راتب شعبو : الفيدرالية، مخرجاً للطغمة الأسدية؟
#الحوار_المتمدن
#راتب_شعبو تعكس كثرة الحديث بين النخب السياسية السورية عن ضرورة الفيدرالية وإبراز حسناتها واعتبارها شرطاً للديموقراطية وحماسة الاستشهاد بالدول الفيدرالية الديموقراطية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وسويسرا ... الخ، للتدليل على أن الفيدرالية تترافق بالديموقراطية (تستبعد روسيا مثلاً من الاستشهاد وكذلك الاتحاد السوفييتي قبلها، وفنزويلا والسودان والصومال والعراق ... الخ)، نقول يعكس هذا الحماس "الفيدرالي" تحولاً في طبيعة الصراع في سورية، من كونه ثورة، أو صراع يحركه المطلب الديموقراطي بين شعب ونظام مستبد، إلى كونه صراعاً بين قوى أمر واقع ذات كيانات "دولتية" مستجدة ومستبدة، بطبيعة الحال، وبين نظام مركزي. مع هذا التحول، من الطبيعي أن يتفوق المطلب الفيدرالي على المطلب الديموقراطي الذي تبعثرت القوى صاحبة المصلحة فيه (الشعب السوري المشرد والمقموع في كل مكان)، فيما تحضر بكثافة القوى صاحبة المصلحة باللامركزية السياسية أو بالمطلب الفيدرالي، ليس لأن هذا المطلب مدخلاً إلى الديموقراطية، كما يمكن أن يقال للتشويش، بل لأنه يمكن أن يطوب لهذه القوى "غير الديموقراطية" سلطانها على مناطق سيطرتها.لا يصب كلامنا هذا في رفض الفيدرالية أو قبولها، بل في محاولة تبيُّن دلالة غلبة هذه الفكرة وسخونة طرحها في المجال السياسي السوري، في حين أن الوجع الذي أخرج السوريين إلى الشوارع كان الاستبداد وغياب القانون والفساد أو، باختصار، سيطرة طغمة على جهاز الدولة. لماذا يجري اليوم التركيز على الفيدرالية التي لا تعني، بحد ذاتها، حلاً لأي من المشاكل والأوجاع التي خرج السوريون لمعالجتها؟ لماذا تتراجع عموم النخب السياسية المعارضة، وتستعد للقبول بمجلس عسكري يعني القبول به تجميد المطلب الديموقراطي، فيما يطفو على السطح المطلب الفيدرالي؟ مرة أخرى لا يعني كلامنا أننا لا نعي تعقيد الوضع السوري، ولا نعي أن المطلب الديموقراطي حلم يفصلنا عنه مستنقع سيتعين علينا الخوض فيه، مستنقع من الانقسامات السياسية والمجتمعية ومن الأزمات الاقتصادية وانتشار الفصائل والمجموعات المسلحة والخراب ... الخ، وأن عبور هذا المستنقع يحتاج إلى إرادة سياسية غير مشتتة وإلى حزم لاستعادة الشروط الأولية لمعنى بلد موحد. لا يصعب فهم هذا بالتأكيد، ولكن لماذا لا تنعكس هذه المقدمات نفسها على المطلب الفيدرالي؟ لماذا يبدو المطلب الديموقراطي معيقاً لاستعادة وحدة البلد الجغرافية والسياسية، فيما لا تبدو الفيدرالية كذلك؟ لا يقتصر الترويج للفكرة الفيدرالية على المحيط الإعلامي والسياسي والثقافي لقوى الأمر الواقع (ما عدا النظام السوري حتى الآن) التي تتقاسم الأرض السورية، وتطمح إلى ترسيخ وترسيم حدودها ووجودها، بل يشمل أوساطاً بعيدة أو مستقلة عن هذه القوى. بالتدقيق نجد أن تصور الفيدرالية غير متفق عليه بين من يطرحونه. هناك من يريده حلاً لمشكلة "الأقليات"، فيقترح فيدرالية على أساس قومي ومذهبي، (هذا طرح المحيط السياسي للقوى المشار إليها)، وهناك من يطرح الفيدرالية (يفضلون تسميتها اتحادية) على أساس جغرافي، أي إعطاء المحافظات (مع تفضيل تسميتها ولايات) استقلالية كبيرة (هذا طرح أوساط مستقلة عن هذه القوى). من نافل القول إن شكل الحكم والإدارة وتوزيع السلطات والموارد الطبيعية والعلاقات بين المركز والمحيط ... الخ، هي من القضايا التي تحتاج إلى نقاش وتوافق وحلول يكون للشعب السوري أو لممثليه المنتخبين دور في تقريرها، ولكن هذا غير ممكن إلا بعد تفكيك سيطرة الطغمة الأسدية على الدولة السورية. على هذا فإن الحديث عن فيدرالية (اتحادية) أو عن أي درجة من درج ......
