خلدون النبواني : نقد الدين عند هابرماس 1-3
#الحوار_المتمدن
#خلدون_النبواني يأتي هابرماس في مقدمة الطبعة الفرنسية لمؤلفه الضخم نظرية الفعل التواصلي على تطور تفكيره من نظرية الوعي إلى نظرية التواصل وصولاً إلى علاقة الأخلاق والقانون والديمقراطية. بالإضافة إلى هذه المراحل الثلاث في انتقال هابرماس، أو توسيع دائرة اهتمامه، من مبحث إلى آخر، فإن هناك من يتحدث عن مرحلة رابعة في فكره ويقصدون بها التفكّر في اللاهوت وفي دور الدين في الفضاء العام السياسي لمجتمعات ما بعد العلمانية والدولة الليبرالية والتفكير ما بعد الميتافيزيقي. يكاد يُجمع النقاد على أن هذه المرحلة الرابعة تبدأ مع مطلع صدور كتابه Zwischen Naturalismus und Religion بين الطبيعانية والدين (2005) الذي يؤكدون أنه نقطة التحول عنده نحو "فلسفة الدين". لكن القارئ الجيد لنصوص هذا المفكر الإشكاليّ يعرف أن إرهاصات الاهتمام بالديني عند هابرماس تعود إلى بداياته الأولى حين كان لا يزال كاتباً مغموراً في بداية الثلاثينات من عمره. ثم تلى تلك المرحلة، شيئ من الابتعاد الواضح عن المسألة الدينية إلى درجة أن هابرماس سيُصرّح مثلاً عام 1994 بنفوره من النقاش الدينيّ بالقول: "لستُ في الواقع مع النقاش اللاهوتيّ ولا أتحرك طوعاً أبداً تقريباً في حقل غير معروفٍ لي بشكلٍ كاف" ، ورغم هذا التصريح لهابرماس، فإننا نجد في نصوصه السابقة إشارات متفرقة، وهي، على قلتها، تؤكد ليس فقط اهتمام هابرماس الصامت باللاهوت، وإنما انفتاحه على الدين والرغبة المضمرة في فتح الأبواب له من جديد في المجتمعات مابعد العلمانية كما يسميها. ولعل أول تلك الإرهاصات (التي لم تُثر الكثير من الانتباه حينها على ما يبدو) نجدها في كتابه التفكير مابعد الميتافيزيقي (1988) الذي يقول فيه صراحةً : بنظرة من الخارج نجد أن الدين – وهو المحروم بدرجة كبيرة [اليوم] من ممارسة مهامه المرتبطة بتصوراته عن العالَم – يظل غير قابل للتعويض فيما يتعلق برابط التطبيع مع غير اليوميّ في الحياة اليومية. وبسبب عدم القدرة على استبداله لا يزال الفكر ما بعد الميتافيزيقي يتعايش لليوم مع الممارسة الدينية. والأمر لا يعني هنا معاصرة للوقائع غير المُعاصِرة، بل أكثر من ذلك بالكثير. فهذا التعايش المُستمر يفسِّر عدم قدرة الفلسفة عن الاستغناء عن الدين بعد أن قد فقدت كل صلة مع غير اليوميّ. وبقدر ما تتضمن اللغة الدينية محتوى دلاليّ يُلهمنا، بل لا يمكننا الإستغناء عنه [...] فإن الفلسفة، حتى في صيغتها مابعد الميتافيزيقية، لا تستطيع لا الحلول مكان الدين ولا إزاحته." كما وتشهد على مثل هذا الاهتمام المتردد باللاهوت عند هابرماس بعض مقالاته وحواراته المتفرقة التي راحت تتوالى تباعاً منذ بداية الثمانينات وحتى نهاية التسعينات من القرن الماضي والتي تطرقت بشكل مباشر حيناً وجانبي في كثير من الأحيان إلى المسائل اللاهوتية أو علاقة الدين بالتفيكر ما بعد الميتافيزيقي في المجتمعات الحديثة. ثم كان للنقاشات والجدالات التي انخرط فيها مع مطلع القرن الحالي حول مسائل البيوطيقا مثل الهندسة الوراثية، وتحسين النسل، والنمو الطبيعي، والتدخل الجيني، والطبيعة البشرية ، الخ أثراً بالغاً في تحديد وجهته وتوسيع خطاه نحو اللاهوت مُفلسَفاً. كما مما لا شك أن "حدث" 11 سبتمبر قد جعل من مناقشة عودة الديني والإرهاب مسائل مفروضة على جدول أعمال الفيلسوف "إلى درجة أنها لم تعد تترك لنا الخيار لما يتوجب علينا الخوض فيه" ، بحسب كلمات فيلسوف التواصل. لكن نقطة التحول الواضحة والتي فاجأت البعض – وربما أكثرها صراحة وحماساً أيضاً لفتح باب التساؤل على الديني والدفاع عن حق أصحاب العقائد في التعبير عنها في ال ......
