رواء محمود حسين : حنة ارندت ومفهوم حداثة الثورة: نقد موجز
#الحوار_المتمدن
#رواء_محمود_حسين تفهم حنة ارندت من الحرية السياسية أنها ليست ظاهرة سياسية، وإنما على العكس السلسلة الحرة من الأفعال غير السياسية التي يبيحها كيان سياسي ويضمنها للأفراد الذين يكونون هذا النظام. إن التحرر والحرية ليسا مثل بعضهما، وإن التحرر قد يكون هو شرط الحرية، ولكنه لا يقود إليها آلية، وإن فكرة الحرية (Liberty) التي ينطوي عليها التحرر لا يمكن أن تكون إلا سلبية، لذا فحتى النية بالتحرر لا تتشابه مع الرغبة في الحرية (Freedom). ولئن كانت مثل هذه الحقائق البداهية منسية في غالب الأحيان، فذلك لأن التحرر كان هو الطاغي دائماً وأن أساس الحرية كان دائماً يلفه الغموض، إن لم نقل إنه كان عقيماً بالكامل. يضاف إلى هذا أن الحرية قد قامت بدور كبير، وإن كان خلافية في تاريخ الفكر الفلسفي والفكر الديني معاً، وذلك خلال تلك القرون - من نهاية العالم القديم حتى ولادة العالم الجديد - حين كانت الحرية السياسية غير موجودة، وحين كان البشر غير معنيين بها. وطبقاً لحنة ارندت، إن من المهم جداً في أي فهم للثورات في العصر الحديث أن تتزامن فكرة الحرية مع التجربة لبداية جديدة. وبما إن الفكرة الموجودة للعالم الحر هي أن الحرية، وليست العدالة والعظمة، تمثل المعيار الأعلى للحكم على الهيئات السياسية، فإنه ليس فهمنا للثورة وحده، بل مفهومنا كذلك للحرية الذي هو ثوري الأصل، هما اللذان عليهما يتوقف قبولنا ورفضنا لذلك التزامن. وقد يكون من الحكمة، حتى عند هذا الأمر الذي لم نزل عنده نتحدث عنها بشكل تاريخي، أن نتوقف ونفكر بجانب من الجوانب التي بدت عليها الحرية عندئذ، عسی-;- أن نتجنب خطأ الفهم الشائع، وأن نختلس نظرة أولى لحداثة الثورة ذاتها (ينظر: حنة ارندت: "في الثورة"، ترجمة عطا عبد الوهاب، مراجعة رامز بورسلان، ط1، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 2008، ص 39 – 40). يرى اريك هوبزباوم أن ثورة 1789-1848 (العظيمة كما يسميها) لم تكن انتصارا ل " الصناعة " فقط، بل للصناعة الرأسمالية؛ ولا للحرية والمساواة عموماً، بل للطبقة الوسطى وللمجتمع " البورجوازي الليبرالي؛ ولا " الاقتصاد الحديث " أو " الدولة الحديثة "، بل للاقتصادات والدول في منطقة جغرافية معينة من العالم هي جزء من أوروبا وأقسام من أمری-;-کا الشمالية، كان مركزها يتمثل في دولتين متجاورتين متنافستين هما: بريطانيا العظمى وفرنسا. لقد كان التحول الذي طرأ بين العام 1789 والعام 1848، في جوهره، تجسيده للنهضة التوأم التي انطلقت من هذين البلدين، وانتشرت في مختلف أرجاء المعمورة. ويعتقد اريك هوبزباوم أن الثورة التي اندلعت بين العامين 1789 و1848 تمثل التحول الأعظم في تاريخ البشرية منذ العصور المغرقة في القدم التي اخترع فيها الإنسان الزراعة، وصنع الأدوات المعدنية، والكتابة، والمدن، والدولة. فقد نقلت هذه الثورة العالم بأسره من حال إلى حال، وما زالت تفعل ذلك. لكن يجب علينا التمييز بی-;-ن نتائجها على المدى البعيد، وهي التي لا يمكن حصرها في أي إطار اجتماعي، أو منظمة سياسية، أو توزيع للقوى والموارد على الصعيد الدولي من جهة، والمرحلة المبكرة الحاسمة لهذه الثورة، التي ارتبطت ارتباطاً وثيقا بوضع اجتماعي عالمي محدد من جهة ثانية (إريك هوبزباوم: "عصر الثورة: أوربا 1789 - 1848)"، ترجمة د. فايز الصايغ، تقديم مصطفى الحمارنة، مؤسسة ترجمان، عمان، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 2007، ص 36).لشد ما حبس الباستيل في رمزه النظام القديم. وينبغي للتاريخ أن يحدد أولا ذلك النظام في واقعه اليومي: النمط الاقتصادي القديم. إن نضال الناس لكي ينتزعو ......
