كاظم فنجان الحمامي : جيراننا استباحوا دماءنا
#الحوار_المتمدن
#كاظم_فنجان_الحمامي كنا في قرية يعيش سكانها تحت خط الفقر، قرية بات فيها الإنسان سجين غرائزه، يبحث عن لذته ومتعته بالتمسح بذيل رجال السلطة الجائرة، فاختار السقوط نحو الهاوية، وتعاظمت نزعته العدوانية في الوشاية وكتابة التقارير الكيدية ضد جاره وصديقه وابن عمه وشقيقه. كانت عناصر الأجهزة الأمنية منتشرة في كل مكان، ووكلاء الأمن يراقبون الأبواب والنوافذ، ومن خلفهم المختار الذي اختار الولاء المطلق لرجال السلطة، ومعهم الطلاب المنساقين كالأغنام وراء رغبات الاتحاد الوطني. فتطوعوا جميعهم للتجسس علينا، وجندوا انفسهم لمراقبتنا والتربص بنا. كنا نقبع في كهوف الخوف والرعب، نبتهل إلى الله صباح مساء أن لا نستيقظ على صراخ فواجع الفقد، أن لا نعود إلى منازلنا فنجد أحد افراد أسرتنا قد رحل إلى الأبد، أن لا يخطف الموت أحبابنا. أن لا تأتي سيارة الأمن لتلقي القبض على إخواننا واخواتنا. .كانت اخبار تنفيذ أحكام الاعدام بأشقائنا من الاخبار المتوالية في مسلسل الظلم والظلام، وكان جيراننا يتنافسون فيما بينهم بمواصلة كتابة التقارير الكيدية، واصبحت لديهم نظريات شيطانية في تشويه صورة الأبرياء وملاحقتهم دونما سبب. أذكر ان القواد (أبو شامة) كان يتفاخر أمام جمع من الموظفين بأنه أول من لفت أنتباه السلطات الأمنية لتحركات المهندسة (حياة) لأنها إختارت اللون الاخضر الفاتح لطلاء أبواب مكتبها بدلا من اللون الغامق، فكان تصرفها البريء في نظر هذا القواد من الأدلة القاطعة التي تعكس بغضها للسلطة، فحكموا عليها بالإعدام. . يقولون ان الجدران لها آذان، لكن جدران بيوتنا كانت لها عيون تتلصص، وانوف تتحسس، ومخالب تتلمس، ومجسات مزروعة في كل ركن من أركان مدارسنا واسواقنا وأماكن عملنا، حتى المساجد والمقاهي وصالونات الحلاقة وعيادات الاطباء التي نرتادها كانت مزروعة بالبصاصين. ثم اتسعت دائرة الأخلاق الذميمة، وتعمقت السلوكيات المشينة، فتقطعت أواصر القربى، وتفرّق الناس، حتى صار الاخ يغدر بأخيه، والقريب ينتقم من قريبه، والصديق يشي بصديقه، ويتحامل الجار على جاره. .فكم تهدمت بيوت، وتبعثرت عوائل بسبب المشائين بالنميمة، الساعين لقتل الناس، المفرقين بين الأحبة، المتتبعين لتحركات الجيران من أجل الوقيعة بهم بأساليب دنيئة. كانوا يعملون بوظيفة (گرّاش) عند الحكومة، والگرّاش أو القرّاش مهنة حقيرة تطلق على الوشاة والنمامين. يقولون: أَقرشَ فلانٌ بفلان: وشَى به، وحرَّشَ به. .كانت قريتنا تعج بالقرّاشين الذين باعوا انفسهم للشيطان مقابل السماح لهم بأكل لحومنا. وربما جاء اصطلاح (العلّاسة) ليعطينا صورة مفزعة عن تمادي جيراننا في الإجهاز علينا، فالعلّاس: كلمة فصحى تطلق على الشخص الذي يتناول طعامه بشراهة، فقد كنا نعيش بين الضباع المرقطة والضباع المخططة. . ......
