقل والى السجناء الذين باتت على وجوههم آثار المرض والشحوب بأجسادهم النحيلة والمتعبة.أعطى أحد السجناء أسمال بالية أضافية الى الرحّال كي يفترش بها أرضية السجن المرصوص بالأحجار والقرميد البارد.ثم نظر المعتقل الثاني الى الرحال وألقى له وسادة،.هذه وسادة صديقي الذي توفى قبل أسبوعين هنا في السجن وهو يشير بيده المرتجفة نحو أحدى زوايا القاعة التي كان يشغلها المتوفيّ ، يمكنك استعمالها لم يعد صاحبها بحاجة اليها: أخبره السجين. أومأ الرحّال برأسه شاكراً السجينيّن.كانت قاعة الاحتجاز مغلقة الإ من كوّة صغيرة قرب السقف، أما الطعام فكان شحيحاً يقدم مرة واحدة في اليوم مكونة من شوربة العدس مع البطاطا المسلوقة والخبز اليابس وأحياناً الرز.-كيف مات صديقك: تساءل الرحّال مات بمرض الالتهاب الرئوي وسوء التغذية وقبله أيضاً قي الشتاء الماضي مات معتقليّن بنفس الأسباب!!- منذ متى وانت محتجز هنا: همس الرحال بصوت متقطع!!- أنا معتقل منذ سنة وثلاثة أشهر وقبلها كنت في معتقل أخر!! لم ينم الرحال في تلك الليلة ولم يستوعب القدر الاحمق الذي قاده الى معتقل وسط الجبال لا سيما أن حراس السجن والانصار يفترض أن يكونوا من رفاقه اليساريين الذين يشاطرونه المعارضة لنظام الطاغية لكنهم تجاهلوا تصديقه وحتى انه عرف فيما بعد أن هنالك مقاتلين أنصار شيوعيين من الجنوب لكنهم تجنبوا الاستماع اليه والى مظلوميته!!لم يعرف الرحال متى سيبدأ التحقيق مرة أخرى كي يوضح الحقيقة ويطلب الاتصال بكاكه حمه !!عرف الرحال من المحتجزين أن سكان القرى الكردية المتاخمة الى مقرات المقاتلين عادةً ما يزودون المقاتلين بالمؤون والطعام.بعض المعتقلون كانوا جنود عراقيين مساكين القيّ القبض عليهم أثناء نزولهم باجازاتهم الدورية الى مدنهم من وحداتهم العسكرية .كان المقاتلون يستخدمون المعتقلين أيضا في أعمال خدمية مثل نقل المياه الثقيلة من المراحيض وحملها بجرادل فوق ظهور البغال الى مكبات القمامة نحو الوديان ثم الصعود مرة أخرى الى المعسكر.وكذلك جلب المياه العذبة للشرب والاغتسال من عيون الجبال في براميل معدنية أو بلاستيكية وكذلك يقومون بأعمال البناء والتنظيف وقطع الاخشاب للتدفئة والطبخ وتحضير الشاي والقهوة تحت مراقبة المقاتلين.كان الرحّال وبقية المعتقلين يسمعون أحياناً بعض المناوشات البعيدة والقتال ما بين المقاتلين الاكراد وقوات الجيش العراقي وأحيانا يسمعون أزيز الطائرات الحربية وهي تخترق السماء.لك ......
#مكابدات
#الرحّال
#الجزء
#السابع

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679064
سعد محمد موسى : مكابدات الرحال الفصل الثامن
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى الحرية المعاقة في المساء الأخير من محنة الاعتقال استدعى المحقق السجين بدر الرحّال وأخبره بأنه نال حريته منذ هذه اللحظة وفي الصباح بوسعه أن يغادر السجن وكان المحقق يظن بأن السجين سيشكره على بشرى خبر نيله الحرية، بينما الرحال كان منحنيّ الظهر ويبدو وكأن الشيخوخة داهمته مبكراً بعد أن فقد بعض من أسنانه وهو لم يزل في بداية العقد الثالث من عمره وحفرت التجاعيد أخاديدها فوق تضاريس وجهه المتعب الذي رسم تاريخ العذابات. كذلك هنالك بشرى سارة لجميع السجناء سيطلق سراحهم غداً والذي يصادف الرابع عشر من آذار بمناسبة ميلاد "الملا مصطفى البرزاني" : صرح المحقق متباهياً !! نظر الرحال بوجه المحقق بينما في أعماقه كانت يغليّ بركان من الغضب والقهر يشبه شعوره الاول حين بصق على بندقية الكلاشنكوف قبل أن يغادر سواتر الحرب. لم يتمالك الرحال أعصابه حين صرخ بوجه المحقق: أنا تعرضت للظلم والاهانة هنا لن أغفر لكم أبداً!! أطرق المحقق بنظره الى الأرض وقدم اعتذاره للرحال وأخبره: بانهم لم يتأكدوا من صدق أقواله إلا قبل يومين فقط بعد البحث والتقصيّ وتزكية بعض الرفاق الذين أشادوا ببراءتك كنت أتمنى لو وصلنا هذا التقرير في بداية اعتقالك لكن لسوء الحظ وللاسف جاء التقرير متأخراً.كان الرحال بوجهه الشاحب وجسده العليل يجلس على كرسي خشبي مقابل المحقق وكان لوقع الكلام والاعتذار المتأخر وجعاً أضافياً يعذب روحه بعد أن أدرك مدى القهر والظلم الذي ناله طيلة فترة الاحتجاز الجائر لمدة سنة ونصف.- نظر المحقق الى الرحال وأخبره "بوسعنا مساعدتك لإكمال رحلتك في أيّ وقت ترتأيه والدليل الذي سيساعدك بتجاوز الحدود التركية بأمان تحت طلبك وكذلك ممكن أن نوصي لك برفاق يستضيفوك في اسطنبول أيضاً ويبقى الخيار لك"ثم سحب المحقق من جرار الطاولة وأخرج ظرف وقام من كرسيه ليسلمهما الى الرحال : هذا الظرف يحتوي على دولاراتك التي حفظناها لك!! بعد صمت وتفكير أخبر الرحال المحقق بصوت محبط وهو يكاد أن ينفجر بالبكاء بنيّته وبقراره الاخير أن يسلم نفسه الى أقرب رابية عسكرية عراقية نادماً ربما مغامرة أخرى لتجاوز الحدود سيموت بها سيقتله المرض والقهر دون تحقيق مبتغاه لاسيما انه يعاني من مرض ذات الرئة التي تحتاج الى علاج.لكن الرحال طلب من المحقق أن يساعدوه في دفن جثة صديقه السالمي التي أودعها في كهف وأن تدفن في مكان آمن حتى اذا تغيرت الاحوال يوماً ما يتسنى الى أهله نقل رفاته.إرتسمت على وجه المحقق معالم الحزن ثم أومئ برأسه موافقاً على طلب الرحال. في اليوم الأخر أمر المحقق أن تذهب مجموعة من المقاتلين لتأمين الطريق أولاً ولضمان خلوه من الكمائن وبعد أن تأكدوا من سلامة الطريق إطمئن المحقق وأرسل مع الرحال بضعة رجال مسلحين ومعهم المعاول والفؤوس لحفر قبر لجثة السالمي.ركب الرحال بغله وهو يكابر الوهن والمرض مع نوبات السعال التي تنتابه، وانطلقت الرحلة نحو الطريق الذي يؤدي الى نقطة الاستدلال والى لحد رفيقه الجبلي. أضاع الرحال في البدء الطريق الى الكهف مرتين وكان المقاتلين صبورين في البحث عن القبر حتى وصولهم في الأخير الى مكان الكهف. أشار الرحال نحو الاحجار التي كانت تغطي فتحة الكهف ثم تقدم وأزاح الاحجار بعد ذلك تقدم رجلان من المجموعة وسحبا الجثة خارج الكهف وقمطا الجثة ببطانية ثم حملاها فوق نقالة ونزلا الى الوادي ثم اختاروا مكان للقبر تحت شجرة جوز ضخمة. تقدم الرحال مكلوماً نحو جثة صديقة قبل دفنها وانفجر بالبكاء بمرارةٍ حتى سمعت نواحه الجنوبي كل جبال كردستان وكأنه كان ينعيّ نيابةً ......
