الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
حامد كعيد الجبوري : عبد العمص شخصية غرائبية :
#الحوار_المتمدن
#حامد_كعيد_الجبوري ( عبد العمص) شخصية غرائبية :تمتاز الحواضر أي حاضرة كانت بشخوص تترك أثرا ما عند تلك الحاضرة. خمسينات وستينات وسبعينات القرن الماضي كانت الحلة تعج بأشخاص تعد غريبة عن السياق العام للمجتمع الحلي، لا أتحدث عن أغنياء الحلة ولا شعراءها ولا علماءها ولا مثقفيها ولا تجارها ، بل أتحدث عن شخصية يعرفها كل الحليين، بل ويتندر أهل الحلة بالحديث عنها وذكر نوادرها وطرفها، انه المرحوم ( عبد العمص) ، مجنون عاقل، لا عمل له، يعيش على ما يمنحه له الناس، لا أعرف اسمه الكامل، ولا اعرف لأي عائلة ينتهي نسبه، ولكني أعرف أنه كان يشيع الفرح والضحكة في أي مكان يمر به. رجل بملابس رثة وقذرة، اسمر البشرة، يترك شعر رأسه وذقنه بلا حلاقة، وحين يعطف عليه أحدهم يحلق رأسه وذقنه على نفقة ذلك المحسن، لم يكن له بيت يسكنه وكان يقضي أكثر وقته متنقلا بين المساجد والحسينيات لا لغاية التعبد، بل كان يحضر لبعض المحاضرات الدينية بسبب ان القائمين على تلك المحاضرات يقومون بتوزيع الطعام والسكائر مجانا، يقول الأستاذ حسين إبراهيم كان ( عبد العمص) يقضي لياليه بمقهى ( محمد الهبش) في محلة (الأكراد)، وبعد وفاة صاحب المقهى أصبح مكانها معملا للنجارة وترك المعمل لاحقا وأصبح عبارة عن خربة استغلها ( عبد العمص) للمبيت، اغلب الأحيان يسير حافيا، يحمل بيده عصا غليظة له فيها مآرب لا تحصى، حين يسير في الطريق العام أو الأزقة يتبعه جمهرة من الأطفال يرمونه بالحجارة، وفضلات الحيوانات، والحصى، وقشور الرقي، وغيرها، مرة تراه يركض خلف الصغار ليصدهم عنه بعصاه أو ما تيسر له من قطع الطابوق أو الحصى، ومرة تراه يهرب أمامهم وكما يقال ( الكثرة تغلب الشجعان)، كانت حجارته التي يرميها على الأطفال وغيرهم لا تخطأ هدفها إلا نادرا، حدثني الصديق الفنان ( فاضل شاكر ) قائلا، كنت ضمن مجموعة أطفال نلاحق المرحوم ( عبد العمص) ونكرر بصوت منغم ( عبد العمص عموصي، عبد العمص عموصي)، ومجموعة أطفال أخرى تقول ( عبد العمص طك ومات / شايل بجيبه عانات)، ومجموعة أخرى تقول ( عبد العمص راح يزور / جلب بطي.. عصفور)، ومجموعة أخرى من الأطفال يرددون ( عبد العمص طي.. ملص، عبد العمص طي.. ملص)، يقول الأستاذ فاضل لحق بنا بعصاه وهربنا أمامه، يقول وقفت خلف عمود الكهرباء وحاولت ان يكون جسدي النحيف خلف ذلك العمود، ولكن تسديدة ماهرة من ( عبد العمص) أصابت رجلي التي كانت ظاهرة من خلف عمود الكهرباء، ويقول أصابني بركبة رجلي وسقطت للأرض، وكانت إنسانية العاقل عبد العمص تغلبت على جنونه فوقف أمامي وقال ماذا فعلت لك يا فاضل؟، ويقول حملني وأوصلني لبيتي وقال لي هذه المرة سماح والمرة القادمة أشكوك لأبيك. كانت لعبد العمص صداقة غير متجانسة مع مدير تجنيد الحلة المرحوم العقيد (أبو شعاع) ، كثيرا ما كان مدير التجنيد يجلس عند صديق له يعمل حلاقا بشارع المكتبات، وحين يمر العاقل عبد العمص يناديه مدير التجنيد قائلا ( عبد، عبد) وحين يسمعه يدخل لذلك المحل ويجلس جنبه ويبقيان يتحدثان ولمدة طويلة كأي صديق وصديقه، ويذكر ان مدير التجنيد نقل إداريا إلى مديرية التجنيد العامة في بغداد، وكانت لأحد الحليين معاملة في التجنيد العامة لم تنجز، ويقال أن صاحب المعاملة استنجد ب عبد العمص واستأجر له سيارة وذهب به لبغداد، وفعلا استطاع أن ينجز المعاملة بوساطة عبد العمص صديق مدير التجنيد العقيد أبو شعاع . حدثني المرحوم الأستاذ ( عطا الشمري) ان المغفور له عبد العمص كان يدخل لمقهى السيد (شاكر رحمه الله)، ومقهى السيد شاكر تعد اكبر مقاهي الحلة مساحة وأكثر جلاسا من بقية المقاهي، يدخل ......
#العمص
#شخصية
#غرائبية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=736487