قاسم المحبشي : الإنسان وقوى التناهي التاريخية
#الحوار_المتمدن
#قاسم_المحبشي لا ريب أن ميشيل فوكو كان يقصد الفلسفة المعاصرة حينما تحدث عن الإنسان بوصفه مشكلة فلسفية حديثة العهد. بيد أن أمله (بالنهاية الوشيكة لهذه المشكلة) لم يحالفه الحظ، حيث يلوح بالأفق اليوم ونحن في الثلث الأول من القرن الحادي والعشرين أن مشكلة الإنسان غدت أكثر تعقيداً بما لا يقاس في أي وقت مضى, وقدتستمر لامد يصعب التكهن بآجاله المستقبلية. وعلى الأرجح أن وزر هذه المشكلة التي اناخت بكلكلها على مدى قرنين من الزمن, سوف تثقل عاتق قرننا . ولعله من حسن حظ فوكو أنه لم يحدد الوقت عندما تحدث عن النهاية الوشيكة لموت الإنسان كمشكلة فلسفية. وعموماً فأن الحقب الزمنية بالنسبة للمشكلات الفلسفية لا تقاس بالعقود والسنين بل تحقب بالعصور والقرون ، فانقضاء قرن أو قرنين على ميلاد الإنسان كمشكلة فلسفية محورية في الفلسفة المعاصر ليس بالزمن الكبير بالقياس الى مشكلة الطبيعة وما فوق الطبيعة "التي شغلت الفكر الفلسفي منذ الفي عام، بدءاً من طاليس 631 ق.م اليوناني حتى العصر الحديث. لقد ظل الإنسان، مبدع الفلسفة، يُضع في المرتبة الثالثة بالنسبة للمشكلات الفلسفية الرئيسية، الهيولي والمادة والوجود ولعدم والمتناهي واللامتناهي – الجوهر والماهية إذ لم يتم النظر الى الإنسان كمشكلة فلسفية بذاتها ولذاتها ومن أجل ذاتها, بل كان يتم النظر اليه كموضوع فرعي بالنسبة لعلاقته بالطبيعة أو الله والعالم والمتناهي والمتعالي. هذا لا يعني باي حال من الاحوال إن الباب ظل موصوداً امام الانسان كموضوع فلسفي في الفكرالفلسفي قبل القرن التاسع عشر, بل يمكن القول ان الكثير من المحاولات الهامة قد بدلت من قبل الفلاسفة في الزمن القديم والوسيط والحديث على حد سواء في فهم وتفسير الإنسان وجوده وماهيته؛ ماذا أكون؟ وماذا أعرف وكيف أعيش؟ تلك هي اسئلة كانط الفلسفية الكبرى التي مهدت السبيل إلى الفلسفة الإنسانية المعاصرة. هكذا إذن على شاطئ القرن التاسع عشر ترسى سفينة الفلسفة لتفرغ حمولتها الثقيلة من المشكلات الميتافيزيقية العتيقة وتفتح ابوابها أمام الاسئلة الجديدة التي تطرحها المشكلات التاريخية المتحدمة في أتون الأحداث الواقعية للعصر الجديد.. إذ ذاك لم تعد الفلسفة تبحث في "الماهية" وحقيقة المثل الأفلاطونية , وليست "النظر العقلي بالمبادىء الأولى والأسباب الأولى بحسب أرسطو, كما أن البرهان الأنطولوجي لوجود الله كف عن كونه مشكلة فلسفية اساسية كما كان في العصر الوسيط ولم تعد مشكلة الجوهر اللامتناهي, التي شغلت الفكرالفلسفي الحديث من ديكارت حتى هجل, موضوعاً للفلسفة.. مع القرن التاسع عشر يدخل الإنسان في علاقة مع قوى الخارج الجديدة, التي هي قوى التناهي, هذه القوى؛ الحياة, الشغل واللغة: الأصل الثلاثي للتناهي الذي ستتولد عنه البيولوجيا والاقتصاد السياسي وعلم اللغة, قوى الحياة والتاريخ والفكر – بعد أن يتم إخضاع المتعالي للتجريبي. هنا يجد الإنسان لأول مرة في التاريخ نفسه بازاء قوى التناهي والاشتباك معها كقوى خارجية عن ذاته الإنسانية المتناهيه إذ كان على قوى الإنسان أن تتصدى للتناهي خارج ذاتها, ومن تم لتجعل منها في مرحلة ثانية, تناهيها هي, فتعيه حتماً كتناه خاص بها. وحينئذ كما يقول فوكو, يركب معها الشكل – الإنسان(وليس الشكل الله) وتلك بداية الإنسان. بحسب الثالوث المقدس وهنا نلاحظ أن السمة الرئيسية للخطاب الفلسفي المعاصر تكمن في نبذ المشكلات الميتافيزيقية القديمة, والانهماك في معالجة المشكلات الواقعية والتاريخية المتناهية والتي تتعلق بالعالم الإنساني كالمجتمع, الثقافة, الفلسفة, الاخلاق, العلم, ال ......
