عدنان حسين أحمد : الثامنة والنصف مساءً رواية تراجيدية لا تنقصها الدُعابة وشجاعة التفكير
#الحوار_المتمدن
#عدنان_حسين_أحمد حين أصدر قصي الشيخ عسكر رواية "الثامنة والنصف مساءً" عن "دار العارف للمطبوعات" في بيروت كان يعرف سلفًا أن تعالقهُ مع حكاية النعمان بن المنذر ستُثري نصه الروائي الجديد الذي يقوم على تقنية "النص الغائب" أو "النص المُوازي" الذي يظهر حينًا ويتوارى حينًا آخر ضمن اشتراطات اللعبة السردية التي تُذكِّر بالفكرة المتناصّ معها دون أن تستنسخها بالكامل، وتتكئ عليها كما يتكئ اللبلاب على الجدار. فالقصة التي حدثت في ثمانينات القرن العشرين تضمّ ثلاثة أشخاص وهم: الدكتور عبدالرضا علي من بغداد، والدكتور مزاحم أحمد عبد البلداوي من قضاء بلد في تكريت اللذين اختصّا في الأدب العربي، والدكتورر سعيد جاسم الزبيدي من قضاء المحاويل في بابل الذي درس علوم اللغة. أما قصة "النص الموازي" فتشتمل على ثلاثة أنفار وهم: النعمان بن المنذر، والبدوي حنظلة الطائي، والوزير شريك. فالنعمان بن المنذر هو ملك الحيرة الذي كان له يومان: يوم سعد يرتدي فيه أثمنَ ملابسه القشيبة ويُكرم أول من يزوره، ويوم نحس يتلفع فيه بملابسه السوداء ويأمر بقتل من يأتيه زائرًا أو ملتمسًا حاجة. وذات يوم يتيه النعمان في الصحراء ويكاد يهلك من الجوع والعطش لو لم يصادف"حنظلة الطائي"، البدويٌ الذي ضيّفهُ وأكرمهُ وأنقذه من موت محقق لكن سوء طالعه هو الذي دفعه لزيارة النعمان في يوم نحسه فأمر بقتله غير أنّ وزيره "شريك" جازف بحياته وتكفّل البدوي الذي طلب أن يودّع أهله ويوصي بهم، ووعده بالرجوع حسب الموعد المتفق عليه.يعتمد قصي عسكر في كتابة هذه النوفيلا على ضمير المخاطَب وكأنه يوجِّه رسائل متعددة على لسان الراوي العليم عبدالرضا علي إلى صديقه مزاحم البلداوي الذي يُغيّب في جمهورية الرعب والخوف لسبب محيّر يلتبس عليهم أول الأمر لكنه يتكشّف رويدًا رويدًا، ورغم أنّ الشكوك كانت تحوم حول غزوان العاني، الطالب المتنفِّذ في الاتحاد الوطني الذي يكتب التقارير عن الطلبة والأساتذة إلى ضابط أمن الكلية أو للجهات الأمنية الأخرى إلاّ أنّ واقع الأمر يشير إلى غير ذلك تمامًا الأمر الذي يدعونا للوقوف عند هذه القصة قبل غيرها. فبينما كان الحاج والد الراوي يتردد على الدكتور كامل النوري لإجراء فحوصات القلب الدورية كلّمه الطبيب الذي أصبح شبه صديق للحاج عن حاجة مريض فقير إلى كرسي متحرّك، فالحاج رجل ميسور الحال، وصاحب معمل لصناعة هياكل السيارات، ويسعى لعمل الخير بهدف الحصول على الأجر والثواب، فطلب من صهره مزاحم أن يأخذه إلى أسواق منطقة "المربّعة" ويشتري له الكرسيّ المتحرّك، ثم تبيّن أنّ هذا الشخص المعاق ينتمي إلى تنظيم سريّ ديني، فـ "النضال ضدّ الدكتاتورية لا يقتصر على الأصحّاء"(ص30). تعود بنا هذه القصة إلى عام 1982 فبينما كان الدكتور مزاحم يشرف على امتحانات نصف السنة لذلك العام جاءه رئيس القسم، وهمس في أذنه كلمة وغادر، وبعد برهة غاب الدكتور مزاحم ولم يعد، كما غابت سيارته من رحبة العجلات وبعد أربع سنوات تبيّن أنّ الدكتور مزاحم حيٌّ يُرزَق لكنّ التعذيب كان مُمضًا، والمعاناة كانت قاسية بحيث أدّت إلى استفحال مرض القلب، وظهور الأكَزيما على جسده. وبما أنّ البلداوي لا يشكِّل خطرًا على الدولة، ولم يكن، يومًا ما، شيوعيًا أو قوميًا أو منتميًا إلى "تنظيم سورية لحزب البعث" فقد نقلوه إلى مستشفى "ابن النفيس" وقيّدوه بالأغلال إلى السرير وخصصوا شرطيًا لحراسته. ومن حُسن حظه أنّ هذا الشرطي كان سكّيرًا مُدمنًا يأخذ ضعف ثمن مشروبه من البلداوي مقابل أن يفكّ أغلاله ليلاً، ويعود ليقيّده قبل السادسة صباحًا ويسلّمه إلى حارس بديل. والأهمّ من ذلك أنهم سمحوا بزيارة زوجته فقط بين ......