#جيراننا
#استباحوا
#دماءنا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760062
#الحوار_المتمدن
#كاظم_فنجان_الحمامي كنا في قرية يعيش سكانها تحت خط الفقر، قرية بات فيها الإنسان سجين غرائزه، يبحث عن لذته ومتعته بالتمسح بذيل رجال السلطة الجائرة، فاختار السقوط نحو الهاوية، وتعاظمت نزعته العدوانية في الوشاية وكتابة التقارير الكيدية ضد جاره وصديقه وابن عمه وشقيقه. كانت عناصر الأجهزة الأمنية منتشرة في كل مكان، ووكلاء الأمن يراقبون الأبواب والنوافذ، ومن خلفهم المختار الذي اختار الولاء المطلق لرجال السلطة، ومعهم الطلاب المنساقين كالأغنام وراء رغبات الاتحاد الوطني. فتطوعوا جميعهم للتجسس علينا، وجندوا انفسهم لمراقبتنا والتربص بنا. كنا نقبع في كهوف الخوف والرعب، نبتهل إلى الله صباح مساء أن لا نستيقظ على صراخ فواجع الفقد، أن لا نعود إلى منازلنا فنجد أحد افراد أسرتنا قد رحل إلى الأبد، أن لا يخطف الموت أحبابنا. أن لا تأتي سيارة الأمن لتلقي القبض على إخواننا واخواتنا. .كانت اخبار تنفيذ أحكام الاعدام بأشقائنا من الاخبار المتوالية في مسلسل الظلم والظلام، وكان جيراننا يتنافسون فيما بينهم بمواصلة كتابة التقارير الكيدية، واصبحت لديهم نظريات شيطانية في تشويه صورة الأبرياء وملاحقتهم دونما سبب. أذكر ان القواد (أبو شامة) كان يتفاخر أمام جمع من الموظفين بأنه أول من لفت أنتباه السلطات الأمنية لتحركات المهندسة (حياة) لأنها إختارت اللون الاخضر الفاتح لطلاء أبواب مكتبها بدلا من اللون الغامق، فكان تصرفها البريء في نظر هذا القواد من الأدلة القاطعة التي تعكس بغضها للسلطة، فحكموا عليها بالإعدام. . يقولون ان الجدران لها آذان، لكن جدران بيوتنا كانت لها عيون تتلصص، وانوف تتحسس، ومخالب تتلمس، ومجسات مزروعة في كل ركن من أركان مدارسنا واسواقنا وأماكن عملنا، حتى المساجد والمقاهي وصالونات الحلاقة وعيادات الاطباء التي نرتادها كانت مزروعة بالبصاصين. ثم اتسعت دائرة الأخلاق الذميمة، وتعمقت السلوكيات المشينة، فتقطعت أواصر القربى، وتفرّق الناس، حتى صار الاخ يغدر بأخيه، والقريب ينتقم من قريبه، والصديق يشي بصديقه، ويتحامل الجار على جاره. .فكم تهدمت بيوت، وتبعثرت عوائل بسبب المشائين بالنميمة، الساعين لقتل الناس، المفرقين بين الأحبة، المتتبعين لتحركات الجيران من أجل الوقيعة بهم بأساليب دنيئة. كانوا يعملون بوظيفة (گرّاش) عند الحكومة، والگرّاش أو القرّاش مهنة حقيرة تطلق على الوشاة والنمامين. يقولون: أَقرشَ فلانٌ بفلان: وشَى به، وحرَّشَ به. .كانت قريتنا تعج بالقرّاشين الذين باعوا انفسهم للشيطان مقابل السماح لهم بأكل لحومنا. وربما جاء اصطلاح (العلّاسة) ليعطينا صورة مفزعة عن تمادي جيراننا في الإجهاز علينا، فالعلّاس: كلمة فصحى تطلق على الشخص الذي يتناول طعامه بشراهة، فقد كنا نعيش بين الضباع المرقطة والضباع المخططة. . ......
#جيراننا
#استباحوا
#دماءنا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760062
الحوار المتمدن
كاظم فنجان الحمامي - جيراننا استباحوا دماءنا