#الدين
#هابرماس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682120
#الحوار_المتمدن
#خلدون_النبواني يأتي هابرماس في مقدمة الطبعة الفرنسية لمؤلفه الضخم نظرية الفعل التواصلي على تطور تفكيره من نظرية الوعي إلى نظرية التواصل وصولاً إلى علاقة الأخلاق والقانون والديمقراطية. بالإضافة إلى هذه المراحل الثلاث في انتقال هابرماس، أو توسيع دائرة اهتمامه، من مبحث إلى آخر، فإن هناك من يتحدث عن مرحلة رابعة في فكره ويقصدون بها التفكّر في اللاهوت وفي دور الدين في الفضاء العام السياسي لمجتمعات ما بعد العلمانية والدولة الليبرالية والتفكير ما بعد الميتافيزيقي. يكاد يُجمع النقاد على أن هذه المرحلة الرابعة تبدأ مع مطلع صدور كتابه Zwischen Naturalismus und Religion بين الطبيعانية والدين (2005) الذي يؤكدون أنه نقطة التحول عنده نحو "فلسفة الدين". لكن القارئ الجيد لنصوص هذا المفكر الإشكاليّ يعرف أن إرهاصات الاهتمام بالديني عند هابرماس تعود إلى بداياته الأولى حين كان لا يزال كاتباً مغموراً في بداية الثلاثينات من عمره. ثم تلى تلك المرحلة، شيئ من الابتعاد الواضح عن المسألة الدينية إلى درجة أن هابرماس سيُصرّح مثلاً عام 1994 بنفوره من النقاش الدينيّ بالقول: "لستُ في الواقع مع النقاش اللاهوتيّ ولا أتحرك طوعاً أبداً تقريباً في حقل غير معروفٍ لي بشكلٍ كاف" ، ورغم هذا التصريح لهابرماس، فإننا نجد في نصوصه السابقة إشارات متفرقة، وهي، على قلتها، تؤكد ليس فقط اهتمام هابرماس الصامت باللاهوت، وإنما انفتاحه على الدين والرغبة المضمرة في فتح الأبواب له من جديد في المجتمعات مابعد العلمانية كما يسميها. ولعل أول تلك الإرهاصات (التي لم تُثر الكثير من الانتباه حينها على ما يبدو) نجدها في كتابه التفكير مابعد الميتافيزيقي (1988) الذي يقول فيه صراحةً : بنظرة من الخارج نجد أن الدين – وهو المحروم بدرجة كبيرة [اليوم] من ممارسة مهامه المرتبطة بتصوراته عن العالَم – يظل غير قابل للتعويض فيما يتعلق برابط التطبيع مع غير اليوميّ في الحياة اليومية. وبسبب عدم القدرة على استبداله لا يزال الفكر ما بعد الميتافيزيقي يتعايش لليوم مع الممارسة الدينية. والأمر لا يعني هنا معاصرة للوقائع غير المُعاصِرة، بل أكثر من ذلك بالكثير. فهذا التعايش المُستمر يفسِّر عدم قدرة الفلسفة عن الاستغناء عن الدين بعد أن قد فقدت كل صلة مع غير اليوميّ. وبقدر ما تتضمن اللغة الدينية محتوى دلاليّ يُلهمنا، بل لا يمكننا الإستغناء عنه [...] فإن الفلسفة، حتى في صيغتها مابعد الميتافيزيقية، لا تستطيع لا الحلول مكان الدين ولا إزاحته." كما وتشهد على مثل هذا الاهتمام المتردد باللاهوت عند هابرماس بعض مقالاته وحواراته المتفرقة التي راحت تتوالى تباعاً منذ بداية الثمانينات وحتى نهاية التسعينات من القرن الماضي والتي تطرقت بشكل مباشر حيناً وجانبي في كثير من الأحيان إلى المسائل اللاهوتية أو علاقة الدين بالتفيكر ما بعد الميتافيزيقي في المجتمعات الحديثة. ثم كان للنقاشات والجدالات