#مكابدات
#الرحال
#الفصل
#الثامن

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680438
سعد محمد موسى : مكابدات الرحّال الجزء التاسع
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى القطار النازل والقمرغادر الرحال سجن "أبو غريب" بعد أن ودع رفاقه السجناء ثم إرتأى أن يقضي بضعة أيام في أحدى فنادق "شارع الرشيد" تسكع خلال تلك الايام ما بين أرصفة الذاكرة وما بين الازقة والحانات وارتياد مقاهي : أبو سعد وحسن عجمي وأم كلثوم والرصافي، ثم أخذته خطاه الى رائحة الكتب القديمة بين مكتبات شارع المتنبي. حاول الرحال أن يتصالح مع الحياة الجديدة رغم إن جراح الخيبات ما زالت تنزف في ثنايا روحه. وحاول أن لا يكترث الى هاجس إن رجال الامن يتعقبون تحركاته ولقاءاته بعد خروجه من السجن وهو يضحك في أعماقه وكان بوده أن يخبرهم بانه لم يعد هنالك سبباً أو توجساً مريباً في حياته ممكن أن يسبب ازعاجا للسلطة. في اليوم الاخير إستقل الرحال سيارة أجرة من الفندق قاصداً "محطة القطار المركزية" وحجز تذكرة سفر بالقطار النازل من بغداد الى البصرة. أغلقت بوابات المقصورات وزعقت صافرة القطار وزحف القطار فوق السكة الحديدية وئيداً قاطعاً جانب الكرخ. تأمل الرحّال من وراء زجاج النافذة معالم بغداد أثناء الغروب وحاول أن يتذكر أخر رحلة له بالقطار من العاصمة الى البصرة ثم ارتحلت ذاكرته بعيداً نحو ضفاف الطفولة الى محطة "المعقل" حيث كان يلتقي مع رفاقه للعب هناك في المحطة وهم يلوحون للقطار النازل وللركاب لدى وصولهم الى رصيف المحطة، أو حين يودعون ويركضون مع القطار الصاعد الى بغداد وهم يقلدون حركة القطار ويزعقون بينما الركاب يضحكون ويلوحون لهم من وراء النوافذ.تأمل الرحال القمر وهو يعدو مع رحلة القطار الطويلة جنوباً. كان للقمر تأثيرا يستفز ذاكرته فعلاقته مع القمر وأساطيره بدأت منذ الحكاية الاولى أو ترنيمة أمه عن سر وجود صورة الارنب في جوف القمر!!كان القمر يدهش الرحال بسطوته في السماء لا سيما حين تكتمل استدارته ويترآى بدراً ساطعاً بضوئه البهيّ فيتأمله بفضول وبخشوع من فوق سطح دارهم في ليالي الصيف، وهو لا ينفك عن تساؤلاته مع أمه في فضاءات الطفولة عن لغز صورة الارنب في وجه القمر ، فتحتضنه الأم وترقده بحضنها وتمسد على رأسه ثم تبوح له عن قصة الارنب وسر صورته في القمر!!فتهمس في روحه حكاية الليل بينما بدر يقاوم النعاس: يا صغيري العزيز كان هنالك أرنب في قديم الزمان إستدان ذات يوم "عانة" من "ابليس" واتفقا معاً على يوم محدد لاسترجاع الدين لكن حينما جاء موعد التسديد ولم يكن حينها بمقدور الارنب أن يفيّ بوعده ويسدد دينه، فغضب عندها ابليس من الارنب. إنهزم الارنب مذعوراً وهو يتقافز ما بين الاحراش والبساتين والبراري أما ابليس فكان يتوعده بالقاء القبض عليه ومعاقبته أينما يكون!! وأثناء هزيمة الارنب المفزوع كان يتوسل ويستجير مع كل ما يصادفه في الدرب . توسل حينها الى النخلة كي تخبئه بين سعفها أو أعذاق أرطابها ومن النهر أن يعطيه قارب أو يخفيه بين ضفتيه ، ومن الطائر أن يمنحه أجنحة أو يخبئه في عشه ، ومن الجبل أن يخفيه في كهوفه أو الصحراء المترامية في رمالها وتوسل حتى للانسان بجبروته أن يحميه من غضب ابليس لكنه خشي من عقابه.بعد أن رفض الجميع حماية الارنب خوفاً من بطش الشيطان وبعد أن أضناه التعب وحلّ المساء وأوشك أن يستسلم الى مصيره إشرأب بعنقه نحو القمر متوسلاً في أخر محاولة أن يأويه من لعنة ابليس!! فشفق القمر على الارنب المسكين ودعاه أن يقفز بسرعة اليه!! حينها عرف بدر الرحال بعد أن أنهت أمه الحكاية لِم بقيت صورة الارنب الازلية توشم وجه القمر. وضع الرحال رأسه على زجاج النافذة وقد تمالكه شعور غريب من الحزن والشوق والفرح الممزوج بالخذ ......
