الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
فارس تركي محمود : ثالثا: المنهج الوعظي الخطابي
#الحوار_المتمدن
#فارس_تركي_محمود شكّل الوعظ عبر آلاف السنين واحداً من أهم الركائز التي استندت إليها المجتمعات البشرية في بقائها وتماسكها وضبط تفاعلاتها الحياتية وصيانة وتجديد منظومتها الأخلاقية ، وكم من الممالك والدول قامت وازدهرت وسادت وكان الوعظ عاملاً مهماً وحاسماً في قيامها واستمرارها ، وكم من خطيبٍ مفوه تمكن من حشد المئات والآلاف خلف قيادته ليغير بهم مسار التاريخ والأحداث ولم تكن عدته في ذلك سوى قدرته على الإقناع واستخدام أساليب الترغيب والترهيب ، وتوظيف الثنائيات الأخلاقية كالخير والشر والحق والباطل والنور والظلام ، وتفعيل افكار الانتقاء والاصطفاء كالأمة الافضل والعرق الانقى والجماعة الارقى والمنهج الأصح والفكر الأصلح . . . . الخ . وقد تعددت أنواع الوعظ فمنه الوعظ الديني والوعظ القومي والوعظ الوطني والوعظ العرقي والوعظ المذهبي وغيرها ، وعلى الرغم من تعدد أنواعه فالوعظ في النهاية لا يهدف إلا إلى تحقيق معادلة ( إفعل ولا تفعل) ودفع الناس إلى الالتزام بها مثل : أحبوا ، تعاونوا ، إخلصوا ، أصدقوا ، إعملوا ، تنظفوا ، إجتهدوا ، جاهدوا ، ناضلوا ، لا تسرقوا ، لا تخونوا ، لا تغشوا ، لا تكذبوا ، لا تكرهوا ، لا تتفرقوا وهكذا دواليك إفعل إفعل إفعل . . . لا تفعل لا تفعل لا تفعل . . . الخ . كان الوعظ في سالف الإيام يلاقي نجاحاً هائلاً ويحقق نتائج ذات أهمية كبيرة ، وكان يعد واحداً من أهم الآليات والوسائل المطلوبة – إن لم يكن اهمها على الاطلاق - في إحداث أي تغيير اجتماعي أو سياسي والسبب في ذلك يعود إلى التطابق شبه الكامل بين طبيعة الوعظ أو طبيعة العملية الوعظية وبين الطبيعة البدائية للعقلية البشرية التي كانت تتلقى الوعظ في الإيام الخوالي ، فالوعظ في النهاية ليس حوار بين عقلاء أو تبادل وتلاقح معرفي بل هو خطاب مرسل حماسي تحريضي تهييجي مانوي لا منطقي – في أغلب الاحيان – يستند على مسلمات مسلَّم بها مسبقا من قبل المخاطِب والمخاطَب بغض النظر عن كون هذه المسلمات تنطبق أو تتطابق مع العقل والمنطق ، يستهدف المشاعر والعواطف ويشتمل على الصراخ والتهديد والوعد والوعيد وهو أقرب إلى حالة من الهوس والاهتياج غير المنضبط بأية ضوابط عقلية . هذه المواصفات التي اتصف وما زال يتصف بها الوعظ كانت تتسق وتتناغم تماما مع الطريقة البدائية في التفكير ومع عقلية ما قبل الحداثة والتي ظلت سائدة ومسيطرة لقرون طويلة على انماط التفكير والسلوك للجنس البشري الذي لم يبدأ بمغادرتها لصالح عقلية اكثر نضوجا إلا مع إطلالة عصر التنوير والنهضة ، والسبب في هذا التناغم والانسجام يعود إلى أن الوعظ ظهر أساسا نتيجة لحاجة المجتمعات البدائية إليه باعتباره أحد الوسائل الأساسية لبقاء واستمرار حالة التجمع والاجتماع البشري وذلك لدوره المهم في معالجة الاختلالات التي لا بد وأن تنشأ كنتيجة حتمية لهذا الاجتماع ، وذلك من خلال ضبط سلوكيات الفرد والجماعة ، وكبح ولجم غرائزهم وشهواتهم ونوازعهم البدائية ، والسيطرة على الحشود والعوام ، وضمان الولاء والطاعة لسادة الجماعة وزعمائها ، والالتزام بالقيم والمعتقدات والمبادئ والعادات والتقاليد التي توافق عليها المجتمع ، والتقليل من حدة وشراسة التنازع والتخاصم والتنافس بين أفراد المجتمع ، بالإضافة إلى دور الوعظ في الحفاظ على تماسك المجتمع وخلق وتعزيز المشاعر القومية ، وتكوين وتشكيل ذاكرة مشتركة ومزاج شعبي عام وذوق وشعور واحساس مشترك تجاه مختلف القضايا والأحداث والرؤى والافكار ، والاحتفاء بفكرة الانتماء للقبيلة أو للجماعة والافتخار بها ، وتأكيد وغرس مقولة أنها أفضل وأرقى من باقي الجماعات وأنها تتمتع ......
