الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
احمد يعقوب ابكر : ذاكرة المدينة الشاحبة
#الحوار_المتمدن
#احمد_يعقوب_ابكر ذاكرة المدينة الشّاحبة...ليلة فض الإعتصامأحمد يعقوب(1)كان الليلُ سرمدياً في تلك الليلة الليلاء؛ رابضاً مثلُ كلبٍ وقور وجاثماً على أنفاس المدينة- حاملاً معه ناموساً واحداً منذ الأزل (الحلكة) ، والمدينة التي باركها الاسلاف مؤخراً ؛إستيقظت على غناء النّيل للعُشب ، وفي أزمنة لم تصفو فضاءا تها قبل حقب سحيقة ، بزغت شمسٌ من ثورة في أفق مترع بالهُتاف والأناشيد ،ورقصت فراشة تغازل رحيق زهرة الشّمسْ، والثّوار من نوافذهم الشّاهقة المفتوحة على محيطات الحلم ، يرون هضاباً وأشجار ً وطيوراً تخفق عبر سماء موشحةٍ بالحرير الازرق، آنها كانت المدينة الخُنثى تستعيد وقائع ماضٍ سحيق في بحر تتقاذفه الأمواج، وقائع لاتريد الوقوف طويلاً في محطاتها الجهنمية ،وقائع أزمنة قديمة تنزع إلى نسيانها ورميها في البحارات العميقة ، والمدينة بدت كقطار يتموج في السّهب المترامي والاغوار الغامضة ،وفي قراراتها تدرك أن طيور الحزن تخفق بجناحيها ، طيورِ رمادية يطلقها الفقدان والفراغ ، هي ذي تنتشر فوق الاشياء أو تنبثق منها ، إنها تشع ثم لاتلبث أن تغيب في ظلمة غربتها ،وفي مكانٍ ما ناءٍ ومنسي، ثمة حلمٍ يُضاجع في أرخبيلاتها الماتعة آن دهر ٍ من الحبور والصفاء، حين كان قلبها يخفق تحت ظل هذه السحابة الماطرة ،ومن إفريز نافذتها يبدو الجيشان على الأصابع أولاً ،ومن الضغط المتواتر على ثدييها يبدو الثوار متكورين في الامل ، وتحت برق هذا الغسق تبدو كإمرأة ذات جمال غريب ،إستدارة وجهها الإفريقي؛ شفتيها المكتنزتين بالكنداكات ،الإشعاع الشهواني المنبعث من جزر خصرها المبجّل، وصوتها المبحوح دوماً ، السّاقان المتوهجتان إسمراراً من أشعة النيل في الصباحات اللاهبة، واتساءل أهي إمرأة الازمنة التي أْصْطَفتها الخطيئة لتكون ولائم للنّزيف وانهماره في هذا الخريف الاخير، أم هي محض طيفٌ كاذب عبر خيال رجل مريض ذلت ليلة.*(2)*ومابقى في الذاكرة ليلتها ؛ هو الرمال وآثار الحريق وجثث طافية على سطح النيل ، وهذا الدويُّ المتواتر للذاكرة الخربة والشاحب ظلها ، ولم يكن أحدهم يعرف كيف طُويَ ملف ذلك الزمن الخراب ، وكيف تم تغيير وجهة النهر الى صحراء التّيه والقفر اليباب ؟وكيف ضربت الصاعقة جذع الاسلاف واحرقتها ، وما يُلمح الان خطفاً ،أو برقاً خجولاً شاحباً يرتعش من الارتباك ، حين رأينا وجه المدينة الواشية بثوارها بلا مبالاة ودهشة الصدمة ، واذ تستعيد زمانها الماضي يوم فض الاعتصام لا تحصي سوى الخسارات والخيبات.وفي الأصباح البعيدة من الان ، وعبر عصور مبجلة في التوهان والنسيان ومع هسهسات شموس الفجر الداكن كانت تُسمع تراتيل من كتاب الثورة تُتْلى بخشوع ورهبة وعرفان ( حرية سلام وعدالة ) ، والفجرة الكفرة الذين طردهم المسيح من أمام الهيكل كانوا يرون في ظلاماتهم وجه المدينة بعد فض الاعتصام أصفر وشاحب وممتقع من آثار الكآبة والقلق والهلوسة ، الموت البارد والملقى فوق البلاط والاجساد المسجاة في أبديتها ، والنيل ...أيها النيل ويْحُكَ لماذا لم تبتلع تلك الاجساد ؟ لماذا نكأت الجُرح الغائر في الجوف ؟ لماذا كنت كريما ً كحوت يونس حين لفظتهم ولم تُنْبِت لهم فاكهة من يقطين؟.*(3)*وإذْ تروي المدينة قائلة: توشّحت تلك الليلة فضاءاتي المترامية ،بالنور وعبق ثوراتنا التليدة، اضجعت الانجم وتوسدت كبد السماء الصافية والمزدهية رافلة في ألق الهُتافات الثرية والمهتاجة ،والثوار منتظمون في ترديد الاناشيد الثورية ، والكمنجات تصهل على وقع حوافر الحلم المتاتع ، وكان النيل يفوح عطراً خلاسياً مسكونٍ بالسافنا وفتيات يخاصرن الوطن، فتيات مبع ......