#مكابدات
#الرحّال
#الجزء
#التاسع

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681169
سعد محمد موسى : مكابدات الرحّال الجزء العاشر
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى الهدنة القصيرةتغيرت أفكار الرحال ومواقفه كثيراً بعد الرحلة القاسية وخروجه من السجن. فلم تعد الافكار الرومانسية التي تأثر بها سابقاً قريبة من قناعاته اليوم حول تغير العالم ولم يعد الشعر والفن قادران على وقف بشاعة الحروب في مجتمعات تسحقها العجلة العسكرية ورعب همجية السلطة وما بين استبداد التحريم والمنع لحرية الجمال والابداع وكم الافواه ووأد أي حلم جميل ممكن أن يزعج القبح والشر، وكذلك تعززت واقعيته حين أدرك بان ليس كل مغامرة يمكنها أن تحقق الحرية والمبتغى.هادّن الرحال الواقع المتناقض وهو يحاول ترتيب هزائمه وخيباته متصالحاً مع الحياة ساعياً أن يعيش حياة رجل عادي وواقعي. بعد شهر من رجوعه الى مدينته البصرة تزوج الرحّال من إمراءة بسيطة هادئة الطباع، كان جّل إهتمامها لا يتجاوز المطبخ ورغبة في تكوين أسرة!! لكن الرحال أخبر الفتاة قبل الزواج أن موضوع انجاب الاطفال يبقى مشروع مؤجل حالياً حتى نهاية الحرب إذا قُدر له أن ينجو من الموت. كذلك فضل العريس أن تقوم مراسيم الزفاف دون ضجة وقد حضرها أهل العروس وبعض من أصدقائه أضافة الى أخته الوحيدة المتزوجة في قضاء أبو الخصيب، وقد تم الزواج في الدار البسيطة الواقعة في قرية "نهر خوز" التي توارثها مع أخته بعد وفاة الوالدين. كانت الزوجة تستوعب صمت الرحّال وقلة كلامه وغرائبية سلوكه أحياناً وتمنحه الحرية في عزلته دون إرباك تأملاته في غرفته التي تحتوي على مكتبة رفدها بالكثير من الكتب المتنوعة بيما كانت الجدران تزينها بضعة لوحات معلقة لكن تبقى إحدى اللوحات القريبه من روحه هي التي أهداها صديقه الرسام الراحل السالمي اليه أثناء دراسته الفن، فكان الرحّال كثيراً ما يتأملها بعد أن يشعل سيجارته ويعوم في فضاءها وفي ملامح الوجوه التعبيرية المشحونة بمشاعر الترقب والحزن والصراخ المكبوت من وراء نافذة، بينما يترآى هنالك ثمة ضوء ينعكس على النافذة وعلى الوجوه ربما أراد بها الفنان أن يمنح دلالة الامل وسط عتمة الليل للوجوه المحاصرة من وراء النافذة. قضى الرحال شهرين هادئيّن في بيت الزوجية ومع الحياة الجديد، وبعد نهاية أجازته التي منحت لمدة ثلاثة أشهر بعد خروجه من سجن ابو غريب. كان يحتم عليه بعدها أن يلتحق مجدداً الى وحدته العسكرية القديمة، التي إنتقلت من القاطع الشمالي الى القاطع الجنوبي في البصرة.في نهاية عام 1987 عاش الجندي الرحّال ويلاّت الحرب الرهيبة مرة أخرى بعد عودته للجبهة. بعدها جاء أمر التحاق الوحدة العسكرية التي يخدم بها الرحّال للمشاركة في معركة "الفاو" الرهيبة والتي كانت تعد من أعنف المعارك التي حصلت في العصر الحديث منذ نهاية الحرب العالمية الثانية لتحرير شبه جزيرة الفاو بعد أن أحتلها الجيش الايراني لمدة سنتين. كان الرحال يخدم كجندي مشاة حمل بندقية الكلاشنكوف التي بصق عليها قبل هروبه في القاطع الشمالي وقد شاهد وعاش جحيم إبادة قتل جماعي من الطرفين لا تستوعبها منظومة العقل البشري.فكانت المذابح المرعبة تدور رحاها بينما الجثث المثقبة بالرصاص والاشلاء الممزقة تزدحم فوق أرض المعركة. ودويّ المدافع والراجمات وغارات الطائرات التي لاينفك صداها عن التوقف. بينما كانت رمال المعارك العطشى تمتد بكل شراستها دون أن ترتويّ من امتصاص الدماء. بعد تحرير الفاو ببضعة أشهر انتهت لعبة حرب الثماني سنوات في الثامن من شهر آب عام 1988، دون ان ينتصر بها أحد باستثناء تجار الحروب والأسلحة والسماسرة وأوغاد الفتن والطائفية.كانت حرب عبثية حمقاء خلفت أكثر من مليون قتيل من الطرفين المتنا ......
