مقداد مسعود : حتى لا تنشف طفولتنا : نحكيها
#الحوار_المتمدن
#مقداد_مسعود أسعد خلف في مجموعتهِ القصصية :(الطريق إلى جيكور) التناول البسيط للموضوعات جعلَ فعل َ القص،أقرب إلى الحكي الشفاهي وفي بعض النصوص يتجاور مع الخاطرة وهو قربٌ يمنحَ السرد أحياناً نكهة ً خاصة ً تجعلنا متشاركين مع السارد في تذكرات طفولتنا التي أفلّها الوعي وشوّكتها مصداتُ حياتنا اليومية، السارد هنا يستعيد طفلاً ليتذكر مِن خلالهِ، : ثراءَ الرهف قبل أن تقصيه أنظمة الوعي الجمعي .(*)الحس الطفولي يفنّد بخفوتٍ سردي، نظاما جمعيا، لوّث الطفولة بثوابته الرافضة للغير ومقاطعة التعلم من رقة الآخر مع الأشياء، كما هو الحال في قصة (تاو).. تعيدني كقارىء إلى ثراء كرنفالات شط العرب التي توارت الآن في حلم صار ينأى ويغطس في ضباب يتلاشى مع بقية أجيال ستغادر. في تلك الأيام كان للبصرة حجيجيها من كل أصقاع الأرض، الحجيج غرسوا فيها ما في داخلهم من محبة للبصرة، يستغرب الطفل وهو يرى رجلاً يابانيا، ينحني أمام نخلة ميتة، كأنه يستأذنها ليأخذ سعفة ً يبيسة ً منها ويطعمها للنار التي أوقدها صبية ٌ بصريون، ثمة طفل أنشّد لمشهد الانحناء وحين أراد محاكاة الياباني في يوم آخر، نالته عصا الملا...لنرّكز معا عصا الملا وليس عصا المعلم . هنا صدمة التلقي الأولى أما ..الثانية فهي أثناء صيد السمك، والصيادون اليابانيون بحنوٍ يتعاملون مع الكائنات النباتية والحيوانية.. لكن سارد النص المشارك لا يستطيع أن يبادل الياباني تحية الإنحناءة، لأن عصا الملا جعلت الصبي السارد : وبأعترافه (مستقيما لا يود الانحناء..).. في هذه القصة القصيرة تتعايش في ذاكرة السارد جهتين :*جهة ذاتية : تجسدهُ تجربةُ الطفل بين التعلم والقمع*جهة ماضوية : هي بصرة ذلك الربيع، الذي قرفص في ذواكرنا ونحاول سرده الآن،ربما تستضيء به ذواكر أحفادنا.. في هذه القصة وفي (الطريق إلى جيكور) وغيرها من قصص المجموعة .(*)هناك تابوات العائلة تجسدها قصة (الرقيب)، والسارد هو ذلك الطفل في قصة (تاو) وكذلك في قصة (الغراب)..هل هو المؤلف أسعد خلف الآن وهو يستعيد ذلك الطفل الذي كانه؟ وحتى لا تنشف مياه الطفولة، أو تركد في قعر زمنه النفسي، بادرَ يغترفها ويسكبها قطراتِ ندى، وهكذا لا نصحو من طفولتنا وعلينا أيضا أن لا نسقط في قعرها، بل نتنفسها أريجا يكون كمامة ً ضد مسيل الدموع الذي انتزع الطفولة َ بالرصاص الحي ، مع من يجيئون يطلبون مرادا تحت نصب الحرية، في قصة ( شعاع ) يريدون وطنا يرسمونه كما تخيلته طفولته لا كما صنعته الحكومات المتعاقبة ليس فقط تحت نصب الحرية بل في كافة محافظاتنا المقموعة بالتوارث(*)يواصل القاص أسعد خلف: تناوله الشعري للحياة ويتجسد ذلك في (الطائر) إذ يكتسح تغريد الطير، دوي القنابل (لم تعد قذائف المدفعية توقظنا من النوم، صارت أصواتها أشبه بالشخير الذي ينفذ بين فتحات أكياس التراب..) أنشداد السارد وصديقه يجعلهما يتماهيان في حرية الطير للتملص من ضنك لحظة النار المدوية. وسرعان ما يتشظى التماهي وحرية الطير أيضا : هي الحرب لا تستحي من الحياة (*)هي محاولة رقم (1) للقاص أسعد خلف: في تسريد التذكرات، واستعادة المفتقد لا تخلو المحاولة من شوائب، ومن المؤكد أن أسعد عليه الإصغاء الدؤوب للجنس السردي الذي يروم التواصل معه، من أجل تعميق خبرته القصصية.. شخصياً أرى أن أسعد خلف أهلاً لذلك..2/2/ 2020 البصرة*مقدمة المجموعة القصصية للقاص البصري أسعد خلف/ الطريق إلى جيكور/ دار المجتبى للطباعة والنشر/ البصرة/ 2020 ......