#ثالثا:
#المنهج
#الوعظي
#الخطابي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=701304
فارس تركي محمود : ثالثا: الصحراء والمنهج الوعظي الخطابي
#الحوار_المتمدن
#فارس_تركي_محمود إن البيئة الداعمة لفلسفة العقل الجمعي والبيئة المشجعة للسلوك الديكتاتوري سيزدهر فيها بالتأكيد المنهج الخطابي الوعظي ، فالبيئة الصحراوية تسلب من الإنسان أية قدرة أو إمكانية على تطوير عقلية نقدية تحليلية تجريبية وتجرده من أغلب قدراته الفكرية ولا تبقي له سوى القدرة على الكلام المرسل الخطابي ، لأنها - وبحكم ما تطرحه من تحديات قاهرة لا يمكن تكوين استجابات منطقية لها – تجبر العقلية النقدية على الانزواء والتراجع والتلاشي فهي لا مكان لها ولا نفع منها في البيئة الصحراوية بينما العقلية الوعظية والمنهج الخطابي الوعظي يسود ويتجذر ويصبح هو الميدان الوحيد الذي تتركز فيه كل القدرات الفكرية والعقلية والإبداعية لأبناء المجتمع الصحراوي ليتحول إلى مجتمع كلامي لا يتقن إلا فن الكلام المرسل والوعظ والخطابة بغض النظر عن مدى تطابق أو تصادم هذا الكلام مع العقل والمنطق ، وبغض النظر عن وجود أو عدم وجود أية أدلة وبراهين علمية تثبته أو تنفيه فكل هذا غير مهم ، المهم أن يكون الكلام كلاما بليغاً جميلاً مؤثراً مشحوناً بالعواطف مليئاً بالانفعالات والمقولات الأخلاقية والثنائيات الأخلاقية كالخير والشر والأبيض والأسود ونحن وهم ، وأن يستخدم المتكلم أو الخطيب أساليب التهديد والوعيد ويعتمد على الصراخ والزعيق ويستثير حماس المستمعين وعواطفهم ويخاطب غرائزهم بدل عقولهم ويمنِّيهم بالأحلام الوردية والوعود المعسولة وكل ذلك بدون أن يكون هناك حد أدنى من العقل والمنطق ، وبدون وجود أية أدلة أو براهين تؤكد ذلك الكلام أو تنفيه فهو كلام وحسب كلام مرسل ؛ أي مجرد أصوات تخرج من الأفواه لتستقر في الأذان والأسماع ، وقيمة هذا الكلام لا يحددها ميزان العقل والمنطق والأدلة والبراهين العلمية والعملية بل تحددها القدرة الكلامية للخطيب أو الواعظ والمهارات اللغوية والبلاغية التي يملكها ، لذلك كانت المهارة الكلامية ولا زالت إحدى أهم الصفات الإيجابية التي يمتدح بها الإنسان في الجغرافيا الصحراوية وشبه الصحراوية فيقال أن فلان خطيب مفوه أو متكلم بارع ، ولا تجد فيها أبداً من يتغنى بالمنهج العقلي التحليلي التجريبي لأن هذا المنهج يعد صفة سلبية يذم بها الإنسان في البيئة الصحراوية ، فلا تسمع من يقول مثلاً أن فلان مفكر بارع أو منطقي متمكن أو صاحب عقلية نقدية برهانية ، وإذا ما وجد مثل ذلك الشخص فسينظر إليه بعين الشك والريبة وعدم الرضا بل وحتى الاتهام ، بينما يحتفل مجتمع البادية والصحراء ويحتفي إذا ما ظهر شاعر أو خطيب من بين أبنائه لأنه سيكون خير سفير لهم وخير معبر عن عقليتهم الوعظية ومنهجهم الخطابي الإنشائي . بالإضافة إلى ذلك فأنه وباستثناء أوقات