الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
محمد عبد حسن : ما خاطته أمي وأكمله روّاف 1 مجهول
#الحوار_المتمدن
#محمد_عبد_حسن ( 1 )لا أحتاج نقطة دالّة على البيت الذي تسكنه أمّي الآن، فالقول أنّه على رأس يمين الزقاق المواجه لحسينية (الشيخ شاكر القرناوي)، في مناوي باشا، كافٍ لوقوف مَنْ تريد وصوله على الباب.. الزقاق الذي، إنْ دخلته، ستترك في منتصف يساره بيت (ملّا غالي) ودهليز مدخله الطويل قبل أنْ تنعطف يسارًا لتكون وسط الدار. ولا تكاد تنتبه إلى (مخبز سيّد عامر) على يمينك حتى يأسرك الباب الكبير الضخم لبيت (عباس الدلّال) بقوسه نصف الدائري ومساميره الكبيرة الصدئة.. فيما تحتفظ المطرقة الكبيرة ببعض بريق زائل. غالبًا ما يكون هذا الباب مواربًا.. كاشفًا عن أربع درجات من الطابوق الفرشي وستارة تزيحها وتدخل الدار المبلّطة بالطابوق ذاته. ومن هناك.. لو فكّرت بإرسال بصرك إلى الأمام فسيصطدم بدار (خضيّر شدّاد).نعم.. لا أحتاج علامة إرشاد أخرى حتى وأن احتلّ بناء جديد مكانها. أراها كلّما وقفتُ هناك: بابها المفتوح حيث الشيخ جالس على تخت خشبٍ، بمواجهة الباب، تنوء يده اليمنى بحمل يد الشيخ بخاتمها الكبير والمسبحة المشتبكة بأصابعه.. بينما تمسك يسراه بخرطوم الناركيلة، لا تكاد تفارقه. فيما يزيد الخال، على الجهة اليسرى لوجه الشيخ.. يزيد الوجه حزمًا يراكم الجدّ الدائم الذي يبدو عليه.أحمل تلك الصور وأدخل إلى أمّي. لا أدري إنْ كانت، وهي تراقبني، تتعمد تركي هناك.. أم أنها لم تكن تسمع طرقاتي على الباب الحديد وهي في عمق الدار البعيد، أمْ أني لم أطرق الباب أصلًا.. وأنّ خروجها إلى الباب كان عرضيًا لتجدني هناك؟في الداخل.. نجلس أنا وهي. أفرش أمامها صوري. تبقى تنظر إليها قبل انْ تبدأ بتغيير أماكن بعضها وإخفاء بعض آخر وراء ظهرها.. تكرر ذلك، وحين خلت الكثير من المساحات؛ وضعتْ صورًاٍ من عندها.. ثم بدأت خياطتها إلى بعضها بمهارة لا تقلّ عن مهارتها في خياطة العباءة النسائية المزيّنة بشدّ الورد وحب الفلفل. وحين تتعب؛ تتكئ على الجدار:- لا يمكن إنجاز كل ذلك في جلسة واحدة. أنْ تعيش كل ذلك في لحظات.. أمر لا يمكن احتماله.وتصمتُ. أنظر إلى البساط المتشكّل من صورٍ مازالت بعض حوافها سائبة. تغفو أمي فأغطيها.. ثم أجمع بساطي بعناية خوفًا من تمزّق حافات الصور القديمة. يحدوني أمل في العثور على (روّافٍ) مازال معتصمًا بدكانه القديم في سوق المدينة. ( 2 )أخشى أنْ لا أجد أحدًا يُحسن ما أريده، فأنا لا أحمل معي معطفًا قديمًا.. ولا سجادة فارسيّة فاخرة. فكرتُ بذلك وأنا في طريقي إلى سوق (الروّافين).. ترى كيف سأخبره! من الصعب لملمة ذلك وجمعه بعد غياب الشهود أو تبعثرهم. بصعوبة أعبر الطريق للوصول إلى نهر العشار الخالي من زوارقه الصغيرة بفرشها ووسائدها الملونة. أعبر الجسر.. ثم الطريق الآخر مستقبلًا جامع المقام.. أترك الزقاق الأول المحاذي له إلى الآخر المرتفع.. أرتفع معه ثم أهبط. وإذ لم أجد أحدًا سألتُ: أين (الروّافون)؟ترك رجل ما بيده ورفع رأسه إليّ. لا أدري، وهو يتفحّصني، عمّ يبحث. ويبدو أنّه شاهد ما يريده حين دلّني بيده وهو يعود إلى عمله: هناك.. هناك، في الزقاق الآخر.ولا أحد! اختفى الرجال الذين كانوا يفترشون عتبات الدكاكين طلبًا للضوء.. تُخفي ركبهم، المرفوعة دائمًا، أثواب يعكفون على روفها باهتمام صاغة الذهب.. أو تراهم منحنين على سجادة محاولين ترميمها: ظهور محدودبة.. نظارة بزجاج سميك مسمّرة على أرنبة الأنف..وكُشتِبان يعمم السبّابة من الأصابع. وكنت تحتاج بعض الوقت حتى يرفع أحدهم رأسه ليراك ويسمع منك وهو يتفحّص ما تريد روفه.لم أجد أحدًا من هؤلاء. كان الرجال هناك، من على كراسيهم، يراقبون المارة بضجر ......
#خاطته
#وأكمله
#روّاف
#مجهول

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=729873