ناجح شاهين : ثقافة التبرج والتظاهر والادعاء
#الحوار_المتمدن
#ناجح_شاهين عندنا الصبايا دايما على "سنجة عشرة"، والأطفال على سنجة عشرة، والشباب على سنجة عشرة، والعجائز شعرهم مصبوغ وأوضاعهم تمام، الكل رايح جاي على الجيم، وعند طبيب الأنظمة الغذائية. المجتمع كله منهمك عن بكرة أبيه في وضع الأصباغ والأقنعة. ولا بد أنكم لاحظتم أن رجال السياسة عندنا يضعون على رؤوسهم "الجل" وأنواعا متعددة من مثبتات الشعر، ويمكن لك أن تتخيل أن أحدهم يذهب إلى "الكوافير" قبل أن يأتي إلى المظاهرة، ربما أنه خائف من أن تصطاده عدسة أحد التلفزيونات وهو غير جاهز للظهور بأجمل وجه ممكن. عندما كنت أدرس في الولايات المتحدة –خصوصا بعد أن انضمت إلي زوجتي في العام الثاني- كان الأمريكيون يلاحظون أنني دائما مهندم "على سنجة عشرة" أو "لابس اللي على الحبل" حليق الذقن مرتب الشعر...الخ فكانوا تلقائياً يقولون لي: تبدو أنيقا، والوضع على ما يرام (you look great). بعد بعض الوقت توقفوا عن مجاملتي لأنهم اكتشفوا أنني دائما "صلاة النبي" جاهز للتصوير مع أنني كنت طالبا جامعيا. بالطبع لم يكن أساتذتي دائما جاهزين مثلي، بل إن أحدهم –وكان يحوز جائزة نوبل- كثيرا ما كان يحضر إلى الجامعة وهو يلبس بنطالا قصيرا مع صندل جلدي بسيط، وذقنه وشعره مهملان. كان هناك دائما مؤشرات على أن الناس مشغولة في العمل أو الدراسة. ولذلك فإن الفرصة لرؤية الصبايا وهن يظهرن جمالهن والرجال وهم يصلحون من هندامهم شيئا ما تقتصر على نهاية الأسبوع حيث تخف الضغوط بمقدار معين.من ناحية أخرى لا نتوانى في ثقافتنا القومية والفلسطينية عن وضع الأقنعة الضرورية ثقافيا واجتماعيا وأخلاقيا، ولذلك على سبيل المثال يصعب أن تسأل أحدنا عن شيء مهما كان تافه الشأن أو عظيم القدر، صعبا أو سهلا، إلا أجاب بأنه يعرفه. التظاهر والادعاء والتباهي جزء لا يتجزأ من ثقافتنا. ولا بد أن ثقافة التظاهر والادعاء تشمل أيضا قطاع السياسية والعلم والفن والأكاديميا. فيتم الادعاء الكاذب بتحقيق الإنجازات السياسية والعلمية والأكاديمية التي يحدث في أحيان كثيرة أن يصدقها البسطاء مما يسهم في تفاقم أوضاعنا المحزنة باعتبار أن الوهم ينتشر بين الناس معلنا أن كل شيء على ما يرام سياسيا وعلميا واقتصاديا وأننا على الطريق. من ناحية ثانية هناك الجزء من المجتمع الذي يعي أن كل ما يقال هو مجرد أكاذيب ملفقة وأننا في الواقع نحث الخطى بسرعة نحسد عليها باتجاه الخروج من التاريخ.ربما أن الكثير منا لا يدرك "المخاطر" التي تترتب على ثقافة الأقنعة وممارستها عندما تتحول إلى ظاهرة اجتماعية كاملة تشل الفعل الحقيقي وتستبدل به الوهم والمظهر الخارجي الخداع الذي يفضح أكثر مما يستر ويتطلب مقدارا عاليا من الغباء أو التواطئ حتى لا ينكشف للعين العادية ناهيك عن العين الخبيرة الواعية. نود أن نشير بشكل مبتسر فيما يلي إلى بعض جوانب التظاهر مع محاولة التنويه بالمضار الناجمة عنها.1. يضر التظاهر والتبرج الدائم الذي يحكم العلاقة بين الجنسين بالحب والجنس على السواء. تكون المرأة في الشارع أجمل دائما من البيت والفراش، والرجل تقريبا مثلها. عندما تكون الصبية الغربية مشخصة تقول لها "يو لوك غريت" أما نحن فمثلما أشرت في وصف نفسي تحديدا دائما "غريت". بالطبع هناك اللطف المصطنع الدائم الذي يمارسه الرجل مع أية امرأة في الحيز العام، والجاهزية التامة طوال الوقت لإبداء الاهتمام والإعجاب والغزل ...الخ بأية امرأة حتى عندما لا تكون جذابة فعلا بالنسبة له. وتقوم الفتيات بدورهن بألعابهن المعتادة: الدلال والنعومة والرقة في سياق العمل والدراسة طوال الوقت. ولا تنكشف الشخصية الحقيقية إلا بعد العودة إلى المنزل ح ......
