نادية خلوف : تتمة رواية اشتعال
#الحوار_المتمدن
#نادية_خلوف الفصل الأول في عيادة الكيماوي كمبيوتري يرافقني ، أحاول نسيان أنني أتلقى الجرعة ، ولمدة ست ساعات . أفتح الكمبيوتر، وبنفس راضية بما يجري ، أكتب مقالاتي في السياسة، و الأدب، وحول المرض .يأتي اليوم الثالث بعد الكيماوي حيث تتوقف الحياة، وتحين لحظة الموت ، فتحضن كل الماضي، وتختصر الألم، تحاول أن توصل إلى ذهنك فكرة: فلترقد روحي بسلام الآن ، لكن هيهات! الوجع أكبر مما تتخيل ، ينتهي قبل الزيارة الثانية وهكذا دواليك .كنت أنتظر بغارغ الصبر أن ينتهي العلاج الكيماوي ، و انتهى فعلاً بعد خمسة أشهر ، كانت نتائجه الإيجابية قليلة، فتم نقلي إلى العلاج الاشعاعي. ذهبت إلى فندق يدعى فندق المرضى ، وفي ذلك الفندق كل مقومات الحياة، وكنت أنا في جناح مرضى السّرطان . غرفة الأحلام تلك الغرفة الأنيقة التي تقع على الجانب الأيسر من الغرفة رقم تسعة ، تحتوي على تلفاز وبعض الكتب ، ومقاعد مريحة ، هي غرفة صغيرة قليلاً ، نادراً ما يجتمع فيها أكثر من ثلاثة أشخاص . يقع المطعم على بعد عدة أمتار منها ، تسير إليه عبر ممرّ . سكان الفندق هنا لا ينامون ، يقصدون المطعم من أجل فنجان قهوة، أو يجلسون في القاعة الكبيرة قرب المطعم يشاهدون التلفاز ، أو يقرؤون الكتب، قد لا يشاهدون ، ولا يقرؤون ، لكنهم يرغبون بممارسة روتينهم اليومي . يجافيني النوم . اشتعلت هذه المرة ، لم أشعر بالنشوة بل بالاحتراق . أستلقي على سريري ، أرفع ظهري كي لا أتألّم . شيء ما يؤلمني ، ألبس ثيابي، أفتح باب غرفتي ، أذهب إلى المطعم ، أدهن بعض الزبدة على خبز ، أجلب فنجان قهوة لن أشربه ، فقط أحدثّه ، لبضع دقائق ، أتناول المهدّئات . أجلس مع فنجان قهوتي في الغرفة التي على يسار الغرفة رقم تسعة ، أفتح التّلفاز ، لا أسمع ، لا أرى ، هو نوع من ممارسة الطّقوس علّ الأمر يصبح روتيناً. -مرحباً !-مرحباً!-يبدو أنّك لا تستطيعين النّوم . جميعنا هنا لا ننام . جلبت بعض الحلويات من البراد ، وفنجان قهوة، ألتهم الطّعام دون أن أستسيغ طعمه ، كأنني أعاند نفسي . -أما أنا فلا أستطيع أن أتناول الحلويات لأني مريضة سكري.-أنا أيضاً مريض سكري ، أتدبر الأمر بزيادة جرعة العلاج . اسمي أنطونيو. أكتب القصة القصيرة ، أحاول أن أسهر علّني أنام بضع ساعات قبل العلاج. أصبحنا نجلس أنا وزميلي في أغلب الليالي في الغرفة ، يعطيني جرعات من التفاؤل ، لا يشكو المرض، فقط يتحدّث عن اليونان وطنه الأم. قال لي: " أتيت إلى السويد منذ خمسين عاماً، زوجتي سويدية ، لكنّني لم أنسجم مع الطّعام هنا، لا زالت نكهة زيت الزيتون ، و الشواء ، و الفرابية ترافقني . رأيتك لا تأكلين أحياناً الطّعام ، اعتقدت أنّك قادمة من اليونان ، تشبهين أختي ."-أنا أيضاً هاوية كتابة ، عندما ينتصف الليل ، لا أستطيع النوم ، أروح و أجيء في الممّر، مرّة أجلب القهوة، و أخرى آكل بعض الخبز ، فتحلّ الثالثة فجراً أجلس إلى الكمبيوتر و أكتب بعض الأشياء كي أشعر أنني على قيد الحياة . -أعتقد أنّنا سوف نتجاوز الألم . دعينا نحلم قليلاً . بعد انتهاء العلاج سوف أقوم برحلة إلى أفريقيا ، في هذه المرة لن أطلب من زوجتي أن ترافقني . عندما مرضت عرفت أنّني سوف أعيش الوحدة رغم التّعاطف معي . -أنا أيضاً سوف أذهب إلى كندا، لكن هل تعتقد أن السياحة هي حلم؟ أحلامي تطاردني ، لا زلت طفلة تلعب في الحي، لا زلت أرعى أغنام أمّي، و أجلب الحطب للتنور . رافقني الحلم على م ......
#تتمة
#رواية
#اشتعال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730636
#الحوار_المتمدن
#نادية_خلوف الفصل الأول في عيادة الكيماوي كمبيوتري يرافقني ، أحاول نسيان أنني أتلقى الجرعة ، ولمدة ست ساعات . أفتح الكمبيوتر، وبنفس راضية بما يجري ، أكتب مقالاتي في السياسة، و الأدب، وحول المرض .يأتي اليوم الثالث بعد الكيماوي حيث تتوقف الحياة، وتحين لحظة الموت ، فتحضن كل الماضي، وتختصر الألم، تحاول أن توصل إلى ذهنك فكرة: فلترقد روحي بسلام الآن ، لكن هيهات! الوجع أكبر مما تتخيل ، ينتهي قبل الزيارة الثانية وهكذا دواليك .كنت أنتظر بغارغ الصبر أن ينتهي العلاج الكيماوي ، و انتهى فعلاً بعد خمسة أشهر ، كانت نتائجه الإيجابية قليلة، فتم نقلي إلى العلاج الاشعاعي. ذهبت إلى فندق يدعى فندق المرضى ، وفي ذلك الفندق كل مقومات الحياة، وكنت أنا في جناح مرضى السّرطان . غرفة الأحلام تلك الغرفة الأنيقة التي تقع على الجانب الأيسر من الغرفة رقم تسعة ، تحتوي على تلفاز وبعض الكتب ، ومقاعد مريحة ، هي غرفة صغيرة قليلاً ، نادراً ما يجتمع فيها أكثر من ثلاثة أشخاص . يقع المطعم على بعد عدة أمتار منها ، تسير إليه عبر ممرّ . سكان الفندق هنا لا ينامون ، يقصدون المطعم من أجل فنجان قهوة، أو يجلسون في القاعة الكبيرة قرب المطعم يشاهدون التلفاز ، أو يقرؤون الكتب، قد لا يشاهدون ، ولا يقرؤون ، لكنهم يرغبون بممارسة روتينهم اليومي . يجافيني النوم . اشتعلت هذه المرة ، لم أشعر بالنشوة بل بالاحتراق . أستلقي على سريري ، أرفع ظهري كي لا أتألّم . شيء ما يؤلمني ، ألبس ثيابي، أفتح باب غرفتي ، أذهب إلى المطعم ، أدهن بعض الزبدة على خبز ، أجلب فنجان قهوة لن أشربه ، فقط أحدثّه ، لبضع دقائق ، أتناول المهدّئات . أجلس مع فنجان قهوتي في الغرفة التي على يسار الغرفة رقم تسعة ، أفتح التّلفاز ، لا أسمع ، لا أرى ، هو نوع من ممارسة الطّقوس علّ الأمر يصبح روتيناً. -مرحباً !-مرحباً!-يبدو أنّك لا تستطيعين النّوم . جميعنا هنا لا ننام . جلبت بعض الحلويات من البراد ، وفنجان قهوة، ألتهم الطّعام دون أن أستسيغ طعمه ، كأنني أعاند نفسي . -أما أنا فلا أستطيع أن أتناول الحلويات لأني مريضة سكري.-أنا أيضاً مريض سكري ، أتدبر الأمر بزيادة جرعة العلاج . اسمي أنطونيو. أكتب القصة القصيرة ، أحاول أن أسهر علّني أنام بضع ساعات قبل العلاج. أصبحنا نجلس أنا وزميلي في أغلب الليالي في الغرفة ، يعطيني جرعات من التفاؤل ، لا يشكو المرض، فقط يتحدّث عن اليونان وطنه الأم. قال لي: " أتيت إلى السويد منذ خمسين عاماً، زوجتي سويدية ، لكنّني لم أنسجم مع الطّعام هنا، لا زالت نكهة زيت الزيتون ، و الشواء ، و الفرابية ترافقني . رأيتك لا تأكلين أحياناً الطّعام ، اعتقدت أنّك قادمة من اليونان ، تشبهين أختي ."-أنا أيضاً هاوية كتابة ، عندما ينتصف الليل ، لا أستطيع النوم ، أروح و أجيء في الممّر، مرّة أجلب القهوة، و أخرى آكل بعض الخبز ، فتحلّ الثالثة فجراً أجلس إلى الكمبيوتر و أكتب بعض الأشياء كي أشعر أنني على قيد الحياة . -أعتقد أنّنا سوف نتجاوز الألم . دعينا نحلم قليلاً . بعد انتهاء العلاج سوف أقوم برحلة إلى أفريقيا ، في هذه المرة لن أطلب من زوجتي أن ترافقني . عندما مرضت عرفت أنّني سوف أعيش الوحدة رغم التّعاطف معي . -أنا أيضاً سوف أذهب إلى كندا، لكن هل تعتقد أن السياحة هي حلم؟ أحلامي تطاردني ، لا زلت طفلة تلعب في الحي، لا زلت أرعى أغنام أمّي، و أجلب الحطب للتنور . رافقني الحلم على م ......
#تتمة
#رواية
#اشتعال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730636
الحوار المتمدن
نادية خلوف - تتمة رواية اشتعال
نادية خلوف : اشتعال -3-
#الحوار_المتمدن
#نادية_خلوف تخجل أن تصرخ : آخ تخفض رأسك تعضّ على شفتيك آخ !لو تنتهي الرّحلة كيفما كان لو أموت بهدوء وينتهي كل شيءأخجل منّي لأنني مسنّة يجب أن أتصرف أنّني مقبلة لى الموت ، لأنّ عمري يستحق هو فعلاً يستحق أذكر يوم قالت لي أمي : أتمنى الموت اليوم أنا مثلها أتمناه .هنا تنتظر دورك في العلاج و يأتي دورك ، تدخل مذعناً ، بعد دقائق تشعر أنّك بين أيدي أمينة فتستقرّ ، وتبدأ الآلة في الزعيق، تدور حولك ، ترسل إشاراتها الخضراء ، و لا ألم. لا ألم و أنت بين فكيّ الآلة القاسية الرّحيمة. تحاول النزول عن الآلة وجسدك الطريّ ملتصق على جسدها الصلب، تشعر أن بعض عظامك قد تأذى، لكن لا بأس ! كيف جعلوا تلك الآلة تفهم ألمي ؟ أشعر بها تقبض على الورم بفمها ، يحاول الورم الإفلات، فتطارده. لعبة الشرطة و الحرامية تكون في خاصرتي . أصبحت أتعامل مع تلك الآلة كسلطة قويّة عليّ طاعتها. أخرج من باب مركز العلاج منهكة، أحاول التقيؤ ولا أستطيع، أنتظر السّيارة كي تعيدني إلى الفندق، ومعي عشرات المرضى ينتظرون سياراتهم ، أراقبهم ، أغلبهم فقد عضلات رجليه، فأصبح الجزء العلوي لجسده أقوى من الجزء السّفلي. لا شكّ أن أولئك البشر أولاد عائلات، و أصحاب عائلات مثلي، لكنّهم لا يشكون مثلي. متى شكوت؟ أشكو بصمت، أستسلم ، أتفاءل ، و أتشاءم حسب لغة جسدي في تلك اللحظة . كيف يمكن أن أقضي اليوم في ذلك الفندق بعد العلاج؟ أعود من العلاج ، أشعر أنّ جسدي منهك ، وكل شيء لديّ مفتوح. الرحم، و المثانة و المستقيم. لا أستطيع ، أقرّر أنني أبالغ، أخرج من الفندق، أسير باتجاه الغابة ، وفي طريقي أشاهد الفتيان يلعبون كرة القدم . في إحدى المرات، وبينما كنت أسير في ممرّ ضيق في الغابة رأيت أفعى تلتف على أفعى . إنه الخبّ. ابتسمت، ثم غيّرت طريقي ، فمن سوف يراني لو لدغتني أفعى و أنا وسط الأشجار؟ . . . في الذهاب إلى مركز العلاج ، وفي الإياب تقلّني تاكسي خاصة بالمرضى ، أغلب السائقين ليسوا سويديين ، بل أغلبهم من السويدين ذوي الخلفية الأجنبية كالصوماليين و السوريين ، و المغاربة. في إحدى المرات كان السائق الذي يقلني إلى منزلي إيزيدي ، سمعته يتحدث الكردية، و باعتبار أني أفهم القليل من الكردية فهمت حديثه، لكنه يجيد العربية أيضاً . تعارفنا ، وفي الطريق سألني إن كان يستطيع أن يأخذ فنجان قهوة من مطعم أولاده، كما سألني ماذا أحبّ أن آكل. قلت له أن يجلب لي سندويشة فلافل ، وعندما عاد أتى بصندويشة فلافل وكولا، لكنه رفض أن يأخذ ثمنها . كنت جائعة جداً ، لم أتذوق الطعام منذ الأمس لأن الغثيان يمنعني ، لكنّني كنت ضعيفة أمام سندويشة الفلافل ، فقد كانت ملفوفة برغيف كردي سميك، وكبيرة إلى حد أنها تكفي أكثر من شخص ، أكلتها حتى آخر لقمة، شعرت بالسّعادة ، نسيت أنّني مريضة إلى أن حلّ المساء، وبدأت أمعائي تتقاتل . طبعاً لم أندم لأنّني أكلتها!لكل سائق مزاجه، في مرّة كان السّائق لبنانياً فقال لي: لبنان أفضل من السويد، كنت أتقاضى راتب 3 لآف دولار ، ثم بدأ ينفخ بماضيه، و أنه لا زال يملك الأطيان. نظرت إلى سيارته القديمة وعرفت أن حديثه لا أساس له من الصّحة .الرحلات في التاكسي أصبحت جزءاً من حياتي ، وفي مرحلة من العلاج وهن جسمي كثيراً، أصبحوا يطلبون لي تاكسي من نوع آخر. تاكسي تحتوي على سرير في الخلف، وكل مواد الإسعاف .تشبه الرّحلة إلى المستشفى أحياناً رحلة إلى الموت ، عندما يشتدّ الألم ، و لا تستطيع ضبط حركة أمعاءك، و تخشى أن تفقد السيطرة على عالمك السفلي تتوتر ، و تتمنى أن تص ......
