الحوار المتمدن
3.17K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
سعد محمد موسى : مراكش رحلة في أروقة الگناوة
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى الجزء الثان&#1740-;-حين عرجنا نحو (الحومة) التي يتواجد بها (محمد الگناوي) ويلقب بالسوداني أيضاً ذلك المنشد والعازف لموسقى الگناوة والمقامات الصوفية وساجر النار ف&#1740-;- الحمام الشعبي الذي توارثه عن أبيه في (زاوية الحضر)، أعترض سيرنا عربة خشبية متهالكة محملة بأواني الطاجين والفخاريات يجرها حمار كسول بينما الحوذي العجوز كان يغني جذلاً بأغنية أماريغية قديمة، أنعطفنا الى الزنقة الضيقة حتى عبور العربة ثم سلكنا أزقة ضيقة أخرى متعرجة قادتنا الى مكان (محمد الگناوي) ، وهو يقيم في صومعته التابعة للحمام وكان الرواق أشبه بتكية أو خان أثري عتيق يبدو وكأنه مشيداً منذ عدة قرون، دلفنا نحو زاوية الزاهد عبر البوابة الخشبية التي مرت من خلالها أزمنة غابرة تركت على واجهتها المتآكلة حكايات وذكريات كثيرة، كان متربعاً أمام موقد النار مسنداً آلته الموسيقية الوترية (السنتير) الى الجدار وتعود أصول هذه الآلة التي تسمى الهجهوج أيضاً الى أقوام (الطوارق) فرسان الصحراء الكبرى، والهجهوج جاءت تسميته من هيجان اعماق عازفه وهو مكون من قاعدة مصنوعة من جذوع أخشاب الجوز أو الصفصاف و&#1740-;-متد منها مقبض بطول المتر يحمل ثلاث أوتار مصنوعة من أمعاء الماعز وواجهة القاعدة مغطاة بجلد الابل، وبجانبنها كانت آلة الايقاع الطعريجة المزينة بالنقوش المغربية ملقاة فوق سجادة تطرزها زخارف أفريقية. وهنالك ثمة مصباح ناعس يتدلى من السقف يضيء قليلاً عتمة المكان، قام الرجل مرحباً بنا وصافحنا بعد أن عرفنا الصديق المراكشي (محمد لحضر) الى بعضنا ثم قدم لنا (أتاي) شاي النعناع المغربي التقليدي من أبريقه الذي يتوسط آنية فضية تحيطها أقداح موشاة بزخارف أندلسية مذهبة، ثم أحتضن آلته أستعداداً للعزف، وبجانبه في الزاوية كان يجلس أحد تلامذته من ضاربي (الصناجات) كي يلازمه في ضبط الايقاع الموسيقي.ساد الصمت في فناء الزاوية وتأمل الگناوي في الفضاء وكأنه يتحضر للولوج الى عالمه الروحاني ثم تطلع الى كوة صغيرة في الجدار كان ينفذ من خلالها ضوء الشمس، تغيرت ملامح سحنته السمراء فأخذ يهز رأسه طرباً وبدأ بالعزف على أوتار الهجهوج بأطراف أصابعه الطويلة الخشنة التي وشم عليها الزمن تضاريس التعب والعمل الدؤوب، تمالكه الوجد وهو يصدح بالغناء ويشرأب بعنقه الطويل مردداً الابتهالات في حب النبي محمد والمدائح التي تشيد في مناقب وكرامات الاولياء الصالحين متوارياً عن العالم الملموس مردداً (الاوراد والإذكار) المستوحاة من الطريقة (القادرية) وتجليات التصوف عن العشق الإلهي وهو يتمايل مرتدياً الدرعية الحمراء التقليدية ومعتمراً عمامة بيضاء (شان) وتخللت الابتهالات قبل الختام أبيات أنشدها عن شجن واقعة كربلاء ومأساة عاشوراء أيضاً.توقف الگناوي عن العزف والغناء وأستفاق من غيبوبته ووضع الهجهوج جانباً وشكرناه على ما قدمه لنا من وصلة موسيقية گناوية وأبتهالات دينية وروحية، ثم قام تلميذه بصب الشاي الاخضر المحلى والمنعش وقدمه بكل أدب أمامنا، ب&#1740-;-نما المعلم أخذ يمسد على السنتير ويسرد على مسامعنا حول دلالاته وأهميته في (ليلة الحضرة الگناوية الدردبة) والتي تقام عادةً في منتصف شهر شعبان من كل عام وكيف كانت تمنح هذه الآلة بأنغامها الحزينة التاثيرات السحرية والقدرة على تحويل العدد الى أيقاع والايقاع الى لون واللون الى ملك والملك الى أسم والاسم الى جسد والجسد الى كتابة راقصة... وأسترسل بحديثه عن دور الهجهوج في طقوس أقامة تلك الليلة بايقاعاتها ومقامامتها وقدسيتها التي تدعو الى ترويض الجسد وتخليصه من طاقته السلبية ومن الجشع والشهوات واللعنات !!وذ ......
#مراكش
#رحلة
#أروقة
#الگناوة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=725936