الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
شادي كسحو : حدود المنهج مدخل إلى هرمنيوطيقا غادامر
#الحوار_المتمدن
#شادي_كسحو حدود المنهج مدخل إلى هرمنيوطيقا غادامريستطيع الباحث المدقّق في مواضعات العقل الغربي المعاصر أن يلاحظ ومنذ الوهلة الأولى أن هرمنيوطيقا* غادامر قد راهنت ـ منذ مراحلها الأولى ـ على تقويض فكرة المنهج العلمي وخلخلته، الذي يشكّل دعامة العلوم الطبيعيّة والتجريبيّة، ومجاوزة خطاب هذه العلوم حول الحقيقة، فليست الحقيقة في العلوم الإنسانيّة بنت المنهج؛ أو هي على الأقل، ليست حكراً على التّعامل المنهجي مع العالم، بل هي نتيجة الخبرة المباشرة بالعالم، أو الانفتاح على العالم عبر الفهم.ويبدو أن هيمنة العلوم التجريبيّة والطبيعيّة على الخطاب الفلسفي الغربي المعاصر، هي السّبب المباشر في نهوض الهرمنيوطيقا، فبعد الإنجازات التي تحقّقت في الميادين والمجالات العلمية والرياضيّة بدأت الأنظار تتجه نحو العلوم الإنسانيّة وبدأ يطرح السّؤال حول مدى إمكانيّة تطبيق المناهج العلمية عليها، بهدف الوصول إلى أكبر قدر من الدقة والموضوعية؛ لذلك يمكن القول: إنّ الأزمة التي كانت سبباً في ظهور الهرمنيوطيقا هي أزمة ثقة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، أزمة ثقة بالمنهج العلمي وبقدرة هذا الأخير على بلوغ معرفة يقينية،”فالمنهج لا ينتج في النّهاية إلا ما يبحث عنه أو لا يجيب إلا على الأسئلة التي يطرحها. إنّ أي منهج يتضمن إجاباته ولا يوصلنا إلى شيء جديد".3والحقّ أن الهرمنيوطيقا بما هي استراتيجية قرائية جديدة ترفض تلك النظرة التي ترى في المنهج الطريق الوحيد لبلوغ الحقيقة في العلوم الإنسانية أو التاريخية، وتكفي العودة إلى كتاب غادامر “الحقيقة والمنهج” لمعرفة إلى أي حدّ جاهد هذا الفيلسوف من أجل تجاوز النسخة المنهجيّة للحقيقة في العلوم الإنسانية، بل إن عنوان الكتاب نفسه قد يشكل عتبة أولية للقراءة تسهم منذ البداية في فضح تصورات غادامر حول فكرة المنهج، إذ أن كلمة المنهج المعطوفة على كلمة الحقيقة في العنوان، تضعنا منذ البداية أمام تساؤل حول ماهية العلاقة بينهما، لذلك يذهب بعض الباحثين إلى اعتبار أنّه كان من الأنسب لـ غادامر أن يطلق على كتابه عنوان “الحقيقة واللا منهج”،4 في حين يذهب البعض الأخر إلى أن العنوان نفسه “ينطوي على تهكم irony، فالمنهج ليس الطريق إلى الحقيقة. بل على العكس، الحقيقة تتملص من”الإنسان المنهجي“وتفلت منه”.5على هذا النّحو التقريبي، يمكن لنا أن نقترب من العلاقة المربكة بين الحقيقة والمنهج عند غادامر، لكن تصوراً أكثر عمقاً لهذه المسألة يضعنا بالضرورة أمام تساؤلات، تقع في صلب ماهية الخبرة الهرمنيوطيقيّة ذاتها، لا سيما أن هرمنيوطيقا غادامر، لم تكن مجرّد جراحة تجميلية للمنهج، بقدر ما كانت مقدمة ضرورية لتحرير سؤال الحقيقة في العلوم الإنسانيّة، لاسيما كما تتجلى في خبرتي الفنّ والتّاريخ.على هذا الأساس يمكن القول: “إنّ المكسب النظري الحقيقي في مقاربة غادامر لمشكلة المنهج هو ذلك التمييز الحاسم الذي أقامه هذا الفيلسوف بين”المعرفة الجدليّة والمعرفة المنهجيّة".فالمعرفة الجدليّة تبعاً لـ غادامر تقوم على ترك الموضوع يتحرك بحرية، أي ترك الأشياء والموجودات لكي توجد وتتفتح من جراء ذاتها، وذلك طبعاً، على عكس المعرفة المنهجية التي تقوم بـ تقويل موضوعاتها إن صح التّعبير؛ أي أنها تفرض وبشكل مسبق نوعاً من التفوق الزائف للذّات على موضوعها، ففي "المنهج تقوم الذات العارفة بفرض نوع من السّيطرة والتحكّم والتلاعب manipulate، أما الجدل فيترك الموضوع الذي يقابله يطرح أسئلته الخاصة التي يفترض الإجابة عنها. لا سيما أن المرء لا يجيب إلا من خلال انتمائه للموضوع وفي ......
#حدود
#المنهج
#مدخل
#هرمنيوطيقا
#غادامر

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=712307