#الثامنة
#والنصف
#مساءً
#رواية
#تراجيدية
#تنقصها
#الدُعابة
#وشجاعة
#التفكير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694464
#الحوار_المتمدن
#عدنان_حسين_أحمد حين أصدر قصي الشيخ عسكر رواية "الثامنة والنصف مساءً" عن "دار العارف للمطبوعات" في بيروت كان يعرف سلفًا أن تعالقهُ مع حكاية النعمان بن المنذر ستُثري نصه الروائي الجديد الذي يقوم على تقنية "النص الغائب" أو "النص المُوازي" الذي يظهر حينًا ويتوارى حينًا آخر ضمن اشتراطات اللعبة السردية التي تُذكِّر بالفكرة المتناصّ معها دون أن تستنسخها بالكامل، وتتكئ عليها كما يتكئ اللبلاب على الجدار. فالقصة التي حدثت في ثمانينات القرن العشرين تضمّ ثلاثة أشخاص وهم: الدكتور عبدالرضا علي من بغداد، والدكتور مزاحم أحمد عبد البلداوي من قضاء بلد في تكريت اللذين اختصّا في الأدب العربي، والدكتورر سعيد جاسم الزبيدي من قضاء المحاويل في بابل الذي درس علوم اللغة. أما قصة "النص الموازي" فتشتمل على ثلاثة أنفار وهم: النعمان بن المنذر، والبدوي حنظلة الطائي، والوزير شريك. فالنعمان بن المنذر هو ملك الحيرة الذي كان له يومان: يوم سعد يرتدي فيه أثمنَ ملابسه القشيبة ويُكرم أول من يزوره، ويوم نحس يتلفع فيه بملابسه السوداء ويأمر بقتل من يأتيه زائرًا أو ملتمسًا حاجة. وذات يوم يتيه النعمان في الصحراء ويكاد يهلك من الجوع والعطش لو لم يصادف"حنظلة الطائي"، البدويٌ الذي ضيّفهُ وأكرمهُ وأنقذه من موت محقق لكن سوء طالعه هو الذي دفعه لزيارة النعمان في يوم نحسه فأمر بقتله غير أنّ وزيره "شريك" جازف بحياته وتكفّل البدوي الذي طلب أن يودّع أهله ويوصي بهم، ووعده بالرجوع حسب الموعد المتفق عليه.يعتمد قصي عسكر في كتابة هذه النوفيلا على ضمير المخاطَب وكأنه يوجِّه رسائل متعددة على لسان الراوي العليم عبدالرضا علي إلى صديقه مزاحم البلداوي الذي يُغيّب في جمهورية الرعب والخوف لسبب محيّر يلتبس عليهم أول الأمر لكنه يتكشّف رويدًا رويدًا، ورغم أنّ الشكوك كانت تحوم حول غزوان العاني، الطالب المتنفِّذ في الاتحاد الوطني الذي يكتب التقارير عن الطلبة والأساتذة إلى ضابط أمن الكلية أو للجهات الأمنية الأخرى إلاّ أنّ واقع الأمر يشير إلى غير ذلك تمامًا الأمر الذي يدعونا للوقوف عند هذه القصة قبل غيرها. فبينما كان الحاج والد الراوي يتردد على الدكتور كامل النوري لإجراء فحوصات القلب الدورية كلّمه الطبيب الذي أصبح شبه صديق للحاج عن حاجة مريض فقير إلى كرسي متحرّك، فالحاج رجل ميسور الحال، وصاحب معمل لصناعة هياكل السيارات، ويسعى لعمل الخير بهدف الحصول على الأجر والثواب، فطلب من صهره مزاحم أن يأخذه إلى أسواق منطقة "المربّعة" ويشتري له الكرسيّ المتحرّك، ثم تبيّن أنّ هذا الشخص المعاق ينتمي إلى تنظيم سريّ ديني، فـ "النضال ضدّ الدكتاتورية لا يقتصر على الأصحّاء"(ص30). تعود بنا هذه القصة إلى عام 1982 فبينما كان الدكتور مزاحم يشرف على امتحانات نصف السنة لذلك العام جاءه رئيس القسم، وهمس في أذنه كلمة وغادر، وبعد برهة غاب الدكتور مزاحم ولم يعد، كما غابت سيارته من رحبة العجلات وبعد أربع سنوات تبيّن أنّ الدكتور مزاحم حيٌّ يُرزَق لكنّ التعذيب كان مُمضًا، والمعاناة كانت قاسية بحيث أدّت إلى استفحال مرض القلب، وظهور الأكَزيما على جسده. وبما أنّ البلداوي لا يشكِّل خطرًا على الدولة، ولم يكن، يومًا ما، شيوعيًا أو قوميًا أو منتميًا إلى "تنظيم سورية لحزب البعث" فقد نقلوه إلى مستشفى "ابن النفيس" وقيّدوه بالأغلال إلى السرير وخصصوا شرطيًا لحراسته. ومن حُسن حظه أنّ هذا الشرطي كان سكّيرًا مُدمنًا يأخذ ضعف ثمن مشروبه من البلداوي مقابل أن يفكّ أغلاله ليلاً، ويعود ليقيّده قبل السادسة صباحًا ويسلّمه إلى حارس بديل. والأهمّ من ذلك أنهم سمحوا بزيارة زوجته فقط بين ......
#الثامنة
#والنصف
#مساءً
#رواية
#تراجيدية
#تنقصها
#الدُعابة
#وشجاعة
#التفكير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694464
الحوار المتمدن
عدنان حسين أحمد - الثامنة والنصف مساءً رواية تراجيدية لا تنقصها الدُعابة وشجاعة التفكير