#ذاكرة
#المدينة
#الشاحبة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679642
احمد يعقوب ابكر : الاثنية كوعي طبقي
#الحوار_المتمدن
#احمد_يعقوب_ابكر الإثنية كوعي طبقيتعليق على ورقة ( الإثنية كمحفز للثّورات وفشل بناء الدولة السّودانية) للرفيق مالك عقارأحمد يعقوبمدخل:أزعم أن تعليقاتي على المقال المعنون بـ " الاثنية كمحفّزٍ للثورات وفشل بناء الدولة السّودانية" سيكون (إحتطاباً) في وضح النهار حيث لامجال لإختلاط الحابل بالنّابل؛ وأزعم أنّ إستخطاطيات ( إستراتيجيات) المقال يقوم على حقائق الواقع وهو إحتطابٌ بنيته ابستمولوجية في الصّيرورة أعني التّقدم والتّحول معاً؛ وهو مايطابق الديالكتيك ومعطياته الماديّة ولإفساح مجال لأن تكون النّظرية مرآة ليس لتفسير الواقع فحسب؛ وانما آلية لتغييره إذ بذلك؛ تكون النّظرية مطابقة لخطابها وأطروحاتها .إنّ جلد الذّات وعرضها لمبضع النّقد والتّقييم في عالمٍ متغيّر هوأمرٌ شجاع ومواكب للمشهد اليومي والمُغاير المختلف، وهو شئ مفقود لدى من يتعاطون السّياسة في بلادنا اليوم وأمس وربما غداً في حال لم تتغيّر إستراتيجياتنا تجاه رؤية الذات أولاً ثم الامور التي نشتغل عليها. ويمكننا التّدليل على ذلك بأن السّودانيين قد قاموا بإنجاز ثوراتٍ ثلاث ( 1964-1985-2018) ولم تنجز ثورتي 64 و85 أي شئ يذكر فيما يتعلق بالبناء الوطني أو الاتفاق على دستور دائم، بل استُبدلت الديكتاتوريات بدكتاتورية جديدة! وغاب عن هذه الثّورات الإجابة على السّؤال التّاريخي حول كيف يُحكم السودان؟ ( المتنوّع والمتعدّد) والمعرّض دائماً للحروب ، ولم يتم وضع لبنات البناء الإقتصادي المتين ولم يحسم جدل الهُويّة ، ولا حسمت جذور المشاكل التي أدت إلى اندلاع الحروب في رقعات مختلفة من البلاد ( 18 اغسطس 1955- توريت، 16 مايو1983 بور )،وقد أُتيحت للسودانيين في هذه الثورات(64-85) ؛ وضع أسس البناء الوطني وتفادي المآزق التي لاتزال البلاد تدفع ثمنها حتى الآن ، ومن الصعوبة بمكان الحكم على ثورة ديسمبر 2018( )الآن فهي كظاهرة لم تكتمل بعد ، ولكن يمكن القول أن الاولويات التي تم وضعها لتنفيذها في الفترة الإنتقالية كمناقشة جذور أزمات الحرب ووضع الحلول لها بالاضافة إلى خصوصية المناطق المتأثرة بالحرب- وقضايا الحكم والأراضي وإرجاع الحواكير الى أهلها والتّرتيبات الأمنية المُفضية إلى قيام جيش وطني ومهني موحّد وقضايا التّهميش وعدالة توزيع الثّروة والسّلطة وكذا العدالة الإنتقالية وإنصاف الضّحايا ؛إن هذه القضايا تستحق المناقشة الجّادة فهي أُس المشكل السّوداني ، وحل هذه القضايا يعني بداية التّوافق على مشروع للبناء الوطني وكذا التّوافق على دستور متّفقٌ عليه ودائم مما يؤدي الى الإستقرار السّياسي والإقتصادي فالأزمة كانت ولاتزال سياسيّة بإمتياز.موْقعة قضايا الإثنية :تطرح ورقة الرفيق مالك عقار أسئلة إستراتيجية في بنيتها حول لماذا تُعرّض مُجتمعاتٍ ما في بقعة جغرافية ما؛ نفسها إلى سلسلة من الحروبات؟ وفي عالم اليوم حيث نشهد ذوبان المُجتمعات القومية في وتلاشيها بفعل العولمة أو ( الكولونيالية الجديدة) التي طوّرت نفسها باستخدام آليات السّوق الحُر والثّقافة البرجوازية القائمة على الإستهلاك لكل ماهو مادي و ثقافي ...الخ؛ ولكن؛ هل يمكننا القول عن إنتهاء مفاهيم القوميّة والإثنيّة في عالمنا الذي يطرح قضاياه بشكل متجدّد وبالطّبع من ضمنها قضايا القومية والإثنيات؟ وكيف نُموْقع قضايا الإثنيات في هذا الطّرح الجديد أعني سُلّم الأولويات؟ اذ لاتزال معظم الحروب وخاصة في افريقيا تُخاض تحت لواء القومية بعد أن كانت أوربا تتصدر المشهد بإمتياز؟ ففي كل عقد تعترف الأمم المتحدة تقريباً بأعضاء جدد وكثير من الأمم القومية التي كانت تحسب أنها متماسك ......
