الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
اتريس سعيد : الفرق بين المعلم الحقيقي و المتوهم
#الحوار_المتمدن
#اتريس_سعيد لا يزال يتكاثر في كل لحظة من يتصدرون الوعي و يقدمون أنفسهم على أنهم معلمون ومتنورون ! وكلما دخلت منهم أمة جديدة لعنت أختها و وسمتها بالزيف وأدعت أن الحقيقة بين يديها! وكل هذا الذي يحصل أمامنا متوقع وسببه معروف، فإن من سمات الظلام الأصيلة التي لا تتغير عبر الزمان والمكان أن الظلام يوسم نفسه بوسم من نور حتى يوهم الناس ويدخلهم في ظلامه بإسم النور! يقول عز و جل "فقبضت قبضة من أثر الرسول!" حتى الحركات الظلامية مثل الماسونية يسمون أنفسهم المتنورون الأحرار، النور و الحرية وهما أعلى قيم الحقيقة، وحتى نمايز الفرق بين الحقيقي و الواهم لابد أن نفهم كل الفهم، أولا أن الحقيقة والنور والوعي ليست ثقافة ولا زخم معلومات، لذلك ترى المزيفين من المتصدرين للوعي يتسابقون كل لحظة في بث المعلومات الجديدة والمصطلحات والتصنيفات حتى أصبح السالك في طريق النور في حيرة وكأنه أمام مادة دسمة سيتقدم فيها لإمتحان غدا ! و أول صفات الحقيقة أنها سلسة رقيقة واضحة، فإنك إذا جلست أمام نهر فإنك لست بحاجة لأن يشرح لك أحد أن هذا نهر، و لست بحاجة ليعلمك أحدهم كيف تصغي إلى خرير مائه، وتستمتع بصوته وجريانه وإنسياب مائه، إنه نهر! ماذا يهمني في لحظة إتحادي بجمال النهر أنه يتكون من جزيئات الهيدروجين والأوكسجين وأنه ينبع من جبال طوروس ويصب في المحيط الهندي! هذا لن يغير حقيقة أن النهر نهر! بل إنك إذا كنت صافيا من الداخل ستحس بجريان ماء النهر فيك كأنك أنت النهر ولن تكون معنيا ولا مهتما بأي معلومات أو هراء أو أوصاف وميزات هذا النهر! هب أنك لم تشاهد النهر في حياتك، وجاء معلم أنهار وبقي يشرح لك كل تفاصيل النهر وجماله، ربما يسعفك الخيال لنشوة مزيفة وقتية ولحظية، لكنك في الحقيقة ليس لديك أي فكرة عن متعة الجلوس بجانب نهر، فكل ما تتخيله أوهام ونشوة كاذبة منبعها رغبتك، والحقيقة أيضا أن معلم الأنهار هذا لم يسبق له أصلا رؤية نهر! لقد جمع من هنا وهناك ما سمعه عن النهر وظن من كمية معلوماته أنه معلم أنهار! وهو لا يعرف أصلا طريق النهر ويقول لك سأرشدك الطريق! وستتبع خطواته ثم تجد نفسك تهلك عطشا تائها وسط صحراء لا تستطيع الوصول إلى النهر ولا حتى العودة إلى موطنك، فمن هو المعلم الحقيقي وسط هؤلاء الواهمين؟ إن هذا الطريق، طريق النور أو الوعي أو طريق الحقيقة أيا كان ما يصفونه، هو الحق بعينه و الحق أو الحقيقة خالية من أي وهم أو زيف ولا يمكن أبدا للعقل أن يتصل بالحقيقة إطلاقا، لأن العقل أدواته محدودة بالحس "السمع والبصر وأدوات الحس المعروفة" وهي قاصرة أن تدرك المطلق و المطلق لا يمكن بأي حال أن يدرك سوى بالقلب وهي أداته الوحيدة وحين نقول القلب فعلينا أن نعي أنه سمي قلبا لأنه يدرك "مقلوب" ما يدركه العقل! فكل وعيك العقلي حين يعاين الحقيقة سيدرك أن كل هذا الوعي في حقيقته مقلوب تماما! و ليس كما يبدو أبدا ! و من هنا ينشأ الصراع الدائم بين وعي العقل و وعي القلب، و يظل العقل يشاكس و يناور و يحارب و يبرر حتى لا يفقد قيادته وسلطته وهيمنته عليك، الحقيقة أو النور أو الحق تتطلب قلبا خاليا تماما حتى يستوعب هذا الإشراق و الجمال و المطلق، وهذه كلها فوق أي وصف وفوق اللغة ذاتها، فأي محاولة لوصف الحقيقة باللغة فهي محاولة غبية و فاشلة تماما، وهذا الفشل هو عينه الذي يقوم به معلمو الوعي المزيفون، بينما المعلم الحقيقي يكتفي بالإشارات و كما قيل "من لم ترشده إشاراتنا لم تسعفه عباراتنا!" فالمعلم الحقيقي متصل بمصدر النور، بقلبه، بينما يدعي المزيف إتصاله بالمصدر وهو يستخدم عقله! بينما لا يستطيع أعظم عقل أن يستوعب أصلا قبس من نور الحقيقة، بل سيح ......
#الفرق
#المعلم
#الحقيقي
#المتوهم

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=742691