فيصل محمود طه : توفيق العفيفي، منصفورية والى صفورية سيعود
#الحوار_المتمدن
#فيصل_محمود_طه توفيق العفيفي - أبو أحمد- من صفورية والى صفورية سيعود . يدوم الزمن في حركته ولا تدوم أجساد الأحبة الا في عطائها وروائح أعمالها العبقة، هم ذكرى معتقة تزداد اختمارًا فعليًا عند مكملي الطريق، لتشعَّ ضوءًا في فضاء الحياة قاهرة حلكة الليالي العجاف سالكة طريق الآلام نحو أفضل الآمال، نحو الطمأنينة والسلام. من صفورية العامرة غير المنكوبة حيث تضج الحياة هدوءًا وحراكًا تبعثه المعاول بأنينها وأشجار الرمان بحفيف أوراقها وصياح الديوك وخوار الأبقار ممزوجًا بصراخ الأطفال والصغار في مرابي الصبا وخرير الماء في مجرى العين ووشوشات العشاق وهديل الحمام وقهقهات سمّار الليل تناجي النجوم وضحيكات مجدولة بحياء الصبايا .. من بلد يفيض خيرًا ، من بلد يقاوم مقاومة عز الدين القسام ، من صفورية ، من رحمها ولد توفيق أحمد العفيفي وإخوته. نشأ وترعرع في بلدته وكوَّن واخوانه شركة باصات تمتد خطوطها الى الشام واربد وعمان .وفي لحظة، زلزلت الأرض زلزالها وتناثرت اشلاؤها ، صانعو خيراتها الى حيث لا أرض ولا وطن وكأَن شيئًا لم يكن، نكبة مسَّت الأرض والانسان .. وهناك عبر الحدود اعتمر الأهل الخيام، وما زال الأهل هناك.. يا للمهزلة، زالت صفورية وما زال الأطفال يولدون هناك في المخيمات!! وبقي توفيق وبعض اخوانه ضمن البقية الباقية في بلد البشارة، قريبًا من مولد العذراء .. كان بقاؤه مميزًا في صلابته وإصراره ومثابرته على إبقاء شركة باصات العفيفي، رغم ثقل وقوة ومكر وتهديدات السلطات الاسرائيلية لتصفيتها وازالتها عن الوجود ضمن مخططها لتصفية أي قاعدة اقتصادية للعرب في هذه البلاد، لكن معركة السلطات مع ابي أحمد كانت خاسرة، وكان هو المنتصر، وبقيت الشركة واستمرت في نموها وتطورها ونجاحها ، وتشعبت خطوطها قاهرة جميع المعوقات لتصبح من أهم المؤسسات الاقتصادية العربية الوطنية في البلاد ذات القاعدة المتينة والرؤية الواسعة نحو البقاء والتطور. هذا الانجاز الوطني الفريد والملموس يعود الى شخص أبي أحمد العفيفي واخوانه وأبنائه وشركائه الداعمين له. ويُعتبر كذلك بصمة وطنية في تاريخ شعبنا في كفاحه نحو البقاء والتقدم بعيدًا عن الشعارات الفارغة، وتحتاج هذه الحالة المميّزة الى التمحيص والدراسة. يكتنز وينبض حياة في دواخل هذه الشخصية المميّزة ، انسان، تتزاحم في صدره الرحب وفكره النيِّر سمات إنسانية حميدة تجدها منبعثة من قسماته الوسيمة وسماحته المعهودة ويده السخيّة والطاهرة وقامته المرفوعة وحضوره المهيب وحديثه الخافت المُقِّل، عميق الدلالة وحسِّه الوطني المميَّز والمميِّز بين الغث والسمين، وحدسه الصائب وتسامحه وعناده وإصراره ، وصلابته ورقته، وجرأة قاهرة، ورزانة لا تخفي دماثة وابتسامة دائمة الاشعاع.. وأُبوَّة تقطر حبًا وحنانًا ، أملنا، وهو كذلك أن يتشبع الأبناء بسماته وبطريقه، فهذا سرّ البقاء والنجاح وعمق الاحترام. تكثر وتتنافس الكلمات في إظهار مناقبه، لكن حياء المبالغة يراود قلمي ونقاء الحقيقة والانصاف يستدعي الإفاضة، وبين هذين الوضعَين أكتفي بالقول، ان وحدة أهالي الناصرة والعرب في البلاد كان مبعث اهتمامه وقلقه وهاجسه، وعمل جاهدًا وباقتناع جريء وتام ضد جميع أنواع التعصب وخاصة التقوقع الطائفي وتسييسه وضد مفتعليه ومحرّكيه وكأني به يقول كفى فتنة وتمزيقًا.. كفى هجرة وتهجيرًا فهذا مراد الأعداء، وليس مراد أبناء الوطن الواحد .. فهذا السم قد ذقناه .. ومن هذا الجحر لُدغنا مرات ومرات.. فخسرنا الكثير الكثير ، فلا نستدعي العتمة ولنغتسل بالشمس، مبعث النور والضياء.يستحق أمثال هؤلاء الرجال وسام شرف وف ......
