الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
حسين علي : الاعتياد.. والاعتقاد
#الحوار_المتمدن
#حسين_علي يُحْكَى أن زوجة أحد الملوك تأخرتْ في إنجاب ولي العهد، فسارع الملك باستدعاء أمهر الأطباء من كافة أرجاء المملكة. وشاءت الأقدار أن تشفى الملكة؛ وحملتْ بولي العهد. وعندما وضعت وليدها كانت دهشة الجميع كبيرة؛ إذ كان للمولود أذن واحدة. انزعج الملك من هذا الأمر، وخشي أن تتسبب تلك العاهة في إصابة الأمير الصغير بعقدة نفسية تحول بينه وبين تولي الحكم. جَمَعَ الملك وزراءه ومستشاريه، وعرض عليهم الأمر. اقترح أحد المستشارين اقتراحًا لا يخلو من غرابة؛ إذ قال:- الأمر بسيط للغاية يا مولاي .. اقطع أذن كل المواليد الجدد؛ وبذلك يتشابهون مع سمو الأمير.أُعجب الملك بالفكرة، وسارع بتطبيقها في جميع أنحاء البلاد، وصارت عادة تلك البلاد أنه كلما وُلِدَ مولود قطعوا إحدى أذنيه. ومرت السنون حتى بات سكان المملكة جميعهم لا يملكون سوى أذن واحدة.في أحد الأيام وفَدَ إلى المملكة شاب بأذنين. أصابت الدهشة سكان المملكة من هذا الكائن الغريب الذي يمتلك أذنين، وسيطر عليهم شعور بالنفور من خِلْقَته. لقد ألِفوا وجود إنسان بأذن واحدة. كان هذا هو السائد والمعروف؛ حتى صار ذلك الشذوذ أمرًا طبيعيًا ومقبولاً، وما سواه يُعَد شاذًا ومنفَّرًا. في ظل اعتياد ما هو ردئ وشاذ، يتحول الجيد والطبيعي إلى أمر مقلق، ويُنْظَر إلى كل جديد بوصفه خطرًا يستوجب المواجهة والمناهضة، من هذا المنطلق أصدر جلالة الملك مرسومًا باعتقال الشاب؛ الغريب ذي الأذنين؛ وإلقائه في غياهب السجن، بغية ردعه، وإرغامه على بتر إحدى أذنيه؛ حتى لا يؤدي اختلاف خِلْقَته، وغرابة هيئته وشذوذ منظره إلى إحداث فتنة لا تُحمد عقباها. رضخ الشاب لما هو سائد، وقرر أن يقطع أذنه بنفسه حتى يصير مثل سائر مواطني المملكة لا يمتلك سوى أذن واحدة فقط!! والسؤال الآن:هل يمكن لمجتمع ما أن يكون معاقًا بالكامل؟ الإجابة:نعم .. لقد حدث هذا آلاف المرات في تاريخ البشرية!!ولماذا نذهب بعيدًا؟ إن المتأمل لحال مجتمعاتنا العربية سيجد حالها قريب الشبه بحال تلك المملكة التي اعتاد أهلها العيش بأذن واحدة، وألفوا ذلك، وظنوا بسبب هذه الألفة التي امتدت سنوات وسنوات، أن الطبيعي هو العيش بأذن واحدة، واعتقدوا اعتقادًا جازمًا أن الشذوذ كل الشذوذ أن تنبت للمرء أذن ثانية. ويا ليت المسألة اقتصرت على قطع الأذن؛ لو كان ذلك كذلك لهان الأمر؛ غير أن الطامة الكبرى تكمن في أننا مطالبون في مجتمعاتنا العربية باستئصال العقل واستبعاده؛ كي نتواءم مع ما هو سائد ومألوف، علينا أن نتجنب التفكير حتى نعيش في أمن وسلام، «إن من يتفكر سوف يتعكر» هكذا تقول بعض أمثالنا الشعبية. وفي مجتمعاتنا العربية والإسلامية تتوجه الأم بالدعاء لأبنائها قائلةً: «ربنا يكفيكم شر الفكر» .. الفكر في بلادنا شر وبلاء؛ علينا أن نستعيذ بالله من شره. وقديمًا كان يقال «من تمنطق فقد تزندق».كان الفكر السائد فى العصور الوسطى هو أنه ليس فى وسع «العقل» وحده أن يصل إلى جميع الحقائق، بل هناك مجموعة من الحقائق لا نصل إليها إلا عن طريق «الوحى» مهما كانت دقة العقل وصحة برهانه. وعلى ذلك كانت الحقائق الدينية هى نقطة البداية التى يبدأ منها المفكرون فى العصور الوسطى، ويستخدمون العقل فى محاولة البرهنة والتدليل على هذه الحقائق. ومن هنا ظهرت مشكلة التوفيق بين «العقل والوحي»، وتسمى أيضًا قضية التوفيق بين «العقل والنقل» أو العلاقة بين «العقل والسمع».ولقد نجح بعض مفكري العصور الوسطى في التوفيق بين «العقل» و«النقل». لكن بعد صدور كتاب «تهافت الفلاسفة» للإمام أبي حامد الغزالي الذي كان من أشهر مفكري المسلمين في ال ......
#الاعتياد..
#والاعتقاد

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=755781