حسن مدبولى : صنع الله إبراهيم، الروائى المصرى الذى سبق الفيلسوف الألمانى يورجن هابرماس
#الحوار_المتمدن
#حسن_مدبولى هناك دول وأجهزة خارجية ومحلية تحاول دوما شراء الكثيرين من المبدعين والمثقفين، إما تحت مسمى ( فاز بجائزة ) أو بعروض وإغراءات التوظيف فى مناصب براقة ذات نفوذ؟ والكثيرون من المثقفين فى عالمنا العربى لديهم الإستعداد التام لعقد تلك الصفقات ، فيسارعون بقبول تلك الرشاوى،ويعتبرونها حقا مستحقا،أو هدايا مشروعة ؟ مؤمنين بشكل عقائدى بإنه لولا جهبذتهم وعلمهم الذى لا يدانيه علم ،لما فكر فيهم أحد ؟ لكن يظل هناك دوما شرفاء يقاومون التيار السائد،ويسبحون عكس الإتجاه فى هذا العالم ، ولا يقبلون بالخضوع لحسابات بيع الذمم مهما كانت الإغراءات أو الدفوع أو المبررات،فيتسببون بمواقفهم تلك ،فى إتلاف مخططات من يتصورون إنه بالمال يمكن شراء أى شئ ؟ولعل ما حدث أخيرا من الفيلسوف الألماني الشهير يورجن هابرماس الذى رفض تلقي جائزة الشيخ زايد للكتاب الممنوحة من حكومة أبو ظبي (وقيمتها مليون درهم إماراتى ) نموذج عالمى ينبغى ذكره كمثال فى هذا المقام ، كذلك أيضا يمكننا أن نفتخر و نتذكر الكاتب الكبير والروائى المصرى صنع الله إبراهيم، وأن نضعه على نفس الدرجة وفى ذات المكانة مع الفيلسوف الألمانى ،وإن كانت خطوة صنع الله إبراهيم أسبق وأرسخ وتستحق التذكير بها !! فقد فطن الروائى صنع الله ابراهيم لإحدى محاولات الشراء والتدجين تلك، عندما تم منحه(جائزة) مغرية فى عام 2003، عرضتها عليه وزارة ثقافة فاروق حسنى (صاحب فكرة حظيرة المثقفين ) عبارة عن جائزة ماليه كبيرة تقدر بمائة ألف جنيه مصرى، منحت له تحت مسمى جائزة الرواية العربية، هذا بالطبع غير الإحتفالات والأضواء والضجة الإعلامية التى كانت ستواكب منحه الجائزة، والتى كان سيوازيها تهافت العروض على رواياته لتصويرها وعرضها فى رمضان و شوال و كل أوقات العام إلخ؟ورغم أن الكثيرين تسيل لعابهم للعطايا والمنح والرشاوى والمناصب، فيسارعون ببيع أنفسهم بكل وضاعة وبجرأة يحسدون عليها، إلا أن صنع الله إبراهيم بادر برفض تلك الجائزة المغرية جدا على الفور ،والقى بيانا وهو يقف على منصة التتويج رافضا الهدية بشموخ يليق بالمثقف الواعى المنتمى،الذى لا يقبل أن يمنحه رواد الفساد والعهر والتبعية أية جوائز، حتى لا يقع تحت حصارهم ، وحتى لا يتوقف هو عن مطاردتهم، وحتى لا يطلبون منه المقابل ؟ ولم يراوده أى شك وهو يتخذ ذلك الموقف ،فى أن كل مصري يدرك حجم الكوارث المحيقة بالوطن سيتفهم موقفه وسيؤيده، خاصة وأن تلك الكوارث لاتقتصر على التهديد الوجودى الآتى عبر الحدود الشرقية، ولا على الإملاءات الأمريكية التى إحتلت بغداد بعدها بأيام، إنما هى كوارث إمتدت إلى كل مناحي الحياة ، فقد إنهارت الصناعة و الزراعة و الصحة، وإختفى العدل و تفشى الفساد والنهب، ومن يعترض أو يحاول الإصلاح يتعرض للإمتهان والتنكيل ، وفى ظل مثل هذا الواقع، فإن الكاتب المنتمى لشعبه ، لا يستطيع أن يغمض عينيه أو يصمت،و لا يستطيع أيضا أن يتخلى عن مسئوليته فيقبل رشاوى مقننة،،وهكذا وقف ذلك الكاتب وقفته وقال كلمته فى عام 2003 ، وصدق حدثه عندما خرج شعب مصر بأكمله فى عام 2011 لاعنا كل ذلك الفساد ،الأهم من كل هذا أن الرجل المحترم والكاتب الموهوب، لم يتاجر بموقفه وقراره أبدا ، بل إعتبره واجبا تحتمه مسئوليته الفكرية والوطنية ؟ كما أنه لم يتراجع عنه أيضا فيما بعد، نتيجة ما تم ضده من مقاطعة وتهميش وتجاهل وحصار إعلامى وتضييق ؟ بل ظل ثابتا قابضا على الجمر ، مؤمنا بنفسه، واثقا فى مواقفه وأعماله، حتى سار على خطاه يورجن هابرماس بعد ثمانية عشر عاما !!-------------------------------------- ......