#اشتعال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730719
#الحوار_المتمدن
#نادية_خلوف تخجل أن تصرخ : آخ تخفض رأسك تعضّ على شفتيك آخ !لو تنتهي الرّحلة كيفما كان لو أموت بهدوء وينتهي كل شيءأخجل منّي لأنني مسنّة يجب أن أتصرف أنّني مقبلة لى الموت ، لأنّ عمري يستحق هو فعلاً يستحق أذكر يوم قالت لي أمي : أتمنى الموت اليوم أنا مثلها أتمناه .هنا تنتظر دورك في العلاج و يأتي دورك ، تدخل مذعناً ، بعد دقائق تشعر أنّك بين أيدي أمينة فتستقرّ ، وتبدأ الآلة في الزعيق، تدور حولك ، ترسل إشاراتها الخضراء ، و لا ألم. لا ألم و أنت بين فكيّ الآلة القاسية الرّحيمة. تحاول النزول عن الآلة وجسدك الطريّ ملتصق على جسدها الصلب، تشعر أن بعض عظامك قد تأذى، لكن لا بأس ! كيف جعلوا تلك الآلة تفهم ألمي ؟ أشعر بها تقبض على الورم بفمها ، يحاول الورم الإفلات، فتطارده. لعبة الشرطة و الحرامية تكون في خاصرتي . أصبحت أتعامل مع تلك الآلة كسلطة قويّة عليّ طاعتها. أخرج من باب مركز العلاج منهكة، أحاول التقيؤ ولا أستطيع، أنتظر السّيارة كي تعيدني إلى الفندق، ومعي عشرات المرضى ينتظرون سياراتهم ، أراقبهم ، أغلبهم فقد عضلات رجليه، فأصبح الجزء العلوي لجسده أقوى من الجزء السّفلي. لا شكّ أن أولئك البشر أولاد عائلات، و أصحاب عائلات مثلي، لكنّهم لا يشكون مثلي. متى شكوت؟ أشكو بصمت، أستسلم ، أتفاءل ، و أتشاءم حسب لغة جسدي في تلك اللحظة . كيف يمكن أن أقضي اليوم في ذلك الفندق بعد العلاج؟ أعود من العلاج ، أشعر أنّ جسدي منهك ، وكل شيء لديّ مفتوح. الرحم، و المثانة و المستقيم. لا أستطيع ، أقرّر أنني أبالغ، أخرج من الفندق، أسير باتجاه الغابة ، وفي طريقي أشاهد الفتيان يلعبون كرة القدم . في إحدى المرات، وبينما كنت أسير في ممرّ ضيق في الغابة رأيت أفعى تلتف على أفعى . إنه الخبّ. ابتسمت، ثم غيّرت طريقي ، فمن سوف يراني لو لدغتني أفعى و أنا وسط الأشجار؟ . . . في الذهاب إلى مركز العلاج ، وفي الإياب تقلّني تاكسي خاصة بالمرضى ، أغلب السائقين ليسوا سويديين ، بل أغلبهم من السويدين ذوي الخلفية الأجنبية كالصوماليين و السوريين ، و المغاربة. في إحدى المرات كان السائق الذي يقلني إلى منزلي إيزيدي ، سمعته يتحدث الكردية، و باعتبار أني أفهم القليل من الكردية فهمت حديثه، لكنه يجيد العربية أيضاً . تعارفنا ، وفي الطريق سألني إن كان يستطيع أن يأخذ فنجان قهوة من مطعم أولاده، كما سألني ماذا أحبّ أن آكل. قلت له أن يجلب لي سندويشة فلافل ، وعندما عاد أتى بصندويشة فلافل وكولا، لكنه رفض أن يأخذ ثمنها . كنت جائعة جداً ، لم أتذوق الطعام منذ الأمس لأن الغثيان يمنعني ، لكنّني كنت ضعيفة أمام سندويشة الفلافل ، فقد كانت ملفوفة برغيف كردي سميك، وكبيرة إلى حد أنها تكفي أكثر من شخص ، أكلتها حتى آخر لقمة، شعرت بالسّعادة ، نسيت أنّني مريضة إلى أن حلّ المساء، وبدأت أمعائي تتقاتل . طبعاً لم أندم لأنّني أكلتها!لكل سائق مزاجه، في مرّة كان السّائق لبنانياً فقال لي: لبنان أفضل من السويد، كنت أتقاضى راتب 3 لآف دولار ، ثم بدأ ينفخ بماضيه، و أنه لا زال يملك الأطيان. نظرت إلى سيارته القديمة وعرفت أن حديثه لا أساس له من الصّحة .الرحلات في التاكسي أصبحت جزءاً من حياتي ، وفي مرحلة من العلاج وهن جسمي كثيراً، أصبحوا يطلبون لي تاكسي من نوع آخر. تاكسي تحتوي على سرير في الخلف، وكل مواد الإسعاف .تشبه الرّحلة إلى المستشفى أحياناً رحلة إلى الموت ، عندما يشتدّ الألم ، و لا تستطيع ضبط حركة أمعاءك، و تخشى أن تفقد السيطرة على عالمك السفلي تتوتر ، و تتمنى أن تص ......
#اشتعال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730719
الحوار المتمدن
نادية خلوف - اشتعال -3-
نادية خلوف : اشتعال -4-
#الحوار_المتمدن
#نادية_خلوف أحاور شمس الصّباح أغفو على وقع أغنية أرى أحلاماً سعيدة .سوف أبدل لون حذائي لون شعري الذي لم ينبت بعد ولون قلبي عندما لا أرى سيارة تنتظرني أذهب إلى المحطة حيث أقف مع الحياة في انتظار قطار يقلني . . . الفصل الثانيالنّبذ الاجتماعي تهبّ العاصفة ، تطرق الأبواب ، تولد فيّ حريّةمتّهمة بمرضي، بتفاصيل وجوديفي مرة تنمّر عليّ قومي جلست على حافة الطريق أنتظر واسطة نقل كانت أحاديثهم تدور في خاطري كأنّ اتفاقية عقدت بينهم ، فابن اليوم وابن الستين كانوا يتحدثون بنفس اللهجة ، أتجاهل الحديث، و أبدو أنني لم أفهم الحديث فيعيدونه على مساعي بطريقة مشروحة . سألتني : هل أمثّل الإمبريالية ، الماسونيّة ، أم الصهيونية ؟ لماذا ينبذونني ؟ لست جيدة في مشاعري أعداد كبيرة تشعر بالإقصاء فترضخ هو ليس نبذاً إذاً، بل طريقة للإرضاخ فيما بعد عرفت أن هذه الكلمات لا طعم لها ، ولا يستعملها إلا المستفيد من واقع الحال ، فأحدهم أطلقوا عليه اسم فنان عالمي ، وقد دخل كلية الفنون الجميلة بالواسطة، كان يكتب التقارير للأجهزة الأمنية، وعندما مات لم يبق من مجتمع الجراد شخص واحد لم يصفه بالعالمي .أصبحت لا مبالية، أقرأ لغة جسد الشّخص، أعرف موقفه منّي ، قد أنسحب من حياته دون إيذاء ، أعمل على نفسي، وعندما أصل لما فوق الصّفر بقليل يعود النابذون ليتمسحوا بي علّني أفيدهم بأمر ما ، الأمر يتعلق بحدّ الصفر. عندما يذّكرك صديق أنه يفتقدك . اعرف أن حالك أفضل لماذا لم يكن يفتقدك البارحة؟ عندما يشمّ ربعك رائحة المال يتغاضون لو أخطأت بحقهم يراقبون خطواتك الافتراضية يكيلون لك المديح حتى لو شتمتهمأنت في حد ذاتك غايتهم يعرفون كيف يجتذبونك ليلة أمس تواصل معي أحد أفراد عشيرتي يسألني عن حالي ، قال لي: لك طول العمر، شعرت بلغة جسده، و أنّه يتمنى لي الموت. مع السّرطان عرفت قيمة الحرية، و التي تعني بطريقة ما حبّ الذّات و احترامها. عندما يشرح لي شخص بإسهاب مدى خوفه علي أشعر بالتوتر ، فالبارحة كان يتهمني . تواصلت معي إحداهن ، كانت في الماضي تتجاهلني ، بعد أن تحدثت كثيراً عن حبها للتواصل معي. لم تكبت أسبابها، فقالت لي: أرغب أن " تجلبيني أنا و ابنتي إلى السويد" . خجلت أن أضحك من الطلب، فوزير الهجرة السويدي ليس له تلك الصلاحية. أجمل ما في الحياة أن تعيش بلا حنين أن لا تعني لك الأماكن شيئاًأن تنسى التّفاصيل تجدّ في السّير لا تلتفت إلى الوراء فبعد ميل سوف يحلّ الرّبيع . . .عادات المرض أعتقد أنّني لست مريضة ، فها أنا أسير و صدري مملوء بنسيم الصّباح. أرغب بالقفز، بالغناء . أشعر بالحرج عندما أدّعي المرض ، لا أصدق نفسي ، فقبل تشخيص مرضي شعرت أنّني سوف أختنق ، طلبت من ابني أن يسعفني إلى المستشفى، حيث أمضيت حتى منتصف الليل ، لكن دون إسعاف ، فقط تحاليل ، كانت الغرفة باردة ، وشعرت أنّني أتيت بلا سبب. وقّعت على ورقة الخروج ، في الطريق قلت لابني: هكذا هو الأمر معي . أشعر بالمرض، وعندما أذهب للطبيب أتحسن . أخجل من المرض، من الفقر أخجل لأنّني تقدّمت بالسّن دون علمي أخجل من ضعفي من قلة حيلتي ومن ضيق ذات يدي ليس لي ذكريات سوى الخجل منّي محطات حياتي ليس فيها ذكرة بل ذكرى هروب ولا زلت أهرب منّي من عادات المرض أنّه يحبّ اللعب معك ، فمنذ ما يقارب العام وهو يقدّم لي شرحه حول حالي: هي مكافأة نهاية الخدمة ، لا يج ......