#مكابدات
#الرحّال
#الجزء
#العاشر

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681622
سعد محمد موسى : مكابدات الرحّال الجزء الحادي عشر
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى كبرياء النخيل برح الرحّال شط العرب قاصداً داره وقاطعاً بساتين "أبي الخصيب" وأشجار البمبر والحناء والسدر ثم توقف أمام النخلة الجريحة في بستان الأب "مرزوق" وتأملها بخشوعٍ متذكراً قصة تلك النخلة المكابرة من ضحايا حرب الثمان سنوات حين أبيدت اثناء المجازر الجماعية مئات الالوف من النخيل وجرفت الكثير من البساتين وماتت الكثير من الأشجار بعد أن هجرها المزارعين قسراً.ولم يعد بعدها ذلك العراق الذي كان يسمى بلد "السواد" بكثافة أشجاره ووطن الثلاثين مليون نخلة حين كان عامراً بالخيرات وفردوساً لبساتين الأشجار المباركة. فكان النخيل في إبادته ضحية حاله كحال البشر الأبرياء الذين يقتلون بسبب الحروب الهوجاء.لنخلة الأب "مرزوق" حكاية موجعة يتذكرها بدر الرحّال بمرارةٍ وما زال في فضاء ذاكرته أيضاً صدى لصدح البلابل في بستان مرزوق وهي ترتل صلواتها في كل فجر بينما الشمس لَمْ تزل تتثاءب فوق سرير الشفق السماويّ.فينهض معها المزارع مرزوق متفقداً بستانه الصغير الذي يضم بضعة شجيرات من السدر ومثيلاتها من النخل أيضاً.وللفلاح كانت هنالك نخلة يهتم بها ويشفق عليها أكثر من بقية الاشجار فأسماها بعد المصاب "شجرة الطيب"!! وعادة ما كان الأب مرزوق يذكر حكاية تلك النخلة الى أبنائهِ بحسرةٍ وبقلبٍ موجوع عن ذلك اليوم المشؤوم الذي سقطت فيه قذيفة أثناء الحرب في البستان قرب جذع نخلة "الشويثي" فمزقت شظايا القذيفة جسد الأم التي كانت تقيم صلاةِ الظهيرة، فانهار جسدها مضرجاً بضوء الشمس، فتهاوت الأمومة مع تداعيات النخلة الجريحة أيضاً حين كُسر جذعها لكن أغصان شجرة السدر الضخمة والقريبة حملتها فاتكأت عليها. بقيّت النخلة بعد كل هذه السنين مرتمية في حضن شجرة النبق وهي لم تزل تثمر بأرطابها في كل موسم مثل أم لا تنسى رسالتها العظيمة بإطعام أطفالها.كان مرزوق وعائلته يرتزقون من ثمار النبق التي تنضج ثمارها في كل ربيع فيقطفوها ويملؤوا بها سلال الخوص ثم يحملوها فوق رؤوسهم مسترزقين من المحصول فوق دكات أسواق الخضار في "العشار" زرع الاب المزارع في نفوس أولاده الحب والخير والتسامح مثلما زرع فسائل النخل في تربة بستانه وعلمهم كيف يورقوا وأن ينموا مثل الأشجار بعطاءها وشموخها التي تتحدى فؤوس الحطابين وتجار الاخشاب وأوصاهم بالتبرك باشجار السدر المقدسة وأن يسكبوا ماء الورد حول جذوع الأشجار بعد سقيهم إياها بالماءِ.وذات ليلة حين شعر الأب بقرب رحيله من البستان ومن أولاده ، أخذ يرتل بأخر وصاياه الى صغاره وهو على فراش المرض - "يا أولادي وصيتي اليكم أن تعتنوا بأشجار السدر والنخيل فهي ستكون معيلكم وأبيكم من بعدي إنها رزقكم فلا تفرطوا بأشجار الخير وكونوا دائماً أبناء الشجرة فهي وطنكم وكرامتكم.نظر الأب الى وجوه أيتامه الثلاث ثم أشار بيده نحو نخلة الطيب وحشرج بأخر أنفاسه وتمتم : وداعاً يا صغاري!!تقرب الرحال من أعذاق نخلة الطيب المباركة المتدلية أرطابها بعد أن فَزّت "زرازير" البستان التي كانت تنقر بحبات التمر وطارت نحو شجرة النبق. فمد الرحال كفه وقطع عنقوداً متدلياً من عرجون النخلة كان يتدلى منه رطب الشويثي الذي أينع في شهر آب اللّهاب والذي يسمى بشهر "طباخات الرطب" في موسم خصوبة تموز وعشتار.إستمع الرحال كصوفيّ هام به الوجد والتوحد الى غناء البلابل في حضرة بستان مرزوق وهي ترتل: كل الانبياء كانوا ذكوراإلاَّ النخلة وحدها هي نبيّ أنثى ومن دون الأشجار للنخلة قلباً أبيضا ناصعاً "الجمار"وليس لكل الأشجار رموشاً تتكحل بالشفق الأخضر وتتماوج متراقصةً على ......
#مكابدات
#الرحّال
#الجزء
#الحادي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682627
سعد محمد موسى : مكابدات الرحّال الجزء الثاني عشر
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى العودة الى الدارعرج الرحال الى داره بينما زوجته "فرات" كانت في إنتظاره منهمكة بتزيّن الدار وإشعال الشموع وتبخير غرفتها بأعواد الصندل والمسك، وترتيب سرير العرس الذي كانت تنام عليه ليال طوال وحيدة بعد مغادرة زوجها في نهاية كل إجازة قصيرة. ثم يلتحق بعدها الرحال الى جبهة الحرب، فتبقى مكابداتها وانتظارها تلازمانها حتى عودة زوجها الذي تأخذه الاقدار مرة أو ترجعه للدار مرةً أخرى. وكأن أدعيتها ونذورها أثناء غيابه هو تحايل وتمويه لطرد الشر ومداهمات الموت "عزرائيل" التي كانت تشبه مداهمات الفرق الحزبية والأمنية لحرمات بيوت العراقيين.لا تنفك فرات التقرب والخشوع الى أصحاب الكرامات والائمة أن يحفظ الرحال ويرجعه سالماً من الحرب، حتى تطأ خطواته عتبة الدار فتهرع الى فتح الباب وهي تطلق الهلاهل الممزوجة مع دموع الفرح التي تذرفها إحتفاءاً بعودة وسلامة زوجها!!وكانت في كل الليالي التي يغيب بها الرحال قسراً حين يكون محاصراً ما بين مداهمة الموت أو التشبث بالنجاة وهي تغرق وسادتها بالدموع وابتهالات الانتظار متحسسة الفراغ وغياب الجسد الذي ما زالت رائحته عالقة في ثنايا الغرفة والوسادة التي تثير بها لهفة الاشتياق والحنين.فتشعر أن قلبها بات مبخرة درويش تحرق به تعاويذ "الحرمل" ومراد الامنيات. جلس الرحال فوق الاريكة وفي أحضانه فرات وهو يهمس في روحها تراتيل العشق وأحلام المستقبل فهاج بهما الشوق وانعتاق الشهوة من شرنقة الجسد فتجرأت وأخذت بيده غنجاً وهي ترتدي فستان نومها الحريري الاحمر الذي يظهر مفاتن جسدها القمحي بتفاصيله الجنوبية فتسلقا السلالم صعوداً الى سطح الدار ودخلا تحت "الكلّة" المنصوبة تحت قبة السماء وما بين سكينة البساتين الغافية في أحضان الليل التي تقطعها بين الحين والأخر نقيق الضفادع أو نباح الكلاب في القرى البعيدة. شعر الجندي العائد بتصالح مع جسده ومع الارض في هذة الليلة الإستثنائية المفتونة بضوء الاشتهاءات وهي تغتسل بشبقِ قمر آب الذي فتَقَ الشهوات المؤجلة. أتقدت حرائق الرغبة في ثنايا الاجساد التي هام بها سعير الانتظارات الطويلة فتلاحمت في عناق غاب عنهما الزمان والمكان، بينما فضول القمر الذي كان يتلصص على الكلّة التي يهزها الجماع.ثم نامت الزوجة سعيدة مطمئنة في أحضان زوجها وهي تأمل أن لا يغادرها الى الحرب والاقدار المجهولة مرة أخرى. بعد سنوات من تأريخ القلق ورعب الموت ومصادرة الفرح والاحلام ومغامرات الهروب الفاشلة والسجون والمطاردات تنفس الرحال أخيراً الصعداء بعيداً عن أدران الحرب ونزيف الدماء واستغاثات الجنود وهلع المعارك في الحجابات الامامية والارض الحرام المواجهة للعدو مباشرة. لم يتسنى للرحال النوم بعد ممارسة الحب مع زوجته حتى الهزيع الأخير من الليل بقيّ مستلقياً على ظهره وهو يراقب وسن النجوم ويشعر بحنين لصفاء السماء التي افتقدها طيلة سنوات الحرب ومصائر الاقدار .وعلى حين غرة داهم الرحال نوبة قلق وشعور غريب بان الحرب لم تنتهي بعد وحدس بانها كانت مجرد هدنة أو إجازة أطول من المعتاد حتى تبدأ حرب أخرى ومع عدو آخر!! لا سيما أن طاغية العراق الذي ابتلى به الوطن هذا السفاح المصاب بداء العظمة كان يغار من زعماء وقادة حروب بينما هو يسعى أن يكون مثلهم أولئك ألذين اشتهروا بمعارك خلدتها انتصاراتهم عبر التأريخ: مثل الملك البابلي "نبوخذ نصر أو صلاح الدين الايوبي أو ستالين" لكن خسارات الطاغية جعلت منه مسعوراً وأكثر قسوة مع شعبه. وللديكتاتور أيضا كان الكثير من العبيد والخانعين وهم على استعداد أن يتحولوا الى وقود طيع قابل ل ......
