فاطمة ناعوت : دموع جمال الغيطاني … في باريس
#الحوار_المتمدن
#فاطمة_ناعوت لم أرَ دموعَ الروائي الكبير "جمال الغيطاني" إلا مرةً واحدة قبل ستة عشر عامًا. فقد كان دائمًا باشًّا باسمًا في وجه مَن يعرف ومَن لا يعرف. شاهدتُ دموعَه في باريس، في معهد العالم العربي. كنّا نجلسُ في قاعة المسرح في انتظار وصول الدكتور"سمير سرحان" الكاتب الكبير وأستاذ الأدب الإنجليزي، ورئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب آنذاك، حتى يكتملَ نصابُ الأعلام الكبار الذين جاءوا ليقدمونا، نحن الشاعرات العربيات، في مهرجان "ربيع الشاعرات في باريس" عام 2004. لكن الدكتور سمير لم يدخلِ القاعةَ على قدميه، بل جاء جالسًا على مقعد متحرك، إذْ كان يخضعُ للعلاج آنذاك في مستشفيات باريس، لكنّه تحامل على مرضه وأصرّ على حضور الحفل؛ ليرحّب بالوفد المصري المشارك. صعد د. سمير إلى المنصة، وراح يرحبُ بأدباء مصر: الشاعر الكبير "أحمد عبد المعطي حجازي"، الروائي الكبير "جمال الغيطاني"، ثم أنا، الشاعرة الصغيرة آنذاك، التي مثّلت مصرَ في ربيع الشاعرات. ظمأ.د. سمير وطلب الماء، فسارع "جمال الغيطاني"، وقدّم له كأسَ الماء، رغم الخصومة العابرة التي ألقت بظلالها عليهما وقتها. ثم ترقرق الدمعُ في عيني "جمال الغيطاني"، مثل لؤلؤ نقيّ نبيل، حزنًا على مرض الرجل الذي هزّ أركان الهيئة المصرية العامة للكتاب أعوامًا، وزلزل خشبة المسرح بمسرحياته عهدًا. وذابت الخصومةُ بينهما، كما يليق بالكبار حين يختلفون في الرأي، ويتفقون على الإبداع والثقافة والتنوير.حين مرض جمال الغيطاني في مثل هذه الأيام قبل خمسة أعوام، ثم دخل في الغيبوبة، تصورتُها رحلةً من رحلاته الاستكشافية التي تعوّدَ أن يغوص فيها سائحًا بين متون كتب التاريخ، أو هائمًا بين دروب القاهرة وأزقّتها، أو جائلاً في أروقة مساجدها وكنائسها ومعابدها، بمحاريبها ومذابحها وهياكلها، متفحّصًا فسيفساءها ومشربياتها وعراميسها وأجراسها وأبراجها وأيقوناتها، ليعودَ إلينا بعدها مُحمّلا باللُمَح والتأملات التي شكّل منها برنامجه الجميل: "تجليات مصرية" الذي كان يقدمه لنا بصوته العميق ودارجته المصرية العذبة، فتمتلئ أرواحُنا وأدمغتنا غِنًى ومعرفةً بتاريخنا العظيم وتواريخنا الخالدة. تصورتُها جولةً معمارية بين أبنية مصر العتيقة يحِجُّ إليها ليجمع اسكتشات رؤيوية ثم ينبئنا بما قال لنا السَّلفُ المصري الصالحُ في حكاياته الخالدة، فنتعلم ونثرى معارفَ وإيمانًا وتاريخًا. تصوّرتها رحلة صوفية إلى سِدرة المُنتهى، يصعدُ فيها إلى أعلى العِليّين، ليقف عند ضفّة الكوثر، يسألُ الرحمنَ أن يحمي مصرَ من أعدائها، ثم يعودُ إلينا مُحمّلا بالبشرى بأن الله يدّخرُ لمصر نورًا ورغدًا ووعدًا بالجمال والتحضر، آمين. تصورتُها رحلة الأديبُ الأكبر داخل الهرم الأكبر. حدّثني جمال الغيطاني عن ليلةٍ قضاها في غرفة الدفن بالهرم، راقدًا داخل تابوت أقصر من طوله؛ فإذا بالزمن يستطيل فتغدو ساعاتُ الليل كأنها الدهر السرمديّ الذي لا فجرَ بعده، من فرط الهول وغول الظلام الذي "كأن له وبرًا"، على حد وصفه العبقري، تكاد تلمسُه بيديك من فرط إدماسه وكثافة عتمته! أخبرنا أن جسدَه فقد ماديتَه، فتحوّل إلى "طاقةٍ" لا قانونَ فيزيائيًّا يحكمه. وأن طاغوتَ الظُلمةِ يُفقد العقل سيطرتَه على سائر أعضاء الجسد. فيعطي أمرًا لليد أن تتحرك، ولا تستجيبُ اليدُ! كأنما الأعضاءُ قد اِسْتُلِبت جميعُها نحو آمرٍ ناهٍ جديد، ليس هو العقل، إنما هو قداسةُ اللحظة وهَوْلُ فرادتها! لحظةَ أن يرقدَ أحدُ أبناء الراهنِ، في تابوتٍ صنعته يدٌ عاشت قبل خمسةٍ وأربعين قرنًا من الزمان، في قلب قُدْسِ أقداسِ أعظم بناية شيدها الإنسانُ على مرّ التاريخ، عجيبةِ الدنيا ......