#اشتعال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730813
#الحوار_المتمدن
#نادية_خلوف أحاور شمس الصّباح أغفو على وقع أغنية أرى أحلاماً سعيدة .سوف أبدل لون حذائي لون شعري الذي لم ينبت بعد ولون قلبي عندما لا أرى سيارة تنتظرني أذهب إلى المحطة حيث أقف مع الحياة في انتظار قطار يقلني . . . الفصل الثانيالنّبذ الاجتماعي تهبّ العاصفة ، تطرق الأبواب ، تولد فيّ حريّةمتّهمة بمرضي، بتفاصيل وجوديفي مرة تنمّر عليّ قومي جلست على حافة الطريق أنتظر واسطة نقل كانت أحاديثهم تدور في خاطري كأنّ اتفاقية عقدت بينهم ، فابن اليوم وابن الستين كانوا يتحدثون بنفس اللهجة ، أتجاهل الحديث، و أبدو أنني لم أفهم الحديث فيعيدونه على مساعي بطريقة مشروحة . سألتني : هل أمثّل الإمبريالية ، الماسونيّة ، أم الصهيونية ؟ لماذا ينبذونني ؟ لست جيدة في مشاعري أعداد كبيرة تشعر بالإقصاء فترضخ هو ليس نبذاً إذاً، بل طريقة للإرضاخ فيما بعد عرفت أن هذه الكلمات لا طعم لها ، ولا يستعملها إلا المستفيد من واقع الحال ، فأحدهم أطلقوا عليه اسم فنان عالمي ، وقد دخل كلية الفنون الجميلة بالواسطة، كان يكتب التقارير للأجهزة الأمنية، وعندما مات لم يبق من مجتمع الجراد شخص واحد لم يصفه بالعالمي .أصبحت لا مبالية، أقرأ لغة جسد الشّخص، أعرف موقفه منّي ، قد أنسحب من حياته دون إيذاء ، أعمل على نفسي، وعندما أصل لما فوق الصّفر بقليل يعود النابذون ليتمسحوا بي علّني أفيدهم بأمر ما ، الأمر يتعلق بحدّ الصفر. عندما يذّكرك صديق أنه يفتقدك . اعرف أن حالك أفضل لماذا لم يكن يفتقدك البارحة؟ عندما يشمّ ربعك رائحة المال يتغاضون لو أخطأت بحقهم يراقبون خطواتك الافتراضية يكيلون لك المديح حتى لو شتمتهمأنت في حد ذاتك غايتهم يعرفون كيف يجتذبونك ليلة أمس تواصل معي أحد أفراد عشيرتي يسألني عن حالي ، قال لي: لك طول العمر، شعرت بلغة جسده، و أنّه يتمنى لي الموت. مع السّرطان عرفت قيمة الحرية، و التي تعني بطريقة ما حبّ الذّات و احترامها. عندما يشرح لي شخص بإسهاب مدى خوفه علي أشعر بالتوتر ، فالبارحة كان يتهمني . تواصلت معي إحداهن ، كانت في الماضي تتجاهلني ، بعد أن تحدثت كثيراً عن حبها للتواصل معي. لم تكبت أسبابها، فقالت لي: أرغب أن " تجلبيني أنا و ابنتي إلى السويد" . خجلت أن أضحك من الطلب، فوزير الهجرة السويدي ليس له تلك الصلاحية. أجمل ما في الحياة أن تعيش بلا حنين أن لا تعني لك الأماكن شيئاًأن تنسى التّفاصيل تجدّ في السّير لا تلتفت إلى الوراء فبعد ميل سوف يحلّ الرّبيع . . .عادات المرض أعتقد أنّني لست مريضة ، فها أنا أسير و صدري مملوء بنسيم الصّباح. أرغب بالقفز، بالغناء . أشعر بالحرج عندما أدّعي المرض ، لا أصدق نفسي ، فقبل تشخيص مرضي شعرت أنّني سوف أختنق ، طلبت من ابني أن يسعفني إلى المستشفى، حيث أمضيت حتى منتصف الليل ، لكن دون إسعاف ، فقط تحاليل ، كانت الغرفة باردة ، وشعرت أنّني أتيت بلا سبب. وقّعت على ورقة الخروج ، في الطريق قلت لابني: هكذا هو الأمر معي . أشعر بالمرض، وعندما أذهب للطبيب أتحسن . أخجل من المرض، من الفقر أخجل لأنّني تقدّمت بالسّن دون علمي أخجل من ضعفي من قلة حيلتي ومن ضيق ذات يدي ليس لي ذكريات سوى الخجل منّي محطات حياتي ليس فيها ذكرة بل ذكرى هروب ولا زلت أهرب منّي من عادات المرض أنّه يحبّ اللعب معك ، فمنذ ما يقارب العام وهو يقدّم لي شرحه حول حالي: هي مكافأة نهاية الخدمة ، لا يج ......
#اشتعال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730813
الحوار المتمدن
نادية خلوف - اشتعال -4-
نادية خلوف : اشتعال-5-
#الحوار_المتمدن
#نادية_خلوف اليوم ركضت على طريق الغابة التقيت بأناس لا يشبهونكم لم أقرأ عن عظمتكم الثورية على الفيسبوك ، ولا يهمني تعليقكم . ليس عليّ حرج. أليس كذلك؟ وصفت نفسي أنّني لا مبالية ، هو وصف حقيقي ، أحاول أحياناً أن أصلح الأمور ولا أستطيع ، فهل سوف تون عبئاً عليّ ، أم أتركها خلفي. عقلي يتّخذ القرارات أحياناً دون دراية منّي . لم أكن أعرف ما يعني الزواج مثلاً رغم أنّني كنت قد تجاوزت العشرين ، لكنّني عرفت ماذا تعني العنوسة ، و الطلاق، فالتجارب كثيرة حولي. هذا العقل اليابس الذي أحمله قرّر أنّه بعد الزواج لا عودة إلى منزل العائلة حتى لو كانت حياتي مهدّدة، بل إنّني لا أعرف معنى أن تكون الحياة مهدّدة . كانت ثقافتي الجنسية صفراً، و تجاربي دون الصفر. رأيت الزواج مرعباً ، لم أتمكن من استيعاب الأمر، ربما لم أستوعبه . كنت أستمد ثقافتي من الأغنام فأنا وحيدة في تفكيري ، لكنني لا أنكر أنني رأيت مرّة كلبان يمارسان الجنس فأدرت وجهي. اليوم ، بينما أمشي في الغابة أبحث عن الرّجل المفترس الذي حدثتني عنه أمّي . هل يشبه الرجال الذين رأيتهم في حياتي ، في الحقيقة لم أر رجلاً مفترساً ، فقط رأيت الغزلان تهرب منّي، تساءلت: لماذا يهربون ، سمعت صوتاً يقول: لهم تجارب مع البشر ! لو قتلت في قضيّة شرف.لو أصبت بمرض الأيدز الذي كان يسبب الوفاة في ذلك الزمن. سوف يكون الأمر طبيعيّاً أنّني كنت سيئة السمعة مع أنّني لم أعرف رجلاً قط، و سوف يدّعي الزوج أنّني أنا من نقل له الأيدز. هكذا هي الحقوق، وعقلي فهمها ، و اتخذ القرار بعدم العودة إلى الجذور. . . أذهب إلى المستشفى كمن يذهب إلى بيته . هما مستشفيان أحدهما في مدينة غوتنبرغ السويدية ، و الآخر في مدينة خوفدة ، ومن يعطي التعليمات حول العلاج هو مركز السرطان في غوتنبرغ . منذ أيام و أنا أشكو من عدم تدفق البول من أنبوبة القسطرة في خاصرتي، كان عليّ أن أخبر المستشفى الرئيسي الذي يشرف على العاناية بي ، كان لي موعد طبيعي اليوم ، لكن عندما أخبرتهم سبّقوا الموعد و أعطوني موعداً على الهاتف .ذهبت إلىمستشفة خوفدة ، ثم إلى البوابة الحمراء ، وهي البوابة التي كنت أذهب منها إلى العلاج الكيماوي، أخذت المصعد إلى الطابق السابع، القسم 73في الوقت المحدد أتت الطبيبة ، دخلت غرفة العيادة، سألتني عن الأكل و النوم، قدمت تقريرها حول الورم ، وعاينتني بدقة، وعندما انتهت سألتني عن الأنبوب و استمعت لي بكل جدّية. شرحت لها: أن الأنبوبة يجب أن تبدل كل ثلاثة أشهر ، في المرات السابقة لم أكن أشعر بالألم عند دخول الأنبوب إلى الكلية، كنت أعرف عندما تنتهي العملية لأنهم يضعون الكمبيوتر مقابلي ، فأرى الشنكل يدخل الكلية ويتدفق البول، لكن في هذه المرة شعرت بالألم، وكأن سنارة صياد تخترق الكلية فتهتز شاشة الكمبيوتر ولا أرى شيئاً، عندما قالوا أن العملية انتهت لم أقتنع ، لكنني ذهبت إلى البيت وكان الدم يأتي بدل البول لعدة أيام ثم توقف كل شيء. دونت الطبيبة في التقرير كل ماقلته، فالأمانة الطبية تدعوها لأن تنقل الحقيقة ، لكنها نقلتني إلى غرفة بسرير، قالت لي : أنا طبيبة أورام نسائية ، وليس لي خبرة فيما تتحدثين عنه ، فقط أرغب أن أعرف عن الحالة كي أكتب تقريري عنها . كشفت الممرضة عن الضمادة، عقمت المكان جيداً ، حاولت أن تجد مكان الثقب، وبينما تحاولذلك خرج الأنبوبة بأكملها في يدها ، رأتها الطبيبة، سألت الممرضة عن الأمر ، فأجابتها : كان الخطأ منذ البداية . طبعاً لا يحق للممرضة إجراء العملية، لي موعد آخر. أتحدّث عن التّجربة ليس كنوع من الثرثرة بل من أجل أن أنقل مع ......
#اشتعال-5-
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730912
#الحوار_المتمدن
#نادية_خلوف اليوم ركضت على طريق الغابة التقيت بأناس لا يشبهونكم لم أقرأ عن عظمتكم الثورية على الفيسبوك ، ولا يهمني تعليقكم . ليس عليّ حرج. أليس كذلك؟ وصفت نفسي أنّني لا مبالية ، هو وصف حقيقي ، أحاول أحياناً أن أصلح الأمور ولا أستطيع ، فهل سوف تون عبئاً عليّ ، أم أتركها خلفي. عقلي يتّخذ القرارات أحياناً دون دراية منّي . لم أكن أعرف ما يعني الزواج مثلاً رغم أنّني كنت قد تجاوزت العشرين ، لكنّني عرفت ماذا تعني العنوسة ، و الطلاق، فالتجارب كثيرة حولي. هذا العقل اليابس الذي أحمله قرّر أنّه بعد الزواج لا عودة إلى منزل العائلة حتى لو كانت حياتي مهدّدة، بل إنّني لا أعرف معنى أن تكون الحياة مهدّدة . كانت ثقافتي الجنسية صفراً، و تجاربي دون الصفر. رأيت الزواج مرعباً ، لم أتمكن من استيعاب الأمر، ربما لم أستوعبه . كنت أستمد ثقافتي من الأغنام فأنا وحيدة في تفكيري ، لكنني لا أنكر أنني رأيت مرّة كلبان يمارسان الجنس فأدرت وجهي. اليوم ، بينما أمشي في الغابة أبحث عن الرّجل المفترس الذي حدثتني عنه أمّي . هل يشبه الرجال الذين رأيتهم في حياتي ، في الحقيقة لم أر رجلاً مفترساً ، فقط رأيت الغزلان تهرب منّي، تساءلت: لماذا يهربون ، سمعت صوتاً يقول: لهم تجارب مع البشر ! لو قتلت في قضيّة شرف.لو أصبت بمرض الأيدز الذي كان يسبب الوفاة في ذلك الزمن. سوف يكون الأمر طبيعيّاً أنّني كنت سيئة السمعة مع أنّني لم أعرف رجلاً قط، و سوف يدّعي الزوج أنّني أنا من نقل له الأيدز. هكذا هي الحقوق، وعقلي فهمها ، و اتخذ القرار بعدم العودة إلى الجذور. . . أذهب إلى المستشفى كمن يذهب إلى بيته . هما مستشفيان أحدهما في مدينة غوتنبرغ السويدية ، و الآخر في مدينة خوفدة ، ومن يعطي التعليمات حول العلاج هو مركز السرطان في غوتنبرغ . منذ أيام و أنا أشكو من عدم تدفق البول من أنبوبة القسطرة في خاصرتي، كان عليّ أن أخبر المستشفى الرئيسي الذي يشرف على العاناية بي ، كان لي موعد طبيعي اليوم ، لكن عندما أخبرتهم سبّقوا الموعد و أعطوني موعداً على الهاتف .ذهبت إلىمستشفة خوفدة ، ثم إلى البوابة الحمراء ، وهي البوابة التي كنت أذهب منها إلى العلاج الكيماوي، أخذت المصعد إلى الطابق السابع، القسم 73في الوقت المحدد أتت الطبيبة ، دخلت غرفة العيادة، سألتني عن الأكل و النوم، قدمت تقريرها حول الورم ، وعاينتني بدقة، وعندما انتهت سألتني عن الأنبوب و استمعت لي بكل جدّية. شرحت لها: أن الأنبوبة يجب أن تبدل كل ثلاثة أشهر ، في المرات السابقة لم أكن أشعر بالألم عند دخول الأنبوب إلى الكلية، كنت أعرف عندما تنتهي العملية لأنهم يضعون الكمبيوتر مقابلي ، فأرى الشنكل يدخل الكلية ويتدفق البول، لكن في هذه المرة شعرت بالألم، وكأن سنارة صياد تخترق الكلية فتهتز شاشة الكمبيوتر ولا أرى شيئاً، عندما قالوا أن العملية انتهت لم أقتنع ، لكنني ذهبت إلى البيت وكان الدم يأتي بدل البول لعدة أيام ثم توقف كل شيء. دونت الطبيبة في التقرير كل ماقلته، فالأمانة الطبية تدعوها لأن تنقل الحقيقة ، لكنها نقلتني إلى غرفة بسرير، قالت لي : أنا طبيبة أورام نسائية ، وليس لي خبرة فيما تتحدثين عنه ، فقط أرغب أن أعرف عن الحالة كي أكتب تقريري عنها . كشفت الممرضة عن الضمادة، عقمت المكان جيداً ، حاولت أن تجد مكان الثقب، وبينما تحاولذلك خرج الأنبوبة بأكملها في يدها ، رأتها الطبيبة، سألت الممرضة عن الأمر ، فأجابتها : كان الخطأ منذ البداية . طبعاً لا يحق للممرضة إجراء العملية، لي موعد آخر. أتحدّث عن التّجربة ليس كنوع من الثرثرة بل من أجل أن أنقل مع ......