الحروب فإن ابن الصحراء والبادية يمتلك وقت فراغ طويل جدا وممل جدا لا يجد ما يملأه به إلا الكلام والكلام فقط ، فليس في الصحراء إلا الكلام يزجى به الوقت ويطرد به السأم سواء من خلال القصص والحكايات والملاحم والأساطير والأشعار والقصائد ومآثر الأجداد وميراث القبيلة وحروبها وأيامها مما يساعد على تعزيز وتدعيم العقلية الوعظية والمنهج الخطابي الوعظي . كما إن ظروف الصحراء ومشاهدها المملة تؤدي إلى ضيق الأفق وضيق دائرة التفكير الأمر الذي يضيف سبب آخر لإجهاض نمو المنهج التحليلي التجريبي لصالح المنهج الخطابي الوعظي . لأجل ذلك كله فإن المجتمع البدائي الذي يستوطن الصحراء لن يجد أبداً ما يدفعه أو يغريه لاستبدال عقليته الوعظية بعقلية تحليلية تجريبية ، بل على العكس سيجد كل ما حوله يهيب به ويدفعه باتجاه المزيد والمزيد من الإيغال في العقل الوعظي والمنهج الخطابي الإنشائي ، فهو المنهج الذي يحقق أعلى ......
#ثالثا:
#الصحراء
#والمنهج
#الوعظي
#الخطابي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=706679
فارس تركي محمود : التاريخ العربي والمنهج الوعظي
#الحوار_المتمدن
#فارس_تركي_محمود تعد سمة العقل الجمعي من أهم السمات التي تديمها وتربيها وتنميها البيئة الصحراوية في المجتمع البدائي لذلك فإننا نلحظ ونرصد وجودها بقوة في التاريخ العربي واستحواذها شبه التام على الشخصية العربية قديماً وحديثاً. وعلى الرغم من أن للعقل الجمعي سطوة ونفوذ داخل الكثير من المجتمعات البشرية، إلا أن العقل الجمعي المسيطر على المجتمعات العربية ينفرد بميزتين أولهما قوته وسطوته التي لا نظير لها في المجتمعات الأخرى وثانيهما عدم تجدده وعدم تنوعه أي تشبثه بنفس الأفكار ولمديات زمنية طويلة جداً . فلو أخذنا أي مجتمع عربي معاصر وقارناه – على المستوى الفكري - بما كان عليه المجتمع العربي في العصر الجاهلي أو في القرون الهجرية الأولى لما وجدنا فروقاً كبيرة. فالأفكار هي ذاتها والنظرة إلى الحياة والغاية منها ودور الإنسان ومساره فيها ذاتها لم تتغير . لقد ناقش هذه النقطة باستفاضة الاستاذ محمد عابد الجابري في كتابه تكوين العقل العربي إذ يطرح سؤالاً استنكارياً مفاده : ماذا تغير في الثقافة العربية منذ العصر الجاهلي إلى اليوم ؟ ويعود الجابري للإجابة عن هذا السؤال ويقرر بأنه لم يتغير شيء تقريباً والدليل على ذلك – كما يقول – " إننا نشعر جميعاً بأن أمرئ القيس وعمرو بن كلثوم وعنترة ولبيد والنابغة وزهير بن أبي سلمى . . . وابن عباس وعلي بن ابي طالب ومالك وسيبويه والشافعي وابن حنبل . . . والجاحظ والمبرد والأصمعي . . . والأشعري والغزالي والجنيد وابن تيمية . . . ومن قبله الطبري والمسعودي وابن الأثير . . . والفارابي وابن سينا وابن رشد وابن خلدون . . . ومن بعد هؤلاء جمال الدين الأفغاني ومحمد عبدة ورشاد رضا والعقاد والقائمة طويلة . . . نشعر بهؤلاء جميعاً يعيشون معنا هنا ، أو يقفون هناك أمامنا على خشبة مسرح واحد ، مسرح الثقافة العربية الذي لم يسدل الستار فيه بعد ، ولو مرة واحدة ". وبالفعل ما زال العقل الجمعي يجمع بيننا وبين هذه الأسماء على الرغم من الفجوة الزمنية الكبيرة التي تفصل بيننا ، فما زلنا ننظر للأمور كنظرتهم اليها ونفكر مثلما كانوا يفكرون ، والقضايا والمقولات والمعاني التي كانت تستثيرهم وتستحوذ على اهتمامهم ما زالت هي ذاتها التي تستثيرنا وتستحوذ على اهتمامنا ، وما زلنا نمجِّد ما كانوا يمجِّدون ونشمئز ونخجل مما كانوا يشمئزون ويخجلون ، وما زالت نظرتنا كنظرتهم إلى المفاهيم المختلفة مثل الصواب والخطأ والمقدس والمبجل والمحرم والملعون والعيب وما يجوز وما لا يجوز والحلال والحرام والأخلاق بتنوعها وسقف الحريات وماهية حقوق الإنسان والنظرة إلى المرأة وغير ذلك من مفاهيم وأفكار ، الأفكار والسلوكيات والرؤى هي ذاتها ولم تتغير تقريباً . إذاً فإن العقل الجمعي المسيطر على مجتمعاتنا عقل جمعي عابر للأزمنة تمكن من ضبط وتثبيت بل وتجميد نظرتنا ورؤيتنا للأفكار والمفاهيم بحيث بقيت كما هي لقرونٍ عديدة ، والشواهد التاريخية والأدلة المختلفة على ذلك لا تعد ولا تحصى فإذا أخذنا مفهوم البطولة والشجاعة على سبيل المثال لرأينا أن معنى هذا المفهوم وما يعنيه ما زال ذاته تقريباً . فالعقل الجمعي استطاع أن يصيغ معنى وتصور بعينه لهذا المفهوم وأن يثبته بقوة في العقلية والنفسية العربية ، والأنكى من ذلك أنه تمكَّن من إبقاء وإدامة هذا المعنى والتصور بعينه لآلاف السنين بحيث أن الفرد العربي المعاصر يفهم هذا المفهوم ويتفاعل معه كما كان يفعل أسلافه بالضبط . في العصر الجاهلي كان مفهوم البطولة والإقدام والشجاعة يعني بالدرجة الأولى الميل إلى العنف واستخدام القوة والقدرة على القتال والاستعداد الدائم له ومقارعة ......
#التاريخ
#العربي
#والمنهج
#الوعظي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710139
فارس تركي محمود : االتاريخ العربي والمنهج الوعظي 1
#الحوار_المتمدن
#فارس_تركي_محمود ملاحظة: المقالة السابقة نشرت خطأً تحت عنوان ( التاريخ العربي والمنهج الوعظي ) والصحيح ( التاريخ العربي والعقل الجمعي ).لم يرتبط فن بأمة كما ارتبط الشعر والخطابة بالعرب ، فالعرب هم سادة الخطابة والكلام المرسل ، حتى أن بعض الباحثين أشار إلى أن العرب سموا عرباً لتميزهم عن الأمم الأخرى بالإعراب وهو الفصاحة والبيان ، وفي ذلك يقول محمود شكري الألوسي : " العرب جيل من الناس لم يزالوا موسومين بين الأمم بالبيان في الكلام ، والفصاحة في المنطق ، والذلاقة في اللسان ، ولذلك سموا بهذا الاسم فإنه مشتق من الإبانة ، لقولهم أعرب الرجل عما في ضميره إذ أبان عنه ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم " الثيب تعرب عن نفسها " والبيان سمتهم