#دموع
#جمال
#الغيطاني
#باريس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=697496
#الحوار_المتمدن
#فاطمة_ناعوت لم أرَ دموعَ الروائي الكبير "جمال الغيطاني" إلا مرةً واحدة قبل ستة عشر عامًا. فقد كان دائمًا باشًّا باسمًا في وجه مَن يعرف ومَن لا يعرف. شاهدتُ دموعَه في باريس، في معهد العالم العربي. كنّا نجلسُ في قاعة المسرح في انتظار وصول الدكتور"سمير سرحان" الكاتب الكبير وأستاذ الأدب الإنجليزي، ورئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب آنذاك، حتى يكتملَ نصابُ الأعلام الكبار الذين جاءوا ليقدمونا، نحن الشاعرات العربيات، في مهرجان "ربيع الشاعرات في باريس" عام 2004. لكن الدكتور سمير لم يدخلِ القاعةَ على قدميه، بل جاء جالسًا على مقعد متحرك، إذْ كان يخضعُ للعلاج آنذاك في مستشفيات باريس، لكنّه تحامل على مرضه وأصرّ على حضور الحفل؛ ليرحّب بالوفد المصري المشارك. صعد د. سمير إلى المنصة، وراح يرحبُ بأدباء مصر: الشاعر الكبير "أحمد عبد المعطي حجازي"، الروائي الكبير "جمال الغيطاني"، ثم أنا، الشاعرة الصغيرة آنذاك، التي مثّلت مصرَ في ربيع الشاعرات. ظمأ.د. سمير وطلب الماء، فسارع "جمال الغيطاني"، وقدّم له كأسَ الماء، رغم الخصومة العابرة التي ألقت بظلالها عليهما وقتها. ثم ترقرق الدمعُ في عيني "جمال الغيطاني"، مثل لؤلؤ نقيّ نبيل، حزنًا على مرض الرجل الذي هزّ أركان الهيئة المصرية العامة للكتاب أعوامًا، وزلزل خشبة المسرح بمسرحياته عهدًا. وذابت الخصومةُ بينهما، كما يليق بالكبار حين يختلفون في الرأي، ويتفقون على الإبداع والثقافة والتنوير.حين مرض جمال الغيطاني في مثل هذه الأيام قبل خمسة أعوام، ثم دخل في الغيبوبة، تصورتُها رحلةً من رحلاته الاستكشافية التي تعوّدَ أن يغوص فيها سائحًا بين متون كتب التاريخ، أو هائمًا بين دروب القاهرة وأزقّتها، أو جائلاً في أروقة مساجدها وكنائسها ومعابدها، بمحاريبها ومذابحها وهياكلها، متفحّصًا فسيفساءها ومشربياتها وعراميسها وأجراسها وأبراجها وأيقوناتها، ليعودَ إلينا بعدها مُحمّلا باللُمَح والتأملات التي شكّل منها برنامجه الجميل: "تجليات مصرية" الذي كان يقدمه لنا بصوته العميق ودارجته المصرية العذبة، فتمتلئ أرواحُنا وأدمغتنا غِنًى ومعرفةً بتاريخنا العظيم وتواريخنا الخالدة. تصورتُها جولةً معمارية بين أبنية مصر العتيقة يحِجُّ إليها ليجمع اسكتشات رؤيوية ثم ينبئنا بما قال لنا السَّلفُ المصري الصالحُ في حكاياته الخالدة، فنتعلم ونثرى معارفَ وإيمانًا وتاريخًا. تصوّرتها