الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
نجاة زعيتر : معطف أبي
#الحوار_المتمدن
#نجاة_زعيتر كثيرا ما كنت أتردد في الكلام، أبدأ بالتحديق جيدا في محدثي لا أكترث لملامحه، أستعد للرد ثم أتراجع.لكنني هذه المرة كنت بحاجة للكثير من الشجاعة لأتفوه بما قد يزيدني درجة أخرى من درجات العلم التي أسعى إليها منذ سنوات.لم أتحسس وجهي و لم أخرج مرآتي الصغيرة لأتفقد مكياجي و هل سال الكحل من عيني؟ و أحمر الشفاه هل انتقل إلى أسناني ليثير سخرية محدثي؟استعدت ثباتي، فالوقت ليس للزينة !و أنا هنا لأتحدث عما كتبته و بحثت فيه منذ سنوات و هؤلاء ليسوا حكاما في مسابقة للجمال، لكنهم أساتذة مهمتهم تقييم بحثي و منحي درجة استحقاقي. لكنني عدت أشك في حسن اختياري لملابسي. كان علي أن أرتدي الطقم الأزرق الغامق مع حذاء بكعب و شعري يا للكارثة لم يكن من الصواب أن أتركه على طبيعته بل كان علي أن أجمعه فلا يزعجني و لا أضطر لإبعاد خصلات الشعرعن وجهي!ثم عدت إلى الحديث عن الشعر الأندلسي و حاولت أن لا أكترث للأعين المركزة على تلعثمي.حاولت أن أبدو واثقة من نفسي بعيدة كل البعد عن ذرات الخوف و التوتر التي تقيدني تلف كامل جسدي فأتحول الى شرنقة من التوجس ترتجف أصابعي ينتفض قلبي و يزفني اليهم وسط تطبيلاته المباغتة أشعر بألم في بطني و في رأسي فالتفت حولي أبحث عن نافذة مطلة على أي منظر لا يثير توتري.في غرفتنا الصغيرة كنا خمسة أنا و إخوتي نتقاسم المكان بالتساوي أنا و أختي ننام في فراش واحد و إخوتي ينامون كل في سريره. كنا صغارا و كان يفصلنا عن غرفة أبي و أمي ما يشبه الرواق لم يكن الليل صديقا ودودا و أكبر اخوتي يتلذذ بجلدنا بقصص الرعب التي تترافق مع الليل و الظلمة و الأشياء التي تتحرك لوحدها و الأبواب التي تفتح دون مسبب و المرأة المقطوعة الرأس التي تسكن سقف بيتنا و الرجل التي تتجول في رواق بيتنا و تفتح الأبواب و تدخل علينا في عز نومنا! و معطف أبي الذي هو في الواقع شبح يترصدنا وراء الباب، ثم لأن المصائب لا تأتي فرادى فقد كان أكبر إخوتي يجري علينا قرعة" أحجية الليل" يحكيها واحد منا كل ليلة اذا ما الحظ أخطأه و سقطت عليه القرعة. و لا أدري لما كانت القرعة لاتخطئني في أغلب الليالي؟فأجد نفسي حكواتي لإخوتي ينكمشون في دفئ أسرتهم و ينامون على صوتي أقص عليهم أو أعيد ما أحفظه من أحاجي جدتي. وبين أحجية و أخرى أتفقد جمهوري الصغير لأكتشف أنهم ناموا من أول قصة و تركوني أواجه الصمت ووحوش الليل دون حماية. أسحب الغطاء على رأسي و ألتف على نفسي خوفا من الرجل المبتورة و المرأة مقطوعة الرأس و الأصوات التي تنادي على إسمي و تدق باب الغرفة مطالبة بدمي! لم أكن أجرؤ على مغادرة فراشي بمفردي و لو اضطررت إلى الذهاب إلى المرحاض مثلا فسأوقظ اختي و باقي اخوتي رفقائي في الغرفة بعد أن أتوسل إليهم مرارا مرافقتي في تلك الرحلة الليلة! أعود بعدها إلى فراشي أبعث بمخيلتي تسعفني بأجمل ما تملك أفترشه و أتغطى به و أنام مدرعة ضد الاشباح.و في الصباح أنسى كل ما عانيت ليلة أمس! أنسى معطف أبي خلف الباب, و أنسى ستارة النافذة الوحيدة و الصغيرة جدا و التي تتحول في الليل إلى حفرة مشرعة على الخوف بينما حين يأتي النهار أحلم بنوافذ كثيرة لغرفتي أطل منها على الأولاد و البنات و هم يلعبون في الشارع وفي المساء أترقب منها عودة أبي محملا بفاكهة الموسم. أما في الشتاء فأجلس خلفها لأتسلى يتساقط الثلوج و الأمطار.لكم تأسفت و أنا صغيرة لأن غرفتي بدون نافذة تطل على الحياة و الشارع بينما هذه النافذة الصغيرة تطل على وسط البيت و لا أرى منها سوى حنفية الماء الجافة في الغالب.تأتي رائحة الفطائرمن مطبخ أ ......
#معطف

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730618