التي انخرط فيها مع مطلع القرن الحالي حول مسائل البيوطيقا مثل الهندسة الوراثية، وتحسين النسل، والنمو الطبيعي، والتدخل الجيني، والطبيعة البشرية ، الخ أثراً بالغاً في تحديد وجهته وتوسيع خطاه نحو اللاهوت مُفلسَفاً. كما مما لا شك أن "حدث" 11 سبتمبر قد جعل من مناقشة عودة الديني والإرهاب مسائل مفروضة على جدول أعمال الفيلسوف "إلى درجة أنها لم تعد تترك لنا الخيار لما يتوجب علينا الخوض فيه" ، بحسب كلمات فيلسوف التواصل. لكن نقطة التحول الواضحة والتي فاجأت البعض – وربما أكثرها صراحة وحماساً أيضاً لفتح باب التساؤل على الديني والدفاع عن حق أصحاب العقائد في التعبير عنها في ال ......
#الدين
#هابرماس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682120
الحوار المتمدن
خلدون النبواني - نقد الدين عند هابرماس 1-3
خلدون النبواني : نقد الدين عند هابرماس 2-3
#الحوار_المتمدن
#خلدون_النبواني العقل والدين: الحوار مع راتزنغر (2004)على خلاف خطاب "الإيمان والمعرفة" المتحمس لعودة الديني، سيتدارك هابرماس حماسه ذاك ويعود إلى دقته وحذره المعهودين وإلى مواقعه العقلانية الرصينة حين سُيدعى بعد ثلاث سنوات من ذلك إلى مدينة ميونخ الألمانية وتحديداً في 19 جانفيي/كانون الثاني من عام 2004 من قبل الأكاديمية الكاثوليكية لبافاريا في ندوة مشتركة تجمعه مع مواطنه جوزيف راتزنغر الذي سيصبح بعدها بسنة بابا الفاتيكان. لم يكن هذا العلمان الألمانيان قد اشتركا في خطاب مشترك من قبل، ولعل هذا اللقاء قد يكون أول حدث يجمع بينهما ليس فقط على صعيد الموضوع، وإنما أيضاً بشكلٍ شخصيّ. في ورقته التي قرأها يومها لا يتناول هابرماس موضوع الدين من حيث كونه مسألة لاهوتية أو خلاص فردي أو جماعيّ أو علاقة مؤشكلة بين المعرفة والإيمان، الخ.، وإنما من زاوية المصلحة (بالمعنى البراغماتي الهابرماسيّ) أي من خلال البحث في الدور الذي يمكن أن يلعبه الدين في الدولة العلمانية الحديثة أو في المجتمعات ما بعد العلمانية. ولأن هابرماس على وعيّ بتراجع، بل وشبه اختفاء دور الدين في مجتمعات الغرب الأوروبي الحديث ودوله، فإنه سيمهِّد لعودة هذا الدور بإضفاء الشرعية الفلسفية عليه بعبارات قطعية فهو يؤكد مثلاً أن : "للفلسفة أسباباً تُحتم عليها أن تكون دينية." بهذا التوجه يأخذ هابرماس الطريق المعاكس تماماً للطريق الذي قطعه ابن رشد قبل أكثر من ثمانية قرون وعقدين من الزمن في رسالته فصل المقال في تقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال (1179). إذ رغم التشابه الظاهر في سعي كل من هابرماس وابن رشد لإصلاح ذات البين بين الإيمان والمعرفة، فإن الفرق كل الفرق يكمن في كون هابرماس يريد تمرير الدين إلى داخل الحداثة من باب الفلسفة والحق في الاعتراف ونظرية العدالة وما يراه قصوراً في العلوم والعقل وعدم القدرة على إيجاد الإجابات الشافية لأسئلة ماورائية، في حين اجتهد ابن رشد لتمرير الفلسفة من بين سيوف الفقهاء المُشهرة ضد العقل ومن باب الدين بوصفه سلطة الحقيقة آنذاك. تقوم