الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
محمود شقير : ظل آخر للمدينة44
#الحوار_المتمدن
#محمود_شقير في زمان الهزيمة، أكثرت أنا والأصدقاء، من الجلوس في المقاهي، وفي محلات المرطبات، وذلك لطرد السأم، وللاستمرار في تقليد درج عليه أبناء الطبقة الوسطى منذ سنوات. وكنا ننطلق بين الحين والآخر نحو الجزء الغربي من المدينة، نسير في شارع يافا، أو نذهب إلى حي الطالبية، أو حي القطمون، حيث سكن الموسرون من الفلسطينيين قبل نكبة 1948، ثم اضطروا إلى مغادرة بيوتهم تحت وطأة القصف، ليسكنها من بعدهم يهود قادمون من مختلف بقاع الدنيا (سأذهب إلى حي القطمون في القدس الغربية صحبة فريق تصوير تلفزيوني، نبحث في الحي عن بيت خليل السكاكيني الذي بناه أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي، لكي يستقر فيه هو وزوجته سلطانة بعد سنوات من التعب والشقاء. تموت الزوجة بعد سنتين من الإقامة في البيت، ثم تقع النكبة الفلسطينية ولا يعود خليل السكاكيني أو أي أحد من أفراد أسرته قادراً على الوصول إلى البيت. نصل البيت بعد أكثر من سبعين عاماً من تشييده. نجد في الطابق الأرضي أسرة يهودية مكونة من رجل عجوز وامرأة، وفي الطابق العلوي روضة للأطفال الإسرائيليين. تقوم المصورة بتصوير البيت من الداخل والخارج، وتقوم بتصويري وأنا أتحدث عن حياة خليل السكاكيني وحبه الشديد لزوجته، وعن دوره في إثراء الثقافة الوطنية الفلسطينية بأفكاره ذات البعد العلماني التنويري). ونعود إلى البلدة القديمة ممتلئين كدراً، بسبب النظرات المتعالية التي يمارسها علينا الجنود الإسرائيليون، ونزداد كدراً حينما نرى كثرة من أبناء مدينتنا وقد تحولوا إلى تجار بسطات، يبيعون للإسرائيليين المنتشرين في المدينة، كل ما يخطر وما لا يخطر على البال من سلع خفيفة: ملاعق، صحون، مزهريات، أمشاط، مرايا، كؤوس، عقود من لؤلؤ رخيص، قلائد من خرز ملون، جواعد، بسط مشغولة باليد، مخدات وشراشف، شلحات للنساء وحمّالات لصدورهن وسراويل داخلية وجرابات، وأشياء أخرى كثيرة. كثيرون من الناس فقدوا أعمالهم ووظائفهم، فتحولوا إلى باعة لتدبير لقمة العيش، حتى إن أناساً اضطروا إلى المتاجرة ببعض ما تحتويه بيوتهم من أثاث قديم نادر، أو مقتنيات شعبية، فأقبل المنتصرون على ارتياد أسواق المدينة لشراء ما يروقهم من سلع بأرخص الأسعار. تتحكم غريزة البقاء في الجموع الهائمة على وجوهها في الأسابيع الأولى للهزيمة، ويصبح التفكير في أمر الوطن مؤجلاً إلى حين. تهيمن أخلاقيات القطيع على المشهد المنكسر، ويلذّ للمنتصرين أن يسمعوا مفردات لغتهم وهي تتردد بمثل هذه السرعة على أفواه المهزومين: بكشاه أدوني (تفضل يا سيدي)، بكشاه جفيرت (تفضلي يا سيدة)، بليرة، بليرة أحات أدوني (بليرة، بليرة واحدة يا سيدي).وبسبب هذا الوضع غير الطبيعي، تعطلت الحياة الثقافية في المدينة، فاحتجبت صحيفة القدس عن الظهور. وأصبحت صحيفة الاتحاد الحيفاوية توزع في القدس العربية، بعد إعلان ضمها إلى إسرائيل، واعتبارها عاصمتها إلى الأبد! كانت لغة الجريدة المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني، ورفضها للاحتلال، تمدنا ببعض العزاء. كتبت قصتي الأولى بعد الاحتلال، وهي بعنوان "البلدة القديمة" أتحدث فيها عن معاناة بطلها فرج الحافي الذي قرر الذهاب من قريته إلى القدس لأداء الصلاة في مسجدها، ثم إنه تعرض للأذى على أيدي جنود الاحتلال. وكي لا أتعرض بدوري للأذى، وقّعت القصة عندما نشرتها في الاتحاد، باسم مستعار هو "ربحي حافظ". وحينما عادت صحيفة القدس للظهور أوائل العام 1968، قابلنا عودتها بفتور، معتبرين أنها محاولة لتطبيع حياتنا مع الاحتلال، فنظمنا مقاطعة لها، فلم نحرز نجاحاً يذكر ربما بسبب حاجة الناس إلى صحيفة يومية. وفيما بعد أوقفنا المقاطعة، ثم نشر ......
#للمدينة44

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=739978