#اشتعال-5-
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730912
الحوار المتمدن
نادية خلوف - اشتعال-5-
نادية خلوف : اشتعال -6-
#الحوار_المتمدن
#نادية_خلوف الفصل الثالث جميعهم يعتبون جميعهم يجمعون لي أخطائي جميعهم يبحثون عن خلاص من الصمت على حسابي توقف أرجوك! جسدي يرتجف ، و الضجيج يملآ رأسي لن آخذ بوصاياك سوف أستسلم للعلم. الطبّ مهنة إنسانية ليس بمعنى العطف و الحنية، فالطبيب ليس حنوناً ، لكنه يقدم للإنسان خلاصاً ، و الموت لديه أمر طبيعي، وكذلك الألم. هو إنسان لا يعمل بمشاعره ، بل بعقله. أيها الحريص على سلامتي : كنت سوف أغفو بعد الواحدة ليلاً فرنّ هاتفي ، ورأيت اسمك ، فاستعملت خاصية عدم الرد .بعدها لم أنم . أرجوك لا تأت لزيارتي ، هل تعتقد أنّني قادرة على استقبالك؟ يمكنك الذهاب في رحلة سياحية لو أردت . و أسألني من نحن؟ من أنا ؟ يهيء لي أننا قادمون من المغارات ، يبهرنا ضوء الكهرباء . نسينا القمر في ليلة صفاء اذهب يا صديقي إلى الجبل ، تغزّل بالقمر ، ابك. كن مجنون القمر، هي حالة تنقذك من الحاجة للبشر. من أنا؟ كنت خيمة يرتادها كل محبّ حرقت خيمتي حولتها إلى هباب . كلما اقتربت منك تزيد جهالتي كلما أرضيتك يزيد تنمّرك فلتذهب من عالمي برعاية الرحمن لماذا تطلبون مني أن لا أكون أنا ؟ لا أستطيع أن أفعل ذلك لا أؤمن بكل رسائلك لا يعنيني إيمانك عليّ أن أهدأ ولا حل أمامي سوى تلك الغابة سوف أخرجك من ذهني عندما أركض أسمع صوت الطيور وصوت آخر ، يد تمتد لتأخذ يدي نطير إلى الغابة قبل أن تدخل الغزلان إليها وأجلب في طريق العودة تفاحة حمراء من شجرة قريبة ، أو أنني لن أذهب اليوم في طريق الغابة ، فهناك عدّة طرق أمامي : أحدها طريق الرحمن، وهذا لم أسلكه، هناك طريق التّفاح. أنا ذاهبة في طريق التّفاح اليوم .أدير ظهري للمرآة ، أراه متعباً -ظهريأدير وجهي ، لا أراني أرى أمامي شخصاً ثاني لماذا المرآة ، و أنا في عز زماني ؟أشتعل بالحبّ، بالحياة، بتفاصيل المكان أدهن وجه المرآة بالأسود لا تعبّر عنّي و لا أنتَ أيها المختبئ تستطيع أن تضيف فكرة مفيدةلن ترثي أحداً ، وهو لا زال يغنّيفي حياتي عالمان ، أنت لست منهما، ولست منّي ذاهبة للبحث عن الحبّ ، سوف ألقاه اليوم أشعر بالجمال ، بالاشتعال ، أنطلق أمام الشّعلة ، أرتمي في لا مكانلم يكن العيب في الزمان، فالعيب فيّ أبداً أتمسك به-أعني عيبي- يعجبني يحضنني يداعبني معه أصبح أميرة اعلى العشب، وملكة على هامش الأقحوان .أرغب أن أكتب شعراً لا أصف فيه حبّي لك، فقد كان الحبّ عبثياً . يتّهم الرّجل المرأة بأنّها تحبّه ، فتصدّقه فقط لأنّه رجل، ثم يعيّرها أنها ركضت خلفه. في الحقيقة كنت ضمن القطيع الذي آمن بأشياء كثيرة غير الحبّ ، صحوت فجأة فإذ كلّ ما آمنت به قيد الاندثار. سوف أكتب قصيدة أمتدح فيها نفسي . كنت أعتقد أنّه من المعيب أن يمتدح اإنسان نفسه ، لكنّني اكتشفت أنني أنا فقط من يمارس ذلك العيب . البارحة امتدحت إحدى النسويات نفسها ، عملت بثاً حياً عرضت فيه شهاداتها التي حصّلتها . صديقتي تلك لديها شيء ما يشبه مايدعى أزمة منتصف العمر بعد أن غادر زوجها . يتابع بثّها بعض الرجال المتوجين ، بعضهم يعلّق كأنه يتحرّش. تبقى صديقتي تلك محترمة فهي تعيل أولادها ، لكن صديق حقيقي يقوم كل أسبوع بعمل فيديو لا يف يتحدّث فيه عن الوضع السياسي ، يبدأ الفيديو بموسيقا لأغنية لأم كلثوم ، يتفاعل معها مشعلاً سيجارته ، ثم يبدأ بالردح وطنياً، ويصيبه الإسهال الكلامي ، فيسقط في المرحاض -عفواً في الطائفة. كأنّ مريض السرطان يتحدث ع ......
#اشتعال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731007
#الحوار_المتمدن
#نادية_خلوف الفصل الثالث جميعهم يعتبون جميعهم يجمعون لي أخطائي جميعهم يبحثون عن خلاص من الصمت على حسابي توقف أرجوك! جسدي يرتجف ، و الضجيج يملآ رأسي لن آخذ بوصاياك سوف أستسلم للعلم. الطبّ مهنة إنسانية ليس بمعنى العطف و الحنية، فالطبيب ليس حنوناً ، لكنه يقدم للإنسان خلاصاً ، و الموت لديه أمر طبيعي، وكذلك الألم. هو إنسان لا يعمل بمشاعره ، بل بعقله. أيها الحريص على سلامتي : كنت سوف أغفو بعد الواحدة ليلاً فرنّ هاتفي ، ورأيت اسمك ، فاستعملت خاصية عدم الرد .بعدها لم أنم . أرجوك لا تأت لزيارتي ، هل تعتقد أنّني قادرة على استقبالك؟ يمكنك الذهاب في رحلة سياحية لو أردت . و أسألني من نحن؟ من أنا ؟ يهيء لي أننا قادمون من المغارات ، يبهرنا ضوء الكهرباء . نسينا القمر في ليلة صفاء اذهب يا صديقي إلى الجبل ، تغزّل بالقمر ، ابك. كن مجنون القمر، هي حالة تنقذك من الحاجة للبشر. من أنا؟ كنت خيمة يرتادها كل محبّ حرقت خيمتي حولتها إلى هباب . كلما اقتربت منك تزيد جهالتي كلما أرضيتك يزيد تنمّرك فلتذهب من عالمي برعاية الرحمن لماذا تطلبون مني أن لا أكون أنا ؟ لا أستطيع أن أفعل ذلك لا أؤمن بكل رسائلك لا يعنيني إيمانك عليّ أن أهدأ ولا حل أمامي سوى تلك الغابة سوف أخرجك من ذهني عندما أركض أسمع صوت الطيور وصوت آخر ، يد تمتد لتأخذ يدي نطير إلى الغابة قبل أن تدخل الغزلان إليها وأجلب في طريق العودة تفاحة حمراء من شجرة قريبة ، أو أنني لن أذهب اليوم في طريق الغابة ، فهناك عدّة طرق أمامي : أحدها طريق الرحمن، وهذا لم أسلكه، هناك طريق التّفاح. أنا ذاهبة في طريق التّفاح اليوم .أدير ظهري للمرآة ، أراه متعباً -ظهريأدير وجهي ، لا أراني أرى أمامي شخصاً ثاني لماذا المرآة ، و أنا في عز زماني ؟أشتعل بالحبّ، بالحياة، بتفاصيل المكان أدهن وجه المرآة بالأسود لا تعبّر عنّي و لا أنتَ أيها المختبئ تستطيع أن تضيف فكرة مفيدةلن ترثي أحداً ، وهو لا زال يغنّيفي حياتي عالمان ، أنت لست منهما، ولست منّي ذاهبة للبحث عن الحبّ ، سوف ألقاه اليوم أشعر بالجمال ، بالاشتعال ، أنطلق أمام الشّعلة ، أرتمي في لا مكانلم يكن العيب في الزمان، فالعيب فيّ أبداً أتمسك به-أعني عيبي- يعجبني يحضنني يداعبني معه أصبح أميرة اعلى العشب، وملكة على هامش الأقحوان .أرغب أن أكتب شعراً لا أصف فيه حبّي لك، فقد كان الحبّ عبثياً . يتّهم الرّجل المرأة بأنّها تحبّه ، فتصدّقه فقط لأنّه رجل، ثم يعيّرها أنها ركضت خلفه. في الحقيقة كنت ضمن القطيع الذي آمن بأشياء كثيرة غير الحبّ ، صحوت فجأة فإذ كلّ ما آمنت به قيد الاندثار. سوف أكتب قصيدة أمتدح فيها نفسي . كنت أعتقد أنّه من المعيب أن يمتدح اإنسان نفسه ، لكنّني اكتشفت أنني أنا فقط من يمارس ذلك العيب . البارحة امتدحت إحدى النسويات نفسها ، عملت بثاً حياً عرضت فيه شهاداتها التي حصّلتها . صديقتي تلك لديها شيء ما يشبه مايدعى أزمة منتصف العمر بعد أن غادر زوجها . يتابع بثّها بعض الرجال المتوجين ، بعضهم يعلّق كأنه يتحرّش. تبقى صديقتي تلك محترمة فهي تعيل أولادها ، لكن صديق حقيقي يقوم كل أسبوع بعمل فيديو لا يف يتحدّث فيه عن الوضع السياسي ، يبدأ الفيديو بموسيقا لأغنية لأم كلثوم ، يتفاعل معها مشعلاً سيجارته ، ثم يبدأ بالردح وطنياً، ويصيبه الإسهال الكلامي ، فيسقط في المرحاض -عفواً في الطائفة. كأنّ مريض السرطان يتحدث ع ......