قراءتي لنص ابن رشد ذاك على اقتراح استراتيجيات ثلاث اعتمدها في نصه. ترتكز الاستراتيجية الأولى على محاولته منح الفلسفة شيئاً من شرعية الشريعة نفسها إذ، يقول مترافعاً عن الفلسفة/الحكمة: "لا يؤدي النظر البرهاني إلى مخالفة ما ورد به الشرع: فإن الحق لا يضاد الحق بل يوافقه ويشهد له" . وبمعنى آخر لم يجد ابن رشد مدخلاً تمر الفلسفة من خلاله بين سيوف الفقهاء وتكفير حراس الدين إلا باكسابها شيئاً من الشرعية الإسلامية ولذلك نراه يجتهد في مقدمة أضمومته بسوق الحجج والأدلة والآيات لكي يتم قبول فكرة أن يكون "النظر في الفلسفة وعلوم المنطق مباح بالشرع" . ثم بعد شرعنة القياس العقلي بالحجج الفقهية والتعريف به وبأنواعه والتأكيد على ضرورة استخدامه، ينتقل ابن رشد إلى الإستراتيجية الثانية وهي مساواة القياس العقلي – الطارئ على سلطة الحقيقة الفقهية والمُهدِّد لها – بالقياس الفقهي. وبمعنى آخر بعد تشريع استخدام العقل بحجج النقل يرفع ابن رشد من شأن الفلسفة إلى مصاف الشريعة الحاكمة والمسيطرة كسلطة حقيقة ذات نفوذ على القرار السياسيّ. وللقيام بهذه المساواة في ظل عدم تكافؤ القوى يستمر ابن رشد في نزع فتيل التوتر بين الشريعة والحكمة والتركيز على ما يمكن أن يجمع بينهما مؤكداً وجوب "النظر في القياس العقلي وأنواعه، كما يجب النظر في القياس الفقهي" . هنا يصبح القياس العقلي على نفس مكانة وأهمية ومستوى القياس الفقهي لا أدنى منه، كما لا تعود الحكمة غريبة عن الشريعة أو من ......
#الدين
#هابرماس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682484
#الحوار_المتمدن
#خلدون_النبواني العقل والدين: الحوار مع راتزنغر (2004)على خلاف خطاب "الإيمان والمعرفة" المتحمس لعودة الديني، سيتدارك هابرماس حماسه ذاك ويعود إلى دقته وحذره المعهودين وإلى مواقعه العقلانية الرصينة حين سُيدعى بعد ثلاث سنوات من ذلك إلى مدينة ميونخ الألمانية وتحديداً في 19 جانفيي/كانون الثاني من عام 2004 من قبل الأكاديمية الكاثوليكية لبافاريا في ندوة مشتركة تجمعه مع مواطنه جوزيف راتزنغر الذي سيصبح بعدها بسنة بابا الفاتيكان. لم يكن هذا العلمان الألمانيان قد اشتركا في خطاب مشترك من قبل، ولعل هذا اللقاء قد يكون أول حدث يجمع بينهما ليس فقط على صعيد الموضوع، وإنما أيضاً بشكلٍ شخصيّ. في ورقته التي قرأها يومها لا يتناول هابرماس موضوع الدين من حيث كونه مسألة لاهوتية أو خلاص فردي أو جماعيّ أو علاقة مؤشكلة بين المعرفة والإيمان، الخ.، وإنما من زاوية المصلحة (بالمعنى البراغماتي الهابرماسيّ) أي من خلال البحث في الدور الذي يمكن أن يلعبه الدين في الدولة العلمانية الحديثة أو في المجتمعات ما بعد العلمانية. ولأن هابرماس على وعيّ بتراجع، بل وشبه اختفاء دور الدين في مجتمعات الغرب الأوروبي الحديث ودوله، فإنه سيمهِّد لعودة هذا الدور بإضفاء الشرعية الفلسفية عليه بعبارات قطعية فهو يؤكد مثلاً أن : "للفلسفة أسباباً تُحتم عليها أن تكون دينية." بهذا التوجه يأخذ هابرماس الطريق المعاكس