بين الأمم . . . "، وقال القلقشندي : " . . . والذي عليه العرف العام إطلاق لفظة العرب على الجميع ، وقد ذكر صاحب العبر أن لفظة العرب مشتقة من الإعراب وهو أخذ من قولهم : أعرب الرجل عن حاجته إذا أبان ، سموا بذلك لأن الغالب عليهم البيان والبلاغة . . . " . لا أعتقد أن هناك أمة من الأمم باستثناء العرب اتخذت تسميتها من قدرتها على الكلام بطريقة جيدة ، إن هذه القدرة التي تميز بها العرب ما هي إلا نتاج لسيطرة المنهج الوعظي الخطابي على طريقة تفكيرهم ، إن هذا المنهج وكما ذكرنا سابقاً يعد أحد الصفات والخصائص التي تميز المجتمع البدائي وهو الابن المدلل للبادية والصحراء ومرتبط بها وجوداً وعدماً ، لذلك لم يكن أمام العرب أبناء الصحراء أية فرصة للنجاة من سطوة هذا المنهج وكان خضوعهم له أمر محتم وقدر لا مناص عنه ، هذا الخضوع الذي أورثهم قدرةً لغويةً هائلةً ولغةً تعد من أكثر لغات العالم ثراءً وجمالاً وقد أشاد بجمالها وبقدراتها التعبيرية الكثير من المستشرقين ومنهم المستشرق الألماني فيلهلم فريتاج الذي قال " اللغة العربية أغنى اللغات في العالم " ، وقالت الألمانية سيجريد هونكه متحدثة عن اللغة العربية " كيف يستطيع الإنسان أن يقاوم جمال هذه اللغة ومنطقها السليم وسحرها الفريد ، فجيران العرب أنفسهم في البلدان التي فتحوها سقطوا صرعى سحر تلك اللغة " ، والفرنسي إرنست رينان قال " من أغرب ما وقع في تاريخ البشر انتشار اللغة العربية فقد كانت غير معروفة فبدأت فجأة في غاية الكمال سلسة غنية كاملة ، فليس لها طفولة ولا شيخوخة ، تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها ودقة معانيها وحسن نظام مبانيها " ، والألماني يوهان فك يقول " لقد برهن جبروت التراث العربي الخالد على أنه أقوى من كل محاولة " ، يقصد بها زحزحة العربية الفصحى عن مقامها المسيطر . إن الإرث العربي كله منذ العصر الجاهلي وحتى اليوم يؤكد خضوع العقلية العربية للمنهج الوعظي الخطابي ، ففي العصر الجاهلي احتل الشعر والخطابة مكانة رفيعة وموقعاً متميزا ًفي المجتمع ، فمن خلال هذين الفنين حصراً - وبخاصة الشعر - كان الفرد العربي يعبر عما يختلج بصدره وعما يدور بخلده وعن أحلامه وطموحاته ، ويسجل مفاخر قبيلته وأمجادها وأفراحها وأحزانها وعاداتها وتقاليدها وتاريخها كله . وكانت القبائل تفتخر بشعرائها حتى أن قريشاً كانت ترى نفسها أقل شأناً إذ لم يكن فيها شاعر فحل حتى ولد عمر بن ابي ربيعة ، وكانت القبيلة تحتفي بظهور شاعر من بين أبنائها احتفاءً لا مثيل له فذكر السيوطي أن القبيلة في العصر الجاهلي إذا نبغ فيها شاعر ، أتت إليها القبائل وهنأتها بذلك ، وصنعت الأطعمة ، واجتمع النساء يلعبن بالمزاهر كما يصنعن في الأعراس ، لأنه الحامي لأعراضهم ، وهو المدافع عن أحسابهم ، وهو الذي يخلد مآثرهم ، ولم يكن يعدل فرحة القبيلة بالشاعر سوى فرحتهم بغ ......