رحلة صوفية إلى سِدرة المُنتهى، يصعدُ فيها إلى أعلى العِليّين، ليقف عند ضفّة الكوثر، يسألُ الرحمنَ أن يحمي مصرَ من أعدائها، ثم يعودُ إلينا مُحمّلا بالبشرى بأن الله يدّخرُ لمصر نورًا ورغدًا ووعدًا بالجمال والتحضر، آمين. تصورتُها رحلة الأديبُ الأكبر داخل الهرم الأكبر. حدّثني جمال الغيطاني عن ليلةٍ قضاها في غرفة الدفن بالهرم، راقدًا داخل تابوت أقصر من طوله؛ فإذا بالزمن يستطيل فتغدو ساعاتُ الليل كأنها الدهر السرمديّ الذي لا فجرَ بعده، من فرط الهول وغول الظلام الذي "كأن له وبرًا"، على حد وصفه العبقري، تكاد تلمسُه بيديك من فرط إدماسه وكثافة عتمته! أخبرنا أن جسدَه فقد ماديتَه، فتحوّل إلى "طاقةٍ" لا قانونَ فيزيائيًّا يحكمه. وأن طاغوتَ الظُلمةِ يُفقد العقل سيطرتَه على سائر أعضاء الجسد. فيعطي أمرًا لليد أن تتحرك، ولا تستجيبُ اليدُ! كأنما الأعضاءُ قد اِسْتُلِبت جميعُها نحو آمرٍ ناهٍ جديد، ليس هو العقل، إنما هو قداسةُ اللحظة وهَوْلُ فرادتها! لحظةَ أن يرقدَ أحدُ أبناء الراهنِ، في تابوتٍ صنعته يدٌ عاشت قبل خمسةٍ وأربعين قرنًا من الزمان، في قلب قُدْسِ أقداسِ أعظم بناية شيدها الإنسانُ على مرّ التاريخ، عجيبةِ الدنيا ......
#دموع
#جمال
#الغيطاني
#باريس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=697496
الحوار المتمدن
فاطمة ناعوت - دموع جمال الغيطاني … في باريس
مهند طلال الاخرس : كل يوم كتاب؛ الرفاعي رواية لجمال الغيطاني
#الحوار_المتمدن
#مهند_طلال_الاخرس #كل_يوم_كتابالرفاعي رواية لجمال الغيطاني، رواية تقع على متن 137 صفحة من القطع المتوسط، والرواية صادرة بطبعتها الاولى عام 1976 وصدرت بعدها بعدة طبعات اخرها طبعة دار الشروق المصرية.الرواية تتحدث عن اسطورة الصاعقة المصرية ومؤسس المجموعة 39 قتال العميد اركان حرب ابراهيم الرفاعي.الرواية قيمة وجميلة وتتناول سيرة ومسيرة البطل الشهيد ابراهيم الرفاعي في الثلاثة عشرة يوما الاخيرة قبل استشهاده، حيث تبدأ الرواية بهذه الصيغة الفريدة، اذ يبدا العد التنازلي ابتداء من الرقم 13 من عند اول صفحة، ومن هنا تبدأ الحكاية ويبدا التشويق؛ اذ يفاجئك هذا الاسلوب في العد التنازلي، والذي سريعا ما يتناول من خلال العد التنازلي سيرة وحياة البطل ابراهيم الرفاعي في هذه الايام الاخيرة من حياته، وهذه الايام تروي وقائع واحداث حقيقية قام بها بطل الصاعقة المصرية ورفاقة (المجموعة 39 قتال) في مواجهة العدو الاسرائيلي خلال حرب اكتوبر المجيدة.