#الاثنية
#كوعي
#طبقي

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=685791
احمد يعقوب ابكر : أمراض السياسة السودانية- التخوين
#الحوار_المتمدن
#احمد_يعقوب_ابكر *أمراض السّياسة السّودانية – التّخوين(1)**أحمد يعقوب**مدخل:* هذه المقالة؛ كانت نتاجٌ لمحاضرة قدّمتها في العام 2015 في معهد التّدريب السياسي بالأراضي المحررة حول " مفهوم الدولة وأنماطها" وآراء المفكرين حول الدولة وممارسة الفعل السياسي، وبطبيعة الحال قفزت إلى الذّهن أشكال الممارسة السّياسة في السّودان وأمراضها ، أُثير سؤال حول؛ هل هناك عقل سياسي سوداني يمكن تعريفه وطريقة عمله وآلياته وتأريخه بمفهوم الابستيمولوجيا، والحق ان الأمر كان مثار جدل شديد . وعلى كلّ فإن هذه المقالة لاتشكّل إلا اليسير مما قيل في تلك المحاضرة؛ وارتأيت أن أكتب عن أمراض السّياسة السّودانية مستنداً على تلك المحاضرة في حلقات خمس ستأتي تباعاً.(1)يخدع السّياسيون النّاس؛ عندما يعرضون عليهم صيغة كاملة ومثالية تضمن سعادة الإنسان، وكذلك عندما يصرون على أن قراراتهم وصيغهم التي يعرضونها هي التي ستجعل الناس سعداء، فالإنسان ليس مجرد شئ خاضع لمقاييس سياسيّة انه أكثر من ذلك ؛ كما يقول المسرحي فاتسلاف هافل" . يمكن للسّياسة أن تمنح أشياء محدودة كأن تمنح؛ حياة أسهل وتسهل للناس أن يعيشوا حياة أكثر كرامة ، وبإمكانها كذلك أن تضمن حريات معينة ولكنها على كل حال؛ لا تستطيع أن تضمن جنة أرضية كما لايسعها ان تعد الناس بسعادة ما دون ان يحركوا ساقا اويدا، وهذا هو الحد : الحد الاقصى حيث تنتهي المثالية وتبدأ اليوتبيا.يُشكّل العمل السياسي بما ينطوي عليه من سلطة وخطاب ومال وجماهير؛ المساحة الخصبة لإذدهار نظام (التّفاهة) كما يقول استاذ الفلسفة آلان دونو .عدة قضايا تبرز للسّطح، حين الحديث عن الممارسة السّياسية في السّودان؛ وأُولى هذه القضايا طريقة تصدّي الزّعماء السّياسيين للقضايا العامة وقضايا أحزابهم الداخلية وآليات التعامل مع اختلافات الرأي على المستوى العام والحزبي. يُلاحظ أن السّاسة في بلادنا يتعاملون مع الشعب على أنه؛ احتياطي بشري نمتطيه وسيلة لبلوغ مآربنا ونعتبره جاهلاً عاجزاً عن اتّخاذ القرارات، ويُلاحظ ذلك أيضاً في تعامل السّاسة مع جماهير أحزابهم، هذه العقلية ؛هي استعلائية في المقام الاول- يُرى ذلك في نمط التّعامل مع الجمهورعلى صعيد القضايا العامة حيث الإغتراب عن الواقع وبيع الأحلام والأوهام، بالإضافة لخلط الأجندة الحزبية الضيقة ؛ بالأجندة الوطنية وهناك البحث الدّائم عن انتصارٍسياسي على الأحزاب الأخرى في قضايا لا تحتمل التّخندق الايدولوجي بل تحتاج إلى إصطفاف وطني؛ الأمر الذي يظهر بوضوح في الفترة الإنتقالية المفصلية التي تعيشها بلادنا بعد الثورة.فالجماهير هي الطرف المقابل للسلطة وتؤثر بالسّلب أو الايجاب على السلطة ، ولايمكن فهم منظومة الحياة السياسية والاجتماعية بغير فهم التركيبة النفسية لكل من السلطة والجماهير وديناميات العلاقة بينهما؛ فمثلما توجد أصوات تُعلي من قيمة الجماهير وتتملقها ؛ فهناك أيضاً من يصفها بأوصاف سلبية ( راجع غوستاف لوبون).(2)ثاني قضايانا الشائكة هي: شيوع ظاهرة التّخوين وسط نخب سياسية وثقافية متباينة ويكاد يتحول إلى سمة فكرية مجتمعية بالغة الخطورة تُستخدم فيها أساليب " تافهة" في التعامل مع الخصوم من كافة التيارات السياسية وحتى داخل الحزب الواحد نفسه خاصة مع أؤلئك الذي يبدون أراء مختلفة عن رأي من يديرون الحزب، وإن المرء ليقف حائراً أمام إيجاد وصف دقيق لسياسة التعامل هذه غير وصفها بـ(المكارثية ) بعد اختفائها فترات طويلة حيث عـادت “المكـارثية” السياسية لتطل برأسها من جديد، لكن في بيئة مختلفـة عن تلك التي ظهرت من قبل، وظروف سياسية م ......
