سامر أبوالقاسم : تحضر برائحة النتانة
#الحوار_المتمدن
#سامر_أبوالقاسم ليس حشد الدعاية ما ينقصنا، فما عادت مثيرة للاهتمام. أسئلة تستمر معلقة على ذمة حرب أثقلت كاهل مواطنين لم يتعافوا بعد من تداعيات صراعات وأزمات وجائحات طيلة عقود من الزمن، وأخرى في الانتظار داخل قاعات التوافق على صيغة لاستحضار الحس الجمالي والإنساني في فن العيش.ها هي ذي المدينة تحتضن عشوائية وبداوة ورداءة، ليصبح تدريب الأطفال خارج أسرهم ومدارسهم أبعد عن قيم المواطنة، وأميل إلى الاستقواء خارج أية قواعد رادعة أو زاجرة، وأرضخ لإعادة إنتاج أجيال لا أدوار مستقبلية لها.ومع ما تنتجه التجمعات الكروية من عنف وممارسات همجية، وما يقوم به عالم المخدرات والمخدرين والمهلوسين من تصرفات متوحشة، وما يمارسه المغالون والمتطرفون من سلوكات عدوانية، وما تقترفه المؤسسات من أخطاء جسيمة، يتساءل المرء مرة أخرى: هل هي حرب غير محسوبة العواقب، أم أنها حتمية لا مهرب منها، أم هي خيارات مؤذية على رؤوسنا حطت أضرارها ومستقبحاتها؟فلا الأسرة ولا المدرسة العمومية ولا مدارس البعثات الأجنبية ولا المدارس الخاصة ولا التعليم العتيق ولا الكتاتيب القرآنية ولا المساجد ولا خطب الجمعة ولا الأحزاب ولا النقابات ولا الجمعيات قادرة على إصلاح هذه الأعطاب الشاملة والمستدامة داخل رقعة المدينة. وعلى ما يبدو، فالقادم لا يشبه إلى حد ما غيره، ولا أجوبة لأزماته خارج منطق التاريخ والجغرافية.تتعاظم المشاكل وتتكاثر، وتتفشى الأوبئة والأمراض، وتستفحل التداعيات، فيضيق العيش بالإنسان كما ضاق بالناس، ويتعايش مع خطابات زرع الأمل، ويمني النفس بتأهيل حضري للمدن وتحسين لمشهدها وتقوية لجاذبيتها، ويجزم مع نفسه أن أي تطور لا يمكن توقعه إلا بالحسم الميداني على الأرض.عشوائية واقع المدينة لا توازيها أو تتفوق عليها سوى تلك الفوضى الإدارية داخل المؤسسات، التي برزت كفاءتها السحرية في جعل التجاوزات مصدرا للدخل وفعالية تمويلية لا غنى عنها في الحياة المهنية، وأبانت عن كعبها العالي في إرباك أحدث أنظمة التخطيط العمراني وفي تعطيل مفعول أرقى قوانين ردع المخالفين والمتجاوزين، وفي العبث بكل الإجراءات والتدابير الإصلاحية، لتتحول بذلك إلى خطر داهم ومهدد لكل أشكال الحياة المدنية.لا يشعر الإنسان إلا كمن ابتلعته رمال متحركة، أو قفز من سفينة غارقة في أعماق المحيطات، ولم يجد منفذا لإسدال الستار على هذه اللوحة السريالية، ولا فكاكا من كماشة الشعور بالفشل والضمور.هي خيبات حولت الناس إلى جموع هائمة في تخبط وضياع، وأفقدتهم الإحساس بمستقر للكيان والقلب والجوارح، وأقنعتهم بالتنازل عن المكابرة والمعاندة، وأرشدتهم إلى البحث عن ترياق مأمول لسم التحولات الجذرية المتسارعة والمخاطر المحدقة والتهديدات المتلاحقة.تعددت التوصيفات لكن الواقع البائس واحد؛ وبدل القضاء على دور الصفيح أصبحت المدينة ذاتها ملاذا غير لائق، وأصبح العيش فيها عشوائيا، والهروب إلى إقامات الحظوة مكلفا.وصار الإنسان محتارا بين اختيار صمت مريب أو انتفاض عجيب. فما أضحى مسموحا بإعادة إنتاج شروط الإعاقة في الحياة، خاصة وأن الدموع تعجز عن دفع الشقاء عن الناس.نبتت الأسواق العشوائية في الشوارع، وصال الباعة المتجولون في الأحياء والأزقة وجالوا بحميرهم وبغالهم، وطغى على المشهد العام المتسولون، وتحولت فضاءات المساجد إلى أسواق صلواتية بعد أن كانت أسبوعية، وانتشر الحمق والتسكع والتشرد، وأضحت القمامات تعقد ولائم بحث عن "الصالح" للاستهلاك والاستعمال من بقايا طعام أو لباس، وتلوثت الفضاءات المدرسية، وتأثثت واجهات الشوارع بدكاكين لبيع الأضحيات.وقبل أن تتغير المدينة ......
