الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
جميلة شحادة : جيلان والذئب
#الحوار_المتمدن
#جميلة_شحادة لمحَتْه من بعيد؛ يقف في الطريق التي تجُرُّ خطواتها فيها الى مكان عملها. بدا لها صغيرا جدا، لا يتعدى حجمه حجم جروٍ ساعة ولادته. كان بإمكانها أن لا تراه، لولا أن لونه الأسود الفاحم، وعينيْه اللتين تقدحان شررا، لفتا انتباهها. مرّت بمحاذاته وقد شعرت بصخرة تجثم على صدرها، وصداع ينهش رأسها. تابعت سيرها بتثاقل وهي لا تفكر الا بالسواد الذي رأت، وبالشَّرار الذي تطاير نحوها.لم تخبر جيلان أحدا عن الذئب الأسود صغير الحجم، الذي أصبح يعترض طريقها الى عملها كل صباح. قالت في نفسها: يكفي أن أتجاهله، وهذا كفيل بأن يجعله يرحل، ويُخلي الطريق لي لأتابع سيري، وأنشغل بتربية ابنتيّ. وخطر ببالها ابنتاها، فشعرت بتأنيب ضميرها لها، لأنها رفضت قبل يومين تلبية دعوة ابنتها الصغرى دارا، ابنة الثماني سنوات، لمشاهدة عرض الباليه الذي ستشارك فيه لأول مرة مع زميلاتها في مدرسة، "نتاليا" لتعليم رقص الباليه. لقد اعتذرت لها بسبب صداع شديد ألمَّ بها، وأدى الى عطبٍ في روحها. فسارعت الخالة قائلة لدارا: سأرافقك أنا يا حبيبتي الى العرض. ثم تابعت تقول موجهة كلامها لشقيقتها جيلان: لا بأس؛ سأرافق دارا أنا؛ ألم يقولوا إن الخالة والدة؟! ثم تذكّرت جيلان عدم استطاعتها بالأمس من مساعدة ابنتها الكبرى ريماس، ابنة العشر سنوات، في حل مسائل الحساب، واعتذرت لها هي الأخرى وأخبرتها أنها لا تشعر بخير. تذكرت جيلان هذه الأحداث وغيرها، فخانتها دمعتها، وانهمرت ساخنة على خدها، فكوَت قلبها.نهضت جيلان في اليوم التالي أقل حيوية، وأكثر تعبا؛ لكنها بذلت أقصى مجهودها لتذهب الى عملها. وكالعادة منذ شهر، رأته ينتظرها؛ رأته أكبر هذه المرة؛ ربما لأنه اقترب منها أكثر. رأته حالك السواد أكثر هذه المرة؛ ربما لأنه ألقى بظلاله على دربها. شعرت بزغللة عينيْها، وبازديادٍ في سرعة خفقان قلبها، وبشدة الصداع في رأسها، وببطء في حركتها، وببؤسٍ في نفسها. استدارت جيلان الى الخلف لتعود الى بيتها بعد أن أخذت قرارها بذلك، لتتجنب الذئب الأسود الذي سد طريقها. أخذت تسير بقدر ما سمحت لها طاقة جسمها بالسير، وبقدر ما سمح لها الذئب الأسود برؤية طريقها. لقد تنبَّهت جيلان الى ان الذئب الأسود يسير خلفها ويلاحقها، لقد عرفت ذلك من مساحة الظلِّ التي تسير أمامها، إنها ظلًّ جسمه الذي أصبح أكثر ضخامة مع كل خطوة تخطوها جيلان للخلف هاربة منه. وصلت جيلان بيتها، دخلته، أغلقت الباب وراءها وأحكمت إغلاقه، مشت الى غرفة الجلوس وألقت بخيال جسمها على أول أريكة. فتحت حقيبتها وأخرجت منها علبة مسكنٍ لأوجاع الرأس، تناولت قرصا وابتلعته دون ماء، ثم تذكَّرت أن بحوزتها أيضا أقراصا مهدئة، اعتادت على ابتلاع قرصٍ واحدٍ منها كل ليلةٍ منذ سنة تقريبا؛ منذ أن انفصلت عن زوجها. كانت جيلان تتناول أقراص المهدئ دون علم أحد من عائلتها، ظنا منها أنها ستساعدها على النوم دون كوابيس، هذا إن استطاعت النوم. لم تخبر جيلان أمها ولا إخوتها الثلاثة عن عدد السياط التي كانت تهوي على ظهرها؛ ولا عن الرفس في بطنها برِجل ابن الأكابر، زوجها، كلَّما عاد من سهرته مخمورا. ولم تخبر جيلان شقيقتيْها عن الذلّ الذي لحق بها نتيجة سوء معاملة زوجها وأهله لها، ولم تخير جيلان أحدا من أصدقائها عن خيانة زوجها لها مع أخرى في غرفة نومها.توجّهت جيلان الى المطبخ لتحضر كوب ماء لتبتلع القرص المهدئ، وإذ بها تُفاجأ بانتظار الذئب الأسود لها. كيف دخل المطبخ؟ من أين دخل؟ ... راحت تمتم جيلان وتسأل نفسها. نظرت الى النافذة، وجدتها مفتوحة. لامت نفسها. كيف تترك النافذة مفتوحة؟ فهي منذ أن انفصلت عن زوجها وقرّرت السكن ......