#أمراض
#السياسة
#السودانية-
#التخوين

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=691219
احمد يعقوب ابكر : أمراض السياسة السودانية- الاقصاء 2
#الحوار_المتمدن
#احمد_يعقوب_ابكر أمراض السّياسة السّودانية – الإقْصاء(2)أحمد يعقوبمواصلة لمقالنا السّابق والمعنون بأمراض السّياسة السّودانية ؛وحديثنا عن التّخوين، أقول أن التّخوين يستبطن ويقود إلى الإقصاء مباشرةً، ويبدو الأمر جليّاً في المشهد السّياسي بالبلاد قبل وبعد الثورة. يُفهم أن الوضع قبل الثّورة ؛ كان في حالة مأساوية وكارثية ، فقد أدخل نظام الإسلام السّياسي البلاد في جُحر ضبٍّ خرب واستتبع ذلك بالإبادة الجماعية وإنفصال جنوب السودان ؛ ناهيك عن الإقصاء المتعمّد لجماعات ثقافية متباينة عن؛ الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية ، وكانت آليات هذا الإقصاء بفرض أيدلوجيا أحادية - اقصائية لمكونات المجتمع السّوداني عبر الأسلمة والتّعريب، بالاضافة الى التّهميش والحروبات التي كانت نتاج مباشر لهذا الإقصاء الذي قاد إلى تشويه القيم وتخريب الشّخصية السودانية، لم يقف الأمرعند هذا الحد بل؛ أقصيت كل الأراء التي نادت باصلاح المُشكل وسُجنت وعُذّبت وشُرّدت. لم تكن ثقافة الاقصاء محتكرة لدى جهاز الدولة فقط بل؛ حتى الأحزاب السّياسية المُعارضة منها والمتحالفة مع النظام كانت؛ تُمارس الإقصاء ضد معارضيها سواء الأحزاب الأخرى أو ضد عضويتها في قضايا وأجندة وطنية وأخرى حزبية متعلقة بالإصلاح والتّطوير ولا تحتمل التّكتيك بل الإصطفاف حول حقائق الواقع.في كتابه الصادر حديثاً " نقد السياسة في امراض الممارسة السياسية " توقف عبد الإله بلقزيز على ثلاثة أمراض خطيرة تفتك بالعمل السياسي، وهي الشعبوية، والانتهازية، والعنف السياسي، فيما ركز ضمن الأمراض التي تصيب البنى المؤسسية للتنظيمات الحزبية على ثلاثة أعطاب رئيسية هي: المركزية البيرقراطية، التي تمنع التنظيمات من الإبداع والتفكير الحر، والانشقاقات التنظيمية التي تحيل على الظاهرة الانقسامية التي ناقشها "واتربوري" في حقل السياسة، وعدد من الباحثين في حقل الأنثروبولوجيا مثل غيلنر وغيرهم، ثم تعرض لمرض ثالث هو العفوية، أو الارتجال وأخذ مسافة عن الفكر العلمي. هذه الأمراض الثلاثة التي تفتك بمختلف التنظيمات الحزبية، يرى بلقزيز أنها هي التي تحوّل البنى الحزبية إلى كائنات استبدادية نرجسية تضخم الذات وتقصي الآخر، وتقتل الحقيقة حين تلغيها عن الآخرين وتنسبها فقط للذات.انعكس غياب الديمقراطية الداخلية لأحزابنا على تفاقم الأزمة؛ فغياب الديمقراطية الداخلية للأحزاب يساهم بشكل مباشر في تدني مستوى الممارسة السياسية بالبلاد، ويدفع في اتجاه تعزيز ظاهرة الانشقاقات الحزبية والوطنية على السواء، كما يعد من بين أهم عوامل العزوف السياسي. ومن نافلة القول أن التّعددية الحزبية هي من أهم شروط الديمقراطية، ولكن هذه الأخيرة لا يمكن أن تتحقق إلا عن طريق أحزاب سياسية وفاعلين ديمقراطيين، ولهذا يصح القول بأنه لن تتحقق الديمقراطية في بلادنا بدون أحزاب ديمقراطية.ما يحدث داخل المشهد الحزبي بالبلاد يعكس الوضعية الحقيقية لمستوى وطبيعة الممارسة السياسية ، التي تتميز بتغييب الديمقراطية الداخلية وعدم القدرة على تدبير الاختلاف وادارته، وهذا ما تنتج عنه ظاهرة الانشقاقات الحزبية والنماذج مبذولة، ويعزّز ممارسة الإقصاء وصراع الأجنحة داخل نفس الحزب السياسي الأمر؛ الذي يظهر الان في شكل الممارسة السياسية بالبلاد .في دولة مابعد الثورة أخذ الإقصاء طابعاً ثورياً ، تماشياً مع ما يجري من أحداث؛ يمكن للمراقب أن يُلاحظ حالات التّناحر مابين الأحزاب والكيد السّياسي في حقبة مفصلية من تاريخنا الحديث؛ إقصاءٌ متعمد لكيانات عمّدت الثّورة بدمائها، إقصاء لكل من ينادي باصلاح خلل ما .....الخ . ......