#الفيدرالية،
#مخرجاً
#للطغمة
#الأسدية؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=716391
#الحوار_المتمدن
#راتب_شعبو تعكس كثرة الحديث بين النخب السياسية السورية عن ضرورة الفيدرالية وإبراز حسناتها واعتبارها شرطاً للديموقراطية وحماسة الاستشهاد بالدول الفيدرالية الديموقراطية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وسويسرا ... الخ، للتدليل على أن الفيدرالية تترافق بالديموقراطية (تستبعد روسيا مثلاً من الاستشهاد وكذلك الاتحاد السوفييتي قبلها، وفنزويلا والسودان والصومال والعراق ... الخ)، نقول يعكس هذا الحماس "الفيدرالي" تحولاً في طبيعة الصراع في سورية، من كونه ثورة، أو صراع يحركه المطلب الديموقراطي بين شعب ونظام مستبد، إلى كونه صراعاً بين قوى أمر واقع ذات كيانات "دولتية" مستجدة ومستبدة، بطبيعة الحال، وبين نظام مركزي. مع هذا التحول، من الطبيعي أن يتفوق المطلب الفيدرالي على المطلب الديموقراطي الذي تبعثرت القوى صاحبة المصلحة فيه (الشعب السوري المشرد والمقموع في كل مكان)، فيما تحضر بكثافة القوى صاحبة المصلحة باللامركزية السياسية أو بالمطلب الفيدرالي، ليس لأن هذا المطلب مدخلاً إلى الديموقراطية، كما يمكن أن يقال للتشويش، بل لأنه يمكن أن يطوب لهذه القوى "غير الديموقراطية" سلطانها على مناطق سيطرتها.لا يصب كلامنا هذا في رفض الفيدرالية أو قبولها، بل في محاولة تبيُّن دلالة غلبة هذه الفكرة وسخونة طرحها في المجال السياسي السوري، في حين أن الوجع الذي أخرج السوريين إلى الشوارع كان الاستبداد وغياب القانون والفساد أو، باختصار، سيطرة طغمة على جهاز الدولة. لماذا يجري اليوم التركيز على الفيدرالية التي لا تعني، بحد ذاتها، حلاً لأي من المشاكل والأوجاع التي خرج السوريون لمعالجتها؟ لماذا تتراجع عموم النخب السياسية المعارضة، وتستعد للقبول بمجلس عسكري يعني القبول به تجميد المطلب الديموقراطي، فيما يطفو على السطح المطلب الفيدرالي؟ مرة أخرى لا يعني كلامنا أننا لا نعي تعقيد الوضع السوري، ولا نعي أن المطلب الديموقراطي حلم يفصلنا عنه مستنقع سيتعين علينا الخوض فيه، مستنقع من الانقسامات السياسية والمجتمعية ومن الأزمات الاقتصادية وانتشار الفصائل والمجموعات المسلحة والخراب ... الخ، وأن عبور هذا المستنقع يحتاج إلى إرادة سياسية غير مشتتة وإلى حزم لاستعادة الشروط الأولية لمعنى بلد موحد. لا يصعب فهم هذا بالتأكيد، ولكن لماذا لا تنعكس هذه المقدمات نفسها على المطلب الفيدرالي؟ لماذا يبدو المطلب الديموقراطي معيقاً لاستعادة وحدة البلد الجغرافية والسياسية، فيما لا تبدو الفيدرالية كذلك؟ لا يقتصر الترويج للفكرة الفيدرالية على المحيط الإعلامي والسياسي والثقافي لقوى الأمر الواقع (ما عدا النظام السوري حتى الآن) التي تتقاسم الأرض السورية، وتطمح إلى ترسيخ وترسيم حدودها ووجودها، بل يشمل أوساطاً بعيدة أو مستقلة عن هذه القوى. بالتدقيق نجد أن تصور الفيدرالية غير متفق عليه بين من يطرحونه. هناك من يريده حلاً لمشكلة "الأقليات"، فيقترح فيدرالية على أساس قومي ومذهبي، (هذا طرح المحيط السياسي للقوى المشار إليها)، وهناك من يطرح الفيدرالية (يفضلون تسميتها اتحادية) على أساس جغرافي، أي إعطاء المحافظات (مع تفضيل تسميتها ولايات) استقلالية كبيرة (هذا طرح أوساط مستقلة عن هذه القوى). من نافل القول إن شكل الحكم والإدارة وتوزيع السلطات والموارد الطبيعية والعلاقات بين المركز والمحيط ... الخ، هي من القضايا التي تحتاج إلى نقاش وتوافق وحلول يكون للشعب السوري أو لممثليه المنتخبين دور في تقريرها، ولكن هذا غير ممكن إلا بعد تفكيك سيطرة الطغمة الأسدية على الدولة السورية. على هذا فإن الحديث عن فيدرالية (اتحادية) أو عن أي درجة من درج ......
#الفيدرالية،
#مخرجاً
#للطغمة
#الأسدية؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=716391
الحوار المتمدن
راتب شعبو - الفيدرالية، مخرجاً للطغمة الأسدية؟