هيثم طيون : الملكة ماوية أسطورة مغيبة من كتب الحضارة
#الحوار_المتمدن
#هيثم_طيون تعدُّ أحداث حياة الملكة السوريّة "ماوية" من الأحداث المفصلية والجدلية في تاريخ "سورية" الكبرى، وقد تعددت الروايات والقصص المنسوبة عنها، وتعود أسباب تغييبها تاريخياً لقلة المصادر واختلافها.تعدُّ "ماوية" أقوى امرأة في أواخر العصر العربي البرثي، وكان أسلافها من العرب البرثن الذين تحالفوا مع قبائل التنوخيين مُعتنقي التناخ اليهودي، وهو مُصطلح فضفاض جمع القبائل البدوية التي هاجرت شمالاً من شرق "شبه الجزيرة العربية" قبل حوالي قرن من ولادتها، بسبب تزايد النفوذ الفارسي الساساني في شرق "شبه الجزيرة العربية"، وكان زوجها هو الملك "الهواري" أو "الحواري"، آخر ملوك البرثن لاتحاد كونفدرالية العرب البرثن مع البدو التنوخيين في جنوب "سورية" في النصف الأخير من القرن الأول الميلادي، وعندما توفي الملك "الهواري" دون أن يترك وريثاً، تسلمت العرش لتقود الكونفدرالية في صراع ضد الرومان. كانت الملكة "ماوية" خليفة التنوخيين من حيث القوة والبأس والشجاعة، وهي مقاتلة وفارسة من الطراز الأول وقائدة ومخططة عسكرية وذات شخصية قوية وفائقة الجمال، وقد عمدت لاكتساب احترام شعبها ومحبته، حيث قادت جيوشها بنفسها وقتلت الكثير من أعدائها الروم، وكان لفرضها على الدولة الرومانية اعتبار شعبها مواطنين من الدرجة الأولى أي متساوين مع الرومان بكافة الحقوق دوراً واضحاً في اكتسابها جماهيرية قلّ نظيرهاأما حول أسباب الصراع فيُعتقد أن أسباب الصراع كانت دينية، فبعد وفاة زوجها قرر الإمبراطور الروماني "فالنس" وهو من أتباع المذهب الأريوسي تجاهل طلبات العرب لتنصيب أسقف أرثوذوكسي، وأصر على تعيين أسقف أريوسي، فانسحبت "ماوية" من "حلب" إلى الصحراء مع جماعتها، وشكلت تحالفات مع أعراب بدو الصحراء في "الجزيرة السورية" و"البادية السورية العراقية" استعداداً لمحاربة النفوذ الروماني، وفي ربيع عام 378م، أطلقت "ماوية" حرباً واسعة ضد الرومان، واجتاحت قواتها شمال "شبه الجزيرة العربية" و"فلسطين" ووصلت إلى مشارف "مصر"، وتمكنت من هزيمة القوات الرومانية في عدة مواقع، حيث استخدمت أساليب حرب العصابات، ونجحت بالقيام بغارات عديدة قابلتها عدة محاولات رومانية فاشلة، لكن المعارك أثبتت أن قواتها كانت متفوقة على القوات الرومانية وحصلت على تأييد جميع السكان المحليين في المنطقة الذين تعاطفوا مع قضيتها. تم إرسال قوة ثانية بقيادة القائد العسكري الروماني لقوات شرق الإمبراطورية والتقت بقوات "ماوية" في معركة مفتوحة، وقد قادت قواتها شخصياً إلى تلك المعركة، و أثبتت أنها ليست فقط زعيمة سياسية متمكنة بل قائدة حربية متمرسة، فقد استخدمت قواتها تقنيات ساحة المعركة الرومانية إضافةً لأساليب القتال التقليدية الخاصة بها، و كان لها سلاح فرسان متنقل يستخدم رماحاً طويلة ذات تأثير مميت، هزم الرومان، وهكذا لم يكن أمام "فالنس" خيار سوى محاولة عقد معاهدة سلام معها، وهو ما فعلته بشرط أن يُعيّن الرومان راهباً إسمه "موسى" وهو الراهب الزاهد الذي أعجبت بأفكاره فتخلت عن الوثنية واعتنقت المسيحية ليكون أسقفاً راعياً لشعبها، وقد التزمت "ماوية" بشكل صارم بالهدنة، وقامت بتزويج ابنتها الأميرة "خاسيدات" من "فيكتور" القائد العام للجيش الروماني، وهكذا بدأت الكنيسة العربية الناشئة بالظهور في المشرق وجذبت إليها العديد من التنوخيين في بلاد "ما بين النهرين"، وتمكنت "ماوية" من استمرار حكم تحالف قبائل العرب والحفاظ على الامتيازات التي تمتعوا بها قبل عهد حكم الإمبراطور "جوليان".< ......