تدور احداث الرواية خلال الثلاثة عشرة يوما الاخيرة من حياة البطل ابراهيم الرفاعي، ومع شروق شمس كل يوم، يكون القاريء على موعد مع فصول جديدة من البطولة والفداء والتضحية يجسدها ابراهيم الرفاعي ورفاقه في مواجهة العدو الاسرائيلي، كل ذلك يتم طبعا من خلال كم هائل من العمليات الفدائية النوعية خلف خطوط العدو، فيستعرض الكاتب اهم وابرز تلك العمليات الفدائية، ليس هذا وحسب، بل ان الكاتب اثبت خلال نص الرواية انه كان قريبا من المجموعة وقائدها، وإلا لما تمكن من نقل الاحداث بهذه الصورة الحيوية والمشوقة والمزودة بكل التفاصيل التي تحبس الانفاس.اجاد جمال الغيطاني وابدع وهو يجسد اسطورة الصاعقة المصرية ابراهيم الرفاعي وتمكن عبر تفاصيل وحكايا كثيرة ان يضعنا بمواجهة شخصية البطل بصورة حقيفية، حتى اننا اصبحنا نمتلك القدرة على استباق كثير من الاحداث في الرواية علاوة على قدرتنا بالتنبؤ بتصرفات البطل وصولا لمعرفتنا بالنهاية الحتمية والاستشهاد قبل وقوعها بصفحات، حتى ان القاريء يبطيء عمدا في تقليب صفحات الرواية، لانه مع تقدم الصفحات كان اليقين يزداد لدى القاريء ان الكاتب والبطل سائرون بنا الى النتيجة الحتمية، وهذا على الدوام كان ديدن الايام وصنعتها الدائمة؛ فمن نحبهم بشدة يختارهم القدر بعناية فائقة... ولأن الكاتب تعامل مع الرفاعي كقيمة سامية ومعنى يعانق السماء لذا فقد خلص إلى أنه ستبقى سيرة الرفاعي خالدة عبر العصور حتى وان اعتلاها الكثير من الغبار، لكن سيرة الدم لا تنتهي ولا تختفي، لذا كان من المحتم على كل صاحب علم ودراية وايمان ان سيرة الرفاعي وامجادها لا يمكن ان تموت، فهي وان غابت، لا تلبث ان تعود من جديد باسماء واشكال اخرى متعددة، وسيظهر الرفاعي مرة اخرى في شتى الأزمنة والمواقف ... فالمعاني والقيم لا تختفي ..وكذلك البطولة...في الرواية وفي سبيل تعريفنا بالبطل وجوهر حكايته يكتب الغيطاني فيقول:"جاء إلى الدنيا ليقاتل دفاعًا عن كل الذين مرّ بهم وعرفهم أو مشوا معه وحاوروه في تلك القرى والمدن، عن كل من يعيشون في هذه المساحات التي طار فوقها بالهيلوكبتر والأنتينوف وبالأليوشن، كل من رآهم يرشفون الشاي في المقاهي ويحتفلون بأعياد الميلاد ويهمسون بالنجوى...إنه العميد أركان حرب إبراهيم الرفاعي، مؤسس وقائد المجموعة 39 قتال، هذه المجموعة الاستثنائية في تاريخ العسكرية المصرية، والتي قُدر للمؤلف أن يقترب منها ويعايش أفرادها وأعمالهم القتالية عن قرب في فترة صعبة واستثنائية".في الرواية ورغم سماع صوت الرصاص والقدرة على شتمام رائحة الدم والموت ......