#توفيق
#العفيفي،
#منصفورية
#والى
#صفورية
#سيعود
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=689727
#الحوار_المتمدن
#فيصل_محمود_طه توفيق العفيفي - أبو أحمد- من صفورية والى صفورية سيعود . يدوم الزمن في حركته ولا تدوم أجساد الأحبة الا في عطائها وروائح أعمالها العبقة، هم ذكرى معتقة تزداد اختمارًا فعليًا عند مكملي الطريق، لتشعَّ ضوءًا في فضاء الحياة قاهرة حلكة الليالي العجاف سالكة طريق الآلام نحو أفضل الآمال، نحو الطمأنينة والسلام. من صفورية العامرة غير المنكوبة حيث تضج الحياة هدوءًا وحراكًا تبعثه المعاول بأنينها وأشجار الرمان بحفيف أوراقها وصياح الديوك وخوار الأبقار ممزوجًا بصراخ الأطفال والصغار في مرابي الصبا وخرير الماء في مجرى العين ووشوشات العشاق وهديل الحمام وقهقهات سمّار الليل تناجي النجوم وضحيكات مجدولة بحياء الصبايا .. من بلد يفيض خيرًا ، من بلد يقاوم مقاومة عز الدين القسام ، من صفورية ، من رحمها ولد توفيق أحمد العفيفي وإخوته. نشأ وترعرع في بلدته وكوَّن واخوانه شركة باصات تمتد خطوطها الى الشام واربد وعمان .وفي لحظة، زلزلت الأرض زلزالها وتناثرت اشلاؤها ، صانعو خيراتها الى حيث لا أرض ولا وطن وكأَن شيئًا لم يكن، نكبة مسَّت الأرض والانسان .. وهناك عبر الحدود اعتمر الأهل الخيام، وما زال الأهل هناك.. يا للمهزلة، زالت صفورية وما زال الأطفال يولدون هناك في المخيمات!! وبقي توفيق وبعض اخوانه ضمن البقية الباقية في بلد البشارة، قريبًا من مولد العذراء .. كان بقاؤه مميزًا في صلابته وإصراره ومثابرته على إبقاء شركة باصات العفيفي، رغم ثقل وقوة ومكر وتهديدات السلطات الاسرائيلية لتصفيتها وازالتها عن الوجود ضمن مخططها لتصفية أي قاعدة اقتصادية للعرب في هذه البلاد، لكن معركة السلطات مع ابي أحمد كانت خاسرة، وكان هو المنتصر، وبقيت الشركة واستمرت في نموها وتطورها ونجاحها ، وتشعبت خطوطها قاهرة جميع المعوقات لتصبح من أهم المؤسسات الاقتصادية العربية الوطنية في البلاد ذات القاعدة المتينة والرؤية الواسعة نحو البقاء والتطور. هذا الانجاز الوطني الفريد والملموس يعود الى شخص أبي أحمد العفيفي واخوانه وأبنائه وشركائه الداعمين له. ويُعتبر كذلك بصمة وطنية في تاريخ شعبنا في كفاحه نحو البقاء والتقدم بعيدًا عن الشعارات الفارغة، وتحتاج هذه الحالة المميّزة الى التمحيص والدراسة. يكتنز وينبض حياة في دواخل هذه الشخصية المميّزة ، انسان، تتزاحم في صدره الرحب وفكره النيِّر سمات إنسانية حميدة تجدها منبعثة