#ثقافة
#التبرج
#والتظاهر
#والادعاء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=757999
#الحوار_المتمدن
#ناجح_شاهين عندنا الصبايا دايما على "سنجة عشرة"، والأطفال على سنجة عشرة، والشباب على سنجة عشرة، والعجائز شعرهم مصبوغ وأوضاعهم تمام، الكل رايح جاي على الجيم، وعند طبيب الأنظمة الغذائية. المجتمع كله منهمك عن بكرة أبيه في وضع الأصباغ والأقنعة. ولا بد أنكم لاحظتم أن رجال السياسة عندنا يضعون على رؤوسهم "الجل" وأنواعا متعددة من مثبتات الشعر، ويمكن لك أن تتخيل أن أحدهم يذهب إلى "الكوافير" قبل أن يأتي إلى المظاهرة، ربما أنه خائف من أن تصطاده عدسة أحد التلفزيونات وهو غير جاهز للظهور بأجمل وجه ممكن. عندما كنت أدرس في الولايات المتحدة –خصوصا بعد أن انضمت إلي زوجتي في العام الثاني- كان الأمريكيون يلاحظون أنني دائما مهندم "على سنجة عشرة" أو "لابس اللي على الحبل" حليق الذقن مرتب الشعر...الخ فكانوا تلقائياً يقولون لي: تبدو أنيقا، والوضع على ما يرام (you look great). بعد بعض الوقت توقفوا عن مجاملتي لأنهم اكتشفوا أنني دائما "صلاة النبي" جاهز للتصوير مع أنني كنت طالبا جامعيا. بالطبع لم يكن أساتذتي دائما جاهزين مثلي، بل إن أحدهم –وكان يحوز جائزة نوبل- كثيرا ما كان يحضر إلى الجامعة وهو يلبس بنطالا قصيرا مع صندل جلدي بسيط، وذقنه وشعره مهملان. كان هناك دائما مؤشرات على أن الناس مشغولة في العمل أو الدراسة. ولذلك فإن الفرصة لرؤية الصبايا وهن يظهرن جمالهن والرجال وهم يصلحون من هندامهم شيئا ما تقتصر على نهاية الأسبوع حيث تخف الضغوط بمقدار معين.من ناحية أخرى لا نتوانى في ثقافتنا القومية والفلسطينية عن وضع الأقنعة الضرورية ثقافيا واجتماعيا وأخلاقيا، ولذلك على سبيل المثال يصعب أن تسأل أحدنا عن شيء مهما كان تافه الشأن أو عظيم القدر، صعبا أو سهلا، إلا أجاب بأنه يعرفه. التظاهر والادعاء والتباهي جزء لا يتجزأ من ثقافتنا. ولا بد أن ثقافة التظاهر والادعاء تشمل أيضا قطاع السياسية والعلم والفن والأكاديميا. فيتم الادعاء الكاذب بتحقيق الإنجازات السياسية والعلمية والأكاديمية التي يحدث في أحيان كثيرة أن يصدقها البسطاء مما يسهم في تفاقم أوضاعنا المحزنة باعتبار أن الوهم ينتشر بين الناس معلنا أن كل شيء على ما يرام سياسيا وعلميا واقتصاديا وأننا على الطريق. من ناحية ثانية هناك الجزء من المجتمع الذي يعي أن كل ما يقال هو مجرد أكاذيب ملفقة وأننا في الواقع نحث الخطى بسرعة نحسد عليها باتجاه الخروج من التاريخ.ربما أن الكثير منا لا يدرك "المخاطر" التي تترتب على ثقافة الأقنعة وممارستها عندما تتحول إلى ظاهرة اجتماعية كاملة تشل الفعل الحقيقي وتستبدل به الوهم والمظهر الخارجي الخداع الذي يفضح أكثر مما يستر ويتطلب مقدارا عاليا من الغباء أو التواطئ حتى لا ينكشف للعين العادية ناهيك عن العين الخبيرة الواعية. نود أن نشير بشكل مبتسر فيما يلي إلى بعض جوانب التظاهر مع محاولة التنويه بالمضار الناجمة عنها.1. يضر التظاهر والتبرج الدائم الذي يحكم العلاقة بين الجنسين بالحب والجنس على السواء. تكون المرأة في الشارع أجمل دائما من البيت والفراش، والرجل تقريبا مثلها. عندما تكون الصبية الغربية مشخصة تقول لها "يو لوك غريت" أما نحن فمثلما أشرت في وصف نفسي تحديدا دائما "غريت". بالطبع هناك اللطف المصطنع الدائم الذي يمارسه الرجل مع أية امرأة في الحيز العام، والجاهزية التامة طوال الوقت لإبداء الاهتمام والإعجاب والغزل ...الخ بأية امرأة حتى عندما لا تكون جذابة فعلا بالنسبة له. وتقوم الفتيات بدورهن بألعابهن المعتادة: الدلال والنعومة والرقة في سياق العمل والدراسة طوال الوقت. ولا تنكشف الشخصية الحقيقية إلا بعد العودة إلى المنزل ح ......
#ثقافة
#التبرج
#والتظاهر
#والادعاء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=757999
الحوار المتمدن
ناجح شاهين - ثقافة التبرج والتظاهر والادعاء