#جيلان
#والذئب

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692452
جيلان صلاح : ينبغي لنا أن نتكلم عن الضفدعة
#الحوار_المتمدن
#جيلان_صلاح لا يملك الكثيرون من أمثالنا سوى الكلام. الحكي والفضفضة من ركائز التطهر بالنسبة لنا معشر الكتاب.والآن حان وقت الكلام عن الضفدعة التي قتلتها كذباً باسم العلم وسعياً وراء الدرجات.وللقصة بداية.العداء بين طلبة ما تدعى بكليات القمة متأصل منذ أعطيت لتلك الكليات الهالة الأسطورية التي تجعل من يلتحق بها –ولو حتى بينه وبين نفسه- يشعر بسموه وتعاليه عن الآخرين. وللطب بصفة خاصة ذلك السحر الذي يغلفها ككلية عملية تجعل ممن يدخلها ساحراً، يكتشف قدس الأقداس؛ الموت، الجسد البشري، تعطيه نوع من المكانة المجتمعية التي لا يستحقها لمجرد كونه ذاكر أكثر من زملائه في مجزرة الثانوية العامة التي لا تتوقف ولن تتوقف طالما نحن نعيش تحت ظل مجتمع لا يتغير ويستلذ الثبات. ديناميكية الحياة في المجرة هي التي تحركه؛ فبالطبع أصبحت معظم إعلانات التليفزيون تمتلئ بالسيلفيز، وأصبحنا نرى كوميديا مبنية كلياً على كوميكس وميمز من السوشيال ميديا، لكن البشر هم أنفسهم، والذكورية هي نفسها، ربما تتخذ الفيمينزم وحقوق الحيوان والحجاب موضة عابرة، لكن يبقى التقييم الأخلاقي والنظرة الدونية لكل ما ليس رجلاً –مسلماً في الأغلب- وتبقى الخرافات والأساطير المتندرة على الماضي ويبقى دفن الآثام في التراب.تخرجت في كلية الصيدلة عام 2011، ولم يمر يوماً لم أفكر فيكِ عزيزتي الضفدعة.عام 2010، كان المشهد الأول الذي جعلني أشعر أنني ارتكبت خطأ ما، عندما انتهى درس التشريح –الحيواني طبعاً- وألقيت نظرة على دلو كبير وضعنا فيه ما تبقى من الضفادع التي قتلناها أنا وزملائي باسم العلم. لم نكن نقتلها بالمعني المفهوم، كنا نقوم بما يدعى التنخيع؛ عن طريق ثقب في مؤخرة رأس الضفدعة، نغرس إبرة التشريح ما بين العامود الفقري والمخ لتحطيم الحبل الشوكي. أي أنها تقريباً مشلولة، لكنها مازالت حية. أقنعتنا المعيدة أول يوم قمنا فيه بالتشريح أن الضفدعة هكذا لا تشعر بشيء، لقد دخلت في غيبوبة ثقيلة لن تفيق منها إلا على الجانب الآخر.عزيزتي الضفدعة، أعلم أن روحك تطاردني، مازالت الذكرى تؤلمني حتى الآن.أحياناً أسأل نفسي لماذا فعلت ما فعلت؟ لماذا اندمجت في التشريح حتى النخاع –حقاً؟ لماذا تعاملت وقتها أنا المحبة للحيوانات منذ طفولتي والتي لم تتربى يوماً على قسوة معاملتهم أو اعتبارهم كائنات دنيا كالسواد الأعظم من المصريين، مع الضفدعة فعلاً ككائن غير مهم؛ وجوده مثل عدمه؟ قتله بتلك الطريقة البربرية الوحشية مكرس لأتعلم أكثر عن الجسم البشري، كل هذا في سبيل العلم، معرفة تأثير دواء ما على عضلة القلب، معرفة العمليات الحيوية المشابهة لجسد الانسان. ما أهمية كل هذا أصلاً؟ وحقيقي، ما علاقة هذا بدراستي للصيدلة؟ وما علاقة تلك الحيوانات الصغيرة بما نفعل من تجارب حمقاء نحن نعلم جيداً أنها لن تجعل منا مخترعين أو عباقرة أو آلهة، وأننا حتى لو حاولنا الوصول بعلمنا المتأخر لبلاد النور التي يجب علينا بعد دراستنا الشاقة أن ندفع المزيد من الأموال للحصول على زمالتها أو دبلومتها أو أي من الشهادات المعادلة لها، فلن يكون قتلنا لمزيد من الفئران أو الضفادع مؤثر في مستقبلنا المهني. عزيزتي الضفدعة، للحديث بقية.لم أكتف بتشريح العينات التي كانت متوفرة لنا في الكلية. اشتريت ضفدعة لأشرحها على مهل في منزلي. كنت أريد التدرب للامتحان العملي النهائي. مازلت أذكركِ، ضفدعة صحراوية ضئيلة الحجم. اليوم وأنا أحدق في عيني كل حيوان أقابله، يخيل لي أنني أصل إلى روحه. لم تجردت من روحي بينما أنا أمسكك بين يدي؟ حتى الآن مازلت لا أفهم "أنا" طالبة الصيدلة؛ طوال دراستي للصيدلة ......
#ينبغي
#نتكلم
#الضفدعة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734357