من قسماته الوسيمة وسماحته المعهودة ويده السخيّة والطاهرة وقامته المرفوعة وحضوره المهيب وحديثه الخافت المُقِّل، عميق الدلالة وحسِّه الوطني المميَّز والمميِّز بين الغث والسمين، وحدسه الصائب وتسامحه وعناده وإصراره ، وصلابته ورقته، وجرأة قاهرة، ورزانة لا تخفي دماثة وابتسامة دائمة الاشعاع.. وأُبوَّة تقطر حبًا وحنانًا ، أملنا، وهو كذلك أن يتشبع الأبناء بسماته وبطريقه، فهذا سرّ البقاء والنجاح وعمق الاحترام. تكثر وتتنافس الكلمات في إظهار مناقبه، لكن حياء المبالغة يراود قلمي ونقاء الحقيقة والانصاف يستدعي الإفاضة، وبين هذين الوضعَين أكتفي بالقول، ان وحدة أهالي الناصرة والعرب في البلاد كان مبعث اهتمامه وقلقه وهاجسه، وعمل جاهدًا وباقتناع جريء وتام ضد جميع أنواع التعصب وخاصة التقوقع الطائفي وتسييسه وضد مفتعليه ومحرّكيه وكأني به يقول كفى فتنة وتمزيقًا.. كفى هجرة وتهجيرًا فهذا مراد الأعداء، وليس مراد أبناء الوطن الواحد .. فهذا السم قد ذقناه .. ومن هذا الجحر لُدغنا مرات ومرات.. فخسرنا الكثير الكثير ، فلا نستدعي العتمة ولنغتسل بالشمس، مبعث النور والضياء.يستحق أمثال هؤلاء الرجال وسام شرف وف ......
#توفيق
#العفيفي،
#منصفورية
#والى
#صفورية
#سيعود
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=689727
الحوار المتمدن
فيصل محمود طه - توفيق العفيفي، منصفورية والى صفورية سيعود
جميلة شحادة : رحلة الى صفورية
#الحوار_المتمدن
#جميلة_شحادة ما زلتُ أحتفظ في رفٍ من رفوف ذاكرتي بمشهد نجاة وهي تنتحب وتلوّح بيدها مهددة "دافيد" تارة، ولاعنة إياه تارة أخرى، بينما أحد المدرسّين يمسك بذراعها اليسرى، يحاول السيطرة عليها، ويبذل جهدا ليباعد بينها وبين "دافيد" هذا. المشهد ذاته يعود ليفرض نفسه على ذاكرتي كل سنة بحلول فصل الربيع، أيام تصفو السَّمَاءُ وتنزع عنْهَا نِقَاب الغيوم وتستَـيْـقَظ الطَّبِيعَة مِنَ سُبَاتِها؛ وكلّما مررت بالقرب من مكان وقوع الحدَث حيث أستعيد تفاصيله كاملة، وكأنه حدث في الأمس القريب، وليس قبل أكثر من عشرين سنة. كنتُ في الصف السابع، وكانت إدارة المدرسة قد قرّرت أن تكون جولة فصل الربيع لطلاب الصفوف السابعة لتلك السنة، الى صفورية. الجو بديع، والسماء صافية، لا غيوم فيها تحجب شمس الربيع الدافئة، فكان ثاني قرارات الإدارة أن تكون الجولة مشيا على الأقدام، رغم مسافة الستة كيلومترات التي تبعدها مدرستي عن صفورية، على أن تكون عودتنا الى المدرسة بعد انتهاء الجولة بواسطة حافلات.