#أمراض
#السياسة
#السودانية-
#الاقصاء

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=691371
احمد يعقوب ابكر : أمراض السياسة السودانية- الاستبداد وصعود الإنتهازيين
#الحوار_المتمدن
#احمد_يعقوب_ابكر أمراض السّياسة السّودانية – الإستبداد وصعود الإنتهازيين (3)احمد يعقوبعتبة أولى:لم تعد استقالة أعضاء الأحزاب السياسية في بلادنا أو تحوّلهم من كتلة إلى أخرى؛ تثير الدّهشة أو الإستنكار، بل تحولت إلى ظاهرة مألوفة من فرط تواترها، وهو ما أفضى إلى ضرب من التّطبيع السّياسي والإعلامي والنّقدي معها. بيد أن بعض الاستقالات مازالت تحمل شروط الإثارة ودواعي القلق، وذلك بسبب ما يحف بها من ملابسات وما تطرحه من إشكاليات.يمكن القول أن "الاستبداد الحزبي" لا يرتبط بعمر القائد أو بمرجعيته أو برامجه، فلا سلامة من هذه المعضلة حتى كادت أن تكون جزء من الهوية السياسيّة السودانية.يؤدي الاستبداد الحزبي وسياسة مسرح الرجل الواحد الذي تمارسه أحزابنا السياسية ؛ إلى تحوّل النشطاء والأعضاء من أتباع منضبطين مطيعين إلى أعضاء لا حدود لأحلامهم، فمتى ارتطمت تطلعاتهم مع رغبات القائد أو الرئيس اختاروا التّمرد والاستقالة ويمكن للمراقب أن يلاحظ هذا السلوك في ظل ثورة ديسمبر المجيدة وهو أمر مرتبط بالسياق العام، فالأجواء السّياسية سيّالة متحوّلة متقلبة، وهو ما يبيح الاستقالات المتواترة والانسلاخات المتكررة قناعة أو خوفًا أو طمعًا أو استسهالًا أو تطبيعًا مع الظاهرة، لذلك ينبغي النظر إلى تبريرات المستقيلين من أحزابهم بعين نقدية، فقد تُخفي سردية رفض التفرد والاستبداد سرديات أخرى فيها الموضوعي والذاتي والاختياري والاضطراري والرصين والانفعالي والعاطفي أحيانًا.*(1)*العتبة أعلاه؛ تُحيلنا مباشرة إلى أن التّخوين والإقصاء ينتهي بإستبداد فرد ما أو مجموعة أفراد، تتحكم في كل شئ؛ إذ تخلو السّاحة من الأصوات المعارضة والمنادية بالتّغيير نتيجة للتّخوين والإقصاء؛ ويتحوّل شكل الممارسة السّياسية إلى مسرح الرجل الواحد المستبد ، ومثلما قلنا في المقال السابق أن غياب الديمقراطية الداخلية للأحزاب السياسية يُساهم في تشويه شكل الممارسة السياسية بالبلاد؛ فإن الأحزاب التي ينتهي قادتها بممارسة الاستبداد تنتج نخبة فاسدة تزيّف وعي الجماهير وسرعان ما تستعبدها لصالح اوليغارشية انتهازية تصعد بسرعة مستغلّة أزمة الأوضاع الداخلية في الحزب المعين وهو ما ينعكس على شكل الممارسة السياسية في الفضاء السياسي العام بالدولة المعينة .كان روبرت ميتشل قد لاحظ، في عام 1911م، في كتابه الشهير: الأحزاب السياسية، أن هناك مشكلة تجابه جميع التنظيمات، بغض النظر عن ديمقراطيتها أو شموليتها، ألا وهي ظاهرة النّخبة المسيطرة (الأوليغارشية/ الأوليغاركية). حيث تقوم هذه النخبة بتقوية وتقديم مصالحها على مصالح الجماهير، وذلك مصحوباً بسلبية الجماهير. وقد سمى ميتشل هذه الظاهرة العامة (التي توجد في جميع التنظيمات السياسية) بالقانون الحديدي للأوليغارشية/ الأوليغاركية Iron Law of Oligarchy.ووفقاً لـ ميتشل، فإن هناك عوامل تؤدي إلى نشوء هذه الظاهرة. ويمكن شرحها كالآتي: إن الحياة الحديثة تجمع أناس كثيرين ذوي مشارب شتى، ولكيما يحقق الناس مطالبهم المشتركة بأكبر قدر من الفاعلية تنشأ ضرورة التنظيم، والتنظيم يتطلب شيئين مهمين: تفويض السلطة (Delegation of power)، والبيروقراطية وبالتالي التراتبية Hierarchy. وحسب ميتشل، فكلما كبرت التنظيمات وتعقدت العمليات تطلب الأمر تركيز السلطة في أيدي قليلة من أجل المزيد من الفاعلية. ولكن الذين تتركز السلطة في أيديهم يسعون بكل ما يملكون لتكريس سلطتهم وللحفاظ على هذه السلطة وتعضيدها في المستقبل، الأمر الذي يؤدي إلى سيطرة هذه النخبة والعمل لخدمة مصالحها باسم الجماهير ......