#كتاب؛
#الرفاعي
#رواية
#لجمال
#الغيطاني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=716895
#الحوار_المتمدن
#مهند_طلال_الاخرس #كل_يوم_كتابالرفاعي رواية لجمال الغيطاني، رواية تقع على متن 137 صفحة من القطع المتوسط، والرواية صادرة بطبعتها الاولى عام 1976 وصدرت بعدها بعدة طبعات اخرها طبعة دار الشروق المصرية.الرواية تتحدث عن اسطورة الصاعقة المصرية ومؤسس المجموعة 39 قتال العميد اركان حرب ابراهيم الرفاعي.الرواية قيمة وجميلة وتتناول سيرة ومسيرة البطل الشهيد ابراهيم الرفاعي في الثلاثة عشرة يوما الاخيرة قبل استشهاده، حيث تبدأ الرواية بهذه الصيغة الفريدة، اذ يبدا العد التنازلي ابتداء من الرقم 13 من عند اول صفحة، ومن هنا تبدأ الحكاية ويبدا التشويق؛ اذ يفاجئك هذا الاسلوب في العد التنازلي، والذي سريعا ما يتناول من خلال العد التنازلي سيرة وحياة البطل ابراهيم الرفاعي في هذه الايام الاخيرة من حياته، وهذه الايام تروي وقائع واحداث حقيقية قام بها بطل الصاعقة المصرية ورفاقة (المجموعة 39 قتال) في مواجهة العدو الاسرائيلي خلال حرب اكتوبر المجيدة.تدور احداث الرواية خلال الثلاثة عشرة يوما الاخيرة من حياة البطل ابراهيم الرفاعي، ومع شروق شمس كل يوم، يكون القاريء على موعد مع فصول جديدة من البطولة والفداء والتضحية يجسدها ابراهيم الرفاعي ورفاقه في مواجهة العدو الاسرائيلي، كل ذلك يتم طبعا من خلال كم هائل من العمليات الفدائية النوعية خلف خطوط العدو، فيستعرض الكاتب اهم وابرز تلك العمليات الفدائية، ليس هذا وحسب، بل ان الكاتب اثبت خلال نص الرواية انه كان قريبا من المجموعة وقائدها، وإلا لما تمكن من نقل الاحداث بهذه الصورة الحيوية والمشوقة والمزودة بكل التفاصيل التي تحبس الانفاس.اجاد جمال الغيطاني وابدع وهو يجسد اسطورة الصاعقة المصرية ابراهيم الرفاعي وتمكن عبر تفاصيل وحكايا كثيرة ان يضعنا بمواجهة شخصية البطل بصورة حقيفية، حتى اننا اصبحنا نمتلك القدرة على استباق كثير من الاحداث في الرواية علاوة على قدرتنا بالتنبؤ بتصرفات البطل وصولا لمعرفتنا بالنهاية الحتمية والاستشهاد قبل وقوعها بصفحات، حتى ان القاريء يبطيء عمدا في تقليب صفحات الرواية، لانه مع تقدم الصفحات كان اليقين يزداد لدى القاريء ان الكاتب والبطل سائرون بنا الى النتيجة الحتمية، وهذا على الدوام كان ديدن الايام وصنعتها الدائمة؛ فمن نحبهم بشدة يختارهم القدر بعناية فائقة... ولأن الكاتب تعامل مع الرفاعي كقيمة سامية ومعنى يعانق السماء لذا فقد خلص إلى أنه ستبقى سيرة الرفاعي خالدة عبر العصور حتى وان اعتلاها الكثير من الغبار، لكن سيرة الدم لا تنتهي ولا تختفي، لذا كان من المحتم على كل صاحب علم ودراية وايمان ان سيرة الرفاعي وامجادها لا يمكن ان تموت، فهي وان غابت، لا تلبث ان تعود من جديد باسماء واشكال اخرى متعددة، وسيظهر الرفاعي مرة اخرى في شتى الأزمنة والمواقف ... فالمعاني والقيم لا تختفي ..وكذلك البطولة...في الرواية وفي سبيل تعريفنا بالبطل وجوهر حكايته يكتب الغيطاني فيقول:"جاء إلى الدنيا ليقاتل دفاعًا عن كل الذين مرّ بهم وعرفهم أو مشوا معه وحاوروه في تلك القرى والمدن، عن كل من يعيشون في هذه المساحات التي طار فوقها بالهيلوكبتر والأنتينوف وبالأليوشن، كل من رآهم يرشفون الشاي في المقاهي ويحتفلون بأعياد الميلاد ويهمسون بالنجوى...إنه العميد أركان حرب إبراهيم الرفاعي، مؤسس وقائد المجموعة 39 قتال، هذه المجموعة الاستثنائية في تاريخ العسكرية المصرية، والتي قُدر للمؤلف أن يقترب منها ويعايش أفرادها وأعمالهم القتالية عن قرب في فترة صعبة واستثنائية".في الرواية ورغم سماع صوت الرصاص والقدرة على شتمام رائحة الدم والموت ......
#كتاب؛
#الرفاعي
#رواية
#لجمال
#الغيطاني
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=716895
الحوار المتمدن
مهند طلال الاخرس - كل يوم كتاب؛ الرفاعي رواية لجمال الغيطاني