#اشتعال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731007
الحوار المتمدن
نادية خلوف - اشتعال -6-
نادية خلوف : اشتعال -7-
#الحوار_المتمدن
#نادية_خلوف عملية تعذيب تبدأ في اليوم السّابق للعملية حيث التصوير ، و إعطاء الدّم ، ولا تنتهي. في هذا اليوم بالذات أردت أن أغفو في الصّباح ، لكنّ الممرضة أتت في الخامسة ، بعد الحمام علّقت لي السيروم ، وبقيت تروح وتجيء حتى السابعة حيث قادتني مع زميلتها عبر الدهاليز إلى غرفة العمليات حيث الطاقم كلّه موجود إلا الطبيب الذي يجري العملية فإنه يأتي في الموعد المحدد. هنا تشعر بالرّاحة معهم حيث يبعدونك عن جوّ العملية ، يناقشون معك قضايا" تافهة" كقضية الطقس ، وعندما يأتي الطبيب يكونون قد ضربوا الضربة القاضية وجعلوك تغط في نوم عميق ، ربما تذكر لا حقاً عندما تستيقظ و تكون في الرّعاية المشدّدة آخر حرف قلته قبل أن تغفو . العملية لا تنتهي بعد العملية ، بل تستمرّ حتى بعد أن تكون جاهزاً تماماً لتلقي الباندول ، أو الطعام، فهناك آلات في جسدك يجب أن تزال . لم أكن أستطع الحديث بعد . رن هاتفي ، نظرت فرأيت أن ابنتي سيناء تهاتفني من كندا: ماذا قال الطبيب؟ متى تستطيعين السفر؟ هل سوف تشفين؟ قلت لها أنني بخير ، لكنني سوف أجيبك لاحقاً ، لا أستطيع الآن . لم أكن أعلم أنها اعتقدت أنني في وضع حرج . بعد عدة ساعات تواصلت معها ، ردت على الفور: هل هناك خطر ؟ هل هذه آخر مرة سوف نتحدث بها؟ أحسد إخوتي لأنهم يستطيعون زيارتك ورؤيتك.هل سوف نرى بعضنا البعض؟ أجبتها و أنا أضحك: لن تفلت مني زيارة كندا و أمريكا . أنا بخير، الورم في تراجع، و الموضوع يحتاج إلى وقت. أجابت: أشعر أنّك تكذبين عليّ! لا أكذب عليك . هل تذكرين عندما بدأ وباء الكورونا ماذا قال بعض أصحاب الديانات الطبيعية في كندا و أمريكا؟ لقد وصفوا الكورونا بالأخ الأكبر ، يبدو لكلّ إنسان أخ أكبر ، وهذا السرطان هو الأخ الأكبر يعطيني ، ويعطيكم الدروس . إنها أقل هجمة من أخ أكبر أتعرّض لها. الأمر بسيط جداً. ابنتي تهدأ عندما أحدثها، وتثق بكلامي ، فقد قلت لها: لن أموت بالسرطان، ربما أموت بسبب آخر ، أخذت كلامي على محمل الجد ، لأنّ لغة الجسد لا تكذب . أسميها سياحة المرض، هي حقيقة سياحة قد لا تتاح لك كثيراً في الحياة، فعندما تحضر السيارة لتقلك في صباح ما تحلم بالحريّة . تلك الحرية التي فاتك أن تلتقي بها، تبتسم للدنيا، تمتلئ بحبّ الحياة، أو حبّ الموت حسب درجة الألم في تلك اللحظة . طالما حلمت برحلة يقودها سائق ، ولا تنتهي. صحيح أن رحلاتي تنتهي إلى المستشفى ، لكنني أتخيل في كلّ مرة أنها هي تلك الرحلة التي حلمت بها . أفكّر بحريّة ، لا أهتم لموقف الأخر منّي ، لا أعاتبني على فعل أو قول . هي حرية ولدت حديثاً لدي. كانت رحلة العلاج الكيماوي هي التي بدأت في تلقيني دروس الحريّة ، فعلى سريري في المستشفى، ولمدة ست ساعات متواصلة عليّ أن أتأمّل الحياة ، ولا يقاطع جلسة تأمّلي سوى حديث الممرضة المشرفة على العلاج وهي تسألني : هل ترغبين بالقهوة ، بالعصير ، أم أي شيء آخر؟ الممرضة التي تشرف على علاجي قاربت على الثمانين من عمرها ، لا أعرف إن كان العمر يرتسم على وحهها ، لكن قناع الفم، و اللباس الموحد جعلني لا أفرق بينها وبين ممرضة في الثلاثين . في مرّة جلست الممرضة قربي ، سألتني ماذا أفعل ، قلت لها بأنني جالسة على الفيس بوك ، قالت أنها لا تجلس على الفيس إلا كل عدة لأيام، و أصدقاؤها حوالي خمسين شخصاً غير افتراضيين . في الحقيقة لا يلزم أحياناً أن يكون لدينا أصدقاء افتراضيين ، فبعضهم قد يكون مصدر إزعاج لنا ، ومع هذا فإن لدي عدد كبير من الأصدقاء العاديين الذين تحوّلوا إلى افتراضيين ، و عندما ......
#اشتعال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731145
#الحوار_المتمدن
#نادية_خلوف عملية تعذيب تبدأ في اليوم السّابق للعملية حيث التصوير ، و إعطاء الدّم ، ولا تنتهي. في هذا اليوم بالذات أردت أن أغفو في الصّباح ، لكنّ الممرضة أتت في الخامسة ، بعد الحمام علّقت لي السيروم ، وبقيت تروح وتجيء حتى السابعة حيث قادتني مع زميلتها عبر الدهاليز إلى غرفة العمليات حيث الطاقم كلّه موجود إلا الطبيب الذي يجري العملية فإنه يأتي في الموعد المحدد. هنا تشعر بالرّاحة معهم حيث يبعدونك عن جوّ العملية ، يناقشون معك قضايا" تافهة" كقضية الطقس ، وعندما يأتي الطبيب يكونون قد ضربوا الضربة القاضية وجعلوك تغط في نوم عميق ، ربما تذكر لا حقاً عندما تستيقظ و تكون في الرّعاية المشدّدة آخر حرف قلته قبل أن تغفو . العملية لا تنتهي بعد العملية ، بل تستمرّ حتى بعد أن تكون جاهزاً تماماً لتلقي الباندول ، أو الطعام، فهناك آلات في جسدك يجب أن تزال . لم أكن أستطع الحديث بعد . رن هاتفي ، نظرت فرأيت أن ابنتي سيناء تهاتفني من كندا: ماذا قال الطبيب؟ متى تستطيعين السفر؟ هل سوف تشفين؟ قلت لها أنني بخير ، لكنني سوف أجيبك لاحقاً ، لا أستطيع الآن . لم أكن أعلم أنها اعتقدت أنني في وضع حرج . بعد عدة ساعات تواصلت معها ، ردت على الفور: هل هناك خطر ؟ هل هذه آخر مرة سوف نتحدث بها؟ أحسد إخوتي لأنهم يستطيعون زيارتك ورؤيتك.هل سوف نرى بعضنا البعض؟ أجبتها و أنا أضحك: لن تفلت مني زيارة كندا و أمريكا . أنا بخير، الورم في تراجع، و الموضوع يحتاج إلى وقت. أجابت: أشعر أنّك تكذبين عليّ! لا أكذب عليك . هل تذكرين عندما بدأ وباء الكورونا ماذا قال بعض أصحاب الديانات الطبيعية في كندا و أمريكا؟ لقد وصفوا الكورونا بالأخ الأكبر ، يبدو لكلّ إنسان أخ أكبر ، وهذا السرطان هو الأخ الأكبر يعطيني ، ويعطيكم الدروس . إنها أقل هجمة من أخ أكبر أتعرّض لها. الأمر بسيط جداً. ابنتي تهدأ عندما أحدثها، وتثق بكلامي ، فقد قلت لها: لن أموت بالسرطان، ربما أموت بسبب آخر ، أخذت كلامي على محمل الجد ، لأنّ لغة الجسد لا تكذب . أسميها سياحة المرض، هي حقيقة سياحة قد لا تتاح لك كثيراً في الحياة، فعندما تحضر السيارة لتقلك في صباح ما تحلم بالحريّة . تلك الحرية التي فاتك أن تلتقي بها، تبتسم للدنيا، تمتلئ بحبّ الحياة، أو حبّ الموت حسب درجة الألم في تلك اللحظة . طالما حلمت برحلة يقودها سائق ، ولا تنتهي. صحيح أن رحلاتي تنتهي إلى المستشفى ، لكنني أتخيل في كلّ مرة أنها هي تلك الرحلة التي حلمت بها . أفكّر بحريّة ، لا أهتم لموقف الأخر منّي ، لا أعاتبني على فعل أو قول . هي حرية ولدت حديثاً لدي. كانت رحلة العلاج الكيماوي هي التي بدأت في تلقيني دروس الحريّة ، فعلى سريري في المستشفى، ولمدة ست ساعات متواصلة عليّ أن أتأمّل الحياة ، ولا يقاطع جلسة تأمّلي سوى حديث الممرضة المشرفة على العلاج وهي تسألني : هل ترغبين بالقهوة ، بالعصير ، أم أي شيء آخر؟ الممرضة التي تشرف على علاجي قاربت على الثمانين من عمرها ، لا أعرف إن كان العمر يرتسم على وحهها ، لكن قناع الفم، و اللباس الموحد جعلني لا أفرق بينها وبين ممرضة في الثلاثين . في مرّة جلست الممرضة قربي ، سألتني ماذا أفعل ، قلت لها بأنني جالسة على الفيس بوك ، قالت أنها لا تجلس على الفيس إلا كل عدة لأيام، و أصدقاؤها حوالي خمسين شخصاً غير افتراضيين . في الحقيقة لا يلزم أحياناً أن يكون لدينا أصدقاء افتراضيين ، فبعضهم قد يكون مصدر إزعاج لنا ، ومع هذا فإن لدي عدد كبير من الأصدقاء العاديين الذين تحوّلوا إلى افتراضيين ، و عندما ......
#اشتعال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731145
الحوار المتمدن
نادية خلوف - اشتعال -7-
نادية خلوف : اشتعال -8-
#الحوار_المتمدن
#نادية_خلوف عندما حاصرني كل شيء اختبأت داخل قفص لم أحتمل الدّار، و الجار، أمكنة الصّلاةاختبأت منهم يراقبونني كي أرغم على البوح لن أبوح بالسّر لن تعرفوه منّيفلتأوّلوا ما شئتم لن تغيّروا بالأمر شيئاً معجبة بي ، بأخطائي ، زيفي، وكبريائي يضيق بي عالمكم ألا يوجد لديكم قصة تسلّيكم؟ يالفراغ عقولكم !لن أجاريكم وسوف يبقى السّر معي أفتح القفص أهرب إلى مكان لستم فيه أبني عمراً جديداً مع عالم جديد جلست قرب شجرة ، أمسكت بالعود ، كتبت على الرمل: ليس مهماً ، فالحبّ هو عالمي ، و لطالما تعرضت للتنمّر ، لكنني لم أرد ،ليس ضعفاً بل حباً . كتبت أسماء من منحتهم حبّي، وتنمّروا علي. شطبت الأسماء . خفت أن تصلهم مشاعري ، احتفظت بالذكرى بينما دموعي تنزل على الرّمل قرب الشجرة رنّ هاتفي . كانت ابنتي على الخط . سألتني عن وضعي، وهي تتابع حالتي ، وتعيش في نفس المنطقة التي أعيش فيها. قلت لها: أشعر أن الورم في تحسن ، وبشكل عام أنا جيدة، ثم تحدّث ابني ، وقال لي: لا أرغب أن أسألك كثيراً . طمنيني . هل أنت بخير؟ ماذا تريدين أن تأكلي عندما تعودين ؟ بعده خبرتني ابنتي من كندا. قالت لي: قولي أيتها الكذابة كيف حالك. أجبتها أنني أحسن منها . عدت إلى الفندق، وكان وقت العشاء ، جلست إلى طاولة الطعام ، أحضرت صحناً كبيراً فيه سمك، وبطاطا وسلطة، قررت أن ألتهمه دون وعي ، وبينما كنت أتناول الطّعام اتخذت قراراً بأنني لن أبكي بعد اليوم ، و لن أهتم لمشاعرأحد ، هم أحرار بمشاعرهم. سوف أنسى أنني أعرفهم، فقط سوف أحتفظ بصورهم الجميلة . و أنا جالسة إلى مائدة الطعام ، وليس في المطعم سوى ثمانية أشخاص. القانون لا يسمح بالتّجمع خوفاً من الكورونا. أخذت فنجان قهوتي وذهبت إلى غرفتي، وضعت الفنجان على الطاولة، لم أشرب منه ولا شفة، لكن إحساساً بالراحة غمرني، وكأن هناك قراراً ما قد اتخذته دون أن أدري. تذكّرت أمي ، بكيت على فراقها. سألتها لماذا دمعي أصبح مثل دمعها. في الفرح، في الحزن ، في السفر، وفي الأعياد . يحضرني البكاء . في مرّة قبضت على السعادة بيدي ، طيّرتها ، كي أتفرغ للدمع . عندما تجف عيناي من الدمع أتفقدها فأخرج كي يلامسها نسيم الحياة، يهطل دمعها دون إرادة مني، أتمتّع باللحظة، تغسلني الدموع ، أتجدّد. عندما كنت أجلس مع أمي إلى كومة العنب نفرزها، كنت أشعر بالتعب ، أسألها في سرّي إن كانت تحبّ هذا العمل ، لا أتمالك دمعي ، أتجاهله ، تشعر أنني لست على ما يرام . تسألني ما بك؟ أتركها و أمشي كي أ كمل ما بدأت . هي لا تعلم أنها مزقت قلبي عندما كانت تقول لي : " لم أعد أريد الحياة." بيني وبين أمّي زمن قليل فقبل ساعة رحلت ، لم تكن راضية عن الحياة. كيف لي أن أعيش كما أمّي . أسألني ذلك السّؤال. في المستقبل لن أكون مثل أمّي سوف أصنع الفرح . . . و السخافات في المستقبل سوف أستعمل اللون الأزرق أرسم فراشات على غرف أطفالي سوف أقود سيارة أبني عمارة أشتري فرحاً أقدمه هدية لها-أعني أميسوف أسعى للشهرة سوف تعتز بي ، أقدمها إلى المشاهدين لمسرحية من تأليفي : هذه أمي!أتى المستقبل ، رحل، و أتى ما بعده ، لم أكن مثل أمي !كانت حالتها أفضل من حالي ، أصبحت أقول: ليتني عشت مثلها ! أعتذر منك . أراك أمامي . نسيت أن أقدم لك شيئاً تستحقينه. هل تدرين أنني لم أعد آكل العنب ؟ كنت تحبينه ، لكنك قطعت وعداً على نفسك أن لا تأكلي عنب كرمنا ، و أنا قطعت وعداً على نفسي أن لا أكل العنب .اليوم فقط ف ......