#تحضر
#برائحة
#النتانة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763124
#الحوار_المتمدن
#سامر_أبوالقاسم ليس حشد الدعاية ما ينقصنا، فما عادت مثيرة للاهتمام. أسئلة تستمر معلقة على ذمة حرب أثقلت كاهل مواطنين لم يتعافوا بعد من تداعيات صراعات وأزمات وجائحات طيلة عقود من الزمن، وأخرى في الانتظار داخل قاعات التوافق على صيغة لاستحضار الحس الجمالي والإنساني في فن العيش.ها هي ذي المدينة تحتضن عشوائية وبداوة ورداءة، ليصبح تدريب الأطفال خارج أسرهم ومدارسهم أبعد عن قيم المواطنة، وأميل إلى الاستقواء خارج أية قواعد رادعة أو زاجرة، وأرضخ لإعادة إنتاج أجيال لا أدوار مستقبلية لها.ومع ما تنتجه التجمعات الكروية من عنف وممارسات همجية، وما يقوم به عالم المخدرات والمخدرين والمهلوسين من تصرفات متوحشة، وما يمارسه المغالون والمتطرفون من سلوكات عدوانية، وما تقترفه المؤسسات من أخطاء جسيمة، يتساءل المرء مرة أخرى: هل هي حرب غير محسوبة العواقب، أم أنها حتمية لا مهرب منها، أم هي خيارات مؤذية على رؤوسنا حطت أضرارها ومستقبحاتها؟فلا الأسرة ولا المدرسة العمومية ولا مدارس البعثات الأجنبية ولا المدارس الخاصة ولا التعليم العتيق ولا الكتاتيب القرآنية ولا المساجد ولا خطب الجمعة ولا الأحزاب ولا النقابات ولا الجمعيات قادرة على إصلاح هذه الأعطاب الشاملة والمستدامة داخل رقعة المدينة. وعلى ما يبدو، فالقادم لا يشبه إلى حد ما غيره، ولا أجوبة لأزماته خارج منطق التاريخ والجغرافية.تتعاظم المشاكل وتتكاثر، وتتفشى الأوبئة والأمراض، وتستفحل التداعيات، فيضيق العيش بالإنسان كما ضاق بالناس، ويتعايش مع خطابات زرع الأمل، ويمني النفس بتأهيل حضري للمدن وتحسين لمشهدها وتقوية لجاذبيتها، ويجزم مع نفسه أن أي تطور لا يمكن توقعه إلا بالحسم الميداني على الأرض.عشوائية واقع المدينة لا توازيها أو تتفوق عليها سوى تلك الفوضى الإدارية داخل المؤسسات، التي برزت كفاءتها السحرية في جعل التجاوزات مصدرا للدخل وفعالية تمويلية لا غنى عنها في الحياة المهنية، وأبانت عن كعبها العالي في إرباك أحدث أنظمة التخطيط العمراني وفي تعطيل مفعول أرقى قوانين ردع المخالفين والمتجاوزين، وفي العبث بكل الإجراءات والتدابير الإصلاحية، لتتحول بذلك إلى خطر داهم ومهدد لكل أشكال الحياة المدنية.لا يشعر الإنسان إلا كمن ابتلعته رمال متحركة، أو قفز من سفينة غارقة في أعماق المحيطات، ولم يجد منفذا لإسدال الستار على هذه اللوحة السريالية، ولا فكاكا من كماشة الشعور بالفشل والضمور.هي خيبات حولت الناس إلى جموع هائمة في تخبط وضياع، وأفقدتهم الإحساس بمستقر للكيان والقلب والجوارح، وأقنعتهم بالتنازل عن المكابرة والمعاندة، وأرشدتهم إلى البحث عن ترياق مأمول لسم التحولات الجذرية المتسارعة والمخاطر المحدقة والتهديدات المتلاحقة.تعددت التوصيفات لكن الواقع البائس واحد؛ وبدل القضاء على دور الصفيح أصبحت المدينة ذاتها ملاذا غير لائق، وأصبح العيش فيها عشوائيا، والهروب إلى إقامات الحظوة مكلفا.وصار الإنسان محتارا بين اختيار صمت مريب أو انتفاض عجيب. فما أضحى مسموحا بإعادة إنتاج شروط الإعاقة في الحياة، خاصة وأن الدموع تعجز عن دفع الشقاء عن الناس.نبتت الأسواق العشوائية في الشوارع، وصال الباعة المتجولون في الأحياء والأزقة وجالوا بحميرهم وبغالهم، وطغى على المشهد العام المتسولون، وتحولت فضاءات المساجد إلى أسواق صلواتية بعد أن كانت أسبوعية، وانتشر الحمق والتسكع والتشرد، وأضحت القمامات تعقد ولائم بحث عن "الصالح" للاستهلاك والاستعمال من بقايا طعام أو لباس، وتلوثت الفضاءات المدرسية، وتأثثت واجهات الشوارع بدكاكين لبيع الأضحيات.وقبل أن تتغير المدينة ......
#تحضر
#برائحة
#النتانة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763124
الحوار المتمدن
سامر أبوالقاسم - تحضر برائحة النتانة