#مكابدات
#الرحّال
#الجزء
#الثاني

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=683087
سعد محمد موسى : مكابدات الرحال الجزء الثالث عشر
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى حرب الخليج الثانيةفي صبيحة الثاني من آب المشؤوم عام 1990 فزعت فرات مصدومة أثناء سماعها بيان رقم واحد من صوت المذيع عبر شاشة التلفزيون وإذاعة بغداد فانهارت قواها وسقط الصحن من يدها فوق بلاط المطبخ متشظياً أثناء غسلها الصحون تحت صنبور الماء، بدر لقد حلت اللعنة... الجيش العراقي احتل الكويت: صرخت فرات!!انتفض الرحال من سريره وهو يستمع الى الاخبار لقد صدم العالم برمته على أهم خبر ساخن ومثير للصحافة والاعلام العالمي، لقد تحقق حدس الرحال حين كان يتمالكه احساس بان هنالك ثمة كارثة وحرب أخرى ستحل بعد نهاية الحرب العراقية الايرانية وأن تلك النهاية كانت مجرد هدنة أطول واسترداد للانفاس لغرض بدء حرب ثانية.أشعل بدر سيجارته مرتبكاً وأدار زر الراديو باحثاً عن الاذاعة البريطانية "البي بي سي" التي إعتاد أن يسمعها سراً أثناء الحرب لا سيما أن النظام لا يريد من مواطنيه أن يستمعوا الى الحقائق من الاذاعات العالمية!! بعد تعنت النظام العراقي على عدم الانسحاب من الكويت وعدم تمكن الوساطات الدولية والمساعي الحميدة لايقاف نذير حرب كارثية. بدأت أمريكا وبريطانيا تجيش قواتها العسكرية مع دعوة الى أكثر من أربعين دولة أخرى للانضمام لقوات التحالف الدولي لاخراج القوات العراقية من الكويت بقيادة الولايات المتحدة الامريكية والقيام بحرب شمولية أطلق عليها "عاصفة الصحراء"...كان يتحتم على الرحال الالتحاق الى وحدته العسكرية المتجحفلة في جزيرة "بوبيان" في الكويت وخلال ثمان وأربعين ساعة. كان أخر لقاء لي مع الرحال في بغداد قبل تخرجي من أكاديمية الفنون الجميلة قبل احتلال الكويت ببضعة شهور في المعهد البريطاني في منطقة "الوزيرية" بعد أن قضينا وقتاً طيباً في بغداد ما بين شارع المتنبي وحضور معارض للفنون التشكيلية وسهرات في حانات أبي نؤاس. بعد تخرجي من أكاديمية الفنون الجميلة تم تسويقي الى الخدمة الالزامية العسكرية ومن خلال مديرية التجنيد العامة تم إرسالي الى مركز تدريب السماوة بقيت اسبوعين هناك بعدها جاء أمر نقليّ الى معسكر النهروان في مدينة ديالى، لقد كان اسمي حينها من ضمن أسماء الجنود الذين يلتحقون الى معسكر "الغزلاني" كنت ممتعضاً من الاختيار القسري الذي قام به أحد الضباط وهو يشير الى فصائل الجنود ويوزعهم حسب مزاجه ولا يسمح باي اعتراض أو نقاش. كانت أيام قاسية وصعبة عشتها في معسكر الغزلاني ذلك المعسكر الذي كان يعد من أقسى معسكرات التدريب العسكري في العراق والشرق الاوسط على حد سواء.بدأ التدريب العسكري المكثف في ساحة العرضات بعد توزيعنا الى فصائل وكان من ضمن التدريبات في هذا المعسكر استخدام الذخيرة الحية.كان الجميع في المعسكر يلازمه الترقب والقلق من تهديدات قوات التحالف الدولي التي ستطلق ساعة الصفر في أي وقت لبدء المعركة. ...مازال صراخ الجندي يعيد في ذاكرتي صدى الصدمة والفجيعة عن مآسي ليلة السابع عشر من كانون الثاني لعام 1991 حين انتفض مرعوباً من نومه بعد ان أيقظ مضاجع الجنود من عنابر نومهم في قاعة المعسكر حين أختلط الكابوس بالحقيقة أثناء صراخه الهستيري: لقد ضربوا العراق .. لقد ضربوا العراق.. لقد ابتدأت الحرب!!كانت هجمة جوية عنيفة مباغة وأستمرت بعدها طلعات قوات التحالف التي لم تتوقف على مدار الساعة من شمال العراق حتى جنوبه وبمعدل الف طلعة يومياً وأستخدم سلاح الجو لا سيما الامريكي والبريطاني أحدث التقنيات المتطورة من قنابل وصواريخ من ترساناتهم العسكرية فوق رؤوس العراقيين سواء كانوا عسكريين أو مدنيين!! حفرنا الخناد ......
