محمد عمارة تقي الدين : حين يرتشف الديكتاتور نخاع الأمة.
#الحوار_المتمدن
#محمد_عمارة_تقي_الدين دكتور محمد عمارة تقي الدينفي يقيني أن الاستبداد هو تهديد مباشر للأمن القومي للشعوب، هو قلق واضطرابات ومجاعات، هو مصارع الأمم ونهايتها.والحقيقة أن الاستبداد لا يزال كظاهرة بشرية - وبالرغم من المؤلفات الهائلة التي نُسجت حوله - بحاجة لدراسات أكثر عمقاً لسبر أغواره وحصر آثاره القاتلة على المجتمعات الإنسانية . وها هو الفيلسوف اليوناني أفلاطون يصف لنا بدقة ما يفعله الطاغية بشعبه من موبقات باعتبارها إستراتيجية كل طاغية للقضاء على الحرية وإخضاع الشعوب وقتل نخوتها واغتيال وعيها الجمعي، وكأن أفلاطون بحديثه القديم هذا يخاطب عالم اليوم وكأن التاريخ يعيد إنتاج نفسه بشكل رتيب. وبحسب ما أورده الأستاذ إمام عبد الفتاح إمام في مؤلفه الرائع (الطاغية)، يقول أفلاطون واصفا بدقة إستراتيجية الديكتاتور، أي ديكتاتور، في حكم الشعوب :" يبدأ الطاغية حكمه بالتقرب من الناس ويجزل بعض وعوده ويتصنع الطيبة والود مع الجميع، وفي الوقت ذاته يبدأ في تكوين حرس قوي حوله بحجة المحافظة على مطالب الشعب ومراعاة مصلحة الشعب ذاته، ثم يبدأ في تأمين وجوده في الداخل والخارج، ففي الداخل يتخلص من المناوئين له وعندما يأمن هذا الجانب فإنه لا يكف أولا عن إشعال الحرب تلو الأخرى حتى يشعر الشعب بحاجته إلى قائد وكذلك حتى يضطر المواطنون الذين أفقرتهم الضرائب إلى الانشغال بكسب رزقهم اليومي بدلا من أن يتآمروا عليه، وعندما يجد زعيم الشعب نفسه سيداً مطاعاً فإنه لا يجد غضاضة في سفك دماء أهله، فهو يسوقهم إلى المحاكمة بتهم باطلة،إنه يحتقر القوانين، ولما لم يكن شيء يقف في وجه الطاغية المستبد فإنه يصبح عبد الجنون أو ينقلب حكمه إلى كارثة فهو يقتل المواطنين ظلما وعدوانا ويذوق بلسان وفم دنسين دماء أهله ويشردهم، عندئذ يصبح هذا الرجل طاغية ويتحول إلى ذئب "، ولكي يؤكد أفلاطون أطروحته نجده وقد استدعى واحدة من الأساطير اليونانية والتي تتحدث عن تحول الطاغية إلى ذئب وأن المرء إذا ما ذاق قطعة من لحم الإنسان ممتزجة بلحم قرابين مقدسة فإنه يتحول حتماً إلى ذئب، إذ أن الطاغية لا يرويه ولا يكسر ظمأه إلا دماء أفراد شعبه.ويكمل أفلاطون حديثه عن مراحل تحول الحاكم إلى طاغية، فيقول: " فإذا شك أن لبعض الناس من حرية الفكر ما يجعلهم يأبون الخضوع لسيطرته فإنه يجد في الحرب ذريعة للقضاء عليهم، لهذا السبب كان الطاغية دائما مضطرا إلى إشعال نيران الحرب، وظلم الطاغية لا يعرف تفرقة بين المواطنين، وليس للطاغية صديق فهو لا يمانع في الغدر بالأصدقاء أو المعاونين إذا ما اشتبه فيهم... فهو إذا وجد من بين أولئك الذين أعانوه على تولي الحكم فئة من الشجعان الذين يعبرون عن آرائهم بصراحة أمامه وفيما بينهم وينتقدون ما يقوم به من تصرفات فإن الطاغية لابد أن يقضي على كل هؤلاء، وهكذا شاء طالعه أن يظل طوعا أو كرها في حرب دائمة مع الجميع حتى يطهر الدولة منهم، ويا لها من طريقة في التطهير إنها عكس طريقة الأطباء فهؤلاء يخلصون الجسم مما هو ضار فيه ويتركون ما هو نافع، أما هو فيفعل العكس ذلك أنه لا يستأصل إلا المفيد والنافع لأنه لا يقضي إلا على الشرفاء والمفكرين والشجعان والمخلصين الذين يرفضون نفاقه، وهو بدوره سيحتاج إلى حرس أكبر عددا وأشد إخلاصا ومن ثم يلجأ لأن يدفع لهم أجورا كافية، فالشعب الذي أنجب الطاغية يجد نفسه مضطرًا لإطعامه هو وحاشيته وحين يدرك الشعب ذلك سيكون هذا الطاغية أقوى من أن يستطيع الشعب إسقاطه وهذه هي الكارثة " ، ويؤكد أفلاطون أن : " الطاغية لا يتقاعد أبدًا، إما أن يموت أو يطيح به شخص آخر، وأنه كلما طالت مدة ممارسته للطغيان ازدادت هذه ......
