الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
سمر حسن : ارفعي الراية البيضاء: استقلاليّة النساء في زمن الوباء
#الحوار_المتمدن
#سمر_حسن في إحدى ليالي الحجر الصحي الطويلة والمملّة، كنت أتفحّص بعض المجموعات على فايسبوك فجذب انتباهي منشورٌ لفتاة تعرض جميع محتويات سكنها للبيع، وتسبقه بجملة: "لا أشتغل منذ فترة بسبب الظروف الحالية لذلك أنا مضطرة لبيع أثاث بيتي". أعتقد أنّي عثرت على مادة صحافية "دسمة". تركت لها رسالة فردّت عليّ بعد 24 ساعة قائلة: "لا يُمكنني الحديث حاليًا لأنّني أمرّ بفترة صعبة. عندما أجد مكانًا أستقرّ فيه سأتواصل معك". عانت لمياء كثيرًا في البحث عن سكنٍ أقل تكلفةً من سكنها السابق لأنّها لم تعد قادرة على تحمّل أعباء الإيجار لوحدها بعد أن عادت صديقاتها إلى بيوت أهاليهنّ منذ بداية أزمة كورونا. قرّرت لمياء أن تحافظ على استقلاليتها في ظلّ هذه الظروف الصعبة فباعت جزءًا من أثاث منزلها وانتقلت للعيش في مسكنٍ آخر وبحثت عن وظائف لا تليق بخبرتها ومستواها التعليمي. كانت تتكلّم معي وتضحك بهستيريا. تسكت قليلًا وتعيد نفس الجملة: "أنا آسفة لأنّني أضحك كثيرًا. عندما أتوتّر وأحسّ بضغط شديد أضحك". لم يعد أمام لمياء خياراتٌ كثيرة خاصّة وأنّها لم تجد عملًا يسدّ حاجياتها الأساسية. كان قرار العودة إلى بيت الأهل آخر الحلول المتبقية أمامها قبل أن تبيع باقي أثاث بيتها لتحسّ بنوع من الطمأنينة لأنّها ستتمكّن من دفع إيجار سكنها الجديد لبضعة أشهر. ورغم أنّها ارتاحت قليلًا إلاّ أنّ شبح العودة إلى بيت الأهل وخسارة حرب الاستقلالية ظلّ يلاحقها.لمياء ليست وحيدةً في مواجهة التداعيات الاقتصادية العاصفة لجائحة كورونا على المستقلات، والتي أبرزت بقوّة عدم المساواة بين الرجال والنساء. ففي دراسة حديثة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة بينت أن آثار جائحة كوفيد 19 على الصعيد الاقتصادي ستختلف حدّتها بين النساء والرجال، خاصة وأن 70 بالمائة من النساء في الدول النامية يعملن في القطاع غير الرسمي وفي ظروف هشّة وبالتالي فإنّهنّ غير محميّات من الطرد التعسّفي ولا يتمتّعن بالتغطية الاجتماعية.توقّف راتب سميّة التي تعمل بالقطاع الثقافي منذ مارس المنقضي، فلم تجد أمامها من حلّ سوى التخلي عن كافة احتياجاتها في مقابل الحصول على استقلاليتها، ولتحقيق ذلك انتقلت للسكن مع إحدى صديقاتها دون مقابل، ولم تتحمل سوى المشاركة في الفواتير الشهرية. "أنقذتني منحة دراسيّة وصلتني قبل الحظر بأسبوع واحد وأملي الوحيد الآن أن تصلني الدفعة الثانية من المنحة حتى أواصل العيش في هذه الظروف"، هكذا حدثتني سمية عن ظروفها الحالية متابعةً: "أنام في اليوم 15 ساعة وأصحى على نوبات هلع لأنّني أنسى أين أنا". تعاني سميّة من قلقٍ حادٍّ بسبب كوابيس ليلية لا تفارقها ولعلّ الكابوس الأكبر بالنسبة لها هو العودة إلى بيت أهلها. البيت الذي تعرّضت فيه إلى كافة أشكال العنف البدني والنفسي من قبل شقيقها ووالدتها التي تعيّرها بشكلها وتصفها بالقبح منذ أن كانت طفلةً صغيرة. تُطالب المستقلاّت بأن تكنّ بطلاتٍ خارقات طوال الوقت؛ فغير مصرّحٍ لهن بإظهار ضعفهنكان البعد عن الأهل والاستقلال المادي هو قارب النجاة الوحيد لمحدثتنا التي حاولت الانتحار أكثر من مرة. ولكنّها الآن أصبحت بلا مورد رزق بسبب عملها غير المستقر. تقول: "البنات أكثر عرضة للطرد من الشغل بحجة أن الرّجل هو المُعيل والمسؤول الأول عن البيت". بعد شهرٍ من الاكتئاب الحاد قرّرت التعامل مع تداعيات الجائحة، والعودة إلى المذاكرة للحصول على الجزء الثاني من المنحة الدراسية من أجل حريتها التي عانت كثيرًا للحصول عليها.تُطالب المستقلاّت بأن تكنّ بطلاتٍ خارقات طوال الوقت؛ فغير مصرّحٍ لهن بإظهار ضعفهن ......
#ارفعي
#الراية
#البيضاء:
#استقلاليّة
#النساء
#الوباء

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=699859