- "في الحقيقة صفورية تستأهل أن نتعب في سبيل الوصول اليها". كان أحد المعلمين يقول لنا كلّما شكا أحدنا مشقة السير على الأقدام. "بساتين صفورية يكثر فيها الزهر والشجر، وغنية بالماء والثمر، شمسها حنونة، وترابها طيّب، وأهلها يشار لهم بالبنان من بين البشر. يتابع المعلم قوله لنا وفي صوته نغمة حزن.كان الربيع قد انتشر في حقول وبساتين صفورية، وبدت كأنها بساط متعدد الأصباغ لتعدد أصناف المزروعات والأعشاب والأشجار والأزهار، التي فاح عطرها مُرحِبا بقدومنا، مدغدغا أنوفنا حتى هاج الحنين لصفورية. أخذت الحناجر، حناجرنا جميعا، تصدح بأغنية، " بلادي، بلادي، بلادي، لكِ حبي وفؤادي". سمعت العصافير وطيور السماء غناءنا، فأسرعت أسراب العصافير فوق رؤوسنا لتغرد معنا هي الأخرى. لقد شاهدنا ماء القسطل يزغرد فرحا بقدومنا، وكأنه يحتفي بقدوم أهل العريس لبيت العروس، لكن عروستنا نحن، للأسف مغتصبة. كانت لنا استراحة قصيرة لتناول الفطور على البساط الأخضر والبساط متعدد الأصباغ، وللانتعاش بماء القسطل. بعدها، تابعنا المسير نحو القلعة، ولعل القلعة لم تكن هي الهدف الرئيس للبعض منّا، وإنما تفقُد منازل الأجداد كان هو المراد والغاية. فقد كانت منطقة المنازل السكنية تقع غربي القلعة قبل أن تقع بلدة صفورية تحت الاحتلال الإسرائيلي في 15 يوليو 1948وبعد مقاومة شرسة من قبل أهلها، الذين أجبروا على هجرها، فلجأوا الى عدة دول عربية مجاورة مثل لبنان وسوريا... وهكذا، أصبح أهل صفورية لاجئين يجترّون مرارة اللجوء في قلوبهم، ويحتفظون بمفاتيح بيوتهم في جيوبهم، على أمل العودة اليها ولو طال بعدهم عنها. أمّا مَن تبقى منهم، فقد لجأ إلى مدينة الناصرة أو إلى القرى المجاورة لها. تركت "نجاة" مجموعتها من الأصدقاء السائرين برفقة أحد المدرسين باتجاه القلعة، وعرّجت نحو شجرة لوز مثمرة، حفّتْ بأحد البيوت الواقعة بمحاذاة الطريق، وقطفت ملء كف يدها ثمار اللوز الأخضر. فجأة، علت صيحة صدرت عن رجل خرج من وراء البيت، يبدو في الأربعين من عمره، قائلا بلغة عبرية مكسرة:- لا تسرقي. هيّا انصرفي من هنا.وما أن سمعت نجاة جملته هذه، حتى ثارتْ ثائرتها، وراحت تصرخ به وتشتمه، وتصول وتجول في المكان وتحاول إسداء اللكمات له. تنبّه المعلم المرافق لما يحدث، فأسرع باتجاه نجاة، اقترب منها، أمسك بذراعها اليسرى ليحول من اقترابها من الرجل ولكمه. نجح المعلم بتهدئة نجاة، فتركها وذهب الى الرجل ليتحدث اليه، ويعتذر له عن تصرف نجاة. كنا نحن الطلاب جميعا قد تحلّقنا حول المعلم فسمعنا الحديث الذي دا ......
