الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
ياسين الحاج صالح : التفاهة والدموية
#الحوار_المتمدن
#ياسين_الحاج_صالح 1الحدس الأول في شأن العلاقة بين التفاهة والتوحش الدموي أميل إلى افتراض التعارض. يبدو الدمويون من قادة سياسيين وعسكريين ودينيين أفراداً بعزم قوي وتفكير واضح، لا يقف شيء في وجه تحقيق ما عقدوا العزم عليه. بالمقابل يبدو التافهون خائري العزم، محدودي التفكير، عاجزين عن إحداث شيء مهم في العالم. ثم إنه يحول دون تبين علاقة إيجابية بين التفاهة والدموية واحدة من أنكد الخصال البشرية، الإعجاب بالقوي العنيف، القادر على البقاء، ونسبة الذكاء وبعد النظر له. وبالعكس يتجه ميلنا الطبيعي نحو قدر غير واع من احتقار الضحايا، إن لم يكن اعتبارهم مسؤولين عما جرى لهم. وهكذا يكون القاتل العنيف عظيماً، فيما يكون الضحية هو التافه.من المحتمل أن هذا الميل متشكل تطورياً عبر عشرات ألوف السنين، حين البقاء للأفضل تأهيلاً في مواجهة شروط بيئية قاسية، أي للأقوى. فهو ميل طبيعي بالمعنى الذي تتقابل فيه الطبيعة مع الثقافة كفاعلية أنسنة، تُعِدُّ الأفراد لحياة اجتماعية، واليوم عالمية، مترابطة، وتعدُّ المجتمع، واليوم البشرية، لإتاحة أغنى حياة للأفراد. من وجهة نظر الثقافة، تبدو العلاقة بين الدموية والتفاهة وجيهة. لكن ربما يلزم بداية قول شيء عن التفاهة. ليس بين البشر أناس تافهون وأناس مبرؤون من التفاهة. يصير الإنسان، مطلق إنسان، تافهاً، بقدر ما يتمركز تكوينه حول تجارب تبث في نفسه الشعور بضآلة الشأن وقلة الاعتبار. التفاهة هي هذا الشعور المتمكن عند بعضنا بأننا مغمورون، نكرات وقليلو الشأن، قياساً إلى آخرين يبدون أرفع شأناً وأعلى اعتباراً. وقد يكون مبعث الضآلة المظهر الجسدي (ولا يكاد يكون هناك بشري راض عن مظهره أو مظهرها)، أو بسبب تجارب طفلية راضة ومهينة، بما فيها التعرض للعنف والمعاناة من الفقر أو الاحتقار ضمن العائلة والمحيط المباشر، أو بسبب أصل اجتماعي متواضع في بيئات اجتماعية تعلي من شأن الأصل وتزدري من ليسوا كذلك، أو بسبب موقع ثانوي ضمن مجموعة الأتراب، أو بسبب عاهة موروثة أو مكتسبة. عند النظر عن قرب على أكثر من عرفنا دموية في سورية والمجال العربي، ربما يتبدى أنه لا تعارض بين العزم والتفاهة، بل لعل التفاهة عند أمثال بشار الأسد وأبيه من قبله، والخليفة البغدادي وقبله أبو مصعب الزرقاوي، وعند سمير كعكة وعمر الديراني وأضرابهم، وعند صدام حسين ومعمر القذافي، وعند هتلر وستالين، هي مبعث حب السلطة على الغير. يرجح للإلحاح المهول من قبل أمثال حافظ الأسد وصدام حسين ومعمر القذافي وستالين وهتلر على عظمتهم واستثنائيتهم، تقررها بلا كلل أجهزة تابعة لهم، أن يحيل إلى حس متمكن بالضآلة، وتعطش إلى المجد والرفعة. وفي الاتجاه نفسه تؤشر القسوة الرهيبة مع من لا يعظمونهم، أو مع من يعاملونهم كأنداد. ثم إن التفاهة كشعور وعلاقة بالذات تقود إلى تفاهة في السجل، لا ينفيه ميل مطرد عند كبار التافهين إلى المنجزات والمآثر الكبيرة. كان ستالين شغوفاً بالمشاريع الكبرى، وصدام حسين محباً للمجد، وناسباً لنفسه أمجاد حربية وغير حربية. ومثله حافظ الأسد الذي كان عاشقاً لنفسه، كرس وسائل الإعلام العام لمديح بطولته وعبقريته و"منجزاته"، ونشر تماثيل لنفسه في كل أرجاء سورية، وهو واحد وحيد فيها كلها. ولعل مقياس التفاهة هو ما خلفه وراءهم أولئك المتمجدون، بعبارة الكواكبي: لا إنجازات فعلية مهمة يبنى عليها، ولا مآثر أخلاقية، ولم يقد أي منهم شعبه أو قطاعاً من شعبه إلا إلى مزيد من المعاناة والدمار. تفاهة الإنجاز ترجح تفاهة البواعث. ويمكن تصور أن شخصاً ليس متعطشاً للاعتراف بقيمته لن ينشغل بهذا القدر بنيل القيمة عبر مدح نفسه والتنكيل بمن ل ......
#التفاهة
#والدموية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743922