#يرتشف
#الديكتاتور
#نخاع
#الأمة.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709171
#الحوار_المتمدن
#محمد_عمارة_تقي_الدين دكتور محمد عمارة تقي الدينفي يقيني أن الاستبداد هو تهديد مباشر للأمن القومي للشعوب، هو قلق واضطرابات ومجاعات، هو مصارع الأمم ونهايتها.والحقيقة أن الاستبداد لا يزال كظاهرة بشرية - وبالرغم من المؤلفات الهائلة التي نُسجت حوله - بحاجة لدراسات أكثر عمقاً لسبر أغواره وحصر آثاره القاتلة على المجتمعات الإنسانية . وها هو الفيلسوف اليوناني أفلاطون يصف لنا بدقة ما يفعله الطاغية بشعبه من موبقات باعتبارها إستراتيجية كل طاغية للقضاء على الحرية وإخضاع الشعوب وقتل نخوتها واغتيال وعيها الجمعي، وكأن أفلاطون بحديثه القديم هذا يخاطب عالم اليوم وكأن التاريخ يعيد إنتاج نفسه بشكل رتيب. وبحسب ما أورده الأستاذ إمام عبد الفتاح إمام في مؤلفه الرائع (الطاغية)، يقول أفلاطون واصفا بدقة إستراتيجية الديكتاتور، أي ديكتاتور، في حكم الشعوب :" يبدأ الطاغية حكمه بالتقرب من الناس ويجزل بعض وعوده ويتصنع الطيبة والود مع الجميع، وفي الوقت ذاته يبدأ في تكوين حرس قوي حوله بحجة المحافظة على مطالب الشعب ومراعاة مصلحة الشعب ذاته، ثم يبدأ في تأمين وجوده في الداخل والخارج، ففي الداخل يتخلص من المناوئين له وعندما يأمن هذا الجانب فإنه لا يكف أولا عن إشعال الحرب تلو الأخرى حتى يشعر الشعب بحاجته إلى قائد وكذلك حتى يضطر المواطنون الذين أفقرتهم الضرائب إلى الانشغال بكسب رزقهم اليومي بدلا من أن يتآمروا عليه، وعندما يجد زعيم الشعب نفسه سيداً مطاعاً فإنه لا يجد غضاضة في سفك دماء أهله، فهو يسوقهم إلى المحاكمة بتهم باطلة،إنه يحتقر القوانين، ولما لم يكن شيء يقف في وجه الطاغية المستبد فإنه يصبح عبد الجنون أو ينقلب حكمه إلى كارثة فهو يقتل المواطنين ظلما وعدوانا ويذوق بلسان وفم دنسين دماء أهله ويشردهم، عندئذ يصبح هذا الرجل طاغية ويتحول إلى ذئب "، ولكي يؤكد أفلاطون أطروحته نجده وقد استدعى واحدة من الأساطير اليونانية والتي تتحدث عن تحول الطاغية إلى ذئب وأن المرء إذا ما ذاق قطعة من لحم الإنسان ممتزجة بلحم قرابين مقدسة فإنه يتحول حتماً إلى ذئب، إذ أن الطاغية لا يرويه ولا يكسر ظمأه إلا دماء أفراد شعبه.ويكمل أفلاطون حديثه عن مراحل تحول الحاكم إلى طاغية، فيقول: " فإذا شك أن لبعض الناس من حرية الفكر ما يجعلهم يأبون الخضوع لسيطرته فإنه يجد في الحرب ذريعة للقضاء عليهم، لهذا السبب كان الطاغية دائما مضطرا إلى إشعال نيران الحرب، وظلم الطاغية لا يعرف تفرقة بين المواطنين، وليس للطاغية صديق فهو لا يمانع في الغدر بالأصدقاء أو المعاونين إذا ما اشتبه فيهم... فهو إذا وجد من بين أولئك الذين أعانوه على تولي الحكم فئة من الشجعان الذين يعبرون عن آرائهم بصراحة أمامه وفيما بينهم وينتقدون ما يقوم به من تصرفات فإن الطاغية لابد أن يقضي على كل هؤلاء، وهكذا شاء طالعه أن يظل طوعا أو كرها في حرب دائمة مع الجميع حتى يطهر الدولة منهم، ويا لها من طريقة في التطهير إنها عكس طريقة الأطباء فهؤلاء يخلصون الجسم مما هو ضار فيه ويتركون ما هو نافع، أما هو فيفعل العكس ذلك أنه لا يستأصل إلا المفيد والنافع لأنه لا يقضي إلا على الشرفاء والمفكرين والشجعان والمخلصين الذين يرفضون نفاقه، وهو بدوره سيحتاج إلى حرس أكبر عددا وأشد إخلاصا ومن ثم يلجأ لأن يدفع لهم أجورا كافية، فالشعب الذي أنجب الطاغية يجد نفسه مضطرًا لإطعامه هو وحاشيته وحين يدرك الشعب ذلك سيكون هذا الطاغية أقوى من أن يستطيع الشعب إسقاطه وهذه هي الكارثة " ، ويؤكد أفلاطون أن : " الطاغية لا يتقاعد أبدًا، إما أن يموت أو يطيح به شخص آخر، وأنه كلما طالت مدة ممارسته للطغيان ازدادت هذه ......
#يرتشف
#الديكتاتور
#نخاع
#الأمة.
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709171
الحوار المتمدن
محمد عمارة تقي الدين - حين يرتشف الديكتاتور نخاع الأمة.