#رحلة
#صفورية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=705215
#الحوار_المتمدن
#جميلة_شحادة ما زلتُ أحتفظ في رفٍ من رفوف ذاكرتي بمشهد نجاة وهي تنتحب وتلوّح بيدها مهددة "دافيد" تارة، ولاعنة إياه تارة أخرى، بينما أحد المدرسّين يمسك بذراعها اليسرى، يحاول السيطرة عليها، ويبذل جهدا ليباعد بينها وبين "دافيد" هذا. المشهد ذاته يعود ليفرض نفسه على ذاكرتي كل سنة بحلول فصل الربيع، أيام تصفو السَّمَاءُ وتنزع عنْهَا نِقَاب الغيوم وتستَـيْـقَظ الطَّبِيعَة مِنَ سُبَاتِها؛ وكلّما مررت بالقرب من مكان وقوع الحدَث حيث أستعيد تفاصيله كاملة، وكأنه حدث في الأمس القريب، وليس قبل أكثر من عشرين سنة. كنتُ في الصف السابع، وكانت إدارة المدرسة قد قرّرت أن تكون جولة فصل الربيع لطلاب الصفوف السابعة لتلك السنة، الى صفورية. الجو بديع، والسماء صافية، لا غيوم فيها تحجب شمس الربيع الدافئة، فكان ثاني قرارات الإدارة أن تكون الجولة مشيا على الأقدام، رغم مسافة الستة كيلومترات التي تبعدها مدرستي عن صفورية، على أن تكون عودتنا الى المدرسة بعد انتهاء الجولة بواسطة حافلات.- "في الحقيقة صفورية تستأهل أن نتعب في سبيل الوصول اليها". كان أحد المعلمين يقول لنا كلّما شكا أحدنا مشقة السير على الأقدام. "بساتين صفورية يكثر فيها الزهر والشجر، وغنية بالماء والثمر، شمسها حنونة، وترابها طيّب، وأهلها يشار لهم بالبنان من بين البشر. يتابع المعلم قوله لنا وفي صوته نغمة حزن.كان الربيع قد انتشر في حقول وبساتين صفورية، وبدت كأنها بساط متعدد الأصباغ لتعدد أصناف المزروعات والأعشاب والأشجار والأزهار، التي فاح عطرها مُرحِبا بقدومنا، مدغدغا أنوفنا حتى هاج الحنين لصفورية. أخذت الحناجر، حناجرنا جميعا، تصدح بأغنية، " بلادي، بلادي، بلادي، لكِ حبي وفؤادي". سمعت العصافير وطيور السماء غناءنا، فأسرعت أسراب العصافير فوق رؤوسنا لتغرد معنا هي الأخرى. لقد شاهدنا ماء القسطل يزغرد فرحا بقدومنا، وكأنه يحتفي بقدوم أهل العريس لبيت العروس، لكن عروستنا نحن، للأسف مغتصبة. كانت لنا استراحة قصيرة لتناول الفطور على البساط الأخضر والبساط متعدد الأصباغ، وللانتعاش بماء القسطل. بعدها، تابعنا المسير نحو القلعة، ولعل القلعة لم تكن هي الهدف الرئيس للبعض منّا، وإنما تفقُد منازل الأجداد كان هو المراد والغاية. فقد كانت منطقة المنازل السكنية تقع غربي القلعة قبل أن تقع بلدة صفورية تحت الاحتلال الإسرائيلي في 15 يوليو 1948وبعد مقاومة شرسة من قبل أهلها، الذين أجبروا على هجرها، فلجأوا الى عدة دول عربية مجاورة مثل لبنان وسوريا... وهكذا، أصبح أهل صفورية لاجئين يجترّون مرارة اللجوء في قلوبهم، ويحتفظون بمفاتيح بيوتهم في جيوبهم، على أمل العودة اليها ولو طال بعدهم عنها. أمّا مَن تبقى منهم، فقد لجأ إلى مدينة الناصرة أو إلى القرى المجاورة لها. تركت "نجاة" مجموعتها من الأصدقاء السائرين برفقة أحد المدرسين باتجاه القلعة، وعرّجت نحو شجرة لوز مثمرة، حفّتْ بأحد البيوت الواقعة بمحاذاة الطريق، وقطفت ملء كف يدها ثمار اللوز الأخضر. فجأة، علت صيحة صدرت عن رجل خرج من وراء البيت، يبدو في الأربعين من عمره، قائلا بلغة عبرية مكسرة:- لا تسرقي. هيّا انصرفي من هنا.وما أن سمعت نجاة جملته هذه، حتى ثارتْ ثائرتها، وراحت تصرخ به وتشتمه، وتصول وتجول في المكان وتحاول إسداء اللكمات له. تنبّه المعلم المرافق لما يحدث، فأسرع باتجاه نجاة، اقترب منها، أمسك بذراعها اليسرى ليحول من اقترابها من الرجل ولكمه. نجح المعلم بتهدئة نجاة، فتركها وذهب الى الرجل ليتحدث اليه، ويعتذر له عن تصرف نجاة. كنا نحن الطلاب جميعا قد تحلّقنا حول المعلم فسمعنا الحديث الذي دا ......