#تنشف
#طفولتنا
#نحكيها
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698998
#الحوار_المتمدن
#مقداد_مسعود أسعد خلف في مجموعتهِ القصصية :(الطريق إلى جيكور) التناول البسيط للموضوعات جعلَ فعل َ القص،أقرب إلى الحكي الشفاهي وفي بعض النصوص يتجاور مع الخاطرة وهو قربٌ يمنحَ السرد أحياناً نكهة ً خاصة ً تجعلنا متشاركين مع السارد في تذكرات طفولتنا التي أفلّها الوعي وشوّكتها مصداتُ حياتنا اليومية، السارد هنا يستعيد طفلاً ليتذكر مِن خلالهِ، : ثراءَ الرهف قبل أن تقصيه أنظمة الوعي الجمعي .(*)الحس الطفولي يفنّد بخفوتٍ سردي، نظاما جمعيا، لوّث الطفولة بثوابته الرافضة للغير ومقاطعة التعلم من رقة الآخر مع الأشياء، كما هو الحال في قصة (تاو).. تعيدني كقارىء إلى ثراء كرنفالات شط العرب التي توارت الآن في حلم صار ينأى ويغطس في ضباب يتلاشى مع بقية أجيال ستغادر. في تلك الأيام كان للبصرة حجيجيها من كل أصقاع الأرض، الحجيج غرسوا فيها ما في داخلهم من محبة للبصرة، يستغرب الطفل وهو يرى رجلاً يابانيا، ينحني أمام نخلة ميتة، كأنه يستأذنها ليأخذ سعفة ً يبيسة ً منها ويطعمها للنار التي أوقدها صبية ٌ بصريون، ثمة طفل أنشّد لمشهد الانحناء وحين أراد محاكاة الياباني في يوم آخر، نالته عصا الملا...لنرّكز معا عصا الملا وليس عصا المعلم . هنا صدمة التلقي الأولى أما ..الثانية فهي أثناء صيد السمك، والصيادون اليابانيون بحنوٍ يتعاملون مع الكائنات النباتية والحيوانية.. لكن سارد النص المشارك لا يستطيع أن يبادل الياباني تحية الإنحناءة، لأن عصا الملا جعلت الصبي السارد : وبأعترافه (مستقيما لا يود الانحناء..).. في هذه القصة القصيرة تتعايش في ذاكرة السارد جهتين :*جهة ذاتية : تجسدهُ تجربةُ الطفل بين التعلم والقمع*جهة ماضوية : هي بصرة ذلك الربيع، الذي قرفص في ذواكرنا ونحاول سرده الآن،ربما تستضيء به ذواكر أحفادنا.. في هذه القصة وفي (الطريق إلى جيكور) وغيرها من قصص المجموعة .(*)هناك تابوات العائلة تجسدها قصة (الرقيب)، والسارد هو ذلك الطفل في قصة (تاو) وكذلك في قصة (الغراب)..هل هو المؤلف أسعد خلف الآن وهو يستعيد ذلك الطفل الذي كانه؟ وحتى لا تنشف مياه الطفولة، أو تركد في قعر زمنه النفسي، بادرَ يغترفها ويسكبها قطراتِ ندى، وهكذا لا نصحو من طفولتنا وعلينا أيضا أن لا نسقط في قعرها، بل نتنفسها أريجا يكون كمامة ً ضد مسيل الدموع الذي انتزع الطفولة َ بالرصاص الحي ، مع من يجيئون يطلبون مرادا تحت نصب الحرية، في قصة ( شعاع ) يريدون وطنا يرسمونه كما تخيلته طفولته لا كما صنعته الحكومات المتعاقبة ليس فقط تحت نصب الحرية بل في كافة محافظاتنا المقموعة بالتوارث(*)يواصل القاص أسعد خلف: تناوله الشعري للحياة ويتجسد ذلك في (الطائر) إذ يكتسح تغريد الطير، دوي القنابل (لم تعد قذائف المدفعية توقظنا من النوم، صارت أصواتها أشبه بالشخير الذي ينفذ بين فتحات أكياس التراب..) أنشداد السارد وصديقه يجعلهما يتماهيان في حرية الطير للتملص من ضنك لحظة النار المدوية. وسرعان ما يتشظى التماهي وحرية الطير أيضا : هي الحرب لا تستحي من الحياة (*)هي محاولة رقم (1) للقاص أسعد خلف: في تسريد التذكرات، واستعادة المفتقد لا تخلو المحاولة من شوائب، ومن المؤكد أن أسعد عليه الإصغاء الدؤوب للجنس السردي الذي يروم التواصل معه، من أجل تعميق خبرته القصصية.. شخصياً أرى أن أسعد خلف أهلاً لذلك..2/2/ 2020 البصرة*مقدمة المجموعة القصصية للقاص البصري أسعد خلف/ الطريق إلى جيكور/ دار المجتبى للطباعة والنشر/ البصرة/ 2020 ......
#تنشف
#طفولتنا
#نحكيها
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698998
الحوار المتمدن
مقداد مسعود - حتى لا تنشف طفولتنا : نحكيها