الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
وجيه جميل البعيني : التعددية: نعمة أم نقمة
#الحوار_المتمدن
#وجيه_جميل_البعيني أنا يهودي، لكنني لست صهيونياً. مسيحي، إنما أربأ بأن أكون مسيحانياً. مسلم، بيد أني غير إسلاموي. إيراني، لكنني لست قطعاً فارسياً صفوياً. تركي، إنما غير طوراني. علماني، غير أني أرفض بأن أكون علمانوياً. أنا كل الأديان والطوائف والقوميات. بالمقابل، أنا لبنانوي. إنسانوي إنما غير إنساني. ولا أرفض قطعاً وجود الآخر المغاير، بل أحبذ هذا الوجود حيث يكمن التثاقف والتكامل. أنت تحمل دولاراً واحداً. أنا أحمل دولاراً واحداً. تبادلناهما. أصبح لدى كل منا دولار واحد. إنما إذا كنت تحمل فكرة، وأنا أحمل فكرة. تبادلناهما، فيصبح لدى كل منا فكرتان. فكيف الحال مع بضعة جهات يتبادلون أفكارهم؟ التعددية - او التنوع - سنة من سنن الطبيعة التي تشمل شتى نواحي الحياة. وهي تعد ثروة لها تأثيرها الإيجابي إذا عرفنا كيف نستغلها. وهي تعني، بموجب الفلسفة المثالية، أن الواقع ينطوي على ماهيات مستقلة عن بعضها البعض. " يتألف الكون، كما يقول الفيلسوف ليبنتز، من ذرات روحية، وعناصر أولية بسيطة لا تتجزأ، وجواهر فردية طبيعية، وعناصر الأشياء، وحقائق روحية دينامية، مماثلة للأرواح. لكن الله حقّق فيما بينها تسوية، وذلك انطلاقاً من تناغم مسبق. والواقع أن الله أراد خلق كلٍ متناسق وإرساء تناغم بين كل العناصر". لم تكن الأديان السماوية ببعيدة عن هذا التوجه المتسامح. ففي الإنجيل المقدس، وردت توصيات تؤكد ذلك، منها " أحبّوا أعداءكم وصلّوا من أجل مُضطهديكم" ( متى 5: 39- 44). " نحن نعلم أننا انتقلنا من الموت الى الحياة لأننا نحب أخوتنا. من لا يحب بقي رهن الموت" ( يوحنا 3: 14). وفي القرآن الكريم " يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا" ( الحجرات، 13). كذلك " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين" ( هود، 118). إن التعددية - خاصة الدينية -، في مفهومها السوسيولوجي، تعني العيش المشترك بين عقائد متعددة، مع الاحتفاظ بخصوصية كل منها. لكن التطرف مرده الى أن كل طائفة تدعي أنها وحدها تملك الحقيقة وأنه يجب إلغاء حقائق الطوائف المغايرة. مما يعني أن التطرف هو بمثابة قطع مع الآخرين مما يؤدي الى الانعزال في جزر مغلقة وجهالة متبادلة بين مختلف الطوائف. جميع الأديان تنطوي على نفس الجوهر. إنها تتقارب، خاصة فيما يتعلق بوحدانية الله والدعوة الى الخير وتجنب الشر. وبالتالي، لا يمكن أن يشكل الدين عائقاً في وجه التطور، بل تكمن المشكلة في الخطاب الديني، بل والطائفي، حيث يصار الى استغلال الدين لمصلحة السياسة والمصالح الفئوية. وعادة ما يؤدي هذا الخطاب، فضلاً عن التدخلات الخارجية، الى حروب إلغاء طائفي. علماً بأن الأديان، وليس القيّمون على الأديان، تتكامل فيما بينها: المسيحية أكملت الهيدوية، ثم جاء الإسلام ليكمل الديانتين السابقتين. فقد أتى القرآن الكريم مرات عديدة على ذكر الأنبياء والرسل السابقين. " ولكل أمة رسول، فإذا جاء رسولهم قضى بينهم بالقسط وهم لا يظلمون" ( يونس 47). كذلك " قولوا آمنا بالله وما أُنزل إلينا وما أُنزل الى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أُوتي موسى وعيسى وما أُوتي النبيون من ربهم لا نفرّق بين أحد منهم ونحن له مسلمون" (البقرة، 136). وتبعاً لأسلوب استغلاله، يشكل الدين مصدر توتر وعنف او مصدر سلام واستقرار. والتاريخ مزدحم بالحروب الدينية والطائفية في كل زمان ومكان. بيد أن الوضع يتفاقم اليوم. مرد هذا العنف الى عوامل عديدة أهمها التزمت الإيديولوجي النابع من الأنوية، والانحراف السلوكي الذي يهدف الى فرض الآراء على الآخرين. أ ......
#التعددية:
#نعمة
#نقمة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=708853