#رحلة
#صفورية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=705215
الحوار المتمدن
جميلة شحادة - رحلة الى صفورية
جواد بولس : محمود درويش الحاضر بين صفورية وسيدني
#الحوار_المتمدن
#جواد_بولس لم أكن أشعر أنه، ومع كل اطلالة يوم جديد، كان ينحت حروف جداريته على مرايا أرواحنا، ويحرق كل صباح ريشة من جناحيه ليقترب من الحقيقة، "وليكمل رحلته الأولى إلى المعاني". في مثل هذه الأيام، قبل ثلاثة عشر عامًا، تيقّن محمود درويش انه "يمتلك ما يكفي من الماضي وينقصه غد"، فقرر أن "يسلّ من عدمه وجوده"، وهو الذي قال للموت : "أيها الموت انتظرني خارج الأرض ، انتظرني في بلادك، ريثما أنهي حديثًا عابرًا مع ما تبقى من حياتي قرب خيمتك". لا أجمل من أن تقرأ محمود درويش في كل فصول السنة؛ فلأشعاره رائحة الأمل المتجدد، وطعم فريد لحنين شفيف، يصيبك بلذة آسرة وأنت على حافة الصهيل، فتشفى من غصتك وتدخل إلى "ليلك المشتهى".عاش محمود درويش حياته الشخصية وفق طقوس يومية صارمة حافظ عليها كي يحمي " أرض قصيدته الخضراء"، لكنّه خرج قليلًا عن عاداته حين زاد في سنواته الأخيرة من زياراته الى الجليل، وكأنه كان يحاول أن يستعيد توازن مكوّني مسيرته الأبديين: البيت والطريق.كنت محظوظًا لأنني رافقته في معظم تلك الزيارات الجليلية؛ لكنني نادم لأنني لم انتبه، ساعتها، إلى أنه كان يأخذني، بذكائه الصامت والجميل، إلى منابع روحه الأولى؛ فيمشي كغزال مرتبك على رصيف ميناء عكا ليضوّع مسكه الخالد على حجارة أسوارها الذهبية؛ ويقف كنسر ملحميّ على شرفة الكرمل ليضاحك المدى بعفوية عاشق سرمدي؛ ثم يسألني أين سنأكل اليوم؟ ومن سنزور ممن بقوا حرّاسًا للذاكرة وللملح ؟أذكر يومًا وصلنا فيه الى الناصرة قبل ظهيرة تموزية هادئة. دخلنا الى قاعة مطعم "الجنينة" وجلسنا، وحيديْن في المكان، حول طاولة مستديرة كبيرة. انتبه، بعد دقائق قليلة، صاحب المطعم لوجودنا؛ ثم اكتشف فجأةً أننا لسنا مجرد زبونين جائعين، فأبدى علامات فرح مضطرب عندما تحقق أن ضيفه هو محمود درويش. اندفع نحو طاولتنا محييًا، ثم بدأ يحث عماله على تجهيز الطاولة، وأخذ يحرك يديه بعصبية واضحة، وفي نفس الوقت يمطر علينا عبارات الترحاب والتأهيل والسرور. نظرت نحو محمود، فكان لون وجهه كلون الحرج، أحمر؛ فرددت على مضيفنا وشكرته حاسمًا بأننا سنشرب عنده القهوة فقط، لأننا تناولنا وجبة الافطار مسبقًا والوقت ليس وقت غذاء. لم يقتنع صاحبنا في البداية، لكننا نجحنا، بعد مفاوضات عسيرة معه، على ارضائه بأن نشرب القهوة وأن نأكل معها، من صنع يديه، صحني كنافة نصراوية. سعد محمود حين شعر بشعبيته، بعد سنوات من الغياب، وبدت على وجهه علامات رضا وراحة.