#الملكة
#ماوية
#أسطورة
#مغيبة
#الحضارة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=742859
#الحوار_المتمدن
#هيثم_طيون تعدُّ أحداث حياة الملكة السوريّة "ماوية" من الأحداث المفصلية والجدلية في تاريخ "سورية" الكبرى، وقد تعددت الروايات والقصص المنسوبة عنها، وتعود أسباب تغييبها تاريخياً لقلة المصادر واختلافها.تعدُّ "ماوية" أقوى امرأة في أواخر العصر العربي البرثي، وكان أسلافها من العرب البرثن الذين تحالفوا مع قبائل التنوخيين مُعتنقي التناخ اليهودي، وهو مُصطلح فضفاض جمع القبائل البدوية التي هاجرت شمالاً من شرق "شبه الجزيرة العربية" قبل حوالي قرن من ولادتها، بسبب تزايد النفوذ الفارسي الساساني في شرق "شبه الجزيرة العربية"، وكان زوجها هو الملك "الهواري" أو "الحواري"، آخر ملوك البرثن لاتحاد كونفدرالية العرب البرثن مع البدو التنوخيين في جنوب "سورية" في النصف الأخير من القرن الأول الميلادي، وعندما توفي الملك "الهواري" دون أن يترك وريثاً، تسلمت العرش لتقود الكونفدرالية في صراع ضد الرومان. كانت الملكة "ماوية" خليفة التنوخيين من حيث القوة والبأس والشجاعة، وهي مقاتلة وفارسة من الطراز الأول وقائدة ومخططة عسكرية وذات شخصية قوية وفائقة الجمال، وقد عمدت لاكتساب احترام شعبها ومحبته، حيث قادت جيوشها بنفسها وقتلت الكثير من أعدائها الروم، وكان لفرضها على الدولة الرومانية اعتبار شعبها مواطنين من الدرجة الأولى أي متساوين مع الرومان بكافة الحقوق دوراً واضحاً في اكتسابها جماهيرية قلّ نظيرهاأما حول أسباب الصراع فيُعتقد أن أسباب الصراع كانت دينية، فبعد وفاة زوجها قرر الإمبراطور الروماني "فالنس" وهو من أتباع المذهب الأريوسي تجاهل طلبات العرب لتنصيب أسقف أرثوذوكسي، وأصر على تعيين أسقف أريوسي، فانسحبت "ماوية" من "حلب" إلى الصحراء مع جماعتها، وشكلت تحالفات مع أعراب بدو الصحراء في "الجزيرة السورية" و"البادية السورية العراقية" استعداداً لمحاربة النفوذ الروماني، وفي ربيع عام 378م، أطلقت "ماوية" حرباً واسعة ضد الرومان، واجتاحت قواتها شمال "شبه الجزيرة العربية" و"فلسطين" ووصلت إلى مشارف "مصر"، وتمكنت من هزيمة القوات الرومانية في عدة مواقع، حيث استخدمت أساليب حرب العصابات، ونجحت بالقيام بغارات عديدة قابلتها عدة محاولات رومانية فاشلة، لكن المعارك أثبتت أن قواتها كانت متفوقة على القوات الرومانية وحصلت على تأييد جميع السكان المحليين في المنطقة الذين تعاطفوا مع قضيتها. تم إرسال قوة ثانية بقيادة القائد العسكري الروماني لقوات شرق الإمبراطورية والتقت بقوات "ماوية" في معركة مفتوحة، وقد قادت قواتها شخصياً إلى تلك المعركة، و أثبتت أنها ليست فقط زعيمة سياسية متمكنة بل قائدة حربية متمرسة، فقد استخدمت قواتها تقنيات ساحة المعركة الرومانية إضافةً لأساليب القتال التقليدية الخاصة بها، و كان لها سلاح فرسان متنقل يستخدم رماحاً طويلة ذات تأثير مميت، هزم الرومان، وهكذا لم يكن أمام "فالنس" خيار سوى محاولة عقد معاهدة سلام معها، وهو ما فعلته بشرط أن يُعيّن الرومان راهباً إسمه "موسى" وهو الراهب الزاهد الذي أعجبت بأفكاره فتخلت عن الوثنية واعتنقت المسيحية ليكون أسقفاً راعياً لشعبها، وقد التزمت "ماوية" بشكل صارم بالهدنة، وقامت بتزويج ابنتها الأميرة "خاسيدات" من "فيكتور" القائد العام للجيش الروماني، وهكذا بدأت الكنيسة العربية الناشئة بالظهور في المشرق وجذبت إليها العديد من التنوخيين في بلاد "ما بين النهرين"، وتمكنت "ماوية" من استمرار حكم تحالف قبائل العرب والحفاظ على الامتيازات التي تمتعوا بها قبل عهد حكم الإمبراطور "جوليان".< ......
#الملكة
#ماوية
#أسطورة
#مغيبة
#الحضارة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=742859
الحوار المتمدن
هيثم طيون - الملكة ماوية أسطورة مغيبة من كتب الحضارة