الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
سعيد تيسير الخنيزي : الحقائق درجات
#الحوار_المتمدن
#سعيد_تيسير_الخنيزي قبل عدة أيام، كُنت أتأمل جيداً مفهوم (الحقيقة)، وأبعادها أفقياً وعمودياً، بالطول والعرض. وحيثً إنني وجدت عمق وغزارة مُخيفة لـذلك المفهوم نظرياً، وجدت أيضًا مدى تسطيحنا العملي واللغوي الساذج له نسبةً لـحدودنا المعرفية، وإفتراضاتنا الجاهزة والأولية، وأحكامنا القطعية، وأدبيات مجتماعتنا؛ مجتمعات الحق والحقيقة الكُلية. وما أعظم شمولية تلك الكلمة وما أسطح نقاشاتنا الإبتدائية! وبالتأكيد، مَا أُبَرِّئُ نَفْسِي &#1754 إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي.فـالمفاهيم المختزلة والمختصرة كـمفهوم (الـحقيقة) عادةً مايكون سهلٌ وممتنع في آن؛ فـهو ظاهراً يبدو بسيطاً إن قام أحدنا بإخـتزال مبادئه في كُوَيْكب صغير (ومُجْمَل واحد) يتناسب مع حدوده المعرفية، أما باطنًا: فـالكثير مِنَا يغفُل مدى عمقه الجذري والمتناقض (أحياناً) والمُتباعد سَبَبَاً لِكثرة سياقاته وشموليته وسِعَة أطرافه وضواحيه. وهذا تنبيه لـنا جميعاً من إبراز هذا المفهوم (سواء صراحةً أم في المضمون) في كل وقـت وحين— وفي تفاعلاتنا مع الآخر— وكأنه مفهـوم يُـرادِف محـدودية عـقولنا وأوهامهـا الضيقة والسـيريالية!وهذا الموضوع يستثير في ذاكرتي أيضًا ولحـدٍ كبير السنة الأخيرة لـي في كــلية القـانون (بـأمريكا) من بداية الفصل الدراسي الثاني في دروس البراهـين والأدلة (Evidence Course)، إستذكارًا فكاهيًا لـمدى سذاجة أُفُقي للموضوع (بدايةً) وفي أول أسبوع، ومدى غزارة وعمق الموضوع في حد ذاته (نهايةً).الحكاية يامُنيـر أن البروفيسور سانچي آتى لنا— في أول يوم من أول أسبوع— لكي يستعرض لنا المفاهيم الأساسية والبُنية التحتية للفصل الدراسي أجمعه، وقال لنا وبـشكل مُختصر في نهاية الدرس وبنغمة خادعـة: أرأيتم كيف إن تلك الدروس (القادمة) سـتكون سهلة ومريحة جداً؟ هذه هِيَ مُجْمَل المفاهيم ببساطة، والتي سـتشـمل، إنشالله، جميع الدروس القادمة. فـإذا أدركتموها جيداً فـستدركون خـريطة الطريق مستقبلا. انتهى الدرس، ياسادة.انتهى الدرس، وغادر جنابي من القاعة: مبتهج، ومسرور، وواثـق لِـمدى أحادية المبادىء وعدم تعقيدها. ولكن ياسعيـد لا تفرح حتـى يوم العيد: ما أن أخـذت المواضيع تتدحرج تعقيداً الواحدة تلي أختها، والبُعد يلي البُعد الآخر، إلا والتشعبات إزدادت وتفـرعت، وإستثناءات (الإستثناءات!) بدأت لـتتراكم وتصرُخ: أأدركت الآن! نُحن إنعكاس ومقياس أدق وأوسـع لـحقيقة تلك الدروس وليس مفهومك الأولي المُبَسَط لها. فـنحنُ المفهوم الناضج ومـفهومك أنت كان هو المفهوم الناقص. فـكُنت أنت مثل المراهـق الذي لا يدرك أنه لا يدرك، ولو إعتدمت إعتماداً كبيراً على تلك المفاهيم (المُختزلة) يوم زفـة (الإمتحان) لم تسعفك تلك المفاهيم إلا قليلا. حـتى أنهم قالو لي: [] ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ. نعم، حَسِيرٌ لِـضحالة معرفتي بـحقائق الآمور آنذاك! فـشتانٌ بين محدودية الإنسان وعَظَمة سِعَة وشمـولية هذا المفهوم الضخم، مفهـوم (الحـقيقة). والرحمة على روح الشـيخ إبن عربي حيثُ قال: العجز عن إدراك الإدراك إدراك في حد ذاته! والرحمة على روح القرآن حينما صَرَح: [] لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا. والله يرحمنا حيثُ قال أنه: وَاسِعٌ عَلِيمٌ. فالسـعة عكس الضيق، والسعة تشمل الجميع. والعلـم عكـس الجهل، وهو منها بعيد! أما الواقع العربي اليوم، فلا يوجد إتساع فكري و ......
#الحقائق
#درجات

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=697581