ثم سألني كعادته وببراءة كنت أفهم كنهها: من تقترح أن نزور اليوم في الناصرة ؟ لم يكن سؤاله غريبًا عني، ولم أجد صعوبة في إقناعه بأول اسمين ذكرتهما؛ فقررنا أن نتصل بالشاعر طه محمد علي، ابو نزار ، واعلامه عن نيتنا بلقائه.كان صوت أبو نزار في الهاتف صاخبًا كرياح "صفورية"، وعميقًا مثل حزنها ؛ فاخبرته أن محمودًا موجود في الناصرة وانه ينوي زيارته، اذا كان ذلك ممكنًا بالنسبة له. سمعت صمته يتنفس بثقل ، ثم، بعد هنيهة، انهال على أذني سائلًا: اين أنتما الآن ؟ فأخبرته "اننا عند ابو ماهر بالجنينة"، لكنه أعاد السؤال عدة مرات، حتى صرخ، بعدها، مناديًا على ابنه، نزار، وطلب منه الذهاب فورًا الى المطعم كي يصطحبنا الى بيتهم في حي بير الأمير . حاولت أن أفهمه أننا سنأتي لوحدنا، لكنه لم يسمعني وأغلق الهاتف. لم ننتظر. تحركنا باتجاه الحي وسألنا عن بيت ابي نزار، فوصلنا ساحته الرحبة وصعدنا درجًا في نهايته باب مفتوح على مصراعيه، فدخلنا وأنا أنادي من الخارج على أبي نزار.كان يجلس الى طاولة صغيرة في المطبخ، وكانت أم نزار بجانبه. كان ظه ......
#محمود
#درويش
#الحاضر
#صفورية
#وسيدني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=727380
#الحوار_المتمدن
#جواد_بولس لم أكن أشعر أنه، ومع كل اطلالة يوم جديد، كان ينحت حروف جداريته على مرايا أرواحنا، ويحرق كل صباح ريشة من جناحيه ليقترب من الحقيقة، "وليكمل رحلته الأولى إلى المعاني". في مثل هذه الأيام، قبل ثلاثة عشر عامًا، تيقّن محمود درويش انه "يمتلك ما يكفي من الماضي وينقصه غد"، فقرر أن "يسلّ من عدمه وجوده"، وهو الذي قال للموت : "أيها الموت انتظرني خارج الأرض ، انتظرني في بلادك، ريثما أنهي حديثًا عابرًا مع ما تبقى من حياتي قرب خيمتك". لا أجمل من أن تقرأ محمود درويش في كل فصول السنة؛ فلأشعاره رائحة الأمل المتجدد، وطعم فريد لحنين شفيف، يصيبك بلذة آسرة وأنت على حافة الصهيل، فتشفى من غصتك وتدخل إلى "ليلك المشتهى".عاش محمود درويش حياته الشخصية وفق طقوس يومية صارمة حافظ عليها كي يحمي " أرض قصيدته الخضراء"، لكنّه خرج قليلًا عن عاداته حين زاد في سنواته الأخيرة من زياراته الى الجليل، وكأنه كان يحاول أن يستعيد توازن مكوّني مسيرته الأبديين: البيت والطريق.