#ارندت
#ومفهوم
#حداثة
#الثورة:
#موجز
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=727459
#الحوار_المتمدن
#رواء_محمود_حسين تفهم حنة ارندت من الحرية السياسية أنها ليست ظاهرة سياسية، وإنما على العكس السلسلة الحرة من الأفعال غير السياسية التي يبيحها كيان سياسي ويضمنها للأفراد الذين يكونون هذا النظام. إن التحرر والحرية ليسا مثل بعضهما، وإن التحرر قد يكون هو شرط الحرية، ولكنه لا يقود إليها آلية، وإن فكرة الحرية (Liberty) التي ينطوي عليها التحرر لا يمكن أن تكون إلا سلبية، لذا فحتى النية بالتحرر لا تتشابه مع الرغبة في الحرية (Freedom). ولئن كانت مثل هذه الحقائق البداهية منسية في غالب الأحيان، فذلك لأن التحرر كان هو الطاغي دائماً وأن أساس الحرية كان دائماً يلفه الغموض، إن لم نقل إنه كان عقيماً بالكامل. يضاف إلى هذا أن الحرية قد قامت بدور كبير، وإن كان خلافية في تاريخ الفكر الفلسفي والفكر الديني معاً، وذلك خلال تلك القرون - من نهاية العالم القديم حتى ولادة العالم الجديد - حين كانت الحرية السياسية غير موجودة، وحين كان البشر غير معنيين بها. وطبقاً لحنة ارندت، إن من المهم جداً في أي فهم للثورات في العصر الحديث أن تتزامن فكرة الحرية مع التجربة لبداية جديدة. وبما إن الفكرة الموجودة للعالم الحر هي أن الحرية، وليست العدالة والعظمة، تمثل المعيار الأعلى للحكم على الهيئات السياسية، فإنه ليس فهمنا للثورة وحده، بل مفهومنا كذلك للحرية الذي هو ثوري الأصل، هما اللذان عليهما يتوقف قبولنا ورفضنا لذلك التزامن. وقد يكون من الحكمة، حتى عند هذا الأمر الذي لم نزل عنده نتحدث عنها بشكل تاريخي، أن نتوقف ونفكر بجانب من الجوانب التي بدت عليها الحرية عندئذ، عسی-;- أن نتجنب خطأ الفهم الشائع، وأن نختلس نظرة أولى لحداثة الثورة ذاتها (ينظر: حنة ارندت: "في الثورة"، ترجمة عطا عبد الوهاب، مراجعة رامز بورسلان، ط1، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 2008، ص 39 – 40). يرى اريك هوبزباوم أن ثورة 1789-1848 (العظيمة كما يسميها) لم تكن انتصارا ل " الصناعة " فقط، بل للصناعة الرأسمالية؛ ولا للحرية والمساواة عموماً، بل للطبقة الوسطى وللمجتمع " البورجوازي الليبرالي؛ ولا " الاقتصاد الحديث " أو " الدولة الحديثة "، بل للاقتصادات والدول في منطقة جغرافية معينة من العالم هي جزء من أوروبا وأقسام من أمری-;-کا الشمالية، كان مركزها يتمثل في دولتين متجاورتين متنافستين هما: بريطانيا العظمى وفرنسا. لقد كان التحول الذي طرأ بين العام 1789 والعام 1848، في جوهره، تجسيده للنهضة التوأم التي انطلقت من هذين البلدين، وانتشرت في مختلف أرجاء المعمورة. ويعتقد اريك هوبزباوم أن الثورة التي اندلعت بين العامين 1789 و1848 تمثل التحول الأعظم في تاريخ البشرية منذ العصور المغرقة في القدم التي اخترع فيها الإنسان الزراعة، وصنع الأدوات المعدنية، والكتابة، والمدن، والدولة. فقد نقلت هذه الثورة العالم بأسره من حال إلى حال، وما زالت تفعل ذلك. لكن يجب علينا التمييز بی-;-ن نتائجها على المدى البعيد، وهي التي لا يمكن حصرها في أي إطار اجتماعي، أو منظمة سياسية، أو توزيع للقوى والموارد على الصعيد الدولي من جهة، والمرحلة المبكرة الحاسمة لهذه الثورة، التي ارتبطت ارتباطاً وثيقا بوضع اجتماعي عالمي محدد من جهة ثانية (إريك هوبزباوم: "عصر الثورة: أوربا 1789 - 1848)"، ترجمة د. فايز الصايغ، تقديم مصطفى الحمارنة، مؤسسة ترجمان، عمان، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 2007، ص 36).لشد ما حبس الباستيل في رمزه النظام القديم. وينبغي للتاريخ أن يحدد أولا ذلك النظام في واقعه اليومي: النمط الاقتصادي القديم. إن نضال الناس لكي ينتزعو ......
#ارندت
#ومفهوم
#حداثة
#الثورة:
#موجز
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=727459
الحوار المتمدن
رواء محمود حسين - حنة ارندت ومفهوم حداثة الثورة: نقد موجز