#االتاريخ
#العربي
#والمنهج
#الوعظي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=711123
فارس تركي محمود : التاريخ العربي والمنهج الوعظي 2
#الحوار_المتمدن
#فارس_تركي_محمود وفضلاً عن كل هذا وذاك فإن العقلية العربية عبَّرت عن قمة خضوعها للمنهج الوعظي الخطابي عندما أسست وابتكرت علماً لا مثيل له لدى الأمم الأخرى وليس له سابقة في التاريخ البشري وهو علم الكلام ، وهو علم يختص باستخدام الإنسان لقدرته الكلامية من أجل إثبات أو نفي أفكار أو آراء أو معتقدات بعينها وبخاصة فيما يتعلق بالمعتقدات الدينية ، وقد عرَّفه الفيلسوف الفارابي بأنه " ملكة يقتدر بها الانسان على نصرة الآراء والأفعال المحمودة التي صرح بها واضع الملة ، وتزييف كل ما خالفها بالأقاويل ". وينبغي هنا أن نلاحظ استخدام الفارابي لكلمة ( أقاويل ) فهذا الفيلسوف العظيم كان مدركاً أن علم الكلام العربي مبني على الأقاويل أو الأقوال أو القدرة القولية الكلامية لأنه نتاج للعقلية العربية التي هي بدورها عقلية كلامية وعظية خاضعة للمنهج الخطابي الوعظي ، ووفقاً لتلك العقلية فإن الأقدر على القول والأقدر على تنميق الكلام هو الأقدر على الغلبة والأقدر على إثبات رأيه ووجهة نظره . وإذا ما أردنا أن نجد تفسيراً لفقرنا الفلسفي فلن نجده إلا في السيطرة المطلقة التي يفرضها المنهج الوعظي الخطابي على العقلية العربية ، هذه السيطرة التي جعلت العقل العربي عاجز عن وضع كلمة واحدة في لغته المليونية مقابلة لكلمة فلسفة اليونانية . فعلى الرغم من احتواء اللغة العربية على حوالي مليوني مفردة إلا أنها لا تحتوي على كلمة تعطي معنى فلسفة أو تفلسف . كما أن سيطرة المنهج الخطابي أصاب العرب بحالة أشبه بالعقم فيما يتعلق بالإنتاج الفلسفي بحيث أن الباحثين في تاريخ العرب قبل الإسلام لم يستطيعوا أن يجدوا أية إشارة على وجود أي نشاط أو توجه فلسفي لدى عرب الجاهلية ولم يظهر من بينهم فيلسوف واحد ولم يتم العثور على أي مؤلف فلسفي وفي هذا الصدد يقول الدكتور جواد علي : " أما مؤلفات في العلوم والفلسفة . . . فلا أدري أن أحداً من أهل الأخبار ذكر وجودها عندهم " يقصد العرب . وعلى الرغم من ضخامة كتاب الدكتور جواد علي المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام والذي يتكون من عشرة أجزاء وبما يتجاوز السبعة آلاف صفحة حيث لم يترك شاردة وواردة إلا وذكرها وبأدق التفاصيل إلا أنه بالكاد إستطاع أن يفرد أقل من نصف صفحة للحديث عن العلوم والفلسفة عند العرب ، بينما أفرد خمس وعشرين صفحة للحديث عن الخطابة ، وخصص الجزء التاسع بالكامل والذي تتجاوز عدد صفحاته الـ ( 900 ) صفحة للحديث عن الشعر والشعراء . وحتى في الحضارات التي شهدتها المنطقة العربية كالحضارة الفرعونية وحضارة ما بين الرافدين والحضارة الفينيقية لم تظهر أسماء لامعة في عالم الفلسفة وعلى الرغم من وجود بعض الشذرات إلا أنها لم ترتقِ لمستوى المذهب الفلسفي كتلك المذاهب التي ظهرت لدى اليونان ، بل يمكن إدراجها ضمن التوجيهات الأخلاقية والأقوال الحكيمة . أما في العصر الإسلامي فلم تظهر الفلسفة إلا كرد فعل على التحديات التي واجهها الفكر الإسلامي والظروف التي عاشها المسلمون والمتمثلة بالصراعات والحروب الداخلية وظهور العديد من الفرق والنحل والمذاهب ، واحتدام الجدل والنقاشات فيما بينهم ، والاطلاع على الفلسفة اليونانية ، فضلاً عن الاحتكاك بالعناصر الأجنبية وأصحاب الديانات الأخرى من يهود ومسيحيين وصابئة وزنادقة وملاحدة ، مع ما يتطلبه ذلك من رد على ما يطرحه هؤلاء من تحديات فكرية وتساؤلات ومطاعن حول العقيدة والمسائل الدينية . هذا فضلاً عن أن حياة الاستقرار لا بد أن تنتج شيء من الفلسفة . وعلى الرغم من ذلك فإن الجزء الأكبر من الفلسفة الإسلامية لم يسلم من تأثير المنهج الخطابي الوعظي عليها بد ......
#التاريخ
#العربي
#والمنهج
#الوعظي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=711354