#اشتعال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731272
#الحوار_المتمدن
#نادية_خلوف عندما حاصرني كل شيء اختبأت داخل قفص لم أحتمل الدّار، و الجار، أمكنة الصّلاةاختبأت منهم يراقبونني كي أرغم على البوح لن أبوح بالسّر لن تعرفوه منّيفلتأوّلوا ما شئتم لن تغيّروا بالأمر شيئاً معجبة بي ، بأخطائي ، زيفي، وكبريائي يضيق بي عالمكم ألا يوجد لديكم قصة تسلّيكم؟ يالفراغ عقولكم !لن أجاريكم وسوف يبقى السّر معي أفتح القفص أهرب إلى مكان لستم فيه أبني عمراً جديداً مع عالم جديد جلست قرب شجرة ، أمسكت بالعود ، كتبت على الرمل: ليس مهماً ، فالحبّ هو عالمي ، و لطالما تعرضت للتنمّر ، لكنني لم أرد ،ليس ضعفاً بل حباً . كتبت أسماء من منحتهم حبّي، وتنمّروا علي. شطبت الأسماء . خفت أن تصلهم مشاعري ، احتفظت بالذكرى بينما دموعي تنزل على الرّمل قرب الشجرة رنّ هاتفي . كانت ابنتي على الخط . سألتني عن وضعي، وهي تتابع حالتي ، وتعيش في نفس المنطقة التي أعيش فيها. قلت لها: أشعر أن الورم في تحسن ، وبشكل عام أنا جيدة، ثم تحدّث ابني ، وقال لي: لا أرغب أن أسألك كثيراً . طمنيني . هل أنت بخير؟ ماذا تريدين أن تأكلي عندما تعودين ؟ بعده خبرتني ابنتي من كندا. قالت لي: قولي أيتها الكذابة كيف حالك. أجبتها أنني أحسن منها . عدت إلى الفندق، وكان وقت العشاء ، جلست إلى طاولة الطعام ، أحضرت صحناً كبيراً فيه سمك، وبطاطا وسلطة، قررت أن ألتهمه دون وعي ، وبينما كنت أتناول الطّعام اتخذت قراراً بأنني لن أبكي بعد اليوم ، و لن أهتم لمشاعرأحد ، هم أحرار بمشاعرهم. سوف أنسى أنني أعرفهم، فقط سوف أحتفظ بصورهم الجميلة . و أنا جالسة إلى مائدة الطعام ، وليس في المطعم سوى ثمانية أشخاص. القانون لا يسمح بالتّجمع خوفاً من الكورونا. أخذت فنجان قهوتي وذهبت إلى غرفتي، وضعت الفنجان على الطاولة، لم أشرب منه ولا شفة، لكن إحساساً بالراحة غمرني، وكأن هناك قراراً ما قد اتخذته دون أن أدري. تذكّرت أمي ، بكيت على فراقها. سألتها لماذا دمعي أصبح مثل دمعها. في الفرح، في الحزن ، في السفر، وفي الأعياد . يحضرني البكاء . في مرّة قبضت على السعادة بيدي ، طيّرتها ، كي أتفرغ للدمع . عندما تجف عيناي من الدمع أتفقدها فأخرج كي يلامسها نسيم الحياة، يهطل دمعها دون إرادة مني، أتمتّع باللحظة، تغسلني الدموع ، أتجدّد. عندما كنت أجلس مع أمي إلى كومة العنب نفرزها، كنت أشعر بالتعب ، أسألها في سرّي إن كانت تحبّ هذا العمل ، لا أتمالك دمعي ، أتجاهله ، تشعر أنني لست على ما يرام . تسألني ما بك؟ أتركها و أمشي كي أ كمل ما بدأت . هي لا تعلم أنها مزقت قلبي عندما كانت تقول لي : " لم أعد أريد الحياة." بيني وبين أمّي زمن قليل فقبل ساعة رحلت ، لم تكن راضية عن الحياة. كيف لي أن أعيش كما أمّي . أسألني ذلك السّؤال. في المستقبل لن أكون مثل أمّي سوف أصنع الفرح . . . و السخافات في المستقبل سوف أستعمل اللون الأزرق أرسم فراشات على غرف أطفالي سوف أقود سيارة أبني عمارة أشتري فرحاً أقدمه هدية لها-أعني أميسوف أسعى للشهرة سوف تعتز بي ، أقدمها إلى المشاهدين لمسرحية من تأليفي : هذه أمي!أتى المستقبل ، رحل، و أتى ما بعده ، لم أكن مثل أمي !كانت حالتها أفضل من حالي ، أصبحت أقول: ليتني عشت مثلها ! أعتذر منك . أراك أمامي . نسيت أن أقدم لك شيئاً تستحقينه. هل تدرين أنني لم أعد آكل العنب ؟ كنت تحبينه ، لكنك قطعت وعداً على نفسك أن لا تأكلي عنب كرمنا ، و أنا قطعت وعداً على نفسي أن لا أكل العنب .اليوم فقط ف ......
#اشتعال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731272
الحوار المتمدن
نادية خلوف - اشتعال -8-
نادية خلوف : اشتعال -9-
#الحوار_المتمدن
#نادية_خلوف تعيش في مدينة ليس فيها سكان لولا أنك ترى المقاعد الخشبية الفارغة في الحديقة أمامك . سوف أكسر ذلك الصمت ، وسوف أسهر وحيدة بين تلك الأشجار النّائمة . تذكرت الجبن والخبز، أنزلت معي الشاي والجبن و الخبز. سوف آكل كثيراً. جلست على مقعد خشبي قرب بركة فيها رمل من أجل أن يلعب الأطفال فيه . رن هاتفي ، كان ابني. قلت له : أرغب في النوم ، أرجو أن لا تخبّرني حتى الصباح. مشيت على حواف شجيرات البيري " التوت البري"، قطعت بعض الأغصان الصغيرة ، غرستها في بركة الرمل على شكل طريق، ثم أتيت ببعض العيدان ، فصنعت كوخاُ، قطفت من الزهر البري ، ووضعته على حواف الكوخ، أصبحت الساعة الثانية ليلاً ، ولا زال لليل ساعات حتى ينجلي . صعدت إلى بيتي ، تناولت المهدّئ ، أردت أن ينقضي الليل ، فقمت بعجن القليل من الطحين ، ثم صنعت سبع فطائر ، لكن الليل لم ينته ، و أنا الآن مع المهدئات أفضل. وضعت فنجان قهوة على الطاولة ، فتحت الكمبيوتر ، جلست نصف جلسة على الصوفاية في المطبخ ، لم أستطع الكتابة، ففتحت الراديو على البي بي سي ، وتناولت شفّة من فنجان القهوة ولم أشعر بعدها. غفوت بينما إذاعة البي بي سي تعيد الأخبار وتكرّرها. استيقظت في السادسة . كان نوماً لطيفاً . أخرجت الفطائر من الفرن، غلفتهم ، فأنا لا آكل الفطائر هذه، فقط أولادي يأكلونها . نزلت مسرعة و إلى طريق الغابة . . . . . أفكر في الماضي البعيد ، في الطفولة ، وما يورّثه الآباء لنا من جينات . لست عالمة لأعرف ذلك ، لكنني أعرف ما يورثه الآباء من عادات اجتماعية، وهي ربما أقوى من وراثة الجينات . أنظر إلى نفسي ، و أرى أنني نسخة طبق الأصل عن ذلك المجتمع الذي نشأت فيه ، ففي الطفولة الأولى ينغرس فيك كلّ شيء ، كان الحزن هو لون المجتمع ، و البكاء رمز الأمومة في زمن عشت فيه ، مع أنني عاهدت نفسي أن أغيّر ذلك. نعم لقد ثرت في مراهقتي على ذلك الحزن ، لكنني وجدت نفسي داخله ، فأنا أتصنّع الفرح لأنّني ثائرة على الحزن . أعادني المرض إلى ذاتي أرغب اليوم أن أتغيّر أن أقبض على الفرح قضيت عمري أبكي من أجله- أعني الفرح –هي فرصتي في أن أتصالح مع ذاتي أن أتخلص من الشعور مثلما يشعر الجميع أن أعيش اليوم فقط لو عشت مئة عام لطلبت يوماً زائداً كل يوم أعيشه اليوم هو يوم زائد الاثنين هو موعد الأسبوع الأخير من العلاج بالأشعة ، وبعدها عملية بالإشعاع الدّاخلي ، وينتهي المشوار بطريقة ما . عليّ أن أتمتّع بوقتي قدر ما أستطيع قبل أن أصل إلى عملية التعذيب تلك. هي عملية تعذيب ، لكنها نوع من الرّفاه ، و دائماً أقول لنفسي إن كانت رحلة لجوئي الطويلة فقط من أجل هذه الأيام الصعبة فإن الأمر يستحق ، ولن أنسى كيف أنزلوا راكباً من على درج الطائرة في أثينا لأنه هارب ، خفت أن ينزلوني ، أسرعت إلى الأعلى رحبت بي المضيفة. التفت مذعورة ، فلم يكن لدي ثمن البقاء في اليونان، كما أذكر أنني عندما ذهبت إلى كندا بجوازي السويدي قالوا لي: تمتعي بالرحلة . كم هذا العالم ظالما!أعيش الآن بين أحضان الطبيعة بلا طقوس . غيرت الجهة فقط . ليس من الضّروري أن أذهب إلى الغابة، فالسويد كلها غابة. سوف أجلس في الحديقة تحت الخيمة ، فلا أحد يجلس فيها في الصباح . أنزلت معي فنجان قهوة ، ورغم أنني أحاول شرب فنجان قهوة كل يوم تقريباً ، لكنني لا أنجح، فبعد الشّفة الأولى أنساه، ويبرد فأقلبه . لا أسمع الأغاني في الصباح ، ولست مغرمة بأناشيد فيروز ، فالصباح لديّ هو معنى لحياتي، وليس من أجل أن أسترخي في فراشي أستمع للأناشيد و الأخبار . إن لم ألتق معي في الصباح يخرب ......