تماماً للطريق الذي قطعه ابن رشد قبل أكثر من ثمانية قرون وعقدين من الزمن في رسالته فصل المقال في تقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال (1179). إذ رغم التشابه الظاهر في سعي كل من هابرماس وابن رشد لإصلاح ذات البين بين الإيمان والمعرفة، فإن الفرق كل الفرق يكمن في كون هابرماس يريد تمرير الدين إلى داخل الحداثة من باب الفلسفة والحق في الاعتراف ونظرية العدالة وما يراه قصوراً في العلوم والعقل وعدم القدرة على إيجاد الإجابات الشافية لأسئلة ماورائية، في حين اجتهد ابن رشد لتمرير الفلسفة من بين سيوف الفقهاء المُشهرة ضد العقل ومن باب الدين بوصفه سلطة الحقيقة آنذاك. تقوم قراءتي لنص ابن رشد ذاك على اقتراح استراتيجيات ثلاث اعتمدها في نصه. ترتكز الاستراتيجية الأولى على محاولته منح الفلسفة شيئاً من شرعية الشريعة نفسها إذ، يقول مترافعاً عن الفلسفة/الحكمة: "لا يؤدي النظر البرهاني إلى مخالفة ما ورد به الشرع: فإن الحق لا يضاد الحق بل يوافقه ويشهد له" . وبمعنى آخر لم يجد ابن رشد مدخلاً تمر الفلسفة من خلاله بين سيوف الفقهاء وتكفير حراس الدين إلا باكسابها شيئاً من الشرعية الإسلامية ولذلك نراه يجتهد في مقدمة أضمومته بسوق الحجج والأدلة والآيات لكي يتم قبول فكرة أن يكون "النظر في الفلسفة وعلوم المنطق مباح بالشرع" . ثم بعد شرعنة القياس العقلي بالحجج الفقهية والتعريف به وبأنواعه والتأكيد على ضرورة استخدامه، ينتقل ابن رشد إلى الإستراتيجية الثانية وهي مساواة القياس العقلي – الطارئ على سلطة الحقيقة الفقهية والمُهدِّد لها – بالقياس الفقهي. وبمعنى آخر بعد تشريع استخدام العقل بحجج النقل يرفع ابن رشد من شأن الفلسفة إلى مصاف الشريعة الحاكمة والمسيطرة كسلطة حقيقة ذات نفوذ على القرار السياسيّ. وللقيام بهذه المساواة في ظل عدم تكافؤ القوى يستمر ابن رشد في نزع فتيل التوتر بين الشريعة والحكمة والتركيز على ما يمكن أن يجمع بينهما مؤكداً وجوب "النظر في القياس العقلي وأنواعه، كما يجب النظر في القياس الفقهي" . هنا يصبح القياس العقلي على نفس مكانة وأهمية ومستوى القياس الفقهي لا أدنى منه، كما لا تعود الحكمة غريبة عن الشريعة أو من ......
#الدين
#هابرماس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682484
الحوار المتمدن
خلدون النبواني - نقد الدين عند هابرماس 2-3
خلدون النبواني : نقد الدين عند هابرماس 3-3
#الحوار_المتمدن
#خلدون_النبواني "الدين والفضاء العام":سيتوضح موقف هابرماس ومطالبه بتغيير نظرة الدولة الحديثة ومواطنيها العلمانيين نحو دور الدين والمتدينين في الحياة السياسية أكثر في مقاله الثالث والأخير من كتاب بين الطبيعانية والدين والمعنون ﺑ-;- "الدين والفضاء العام". يُبرّر هابرماس، مرة جديدة، هنا اهتمامه بالمسألة الدينية لكونها فرضت نفسها على أجندة الفكر من خلال عودة الديني وظهور الأصوليات. يبدأ هابرماس نصه ذاك باستعراضه للمشهد العالمي الذي يشهد تشدداً دينياً مضطرداً من إيران التي انتصر فيها نظام