#مكابدات
#الرحال
#الجزء
#الثالث

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=683637
سعد محمد موسى : مكابدات الرحال الجزء الرابع عشر
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى إغتيال الجسر على مرمى من الموت وبصعوبة بالغة وصل باص "الريم" الى مرآب عجلات نقل المسافرين في النهضة.. فتراءت بغداد وكأنها روما المحترقة بعد أن أشعل نيرون المجنون حرائقه فيها. بات الفزع والخراب يجثم فوق العاصمة وكأنها مستوطنة أشباح، بينما طائرات التحالف ما زالت مستمرة بطلعاتها المتناوبة فوق سماء بغداد دون توقف ولو لساعة واحدة وهي تمطر بصواريخها "سكود وقنابل الطائرات العنقودية والذكية والفسفورية" وكل ما ملكت تقنياتهم الحربية من أسلحة فتك عملوا على اختبارها واستعراضها في سماء وأرض العراق.أرتأيت الذهاب الى منطقة "الكاظمية" ربما ستكون أكثر أماناً من خطر إستهداف طائرات التحالف. مكثت الليلة الاخيرة المثقلة بأحزان بغداد الجريحة في فندق شعبي كان زبائنه مجتمعين في صالة الاستقبال وهم يستمعون الى نشرات الاخبار عبر أجهزة المذياع بقلق وتوجس كبيرين. بينما كانت هنالك بضعة شموع في فناء الصالة موزعة وهي تضيء المكان بعد قطع التيار والتعتيم الليلي الاجباري الذي كانت تفرضه الحكومة على جميع مدن العراق، فكان ضياء الشموع الناعسة فوق آنية الماء الكبيرة التي تطفوا فوق سطحها طاسة نحاسية يتشاطرها زبائن الفندق لشرب الماء الشحيح.رغم الرحلة الطويلة والمضنية من الموصل الى بغداد، لكن لم يتسنى لي في تلك الليلة النوم بعد أن حاولت الاستلقاء فوق السرير بينما الانفجارات المتلاحقة لم تهدأ أبداً، ثم نزلت من السرير وفرشت البطانية فوق بلاط الغرفة البارد متجنباً النافذة خشية أن يتحطم زجاجها من شدة ارتجاجات القصف. بعد منتصف الليل شعرت بالبرد والجوع فنزلت سلالم الفندق باحثاً عما يسد رمقي ومكاناً يمنحني الدفء بالقرب من "صوبة علاء الدين"فوجدت بعض النزلاء ما زالوا يستمعون الى الاخبار بينما كان هنالك آخرون منهمكون بالنقاش وإبداء توقعاتهم حول نتائج الحرب وماذا سيحدث بعد حرب الحلفاء الجوية التي بانت سيطرتها على سماء المعركة بشكل واضح. ولج من باب الفندق بائع الفلافل مرتدياً دشداشة وملتحفاً معطفاً سميكاً وكان يبدو في العقد الخامس من عمره وهو يحمل صينية فوق رأسه مليئة بلفات الفلافل والبيض ممسكاً حافتها باحدى يديه وباليد الاخرى كان يحمل صينية يتوسطها ابريق شايّ وأقداح .وضع البائع الصينتيّن اللتيّن يحملهما فوق طاولة في زاوية الصالة. طلبت من البائع "صمونة" فلافل مغمسة "بالعمبة" مع قدح شاي، تناولت العشاء المتأخر في صالة الفندق مع الزبائن، ثم دخنت السجائر المتبقية في العلبة منتظراً طلوع الفجر.في الصباح الباكر غادرت بغداد المحترقة بعجلة أخرى وبمغامرة أخرى من محطة باصات النهضة حتى وصولي بإعجوبة الى مدينتي. كان حال مدينة الناصرية لا تحسد عليها أيضاً فقد نالت من القصف والدمار الكثير وأن كانت حصتها من القصف أقل مقارنة مع بغداد والبصرة والموصل. وصلت الدار منهكاً ثم خلدت للنوم بعد أن سمعت بعضاً من أخبار المدينة وما أصابها من نكبات.في اليوم الأخر غادرت الدار متفقداً المدينة والاصدقاء، ولكن سرعان ما انتابني حزن مشحون بالبكاء والغضب حين مررت بالسوق الشعبي "السيف" الذي غدرت به طائرة قادمة من تخوم الخليج حين نزلت بمستوى منخفض وفتحت النيران على المدنيين الذين كانوا في طابور لشراء الطحين والتسوق من سوق السيف فحصدت طائرة الحلفاء أرواح الناس الابرياء في مذبحة لم يسلم منها حتى حصان عربة كانت مركونة أمام متجر بيع الطحين فتهاوى الحصان مضرجاً بدمائه فوق رصيف السوق. وكذلك توجعت روحي أكثر حين شاهدت الجسور المدمرة في مدينة الناصرية ولكن كان أعمق الا ......