#اشتعال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731378
#الحوار_المتمدن
#نادية_خلوف تعيش في مدينة ليس فيها سكان لولا أنك ترى المقاعد الخشبية الفارغة في الحديقة أمامك . سوف أكسر ذلك الصمت ، وسوف أسهر وحيدة بين تلك الأشجار النّائمة . تذكرت الجبن والخبز، أنزلت معي الشاي والجبن و الخبز. سوف آكل كثيراً. جلست على مقعد خشبي قرب بركة فيها رمل من أجل أن يلعب الأطفال فيه . رن هاتفي ، كان ابني. قلت له : أرغب في النوم ، أرجو أن لا تخبّرني حتى الصباح. مشيت على حواف شجيرات البيري " التوت البري"، قطعت بعض الأغصان الصغيرة ، غرستها في بركة الرمل على شكل طريق، ثم أتيت ببعض العيدان ، فصنعت كوخاُ، قطفت من الزهر البري ، ووضعته على حواف الكوخ، أصبحت الساعة الثانية ليلاً ، ولا زال لليل ساعات حتى ينجلي . صعدت إلى بيتي ، تناولت المهدّئ ، أردت أن ينقضي الليل ، فقمت بعجن القليل من الطحين ، ثم صنعت سبع فطائر ، لكن الليل لم ينته ، و أنا الآن مع المهدئات أفضل. وضعت فنجان قهوة على الطاولة ، فتحت الكمبيوتر ، جلست نصف جلسة على الصوفاية في المطبخ ، لم أستطع الكتابة، ففتحت الراديو على البي بي سي ، وتناولت شفّة من فنجان القهوة ولم أشعر بعدها. غفوت بينما إذاعة البي بي سي تعيد الأخبار وتكرّرها. استيقظت في السادسة . كان نوماً لطيفاً . أخرجت الفطائر من الفرن، غلفتهم ، فأنا لا آكل الفطائر هذه، فقط أولادي يأكلونها . نزلت مسرعة و إلى طريق الغابة . . . . . أفكر في الماضي البعيد ، في الطفولة ، وما يورّثه الآباء لنا من جينات . لست عالمة لأعرف ذلك ، لكنني أعرف ما يورثه الآباء من عادات اجتماعية، وهي ربما أقوى من وراثة الجينات . أنظر إلى نفسي ، و أرى أنني نسخة طبق الأصل عن ذلك المجتمع الذي نشأت فيه ، ففي الطفولة الأولى ينغرس فيك كلّ شيء ، كان الحزن هو لون المجتمع ، و البكاء رمز الأمومة في زمن عشت فيه ، مع أنني عاهدت نفسي أن أغيّر ذلك. نعم لقد ثرت في مراهقتي على ذلك الحزن ، لكنني وجدت نفسي داخله ، فأنا أتصنّع الفرح لأنّني ثائرة على الحزن . أعادني المرض إلى ذاتي أرغب اليوم أن أتغيّر أن أقبض على الفرح قضيت عمري أبكي من أجله- أعني الفرح –هي فرصتي في أن أتصالح مع ذاتي أن أتخلص من الشعور مثلما يشعر الجميع أن أعيش اليوم فقط لو عشت مئة عام لطلبت يوماً زائداً كل يوم أعيشه اليوم هو يوم زائد الاثنين هو موعد الأسبوع الأخير من العلاج بالأشعة ، وبعدها عملية بالإشعاع الدّاخلي ، وينتهي المشوار بطريقة ما . عليّ أن أتمتّع بوقتي قدر ما أستطيع قبل أن أصل إلى عملية التعذيب تلك. هي عملية تعذيب ، لكنها نوع من الرّفاه ، و دائماً أقول لنفسي إن كانت رحلة لجوئي الطويلة فقط من أجل هذه الأيام الصعبة فإن الأمر يستحق ، ولن أنسى كيف أنزلوا راكباً من على درج الطائرة في أثينا لأنه هارب ، خفت أن ينزلوني ، أسرعت إلى الأعلى رحبت بي المضيفة. التفت مذعورة ، فلم يكن لدي ثمن البقاء في اليونان، كما أذكر أنني عندما ذهبت إلى كندا بجوازي السويدي قالوا لي: تمتعي بالرحلة . كم هذا العالم ظالما!أعيش الآن بين أحضان الطبيعة بلا طقوس . غيرت الجهة فقط . ليس من الضّروري أن أذهب إلى الغابة، فالسويد كلها غابة. سوف أجلس في الحديقة تحت الخيمة ، فلا أحد يجلس فيها في الصباح . أنزلت معي فنجان قهوة ، ورغم أنني أحاول شرب فنجان قهوة كل يوم تقريباً ، لكنني لا أنجح، فبعد الشّفة الأولى أنساه، ويبرد فأقلبه . لا أسمع الأغاني في الصباح ، ولست مغرمة بأناشيد فيروز ، فالصباح لديّ هو معنى لحياتي، وليس من أجل أن أسترخي في فراشي أستمع للأناشيد و الأخبار . إن لم ألتق معي في الصباح يخرب ......
#اشتعال
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731378
الحوار المتمدن
نادية خلوف - اشتعال -9-
نادية خلوف : اشتعال-10-
#الحوار_المتمدن
#نادية_خلوف شكوت إلى طبيب التغذّية بعد العملية الشعاعية الداخلية وضعي العام ، كنت بعدها قد أصابني إسهال شديد أنزل وزني ، و هناك خطر على مريض السرطان عندما ينزل وزنه ، أحضروا لي طبيب تغذية ، هو مختلف عن هؤلاء الذين نقرأ لهم على الأنترنت، فهؤلاء لديهم قنوات ، يرغبون في الكسب من خلالها، كما أنهم متعاقدون مع شركات لمنتج ما ، أما هذا فوظيفته فعلاً التّغذية، وقد وصف لي علاجين : أحدهما " المغذي" وهو يشربه الرياضيون ، لكن سعره غال ، وعندما يكون وصفة طبية قد يكون مجانياً بالنسبة لي حيث أنّ الدواء، و الرحلات اليوم لدي مجانية كوني تجاوزت الرقم المحدد في الدفع. العلاج الثاني كان ظروفاً أحلّها في الماء و أشربها مرّة في اليوم فتعمل توازناً بين الإسهال و الإمساك.إنّه السّحر، فقد كنت قد افتقدت طعم الشوكولاتة منذ زمن بعيد، و أنا أطلب المغذّي بطعم الشوكلاتة، أضع العبوة في الثلاجة فيصبح طعمها مغر ، أتناول منه عبوتان في الصباح واثنتان في المساء ، أصبح لديّ فعلاً توازناً كما قال طبيب التّغذية ، لكن هذا لا يعني انتهاء الألم . تغيّر لدي مفهوم الحبّ ،و الجمال بعد المرض ، عرفت أنّ الحبّ حالة جمالية يمارسها الأصحاء ، ويبقى الحبّ الذي يمارسه المرضى مشوباً بالمرض حيث يجعل الحبّ أحياناً يتحوّل إلى ألم تماماً مثلما يتحوّل عند العلاقة مع شريك خائن. أما الجمال فقد أصبحت أجرّد الإنسان من ثيابه على سبيل المثال كنت أتابع النشرة الجوية على التّلفاز، وكانت تقدمها فتاة جميلة ، تلبس ثياباً جديدة. تجاوزت الثياب، بحثت عن هيكلها العظمي، جردتها من ثيابها ، صوّرت جسدها لو أصابته علّة، وكيف سيكون وضعها عندما ترغب في الاستحمام ، بينما تخترق الأنابيب جسدها ، و اللصاقات تمتد على جلدها وكذلك الوسوم بالأحمر . هل سوف تعرف نفسها؟ تراجعت عن الفكرة، فليس عليّ أن أجرّد الإنسان من ثيابه.في الحقيقة لم أكن أتحدّث عن الفتاة الجميلة، بل هي مقارنة بين الصّحة و المرض ، فعندما كنت في عمرها كنت أنظر لنفسي أنني جميلة، وفي مرّة وضعت إحدى زميلاتي يديها على خصري وهي تسألني: كيف يمكن لي أن أحوّل خصري إلى مثل خصرك؟لدي موعد بعد عدة ساعات مع العلاج ، وعليّ أن أجهز نفسي ، أخذت منشفتي، ذهبت إلى الحمام كي أستحم . نظرت إلى المرآة . لا شعر لدي ، يمكنني تلييف الرأس ومسحة بالمنشفة ، ثم الانتقال إلى الجهات الأخرى، وهي عملية صعبة، فأنت تخاف هنا أن تنقلع اللصاقة التي تثبت الأنبوب ، و تتعامل بالمسح و التنشيف . لم يعد للدوش أهمية كبيرة . عندما أكون وحدي تطاردني الأفكار، ولا أتخلّص منها إلا عندما ألجأ إلى الطبيعة حيث أتماهى مع مزاجها، و لا بأس أن أقوم بجولة قبل موعد الإفطار في السابعة ، وسوف تكون الجاكيت هي ملاذي إخفاء تفاصيل جسدي، وكذلك القمطة ، أو الطّاقية . تعودت على نفسي هكذا. نزلت من الفندق مسرعة و أنا أمسك بخاصرتي ، فقد بدأ الرقص بها ، وعندما ترقص أشعر أنه نهاية العالم، لكنّني لن أعود. في ذلك الطريق المتعرّج كنت أرسم لوحة في ذهني عن الحياة، أحاول أن أفهم لماذا تمسكت بالزمان و المكان، بالحزن، بالتضحية، بنكران الذات . لا يستحق الأمر كل ذلك، ارتسمت أمامي صورة أمّي وهي في أرزل العمر تبكي ، مسحت دمعها: لا تبكي يا أمّي . لا شيء يستحق . قالت لي : أحبّ العنب . آه. إنّه موسم العنب! لم أكن أعرف ذلك. العنب موجود على مدار العام يا أمّي لذا لا أفتقده. في موسم العنب ترتسم لي خيالات. أرى أمّي ترافقني ، أخجل منّي، ترغب أن أتعاطف معها، و أحضر لها عنقوداً من العنب، و أنا أقوم بنصحها كي لا تبكي. ماذا لو أحضرت لها عنقود ......
#اشتعال-10-
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731510
#الحوار_المتمدن
#نادية_خلوف شكوت إلى طبيب التغذّية بعد العملية الشعاعية الداخلية وضعي العام ، كنت بعدها قد أصابني إسهال شديد أنزل وزني ، و هناك خطر على مريض السرطان عندما ينزل وزنه ، أحضروا لي طبيب تغذية ، هو مختلف عن هؤلاء الذين نقرأ لهم على الأنترنت، فهؤلاء لديهم قنوات ، يرغبون في الكسب من خلالها، كما أنهم متعاقدون مع شركات لمنتج ما ، أما هذا فوظيفته فعلاً التّغذية، وقد وصف لي علاجين : أحدهما " المغذي" وهو يشربه الرياضيون ، لكن سعره غال ، وعندما يكون وصفة طبية قد يكون مجانياً بالنسبة لي حيث أنّ الدواء، و الرحلات اليوم لدي مجانية كوني تجاوزت الرقم المحدد في الدفع. العلاج الثاني كان ظروفاً أحلّها في الماء و أشربها مرّة في اليوم فتعمل توازناً بين الإسهال و الإمساك.إنّه السّحر، فقد كنت قد افتقدت طعم الشوكولاتة منذ زمن بعيد، و أنا أطلب المغذّي بطعم الشوكلاتة، أضع العبوة في الثلاجة فيصبح طعمها مغر ، أتناول منه عبوتان في الصباح واثنتان في المساء ، أصبح لديّ فعلاً توازناً كما قال طبيب التّغذية ، لكن هذا لا يعني انتهاء الألم . تغيّر لدي مفهوم الحبّ ،و الجمال بعد المرض ، عرفت أنّ الحبّ حالة جمالية يمارسها الأصحاء ، ويبقى الحبّ الذي يمارسه المرضى مشوباً بالمرض حيث يجعل الحبّ أحياناً يتحوّل إلى ألم تماماً مثلما يتحوّل عند العلاقة مع شريك خائن. أما الجمال فقد أصبحت أجرّد الإنسان من ثيابه على سبيل المثال كنت أتابع النشرة الجوية على التّلفاز، وكانت تقدمها فتاة جميلة ، تلبس ثياباً جديدة. تجاوزت الثياب، بحثت عن هيكلها العظمي، جردتها من ثيابها ، صوّرت جسدها لو أصابته علّة، وكيف سيكون وضعها عندما ترغب في الاستحمام ، بينما تخترق الأنابيب جسدها ، و اللصاقات تمتد على جلدها وكذلك الوسوم بالأحمر . هل سوف تعرف نفسها؟ تراجعت عن الفكرة، فليس عليّ أن أجرّد الإنسان من ثيابه.في الحقيقة لم أكن أتحدّث عن الفتاة الجميلة، بل هي مقارنة بين الصّحة و المرض ، فعندما كنت في عمرها كنت أنظر لنفسي أنني جميلة، وفي مرّة وضعت إحدى زميلاتي يديها على خصري وهي تسألني: كيف يمكن لي أن أحوّل خصري إلى مثل خصرك؟لدي موعد بعد عدة ساعات مع العلاج ، وعليّ أن أجهز نفسي ، أخذت منشفتي، ذهبت إلى الحمام كي أستحم . نظرت إلى المرآة . لا شعر لدي ، يمكنني تلييف الرأس ومسحة بالمنشفة ، ثم الانتقال إلى الجهات الأخرى، وهي عملية صعبة، فأنت تخاف هنا أن تنقلع اللصاقة التي تثبت الأنبوب ، و تتعامل بالمسح و التنشيف . لم يعد للدوش أهمية كبيرة . عندما أكون وحدي تطاردني الأفكار، ولا أتخلّص منها إلا عندما ألجأ إلى الطبيعة حيث أتماهى مع مزاجها، و لا بأس أن أقوم بجولة قبل موعد الإفطار في السابعة ، وسوف تكون الجاكيت هي ملاذي إخفاء تفاصيل جسدي، وكذلك القمطة ، أو الطّاقية . تعودت على نفسي هكذا. نزلت من الفندق مسرعة و أنا أمسك بخاصرتي ، فقد بدأ الرقص بها ، وعندما ترقص أشعر أنه نهاية العالم، لكنّني لن أعود. في ذلك الطريق المتعرّج كنت أرسم لوحة في ذهني عن الحياة، أحاول أن أفهم لماذا تمسكت بالزمان و المكان، بالحزن، بالتضحية، بنكران الذات . لا يستحق الأمر كل ذلك، ارتسمت أمامي صورة أمّي وهي في أرزل العمر تبكي ، مسحت دمعها: لا تبكي يا أمّي . لا شيء يستحق . قالت لي : أحبّ العنب . آه. إنّه موسم العنب! لم أكن أعرف ذلك. العنب موجود على مدار العام يا أمّي لذا لا أفتقده. في موسم العنب ترتسم لي خيالات. أرى أمّي ترافقني ، أخجل منّي، ترغب أن أتعاطف معها، و أحضر لها عنقوداً من العنب، و أنا أقوم بنصحها كي لا تبكي. ماذا لو أحضرت لها عنقود ......