#أمراض
#السياسة
#السودانية-
#الاستبداد
#وصعود
#الإنتهازيين

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=691865
احمد يعقوب ابكر : اوهام المؤامرة في الخطاب السياسي السوداني
#الحوار_المتمدن
#احمد_يعقوب_ابكر أوهام المؤامرة في الخطاب السّياسي السّوداني (4)أحمد يعقوبمواصلةَ لمقالاتنا المعنونة بـ " أمراض السياسة السّودانية" تأتي هذي المقالة لتقرأ وتلامس جانب من ؛ تبدّيات الشّعبوية وأوهام المؤامرة في خطابنا السّياسي. فبعد مرور ستة عقود ونيف على تكوين الدّولة ؛ لازالت البلاد مستمرة في بحثها عن المشروع الوطني الذي يجمع كل هذا التّعدد والتّنوع تحت جغرافيا واحدة تؤمن بأن المواطنة المتساوية هي أساس الحقوق والواجبات. طوال عقود من تشكل الدولة إلى الوقت الراهن؛ عانت بلادنا من مشكلتين ولاتزال ؛ أولاً :عجز أنظمة الحكم المتعاقبة عن تطوير إطار قومي للحكم قابل للتطبيق وانتهاج عملية ديمقراطية سليمة للبناء الوطني مؤسسة على الأشكال المتعددة للتنوع السوداني ؛ ثانياً: فشل هذه الأنظمة في صياغة وتفصيل برنامج اقتصادي سليم لمعالجة التخلف الاقتصادي والتنمية الغير المتكافئة.ما وصلت إليه البلاد من تردي في كل المناحي؛ تتحمل وزره كل الأحزاب السّياسية ببلادنا ؛ والمشهد السّياسي المقام الآن وما يفرزه هو نتاجٌ لتشوهات الممارسة السيّاسية الداخلية للأحزاب ؛ الأمر الذي ينعكس على الفضاء العام .فبجانب التّخوين والاقصاء والاستبداد الذي تمارسه الاحزاب السياسية في حيزها الضيّق أعني ( الممارسة الداخلية ) فهي أيضاً تسوّق لخطاب المؤامرة دائماً ؛ هذه المؤامرة هي سلعة جاهزة تستخدم في كل الأوقات وفي كلا المستويين من أشكال الممارسة السياسية ؛ داخلياً ما بين أعضائها وضد الاحزاب الأخرى وخارجياً على مستوى ممارسة العمل العام في الدولة لتتجلى الأزمة في شكل الخطابات الشعبوية التي نتابعها في وسائل الاعلام كل يوم . أدى تغيب التنافس الدّيمقراطي و إحترام الرأي الآخر و النقاش العلمي العقلاني داخل تنظيماتنا إلى مسلكين يصبّان في هدف واحد، يتناول الأول العلاقات الحزبية الداخلية حيث ينظر إلى الاختلاف في الرأي أو معارضة القرارات الحزبية للزعيم بمثابة تمرد تقف وراءه مؤامرة تستهدف وحدة الحزب والتاريخ مبذول ويمكن الرجوع لارشيف تاريخنا السياسي ؛فيما يتصل المسلك الآخر بنظرة الأحزاب إلى بعضها البعض، وهي نظرة تضمر كل واحدة منها وجود مؤامرة تهدف تقليص الموقع أو الإطاحة به.لا شك أنّ الأزمة التي تعيشها بلادنا هي نتيجة مباشرة للأزمة التي تعيشها الأحزاب السياسية وهي أزمة فكرية، وسياسية، وتنظيمية شاملة، كما أنّها أزمة فهم لمتطلبات الواقع، ومتطلبات التطور، والانسجام معها، إذ أنّها أخذت في أشكالها الحالية، ونهجها وأساليب عملها تلعب دوراً معرقلاً لمتطلبات التطور، وتزيد من تفاقم الأزمة التي تعيشها مجتمعاتنا ، فهذه الأحزاب بحاجة ليس فقط لمعالجة أزماتها فحسب، بل ولتجديد نفسها باستمرار في جميع نواحي بنيانها. لا داعي لمزاحمة عقل القارئ بالحديث عن نظرية المؤامرة سياسياً وسوسيولوجياً ولكن يمكن القول أن المؤامرة ؛ فعلٌ بشري يتغذى بالاحقاد وعمائها ، وبالسلوك الانتهازي وبتعويد الذات على إيذاء الاخر. فالمؤامرة تنتظم في فعلٍ جماعي ؛ إذ التآمر بما هو تشاورٌ على الاذية يقتضي تنسيقاً بين إثنين على الاقل ضد الغير؛ المؤامرة في هذه الحدود هي تقاطع ارادتين أو أكثر في فعل خسيس بقوم على تنسيق مؤذٍ وعلى خبرة في انتاج الاذى وعلى سعي الى تدمير الاخر.التّخوين السّياسي ؛ الذي يحيل إلى المؤامرة مباشرة، يعبر عن عقلية إقصائية تحكّمية استبدادية، وعن أزمة سلوكية وفكرية سياسية، بل أخلاقية تعاني منها اليوم كل ألاحزاب السياسية بالبلاد، مما يفقدها الشرعية عاجلاً أو آجلاً ويجعل بعض الأطراف تحاول إستغلالها الأمر الذي يمكـّن ا ......