#الله
#إبراهيم،
#الروائى
#المصرى
#الذى
#الفيلسوف
#الألمانى
#يورجن
#هابرماس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=717481
#الحوار_المتمدن
#حسن_مدبولى هناك دول وأجهزة خارجية ومحلية تحاول دوما شراء الكثيرين من المبدعين والمثقفين، إما تحت مسمى ( فاز بجائزة ) أو بعروض وإغراءات التوظيف فى مناصب براقة ذات نفوذ؟ والكثيرون من المثقفين فى عالمنا العربى لديهم الإستعداد التام لعقد تلك الصفقات ، فيسارعون بقبول تلك الرشاوى،ويعتبرونها حقا مستحقا،أو هدايا مشروعة ؟ مؤمنين بشكل عقائدى بإنه لولا جهبذتهم وعلمهم الذى لا يدانيه علم ،لما فكر فيهم أحد ؟ لكن يظل هناك دوما شرفاء يقاومون التيار السائد،ويسبحون عكس الإتجاه فى هذا العالم ، ولا يقبلون بالخضوع لحسابات بيع الذمم مهما كانت الإغراءات أو الدفوع أو المبررات،فيتسببون بمواقفهم تلك ،فى إتلاف مخططات من يتصورون إنه بالمال يمكن شراء أى شئ ؟ولعل ما حدث أخيرا من الفيلسوف الألماني الشهير يورجن هابرماس الذى رفض تلقي جائزة الشيخ زايد للكتاب الممنوحة من حكومة أبو ظبي (وقيمتها مليون درهم إماراتى ) نموذج عالمى ينبغى ذكره كمثال فى هذا المقام ، كذلك أيضا يمكننا أن نفتخر و نتذكر الكاتب الكبير والروائى المصرى صنع الله إبراهيم، وأن نضعه على نفس الدرجة وفى ذات المكانة مع الفيلسوف الألمانى ،وإن كانت خطوة صنع الله إبراهيم أسبق وأرسخ وتستحق التذكير بها !! فقد فطن الروائى صنع الله ابراهيم لإحدى محاولات الشراء والتدجين تلك، عندما تم منحه(جائزة) مغرية فى عام 2003، عرضتها عليه وزارة ثقافة فاروق حسنى (صاحب فكرة حظيرة المثقفين ) عبارة عن جائزة ماليه كبيرة تقدر بمائة ألف جنيه مصرى، منحت له تحت مسمى جائزة الرواية العربية، هذا بالطبع غير الإحتفالات والأضواء والضجة الإعلامية التى كانت ستواكب منحه الجائزة، والتى كان سيوازيها تهافت العروض على رواياته لتصويرها وعرضها فى رمضان و شوال و كل أوقات العام إلخ؟ورغم أن الكثيرين تسيل لعابهم للعطايا والمنح والرشاوى والمناصب، فيسارعون ببيع أنفسهم بكل وضاعة وبجرأة يحسدون عليها، إلا أن صنع الله إبراهيم بادر برفض تلك الجائزة المغرية جدا على الفور ،والقى بيانا وهو يقف على منصة التتويج رافضا الهدية بشموخ يليق بالمثقف الواعى المنتمى،الذى لا يقبل أن يمنحه رواد الفساد والعهر والتبعية أية جوائز، حتى لا يقع تحت حصارهم ، وحتى لا يتوقف هو عن مطاردتهم، وحتى لا يطلبون منه المقابل ؟ ولم يراوده أى شك وهو يتخذ ذلك الموقف ،فى أن كل مصري يدرك حجم الكوارث المحيقة بالوطن سيتفهم موقفه وسيؤيده، خاصة وأن تلك الكوارث لاتقتصر على التهديد الوجودى الآتى عبر الحدود الشرقية، ولا على الإملاءات الأمريكية التى إحتلت بغداد بعدها بأيام، إنما هى كوارث إمتدت إلى كل مناحي الحياة ، فقد إنهارت الصناعة و الزراعة و الصحة، وإختفى العدل و تفشى الفساد والنهب، ومن يعترض أو يحاول الإصلاح يتعرض للإمتهان والتنكيل ، وفى ظل مثل هذا الواقع، فإن الكاتب المنتمى لشعبه ، لا يستطيع أن يغمض عينيه أو يصمت،و لا يستطيع أيضا أن يتخلى عن مسئوليته فيقبل رشاوى مقننة،،وهكذا وقف ذلك الكاتب وقفته وقال كلمته فى عام 2003 ، وصدق حدثه عندما خرج شعب مصر بأكمله فى عام 2011 لاعنا كل ذلك الفساد ،الأهم من كل هذا أن الرجل المحترم والكاتب الموهوب، لم يتاجر بموقفه وقراره أبدا ، بل إعتبره واجبا تحتمه مسئوليته الفكرية والوطنية ؟ كما أنه لم يتراجع عنه أيضا فيما بعد، نتيجة ما تم ضده من مقاطعة وتهميش وتجاهل وحصار إعلامى وتضييق ؟ بل ظل ثابتا قابضا على الجمر ، مؤمنا بنفسه، واثقا فى مواقفه وأعماله، حتى سار على خطاه يورجن هابرماس بعد ثمانية عشر عاما !!-------------------------------------- ......
#الله
#إبراهيم،
#الروائى
#المصرى
#الذى
#الفيلسوف
#الألمانى
#يورجن
#هابرماس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=717481
الحوار المتمدن
حسن مدبولى - صنع الله إبراهيم، الروائى المصرى الذى سبق الفيلسوف الألمانى يورجن هابرماس