#اشتعال-10-
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731510
الحوار المتمدن
نادية خلوف - اشتعال-10-
نادية خلوف : اشتعال -الجزء الأخير -
#الحوار_المتمدن
#نادية_خلوف أما عن وصمة التوحد وفرط الحركة في بلادنا ، فقد أعلنت السويد قبل أيام أنه سوف يقبلون في البوليس . لا شيء غير طبيعي هنا، وكل شيء مستهجن في بلادي . أحاول أن أعوّد ذهني على القبول بالواقع، لكن هل أستطيع؟ هنا هو السّؤال . هنا في بيتي بداية الكون . الشعور بالبدء، كأنّ الحياة كانت نائمة، وربما مسافرة . في بيتي يرقص الأشباح عندما أتوعّك ، يجعلونني في حال أفضل، لا أحد رقيب علي . سوف تكون تلك الأحداث التي مرّت معي محطّة ليس بالضرورة أن تسجّل حضوراً في حياتي ، فأنا سريعة التأقلم في الأماكن شريطة أن يكون لديّ أربعة جدران وسقف . يمكنني أن أغلق باب بيتي، و أحضِر العالم إليّ. ولكن! آخ . . . لم ينته الأمر . . . قد لا ينته لا زالت آثار الحريق تتعبني فإذا كان ظهري من الخارج بلون الفحم . كيف سوف يكون من الدّاخل؟ أرغب أن ألتحف على الصوفا في المطبخ، و أمامي الكمبيوتر، وفنجان القهوة الذي لا أشربه على الأغلب ، أنزل الطاقية على عيني ، و أضع على إذاعة البي بي سي على الكمبيوتر الذي وضعته على طاولة مربعة تكاد تقع من كثرة ما لعب فوقها أحفادي ، فهي المكان المفضل لهم ليقفوا فوقها، ويتفرجوا على الشارع . في الماضي كنت أجلس هنا بعد الرابعة صباحاً ، وتأخذني غفوة لذيذة. الغفوات القصيرة الممتعة رحلت إلى غير رجعة، أستيقظ من الغفوة اليوم ، وكأنني كنت في معركة. كان لي لقاء مع الطبيب قبل عودتي ، وكالعادة قال لي بعد أن أنهى حديثه: هل لديك أسئلة ؟ ابتسمت ، و أنا أعرف أنّه لن يزيد على ما قاله ، بل سوف يعيده . لقد قال لي : انتهى علاجك هنا الآن. لا أعرف نتيجة العلاج ، سوف يجرون لك التقييم ، و التقييم يعني عملية تعذيب جديدة بدءاً من الرنين المغناطيسي ، و انتهاء بالطبيب الأساسي ، وبعد ثلاثة أشهر سوف يكون تقييم نتيجة العلاج ، يبدو أنهم لن يستطيعوا تقديم علاج جديد ضمن فترة زمنية معينة . مضى تقريباً عام و أنا أروح و أجيء إلى هذا المستشفى وذاك. حفظت الطّريق .يقع بيتي على حدود الحبّ، و الاستقلال ، أتفقد الشرفة ، أشعر أنّ الحياة مقيمة مع النّسيم ، هو في الحقيقة لا يوجد نسيم فكل شيء هادئ، لكنّ الجوّ يميل إلى البرودة التي أحبها. كلما ضاق عليّ المكان سوف أغيّره حتى لو كان هذا المكان الذي يدفئني الآن . هذا الكون الواسع هو لنا جميعاً ، وحتى لو منعنا من استعماله بحرية، فسوف نجد وسيلة نستطيع من خلالها نتجاوز الحظر. تقول لي ابنتي في كندا . . أصابني الملل تجاوزت عياري في المكان فأنا ملولة ، لي زمن، بعدها يبدأ المارد يسحبني ما رأيك في أمريكا؟ -لا أعرفها إلا من خلال النت. -أعرف نيويورك . أزورها كل عام ، وأشتري ثيابنا منها . تعلّق قلبي بها. -يبدو أنّك بطرت . الناس تموت من الجوع في سورية ، و أنت لم تعد كندا ترضيك.-لم أقل ذلك. قلت فقط أحبّ التغيير ، لكن كأنّك نسيت ما أصابنا في سورية. ألم نعش نفس المعاناة ؟ لقد كان الجميع يتجشأ عندما نلتقي به. ألا تذكرين أننا غادرنا منذ زمن طويل . لم نأخذ موقعنا ، لكن ليس هذا السبب الذي غادرنا من أجله . لقد غادرنا عندما حاربتنا المعارضة الحالية التي كانت حليفة السلطة في ذلك الوقت. -أغلقي على الموضوع. لا تعيديني إلى كوابيسي . كان الأنذال أبطالاً في كل مراحل الحياة التي مرّرت بها . يمكنني أن أعدّهم بالأسماء، لكنني أفضّل تجاهلهم ، فالماضي مضى . -كيف تجدين نفسك؟ -ممتازة! -يالك من كذّابة! -و أنت قليلة أدب . -هناك مطعم شاورما فتح قريباً من منزلي . عندما تأتين سوف نذهب لن ......
#اشتعال
#-الجزء
#الأخير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731613
#الحوار_المتمدن
#نادية_خلوف أما عن وصمة التوحد وفرط الحركة في بلادنا ، فقد أعلنت السويد قبل أيام أنه سوف يقبلون في البوليس . لا شيء غير طبيعي هنا، وكل شيء مستهجن في بلادي . أحاول أن أعوّد ذهني على القبول بالواقع، لكن هل أستطيع؟ هنا هو السّؤال . هنا في بيتي بداية الكون . الشعور بالبدء، كأنّ الحياة كانت نائمة، وربما مسافرة . في بيتي يرقص الأشباح عندما أتوعّك ، يجعلونني في حال أفضل، لا أحد رقيب علي . سوف تكون تلك الأحداث التي مرّت معي محطّة ليس بالضرورة أن تسجّل حضوراً في حياتي ، فأنا سريعة التأقلم في الأماكن شريطة أن يكون لديّ أربعة جدران وسقف . يمكنني أن أغلق باب بيتي، و أحضِر العالم إليّ. ولكن! آخ . . . لم ينته الأمر . . . قد لا ينته لا زالت آثار الحريق تتعبني فإذا كان ظهري من الخارج بلون الفحم . كيف سوف يكون من الدّاخل؟ أرغب أن ألتحف على الصوفا في المطبخ، و أمامي الكمبيوتر، وفنجان القهوة الذي لا أشربه على الأغلب ، أنزل الطاقية على عيني ، و أضع على إذاعة البي بي سي على الكمبيوتر الذي وضعته على طاولة مربعة تكاد تقع من كثرة ما لعب فوقها أحفادي ، فهي المكان المفضل لهم ليقفوا فوقها، ويتفرجوا على الشارع . في الماضي كنت أجلس هنا بعد الرابعة صباحاً ، وتأخذني غفوة لذيذة. الغفوات القصيرة الممتعة رحلت إلى غير رجعة، أستيقظ من الغفوة اليوم ، وكأنني كنت في معركة. كان لي لقاء مع الطبيب قبل عودتي ، وكالعادة قال لي بعد أن أنهى حديثه: هل لديك أسئلة ؟ ابتسمت ، و أنا أعرف أنّه لن يزيد على ما قاله ، بل سوف يعيده . لقد قال لي : انتهى علاجك هنا الآن. لا أعرف نتيجة العلاج ، سوف يجرون لك التقييم ، و التقييم يعني عملية تعذيب جديدة بدءاً من الرنين المغناطيسي ، و انتهاء بالطبيب الأساسي ، وبعد ثلاثة أشهر سوف يكون تقييم نتيجة العلاج ، يبدو أنهم لن يستطيعوا تقديم علاج جديد ضمن فترة زمنية معينة . مضى تقريباً عام و أنا أروح و أجيء إلى هذا المستشفى وذاك. حفظت الطّريق .يقع بيتي على حدود الحبّ، و الاستقلال ، أتفقد الشرفة ، أشعر أنّ الحياة مقيمة مع النّسيم ، هو في الحقيقة لا يوجد نسيم فكل شيء هادئ، لكنّ الجوّ يميل إلى البرودة التي أحبها. كلما ضاق عليّ المكان سوف أغيّره حتى لو كان هذا المكان الذي يدفئني الآن . هذا الكون الواسع هو لنا جميعاً ، وحتى لو منعنا من استعماله بحرية، فسوف نجد وسيلة نستطيع من خلالها نتجاوز الحظر. تقول لي ابنتي في كندا . . أصابني الملل تجاوزت عياري في المكان فأنا ملولة ، لي زمن، بعدها يبدأ المارد يسحبني ما رأيك في أمريكا؟ -لا أعرفها إلا من خلال النت. -أعرف نيويورك . أزورها كل عام ، وأشتري ثيابنا منها . تعلّق قلبي بها. -يبدو أنّك بطرت . الناس تموت من الجوع في سورية ، و أنت لم تعد كندا ترضيك.-لم أقل ذلك. قلت فقط أحبّ التغيير ، لكن كأنّك نسيت ما أصابنا في سورية. ألم نعش نفس المعاناة ؟ لقد كان الجميع يتجشأ عندما نلتقي به. ألا تذكرين أننا غادرنا منذ زمن طويل . لم نأخذ موقعنا ، لكن ليس هذا السبب الذي غادرنا من أجله . لقد غادرنا عندما حاربتنا المعارضة الحالية التي كانت حليفة السلطة في ذلك الوقت. -أغلقي على الموضوع. لا تعيديني إلى كوابيسي . كان الأنذال أبطالاً في كل مراحل الحياة التي مرّرت بها . يمكنني أن أعدّهم بالأسماء، لكنني أفضّل تجاهلهم ، فالماضي مضى . -كيف تجدين نفسك؟ -ممتازة! -يالك من كذّابة! -و أنت قليلة أدب . -هناك مطعم شاورما فتح قريباً من منزلي . عندما تأتين سوف نذهب لن ......
#اشتعال
#-الجزء
#الأخير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731613
الحوار المتمدن
نادية خلوف - اشتعال -الجزء الأخير -