#اوهام
#المؤامرة
#الخطاب
#السياسي
#السوداني

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=693120
احمد يعقوب ابكر : مخاض الانتقال وبناء الكتلة الانتقالية
#الحوار_المتمدن
#احمد_يعقوب_ابكر مَخَاض الإنْتقال وبِناء الكُتْلة الإنْتقالية(1-3)أحمد يعقوبأعادت ثورة ديسمبر؛ الإعتبار للمُجتمع كمتغيّر مُستقل ومُهم في علاقته بالدّولة، مع تعميقها للشّعور القومي حين اتفقنا ولأول مرة كسودانيين على كلمة ( تسقط بس). وفتحت المجال أمام إعادة النّظر في طبيعة العقد الاجتماعي - الذي ينظم العلاقة بين الفرد والدولة، وبين المجتمع والدولة. لقد وضعت الثّورة مفهوم الدولة العميقة، القائمة على تشابك مصالح الفساد مع مصالح المؤسسة الأمنية، وعلى حرمان المجتمع من أي قدرة على الحركة المستقلة أو الحُرية أمام الطّاولة لإسقاطها.لكنها طرحت إشكالية أخرى تتعلق بشكل الدولة وطبيعتها التي تروم إعادة بنائها، وما يتعلق بها من مسائل مثل تطبيق الشريعة،والحريات العامة،ومشاركة المرأة والاقتصاد وعلاقة الدين بالدولة ...الخ؛ جلّ هذه القضايا الان أصبحت مجرد ترف فكري حين نقارنها مع الصفوف الطويلة للخُبز والوقود ؛ وحين يفكر المواطن يومياً في طريقة ايجاد ما يسد به رمقه. إن الاطاحة بنظام حكم الحركة الاسلامية من السلطة عبر ثورة ديسمبر ؛حدث تاريخي دون شك لكن؛ ذلك لا يعني بالضرورة ان تنتهي الأمور في بلادنا نهاية سعيدةّ! لأن نجاح الثّورة لا يتمثل بلحظة سقوط نظام الحكم! والمثال على ذلك ما حدث في أوروبا من ثورات عام 1848 فالثورة مصيرها الفشل ولن يلمس المواطن العادي التغيير ما لم يتم: تفكيك البنى والمؤسسات القديمة وظهور قوى سياسية جديدة على السّاحة ؛ وهو ما تفتقده ثورتنا التي تعاني من تخبط واضح ومن غياب الرؤية والبرنامج وقد مُنيت بقيادة فاشلة على كل الأصعدة. فالنّظام القديم في جميع التجارب أقلية عددية، ولكنها تملك وسائل التأثير السّياسي، ومؤسسات الإنتاج الاقتصادي، ومنابر الإعلام، وعلاقات خارجية متشعبة... والخ!في وقت ما من العام السابق؛ كانت الآمال هي التي تُغذي حلم البلاد والعباد بسودان جديد وأفضل وذلك بعد سقوط نظام الحركة الاسلامية؛ والآن بعد عام ونيف من ذلك السقوط بُعث القنوط من مرقده لتدخل البلاد في حالة من التوهان والضباب؛ حين تكونت حكومة الثورة، بشقيها السيادي والوزراء وبشراكة بين المدنيين والعسكر أقرته الوثيقة الدستورية؛ شراكة تشهد تشاكسات كل يوم مما يعقد الأزمة أكثر ويُضعف الانتقال السلس. أن ما تعيشه بلادنا الان وما يشهده مسرحها السياسي من محاولة إنتقال وعبور إلى الدولة (المحترمة)؛ تبدو متعثرة وغير مضمونة النتائج والعواقب؛ والانتقال نفسه مواجهٌ بتحديات خطيرة أولها ؛ حالة التّوهان والتخبط الذي تعيشه الحكومة بشقيها السيادي والمدني. وداخل هذين الشقين هناك ثلاث مراكز سلطوية تصارع للسيطرة على مقاليد الامور بالبلاد وتقديم نفسها كمسيح مخلص لشعبنا الذي يعيش حالة من الغيبوبة العاطفية في تعاطيه مع القضايا السياسية التي تؤثر عليه ويؤثر عليها وهو يعيش حالة إصطفاف عرقي لم تشهده بلادنا من قبل!؛ وإنقسام وتوحد على أسس اثنية وجغرافية ضيقة.قضايا فترة الانتقال حددتها شعارات الثورة بوضوح وهي قضايا استراتيجية تتعلق بوضعية البلاد نفسها؛ لكن الخيبة التي مُنيت بها الجماهير تبدو واضحة للعيان فالعدالة لم تتحقق حتى الان والسلام يقف ضده أعضاء كُثر وأولهم: جزء من مكون الحكومة نفسها؛ أما الحرية فتم اختزالها في ممارسات أقل ما توصف بأنها نتاج طبيعي لشعب مكبوت طيلة ثلاثين عاماً. إن مسألة التحول الديمقراطي والانتقال في بلادنا، تخضع لاشتراطات داخلية وخارجية معقدة، حيث لا ديمقراطيات بعد أنظمة سلطوية، بل مرحلة انتقالية صعبة وخطرة - قد تطول - وتحتاج دوماً إلى نضال وتسويات ونخبة واسعة واعية ود ......