#مكابدات
#الرحال
#الجزء
#الرابع

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=684485
سعد محمد موسى : مكابدات الرحال الجزء الخامس عشر
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى طريق الموت بعد أن إتفقت وتجمعت قوى العالم لطرد الجيش العراقي من اجل إعادة النظام الأميري للكويت والاسراع بإطفاء النيران التي أشعلها الجيش المنسحب في آبار النفط وإيقاف هدر الذهب الاسود في الارض المحروقة.حلقت طائرات التحالف وهي تتعقب طوابير الجنود الذين نزلوا مرغميّن من على ظهور دباباتهم ومدرعاتهم وعجلاتهم وبعد أن فرض المنتصرون شروطهم وأمروهم بالانسحاب وأن يتخلوا حتى عن بنادقهم، فنزح الجنود نحو طريق الموت الممتد من "العبدلي وصفوان" الى مدينة البصرة. القت الطائرات حممها وجام غضبها فوق الجنود الحفاة المندحرين في العراء بعد أن تركوا بساطيلهم فوق رمال الفجيعة وما بين حطام فولاذ الدبابات المنصهرة. من ضمن المجاميع التائهة في الصحراء كان بدر الرحال هو الاخر يعاني من إصابة بذراعه الايسر وقد تلقى علاجا سريعا لوقف النزيف ثم ضمدت ذراعه لكن الشظية بقيت مخفية داخل لحم ذراعه، وهو يحاول السير بعناء منبطحاً تارةً بين كثبان الرمل متعثراً وما بين جثث القتلى المتناثرة حين تدنو الطائرات وتفتح النيران .. وتارةً أخرى ينهض حين يبتعد أزيزها وتبتلعها السحب الدخانية المنبعثة من آبار النفط، كي يكمل مسيرة الرعب المجهولة فوق طريق الموت.أرعبه مشهد كلاب متوحشة جائعة تنهش بجثة جندي، حاول الرحال أن يبعد الكلاب بصراخه الهستيري المكبوت ورمى بالحجارة نحو الكلاب التي لم تأبه ولم يخيفها شبح الجندي الجريح المهزوم ... ثم أنتابت الرحال مخاوف أن يكون فريسة للكلاب الجائعة، لا سيما اذا خارت قواه وتهاوى فوق الرمال.أن مغامرة التعلق بالبقاء حين يتأرجح الوجود بشعرة تترنح ما بين الحياة والفناء فينسى حينها الجندي المحاصر بنيران أسراب الطائرات الاحساس بالجوع والعطش، فيبقى جلّ همه وصراعه في الوصول إلى أمنية النجاة!! أما القادة المندحرون فلم يتجرأ أحدهم على إطلاق رصاصة الانتحار على صدغ رأسه.. لكنهم ذهبوا خائبين تحت خيمة "صفوان" يحملون معهم وثيقة مليئة بالخضوع والخنوع من أجل بقاء كرسي رئيسهم العراقي والاتفاق مع قادة التحالف المنتصرين والساخرين من أسهل معركة في التاريخ الحديث.لدى وصول الجنود الى "ساحة سعد" في مدينة البصرة وبعد أن فتكت بهم جراحات الهزيمة والاذلال، تجرأ أحد الجنود وأطلق وابل الرصاص من شاجور بندقية الكلاشنكوف يصحبها وابل من نزيف دموعه وهدير صراخه وشتائمه ضد جدارية صدام حسين التي كانت منتصبة في الساحة.. فتعالى الصراخ والهتافات بسقوط الرئيس وحزبه وتعاطف بقية الجنود والمدنيين أيضاً في الساحة فاشتعلت شرارة الانتفاضة في الاول من شهر آذار عام 1991 اقتحم حينها الثوار الغاضبون مواقع تخزين العتاد ومقرات الحزب الأوحد والدوائر الامنية والاستخبارات فسيطر الثوار على المدينة.وأثناء إندلاع الانتفاضة في البصرة كان الغليان يتفجر في "الناصرية" أيضاً سواء في الاهوار أو في المدينة وبقية الاقضية والنواحي.... يا وجعاً تفجر من نحيب أجمة قصب البردي ومن جرح نكأته شجون النايات ومن قهر أرصفة الجنوب. نجمة آذار خَبتْ كنيزكٍ تشظى في فضاء الفجيعة أو كفارس طعنت خاصرته برمح ، فخرَ صريعاً من صهوة سمائه فعانقته الأرض مخضباً بحنّاء الدم وتراتيل الشمس في رحم الضوء. آذار وشماً في الذاكرة والقلب وأيقونة في معبد الثورات وعنقاء تسموا فوق رمادها !!الحراب إفتضت بكارة َغيمة فتجشأت أحشاءها وإجهضَ جنينها آه يا أنتِ !!ياعشتار المصلوبة على جذع نخلة منسية في بستان الاقطاعي وهي تنتظر ظهور كلكامش حين يبعث من أمواج الفرات ل ......
#مكابدات
#الرحال
#الجزء
#الخامس

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=685293
سعد محمد موسى : مكابدات الرحال الجزء السادس عشر
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى الانتفاضة الشعبيةسيطر الثوار على أربعة عشر محافظة عراقية من بين مجموع ثمانية عشر مدينة كانت تشكل خارطة العراق لطيلة شهر آذار من عام 1991 كانت الهيمنة في بداية إندلاع الانتفاضة لصالح للثوار بعد أن هرب الكثير من أعضاء حزب البعث وضباط المخابرات والامن بينما القي القبض على البعض منهم وتمت تصفيته أثناء مداهمة مقرات حزب البعث والسجون السرية في معتقلات مديريات الامن والاستخبارات واطلاق سراح السجناء. في الايام الاولى كان هيجان الانتفاضة عفوي مثل بركان كانت تتشظى حممه بالثأر والانتقام.بعد سنوات من القمع ورعب الاستبداد كان العراقي حينها داخل أسوار الوطن وهو لم يثق حتى في جدران داره التي ربما تمتلك آذان خفية توشيّ بالحديث، وبات المرء يتوجس حتى من أحلامه خشية أن تتسرب الى الجواسيس وكتاب التقارير. تنفس المقهورون الصعداء وأخذوا يشتمون الطاغية ويمزقون صوره ويبصقون على بقايا جدارياته الكثيرة علناً. بدأ بعدها الثوار تنظيم الفصائل المعارضة والمسلحة بنصب السيطرات في الطرق الخارجية وداخل المدن وبتوزيع الدوريات والحراسات. بعد أن حطم المنتفضون السجون وأطلقوا المعتقلون من زنازينهم المظلمة خرج المنفيون من مقابرهم أنصاف عراة بأجساد خاوية مصدومين من ضوء الشمس الذي كان يمر فقط عبر أحلامهم.. ومفاجأتهم من الحرية بعد أن كانوا منسيين في باطن الارض الى أزمنة لم تتذكرها حتى تقاويم ذاكرتهم . بينما في الشوارع الرئيسية من المدينة كانت هنالك مجاميع من المتظاهرين تشيع جثامين الثوار الذين استشهدوا لدى اقتحامهم لمقرات حزب البعث والدوائر الامنية وكذلك في مواجهاتهم لدى رجوع رئيس أركان الجيش العراقي بصحبة ضباط برتب رفيعة مع حماياتهم المزوديّن بشتى أصناف الاسلحة الخفيفة والمتوسطة من اتفاقية خيمة صفوان ، وأيضا كان هنالك أمر من سيد الجنرال الاعلى أن يكون حاكماً عسكرياً مطلقاً على المنطقة الجنوبية وكانت بمعيته خططاً لابادات جماعية في الجنوب. حدث قتال شديد استمر منذ الصباح حتى المساء بعد أن طوق الثوار مكان اقامة الجنرال وقوته العسكرية داخل مديرية الطرق والجسور في مدينة الناصرية. خلفت المعركة استشهاد بعض المنتفضين وبالمقابل كانت غنيمة معركة الثوار هو جرح وأسر الجنرال المرسل مع وقوع قتلى في صفوف الحماية وبعض الرتب العسكرية الاخرى .كان اندلاع الانتفاضة رد فعل وجودي لاسترداد كرامة العراقي وكسر حاجز الرعب. لم يبقى لاكمال حلم الانتفاضة الشعبية سوى إجتياح بوابة العاصمة بغداد التي باتت قاب قوسين أو أدنى كي يدخلها الثوار. لكن الخطط الدولية والعربية لم تكترث بالانتفاضة الداخلية للشعب العراقي بل تآمرت ضدها، وسرعان ما بدأت تحركات أرتال الجيش العراقي من بغداد المحاصرة تزحف باتجاه الفرات الاوسط ومدن الجنوب لقمع حركة التمرد. فحدث قتال عنيف في مواجهة غير متكافئة ما بين المنتفضين والثوار باسلحتهم التقليدية البسيطة وما بين جيش نظامي حاول أن يجمع فلوله بعد هزيمته في حرب عاصفة الصحراء. لاسيما ان قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية أعطت الضوء الاخضر لفلول الجيش العراقي باستخدام أسلحته الثقيلة وطائراته لاجتياح المدن المنتفضة فعاث الجيش حينها فتكاً ودماراً بكل وحشية وقساوة في المدن مثل جيش غازي يجتاح مدن الاعداء، وقد أوغل الحرس الجمهوري بجرائمه ضد العزل والشيوخ فبات يمارس ساديته بفتك أهلها وكأنه يحاول تعويض هزيمته بمعركة عاصفة الصحراء ضد العراقيين . لقد صادفتني الكثير من المشاهد المؤثرة والمواقف البطولية للثوار مثل مل ......