#الإنسان
#وقوى
#التناهي
#التاريخية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=736002
#الحوار_المتمدن
#قاسم_المحبشي لا ريب أن ميشيل فوكو كان يقصد الفلسفة المعاصرة حينما تحدث عن الإنسان بوصفه مشكلة فلسفية حديثة العهد. بيد أن أمله (بالنهاية الوشيكة لهذه المشكلة) لم يحالفه الحظ، حيث يلوح بالأفق اليوم ونحن في الثلث الأول من القرن الحادي والعشرين أن مشكلة الإنسان غدت أكثر تعقيداً بما لا يقاس في أي وقت مضى, وقدتستمر لامد يصعب التكهن بآجاله المستقبلية. وعلى الأرجح أن وزر هذه المشكلة التي اناخت بكلكلها على مدى قرنين من الزمن, سوف تثقل عاتق قرننا . ولعله من حسن حظ فوكو أنه لم يحدد الوقت عندما تحدث عن النهاية الوشيكة لموت الإنسان كمشكلة فلسفية. وعموماً فأن الحقب الزمنية بالنسبة للمشكلات الفلسفية لا تقاس بالعقود والسنين بل تحقب بالعصور والقرون ، فانقضاء قرن أو قرنين على ميلاد الإنسان كمشكلة فلسفية محورية في الفلسفة المعاصر ليس بالزمن الكبير بالقياس الى مشكلة الطبيعة وما فوق الطبيعة "التي شغلت الفكر الفلسفي منذ الفي عام، بدءاً من طاليس 631 ق.م اليوناني حتى العصر الحديث. لقد ظل الإنسان، مبدع الفلسفة، يُضع في المرتبة الثالثة بالنسبة للمشكلات الفلسفية الرئيسية، الهيولي والمادة والوجود ولعدم والمتناهي واللامتناهي – الجوهر والماهية إذ لم يتم النظر الى الإنسان كمشكلة فلسفية بذاتها ولذاتها ومن أجل ذاتها, بل كان يتم النظر اليه كموضوع فرعي بالنسبة لعلاقته بالطبيعة أو الله والعالم والمتناهي والمتعالي. هذا لا يعني باي حال من الاحوال إن الباب ظل موصوداً امام الانسان كموضوع فلسفي في الفكرالفلسفي قبل القرن التاسع عشر, بل يمكن القول ان الكثير من المحاولات الهامة قد بدلت من قبل الفلاسفة في الزمن القديم والوسيط والحديث على حد سواء في فهم وتفسير الإنسان وجوده وماهيته؛ ماذا أكون؟ وماذا أعرف وكيف أعيش؟ تلك هي اسئلة كانط الفلسفية الكبرى التي مهدت السبيل إلى الفلسفة الإنسانية المعاصرة. هكذا إذن على شاطئ القرن التاسع عشر ترسى سفينة الفلسفة لتفرغ حمولتها الثقيلة من المشكلات الميتافيزيقية العتيقة وتفتح ابوابها أمام الاسئلة الجديدة التي تطرحها المشكلات التاريخية المتحدمة في أتون الأحداث الواقعية للعصر الجديد.. إذ ذاك لم تعد الفلسفة تبحث في "الماهية" وحقيقة المثل الأفلاطونية , وليست "النظر العقلي بالمبادىء الأولى والأسباب الأولى بحسب أرسطو, كما أن البرهان الأنطولوجي لوجود الله كف عن كونه مشكلة فلسفية اساسية كما كان في العصر الوسيط ولم تعد مشكلة الجوهر اللامتناهي, التي شغلت الفكرالفلسفي الحديث من ديكارت حتى هجل, موضوعاً للفلسفة.. مع القرن التاسع عشر يدخل الإنسان في علاقة مع قوى الخارج الجديدة, التي هي قوى التناهي, هذه القوى؛ الحياة, الشغل واللغة: الأصل الثلاثي للتناهي الذي ستتولد عنه البيولوجيا والاقتصاد السياسي وعلم اللغة, قوى الحياة والتاريخ والفكر – بعد أن يتم إخضاع المتعالي للتجريبي. هنا يجد الإنسان لأول مرة في التاريخ نفسه بازاء قوى التناهي والاشتباك معها كقوى خارجية عن ذاته الإنسانية المتناهيه إذ كان على قوى الإنسان أن تتصدى للتناهي خارج ذاتها, ومن تم لتجعل منها في مرحلة ثانية, تناهيها هي, فتعيه حتماً كتناه خاص بها. وحينئذ كما يقول فوكو, يركب معها الشكل – الإنسان(وليس الشكل الله) وتلك بداية الإنسان. بحسب الثالوث المقدس وهنا نلاحظ أن السمة الرئيسية للخطاب الفلسفي المعاصر تكمن في نبذ المشكلات الميتافيزيقية القديمة, والانهماك في معالجة المشكلات الواقعية والتاريخية المتناهية والتي تتعلق بالعالم الإنساني كالمجتمع, الثقافة, الفلسفة, الاخلاق, العلم, ال ......
#الإنسان
#وقوى
#التناهي
#التاريخية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=736002
الحوار المتمدن
قاسم المحبشي - الإنسان وقوى التناهي التاريخية