كنت محظوظًا لأنني رافقته في معظم تلك الزيارات الجليلية؛ لكنني نادم لأنني لم انتبه، ساعتها، إلى أنه كان يأخذني، بذكائه الصامت والجميل، إلى منابع روحه الأولى؛ فيمشي كغزال مرتبك على رصيف ميناء عكا ليضوّع مسكه الخالد على حجارة أسوارها الذهبية؛ ويقف كنسر ملحميّ على شرفة الكرمل ليضاحك المدى بعفوية عاشق سرمدي؛ ثم يسألني أين سنأكل اليوم؟ ومن سنزور ممن بقوا حرّاسًا للذاكرة وللملح ؟أذكر يومًا وصلنا فيه الى الناصرة قبل ظهيرة تموزية هادئة. دخلنا الى قاعة مطعم "الجنينة" وجلسنا، وحيديْن في المكان، حول طاولة مستديرة كبيرة. انتبه، بعد دقائق قليلة، صاحب المطعم لوجودنا؛ ثم اكتشف فجأةً أننا لسنا مجرد زبونين جائعين، فأبدى علامات فرح مضطرب عندما تحقق أن ضيفه هو محمود درويش. اندفع نحو طاولتنا محييًا، ثم بدأ يحث عماله على تجهيز الطاولة، وأخذ يحرك يديه بعصبية واضحة، وفي نفس الوقت يمطر علينا عبارات الترحاب والتأهيل والسرور. نظرت نحو محمود، فكان لون وجهه كلون الحرج، أحمر؛ فرددت على مضيفنا وشكرته حاسمًا بأننا سنشرب عنده القهوة فقط، لأننا تناولنا وجبة الافطار مسبقًا والوقت ليس وقت غذاء. لم يقتنع صاحبنا في البداية، لكننا نجحنا، بعد مفاوضات عسيرة معه، على ارضائه بأن نشرب القهوة وأن نأكل معها، من صنع يديه، صحني كنافة نصراوية. سعد محمود حين شعر بشعبيته، بعد سنوات من الغياب، وبدت على وجهه علامات رضا وراحة.ثم سألني كعادته وببراءة كنت أفهم كنهها: من تقترح أن نزور اليوم في الناصرة ؟ لم يكن سؤاله غريبًا عني، ولم أجد صعوبة في إقناعه بأول اسمين ذكرتهما؛ فقررنا أن نتصل بالشاعر طه محمد علي، ابو نزار ، واعلامه عن نيتنا بلقائه.كان صوت أبو نزار في الهاتف صاخبًا كرياح "صفورية"، وعميقًا مثل حزنها ؛ فاخبرته أن محمودًا موجود في الناصرة وانه ينوي زيارته، اذا كان ذلك ممكنًا بالنسبة له. سمعت صمته يتنفس بثقل ، ثم، بعد هنيهة، انهال على أذني سائلًا: اين أنتما الآن ؟ فأخبرته "اننا عند ابو ماهر بالجنينة"، لكنه أعاد السؤال عدة مرات، حتى صرخ، بعدها، مناديًا على ابنه، نزار، وطلب منه الذهاب فورًا الى المطعم كي يصطحبنا الى بيتهم في حي بير الأمير . حاولت أن أفهمه أننا سنأتي لوحدنا، لكنه لم يسمعني وأغلق الهاتف. لم ننتظر. تحركنا باتجاه الحي وسألنا عن بيت ابي نزار، فوصلنا ساحته الرحبة وصعدنا درجًا في نهايته باب مفتوح على مصراعيه، فدخلنا وأنا أنادي من الخارج على أبي نزار.كان يجلس الى طاولة صغيرة في المطبخ، وكانت أم نزار بجانبه. كان ظه ......
#محمود
#درويش
#الحاضر
#صفورية
#وسيدني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=727380
الحوار المتمدن
جواد بولس - محمود درويش الحاضر بين صفورية وسيدني