#مكابدات
#الرحال
#الجزء
#السادس

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=685951
سعد محمد موسى : مكابدات الرحّال الجزء السابع عشر
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى النزوح نحو "درومكس"أثناء المسير الى "تل اللحم" كنت أحمل في حقيبة الكتف بضعة أرغفة من الخبز وقنينة كلما يشح بها الماء أحاول ملؤها من "التناكر" أو من الصنابير التي تصادفني في الرحلة.التقيت بمعارف من محلتنا فسألتهم عن حال الاهل.. أخبرني أحدهم بان دارنا تعرضت الى سقوط قذيفة هاون فوق السطح أثناء المعارك ولم يعرفوا بعدها أي خبر عن مصير الاهل، أصبت بالذعر والقلق لا سيما بعد انقطاع كل وسائل التواصل.كان أحد جيراننا يدعى "شمخي"شخصية ظريفة لا ينفك عن إطلاق نكاته اللاذعة ضد النظام والمسؤولين وأثناء هروبه جنوباً مع عائلته استحوذ على عجلة عسكرية "إيفا" كانت من ضمن آليات الجيش العراقيالمتروكة بعد هزيمته على طريق الموت الذي كان مكتظاً بأنواع العجلات والمدرعات وجميع صنوف الأسلحة بعضها كان تالفاً والبعض الاخر ما زال صالحاً للقتل والاستعمال!! قام شمخي باصلاح العجلة العسكرية ثم عثر على علبة طلاء بلون وردي فاقع كانت مرمية بين حطام الموت فقام بصبغ العجلة بهذا اللون الرومانسي المثير للاستغراب وسط عالم الحرب والقساوة الذي يطغي عليه اللون الكاكي والصحراوي.ساق الجار الظريف عجلة الايفا الوردية بكل ثقة للتنويه أمام السيطرات الامريكية.. كي تبدو مثل أي عجلة مدنية تتجاوز نقاط التفتيش وسيطرات قوات التحالف.كانت الشاحنة مكتظة بعائلته وبأفراد أخرين أغلبهم كان من الجيران الهاربين بسبب قصف الجيش العشوائي على المدينة.توقفت عجلة الايفا بعد أن تفاجأ شمخي بوجودي راجلاً في الطريق نحو تل اللحم وقد طلب مني أن أصعد الى حوض العجلة.بعد أن طمأنني أن الاهل بخير وأن القذيفة وقعت على البيت بعد أن تركوا الدار وهربوا الى الريف.قفزت الى حوض العجلة واستقبلتني أم الصديق سائق عجلة الايفا "بالنواح ونواعيّ الامهات" على ما حصل لحالنا ولحال البلد .. لكنني شممت رائحة طعاماً شهياً من زوادتها مع رائحة خبز التنور.. كنت متهالكاً من الجوع .. تمنيت أن تتوقف عن النحيب الشجيّ كي تفك زوادة الطعام وبعد أن مسحت دموعها باطراف عباءتها المتربة تفرست في وجهي بعيون حزينة حين خف نشيج النواح..وهي تقدم ليّ الطعام : يوليدي وجهك تعبان من الجوع الله يعابي ولد الحرام تعال يمه تغدا!!ولكن في إحدى السيطرات الامريكية أوقف الجنود المدججون بالأسلحة عجلتنا !! وقد التفوا حولها شاهرين بنادقهم وصرخ بنا أحد الضباط من ذوي البشرة الافريقية وطلب أن ينزل الجميع من العجلة تجادل شمخي مع الجنود ومع الضابط المتجهم بلغته الإنكليزية الركيكة مع التركيز على الإشارات ولغة الجسد التي يتفنن بها شمخي كي يقنع الضابط على البقاء مع الركاب حتى نعبر نحو مجمع درومكس.. وكذلك كي يقنعهم أن العجلة مدنية وليست عسكرية وليس من حقهم الاستحواذ عليها والدليل أن لونها يختلف عن بقية العجلات العسكرية!!لكن الضابط أصر على إخلاء الشاحنة ولم يقتنع بكلام السائق وشهر بندقيته وهو يصرخ غاضباً بانه سوف يعد الى رقم عشرة واذا لم نغادر العجلة فوراً فسوف يحرق العجلة بنا جميعا.ً ثم بدأ بالعد التصاعدي ويبدو أنه كان جاداً بتحذيراته تقافزنا جميعاً من العجلة قبل أن يصل الى الرقم الخطر!!وبعد أن برحنا المكان بدقائق سمعنا انفجاراً وتصاعد النار والدخان من عجلة الايفا الوردية!!أنزعج شمخي وأخذ يشتم بالجنود حين شاهد عجلته تحترق.بعد رحلة على الاقدام .. حط بنا الرحال في مجمع كرفانات مهجور كان تابع لشركة درومكس البولونية التي كانت تعمل لإكساء الطريق العام الرابط ما بين مدينتيّ الناصرية والبصرة بالاسفلت. وكانت الكرفان ......
#مكابدات
#الرحّال
#الجزء
#السابع

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=686265