#مخاض
#الانتقال
#وبناء
#الكتلة
#الانتقالية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=702437
احمد يعقوب ابكر : مأزق الانتقال هل من مجال لتسوية تأريخية؟
#الحوار_المتمدن
#احمد_يعقوب_ابكر *مأزق الإنْتقال؛ هلْ مِن مَجال لتسْوية تاريخية؟**أحمد يعقوب*طِوال عقود من محاولات تشكّل الدّولة إلى الوقت الرّاهن؛ عانت بلادنا من مشكلتين ولاتزال ؛ أولاً :عجز أنظمة الحكم المتعاقبة عن تطوير إطار قومي للحكم قابل للتطبيق وانتهاج عملية ديمقراطية سليمة للبناء الوطني مؤسسة على الأشكال المتعدّدة للتّنوع السّوداني ؛ ثانياً: فشل هذه الأنظمة في صياغة وتفصيل برنامج اقتصادي سليم لمعالجة التّخلف الاقتصادي والتنمية الغير المتكافئة.تمظْهُرات أزمة الدّولة السّودانية المُتراكمة منذ عقود خلت؛ تتجلّى بوضوح في هذه الفترة الانتقالية التي نُعايشها راهناً؛ فالمأزق الذي تعيشه الدولة ( التي تعتبر في حالة تشكّل منذ استقلالها) هي أزمة العقل السّياسي السّوداني النّخبوي (يساراً ويميناً)؛ الذي يقف الآن حائراً مابين الحفاظ على الشّروط التّاريخية التي شكّلته كأزمة في حد ذاته ؛وبالتالي كان نتاج هذه الشروط: الامتياز التّاريخي الذي لايبدو بحال من الأحوال أن الدّولة ستنفك منه قريباً؛ وما بين بناء كتلة انتقال؛ ناسفة بذلك الشروط التّاريخية القديمة لمصلحة الوطن؛ خاصة مع الوتيرة المُتسارعة الآن لصعود قوى جديدة اصبح لها صوت ووجود فاعل في المشهد السياسي المقام على انقاض دولة ما بعد الثورة بكل شروطها السياسية والاقتصادية والثقافية ...الخ. ومما لا شك فيه أنّ الأزمة التي تعيشها بلادنا هي نتيجة مباشرة للأزمة التي تعيشها الأحزاب السياسية وهي أزمة فكرية، وسياسية، وتنظيمية شاملة، كما أنّها أزمة فهم لمتطلبات الواقع، ومتطلبات التطور، والانسجام معها، إذ أنّها أخذت في أشكالها الحالية، ونهجها وأساليب عملها تلعب دوراً معرقلاً لمتطلبات التطور، وتزيد من تفاقم الأزمة التي تعيشها مجتمعاتنا ، فهذه الأحزاب بحاجة ليس فقط لمعالجة أزماتها فحسب، بل ولتجديد نفسها باستمرار في جميع نواحي بنيانها. لقد أعادت ثورة ديسمبر؛ الإعتبار للمُجتمع كمتغيّر مُستقل ومُهم في علاقته بالدّولة، مع تعميقها للشّعور القومي حين اتفقنا ولأول مرة كسودانيين على كلمة ( تسقط بس). وفتحت المجال أمام إعادة النّظر في طبيعة العقد الاجتماعي - الذي ينظم العلاقة بين الفرد والدولة، وبين المجتمع والدولة. لقد وضعت الثّورة مفهوم الدولة العميقة، القائمة على تشابك مصالح الفساد مع مصالح المؤسسة الأمنية، وعلى حرمان المجتمع من أي قدرة على الحركة المستقلة أو الحُرية أمام الطّاولة لإسقاطها.لكنها طرحت إشكالية أخرى تتعلق بشكل الدولة وطبيعتها التي تروم إعادة بنائها، وما يتعلق بها من مسائل مثل تطبيق الشريعة،والحريات العامة،ومشاركة المرأة والاقتصاد وعلاقة الدين بالدولة ...الخ. إن السؤال الذي يلح باستمرار وسط حالة التكلس والسيولة السياسية الذي تعيشه الدولة ؛ لماذا يُغيب في مسار الانتقال هذا؛ التّحالفات وتحضر بقوة الاستقطابات بين النُّخب أو بين الفاعليين الاجتماعيين والسياسيين الذي يمثلون نظرياً القوى المستفيدة من قيام المؤسسات الوليدة الديمقراطية بفكر ومنهج جديد يمثّل قيم الثورة والتغيير؛ باعتبارهم يشتركون في ظاهر خطاباتهم على الأقل، في القول بضرورة تحقيق التّحول والانتقال الدّيمقراطي وارساء مؤسساته ومحاربة عودة النّظام المُباد وإرثه ؟. إن إرث مؤسسات الدولة القديمة لا يزال موجوداً وخاصة طبيعة العلاقات العسكرية المدنية؛ إذ أن المؤسسة العسكرية في بلادنا غارقة في السّياسة حد اذنيها منذ استقلال البلاد؛ اضف لذلك ان طبيعة التغيير الثّوري تظل محدودة مع وجود استقطاب وعدم تجانس بين النّخب الامر الذي يؤدي الى إعادة إنتاج النظام الق ......
#مأزق
#الانتقال
#مجال
#لتسوية
#تأريخية؟

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709745