الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
عبدالجبار الرفاعي : هل هناك حاجة للكراهية؟
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي طبيعةُ الإنسان ووقائعُ الحياة والعلاقات الاجتماعية تخبرنا أن الكائنَ البشري مثلما يحتاج المحبّةَ يحتاج الكراهيةَ أيضًا، أظنُّ يحتاجُ الكراهيةَ أحيانًا أكثر من المحبّة، وهو ما نراه ماثلًا في حياتنا، حُبُّ الإنسان وإسعاده ورعايته يتطلب من الإنسان تربيةً لنفسه، وارتياضًا مرهقًا، لأنه لا يستجيب بسهولة لذلك. النفسُ تميل للتشفي والارتياح حين يتألم الناس، وتتلذذ بصمت حين تتفرج على تعاستهم ومتاعبهم. تتألم لألم الناس الشخصية الفاضلة، الفضيلةُ تعكس ارتقاء أخلاقية الإنسان وتساميها، ومقدرته على إخماد الرغبات المؤذية له واطفاء نوازع التشفي بأوجاع غيره من الناس. يقول الإمام علي بن أبي طالب "ع": "اكره نفسَك على الفضائل، فإن الرذائلَ أنت مطبوعٌ عليها"، "الارتقاءُ إلى الفضائل صعبٌ منج، والانحطاطُ إلى الرذائل سهلٌ". بعضُ البشر يفرضون على غيرِهم كراهيتَهم، أحيانًا لا يحتمي الإنسانُ من نزعةِ الانتقام العنيفة لديهم إلا بالهروبِ والاختباءِ بعيدًا عنهم. لو حاول أن يتسامح لن يجدي تسامحُه معهم نفعًا، لو حاول الصمتَ لن يصمتوا، لو حاول الإحسانَ لن يكفّوا. هؤلاء كأنهم شرطةٌ متخصّصةٌ في تفتيش المعتقدات والأفكار والكلمات والنوايا، يستبدّ بهم شعورٌ زائفٌ يوهمهم بأن لهم الحقَّ بملاحقة كلِّ الناس ومحاسبتهم وعقابهم، يرون أنهم أوصياءُ على الكلّ، من دون أن يحقَّ لأحدٍ محاسبتُهم وردعُهم، بعضُهم يشعر أن لديه تفويضٌ إلهي بالوصايةِ على الناس، والتدخل في حياتهم الخاصة، وفرضِ قناعاته عليهم. يتورطُ الإنسانُ أحيانًا بعلاقات خطأ بمصابين بأمراض نفسية أو أخلاقية، وربما يجتمع لديهم النوعان من الأمراض، يفرضون عليه وصايتهم، وهذه الحالة هي الأقسى والأعنف. أكثرُ هؤلاء لا ينفعُ معهم الصدقُ والوفاء والكرمُ والعطاء. يتضاعفُ ويتسعُ حضورُ هؤلاء في المجتمع باتساعِ وتفشي: الجهل، والفقر، والمرض، وشيوع أساليب التربية والتعليم القمعية، والحروب العبثية، والنفاق، والتدين الشكلي، وانهيار منظومات القيم والأخلاق. أحيانًا يشعر الإنسانُ بحاجته لكراهية بعض البشر ممن يتخذون مواقف عدائية ضدَّه، من دون سبب يدعوهم لذلك. الشعورُ بالكراهية موجع، إنها كالعلقم الذي لا يتجرعه الإنسانُ بسهولة، ولا يستطيع كتمانَها إلا بمكابدات قاسية. وربما يشعر بحاجته الشديدة للانتقام. ارتدادات الانتقام على مَنْ ينتقم أقسى ممن ينتقم منه. الإنسانُ الأخلاقي تمنعه أخلاقُه من الانتقام. أحكمُ الناس مَنْ يحرصُ على تفريغ شحنات الكراهية بوسائل غير عنيفة. أظنُّ الحاجةَ إلى الكراهية أشدَّ من الحاجة إلى الحُبّ عند بعض البشر، وإن كان الحُبّ دواءً لذيذًا، والكراهيةُ داءٌ مرًّا. يقول دوستويفسكي: "لقد كُتِبَ على الإنسان أن يعيش في تحدٍ دائم، إنه ليس في حاجة إلى السعادة فقط، فهو يُحبُ العذاب، وأحيانًا يحبه بشغفٍ". الحاجةُ للحُبّ معلنة، الحاجةُ للكراهية كامنةٌ لا يبوح بها الإنسانُ. في الغالب لا تعلن الكراهيةُ عن حضورها، بل تتخفى في اللغة والكلمات الضبابية ومختلف أساليب التعبير والمواقف المراوغة. قليلٌ من الناس يستطيعُ التحكّمَ بما يعتملُ في داخله من الكراهية، فيخفض هذه الحاجةَ إلى الحدِّ الأدنى، وأقلُّ منهم مَنْ يتخلص منها، وذلك لا يتحقّق إلا بمشقةٍ بالغة. لو لم تكن هناك حاجةٌ دفينة للكراهية لما رأيناها متفشية، ولما انعكست آثارها الفتاكة في مختلف مرافق الحياة، ولما كانت سرعان ما تستغل الظروفَ والأوضاعَ الطارئة والاستثنائية في أيّ مجتمع لتتفجّر بضراوة. ذلك ما تقوله تجاربُ الحياة والعلاقات بين الناس، الذين ينتمون لأديان وطوائف وثق ......
#هناك
#حاجة
#للكراهية؟

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=724852