إسلامي رجعي مع الثورة الإيرانية التي جاءت على أعقاب، ما يصفه هابرماس، ﺑ-;- "نظام فاسد كان الغرب قد وضعه وسانده، وهو نظام كهنوتيّ حقيقي يُقدّم اليوم نموذجاً لحركات أُخرى" ، مروراً ببعض الدول الإسلامية وإسرائيل التي تعتمد قوانين أحوال شخصية دينية بدل القوانين المدنية، مُعرِّجاً على الراديكالية الدينية في بلدان أنهكتها الحروب كأفغانستان والعراق، وصولاً إلى صراع الأديان على امتداد رقعة المشهد الدوليّ وتداعياته على بلدان الغرب ومجتمعاته قبل أن يطرح تفسيراً مُهماً لنشوء الأصوليات، التي يصفها بالظاهرة الحديثة، قائلاً: "يمكن لنا فهم الأصولية التي تتقدّم في أماكن أخرى من العالم بقدر ما هي أحد تداعيات العنف الذي اختزنه الإستعمار على المدى الطويل بقدر ما هي كذلك تلك الإخفاقات التي ترافقت مع التخلص من الإستعمار. فالتحديث الرأسماليّ المفروض من الخارج في شروط غير مُواتية يولِّد عدم الأمان الاجتماعيّ وتنتج عنه ظواهر الرفض الثقافي." في هذا النص يفصّل هابرماس مآخذه على علمانية الدولة الأوروبية الحديثة مبتدئاً بعقد مقارنة بين العلمانية في أوروبا وبخاصة في فرنسا وبين علمانية الولايات المتحدة الأمريكية بالقول:"على خلاف ما حصل في فرنسا، لم يعنِ إدخال الحرية الدينية [في أمريكا] انتصار العلمانية على سُلطة لم تشهد حتى ذلك الحين إلا على التسامح مع الأقليات الدينية بشكلٍ مُحدد بمعاييرها ومفروض على الأهالي. في السياق الأمريكي لم يأخذ واقع تحوّل سلطة الدولة إلى الحياد بالمعنى السلبيّ شكلاً مباشراً لإجراءات تستهدف حماية المواطنين من الإكراهات التي يمكن أن يتعرضوا لها بخصوص إيمانهم أو قناعاتهم، وإنما كان ذلك يعني بالأحرى ضمان الحريّة الإيجابية لكل مُستعمر أدار ظهره لأوروبا الشائخة وإمكانية ممارسة السياسة دون أن يعرقل ذلك دينه الخاص كائناً ما كان. في الجدل حول الدور السياسيّ للدين، يمكن بالتالي لكل الأحزاب [في أمريكا] حتى يومنا هذا تأكيد ولائها للدستور." وبمعنى آخر يميز هابرماس بين ما يسميه بالحرية الإيجابية التي عرفتها العلمانية في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تسمح بممارسة السياسة دون فصل إكراهي ما بين الانتماء الدينيّ والولاء للدستور، وبين الحرية السلبية الممارسة في أوروبا والتي قامت بشكل اساسي، بعد فترة حروب دينية دموية عرفتها القارة العجوز، لتأمين حماية الناس من الاحتراب العقائدي، والتي تشترط لذلك فصل الدين عن الممارسة السياسية، أو بمصطلحات ذلك السياق التاريخي: فصل الكنائس عن الدولة (الكاثوليكية عموماً والبروتستانتية بخاصة في ألمانيا وبريطانيا). يطمح هابرماس إذن أن تقلّد أوروبا التي تظل، بسبب تاريخها، حساسة ومتصلبة حيال إشراك الأديان في الحياة السياسية النموذج الأمريكي للعلمانية الذي لا يقيم تعارضاً وجودياً بين السياسة والدين. يكتب هابرماس بشيء من الغيرة حول وضعية الدين في الولايات المتحدة الأمريكية التي "لم تعرف الضعف أبداً، والتي تبدو نهضتها السياسيّة كأنها مُستقلة تمام ......
