الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
رزان الحسيني : الأزرق للذكر والزهري للأنثى
#الحوار_المتمدن
#رزان_الحسيني إن قصة الوردي والأزرق كانت في الأصل عكسياً، حيث كان الأزرق يعبّر عن الجمال والأنوثة، ويُوصى به الأمهات لبناتٍ جميلات في المستقبل. والوردي يعبّر عن القوة، لذلك يوصى به لرجالٍ أقوياء ومفتولي العضلات. ثم انعكس الأمر في القرن التاسع عشر بعد دعايات عديدة تنصُّ على أن الوردي أقرب للأنوثة، والأزرق أقرب للرجولة.وهكذا دأبَتْ الأمهات حين يعرفنّ جنس المولود منذ قرون على صبغ حائط غرفة الطفل بالزهري ومشتقّاته -إذا كان أنثى- واقتناء السرير والمهد والستائر باللون نفسه، بالإضافة الى اختيار لُعب أنثوية مثل باربي والمنازل الخشبية وألعاب الطبخ الصغيرة وغيرها، ثم تكبر بين افلام ديزني والأميرات الجميلات اللواتي ينتظرن أميراً لإنقاذهن، بين أفلام للبنات، وكتب للبنات، وملابس للبنات. وكذا الحال بالنسبة للذكر، فما إن يعلم الأبوان بجنسهِ حتى يهرعوا إلى اقتناء كل ما هو أزرق، ويحتوي على حرب ومُسدسات ورشاشات وملابس الأبطال الخارقين والسيارات والقطارات. ثم ألعاب الفيديو المختلفة التي تُساهم في زيادة قسوة الطفل، وبالمقابل إسلوب التعامل مع الطفلة سابق الذكر يُزيد من ضعف وتأطير الطفلة.إن التقاليد أمرٌ مُحبب عادةً، لكنّه حين ينطوي على تأسيس الشخصيات وقولبتها بالطريقة هذه فإنها يجب أن تُمحى تدريجياً، إن جسم الأنسان يحتوي على عددٍ متساوٍ من الهرمونات الذكرية والأنثوية، وجنسه فحسب لا يحددّ شخصيته منذ أن يولد، للذكر الحق باختيار طريقة عيشه، ولعبه، وحياته.. ولا يجب نبذه وإطلاق عليه صفة الجبان أو الضعيف وتعنيفه نفسياً حين يتخلّف عن المعتاد، كأن لا يشترك في عِراك، أو لا يلعب العاب القتال والسيارات، ولا يرتدي الألوان الغامقة.. بل لا زلنا نرى عوائل تُطلق صفة "كيوت" حين تُريد ذمّ ابنها الهادئ، العاطفي، أو البشوش والمحترم، وينهروه حين يبكي قائلين أن البكاء ليس للرجال، ويشجعّوه حين يضرب إبن الجار أو الحيوان المارّ أو رفاقه في المدرسة ويُقلل الأدب بأنواعه.. مُعتبريها قوة وشخصية، وكل تلك العوامل تجري على رأس الطفل! حتى يبدأ بالشعور بالنقص ومحاولة الإلتحاق بالركب حين يتخلف عنه، حتى لو لم يكن يرغب بذلك.وللأنثى الحق أيضاً في اختيار ملابسها وطريقة لعبها وظهورها، ولا يجب زجها إلى المطبخ عند أول سنتمترات تطولها قامتها الصغيرة، أو ابعادها عن دراستها. نحن نُشاهد على مدارٍ يوميّ، فتيات صغيرات يتم التنمر عليهن حين يخترن لعب كرة القدم مثلاً، أو يقمن بأعمال يحتكرها الذكور، ويُطلقون عليها صفة "المسترجلة". أما حين ترغب بقص شعرها، أو تسمنُ قليلاً أو كثيراً، فأنوثتها هُنا تُصبح محط جدل الجميع، حتى الجار في رأس الشارع.تلك التعاملات بشكل منفصل للأطفال، أما حين يتواجدون في بيتٍ واحد، نجد الأبوان يُرسلون الإبنة لمُساعدة أخيها -وهو بنفسِ عمرها- وتلبية طلباته، ويمنعانها من رد الإسادة أو الضرب حين يشتركان بمشّادةٍ ما، لأن الأنثى لا تركل، ولا تردُّ الإساءة.. حتى يكبر هو فيصبح رجل البيت الجديد شاء أم أبى.إن التفاصيل الصغيرة فيما نقولهُ ونفعلهُ مع الأطفال، هي أساس حياته. حتى حين نظن أنهم لا يسمعون، بل للإنسان ذاكرة تراكمية تسمح لهُ بالاحتفاظ حتى بأبعد الذكريات، بالتالي بناء شعور وشخصية كاملة على أساسها. لا يُريد المجتمع أُناث سطحيات وضعيفات، غير قادرات على الاستقلال والعيش بمفردهن، ولا ذكوراً قُساة ما من مكان للإنسانية بقلوبهم، مُتحكمين ومُحتقرين للنساء. المجتمع على عاتق هؤلاء الشباب والجيل الجديد، فلم لا نقوّمهم بالتي هي أحسن؟9/21 ......
#الأزرق
#للذكر
#والزهري
#للأنثى

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=733035