#الدين
#هابرماس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682709
#الحوار_المتمدن
#خلدون_النبواني "الدين والفضاء العام":سيتوضح موقف هابرماس ومطالبه بتغيير نظرة الدولة الحديثة ومواطنيها العلمانيين نحو دور الدين والمتدينين في الحياة السياسية أكثر في مقاله الثالث والأخير من كتاب بين الطبيعانية والدين والمعنون ﺑ-;- "الدين والفضاء العام". يُبرّر هابرماس، مرة جديدة، هنا اهتمامه بالمسألة الدينية لكونها فرضت نفسها على أجندة الفكر من خلال عودة الديني وظهور الأصوليات. يبدأ هابرماس نصه ذاك باستعراضه للمشهد العالمي الذي يشهد تشدداً دينياً مضطرداً من إيران التي انتصر فيها نظام إسلامي رجعي مع الثورة الإيرانية التي جاءت على أعقاب، ما يصفه هابرماس، ﺑ-;- "نظام فاسد كان الغرب قد وضعه وسانده، وهو نظام كهنوتيّ حقيقي يُقدّم اليوم نموذجاً لحركات أُخرى" ، مروراً ببعض الدول الإسلامية وإسرائيل التي تعتمد قوانين أحوال شخصية دينية بدل القوانين المدنية، مُعرِّجاً على الراديكالية الدينية في بلدان أنهكتها الحروب كأفغانستان والعراق، وصولاً إلى صراع الأديان على امتداد رقعة المشهد الدوليّ وتداعياته على بلدان الغرب ومجتمعاته قبل أن يطرح تفسيراً مُهماً لنشوء الأصوليات، التي يصفها بالظاهرة الحديثة، قائلاً: "يمكن لنا فهم الأصولية التي تتقدّم في أماكن أخرى من العالم بقدر ما هي أحد تداعيات العنف الذي اختزنه الإستعمار على المدى الطويل بقدر ما هي كذلك تلك الإخفاقات التي ترافقت مع التخلص من الإستعمار. فالتحديث الرأسماليّ المفروض من الخارج في شروط غير مُواتية يولِّد عدم الأمان الاجتماعيّ وتنتج عنه ظواهر الرفض الثقافي." في هذا النص يفصّل هابرماس مآخذه على علمانية الدولة الأوروبية الحديثة مبتدئاً بعقد مقارنة بين العلمانية في أوروبا وبخاصة في فرنسا وبين علمانية الولايات المتحدة الأمريكية بالقول:"على خلاف ما حصل في فرنسا، لم يعنِ إدخال الحرية الدينية [في أمريكا] انتصار العلمانية على سُلطة لم تشهد حتى ذلك الحين إلا على التسامح مع الأقليات الدينية بشكلٍ مُحدد بمعاييرها ومفروض على الأهالي. في السياق الأمريكي لم يأخذ واقع تحوّل سلطة الدولة إلى الحياد بالمعنى السلبيّ شكلاً مباشراً لإجراءات تستهدف حماية المواطنين من الإكراهات التي يمكن أن يتعرضوا لها بخصوص إيمانهم أو قناعاتهم، وإنما كان ذلك يعني بالأحرى ضمان الحريّة الإيجابية لكل مُستعمر أدار ظهره لأوروبا الشائخة وإمكانية ممارسة السياسة دون أن يعرقل ذلك دينه الخاص كائناً ما كان. في الجدل حول الدور السياسيّ للدين، يمكن بالتالي لكل الأحزاب [في أمريكا] حتى يومنا هذا تأكيد ولائها للدستور." وبمعنى آخر يميز هابرماس بين ما يسميه بالحرية الإيجابية التي عرفتها العلمانية في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تسمح بممارسة السياسة دون فصل إكراهي ما بين الانتماء الدينيّ والولاء للدستور، وبين الحرية السلبية الممارسة في أوروبا والتي قامت بشكل اساسي، بعد فترة حروب دينية دموية عرفتها القارة العجوز، لتأمين حماية الناس من الاحتراب العقائدي، والتي تشترط لذلك فصل الدين عن الممارسة السياسية، أو بمصطلحات ذلك السياق التاريخي: فصل الكنائس عن الدولة (الكاثوليكية عموماً والبروتستانتية بخاصة في ألمانيا وبريطانيا). يطمح هابرماس إذن أن تقلّد أوروبا التي تظل، بسبب تاريخها، حساسة ومتصلبة حيال إشراك الأديان في الحياة السياسية النموذج الأمريكي للعلمانية الذي لا يقيم تعارضاً وجودياً بين السياسة والدين. يكتب هابرماس بشيء من الغيرة حول وضعية الدين في الولايات المتحدة الأمريكية التي "لم تعرف الضعف أبداً، والتي تبدو نهضتها السياسيّة كأنها مُستقلة تمام ......
#الدين
#هابرماس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682709
الحوار المتمدن
خلدون النبواني - نقد الدين عند هابرماس 3-3